يا صديقي؛ أنت نفَسٌ من هذا الصبح إذا تنفس، أنت بعض هذا الإشراق الكبير.
تعال انظر معي نبينا وأصحابه ما يقولون ويفعلون! صلى الله على رسوله وسلم مزكِّيًا معلِّمًا، ورضي عن أصحابه مزكَّين معلَّمين، وألحِقنا -يا مولانا- بهم على الحب أجمعين.
عند البخاري ومسلمٍ -رحمهما الله- في الصحيحين؛ عن أنس بن مالكٍ -رضي الله عنه- قال: كنا مع النبي -صلى الله عليه وسلم- في السفر، فمنا الصائم، ومنا المفطر، فنزلنا منزلًا في يومٍ حارٍّ، وأكثرُنا ظلًّا صاحب الكساء، ومنا من يتقي الشمس بيده، فسقط الصُّوام، وقام المفطرون فضربوا الأبنية وسقوا الركاب، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “ذهب المفطرون اليوم بالأجر”.
هذي قصةٌ لا يستغرق قصُّها من الوقت شيئًا؛ لكنها تستغرق من القلب كل شيءٍ.
لا أروع من أقوالهم بعد أعمالهم غير أحوالهم! لا لا؛ الصمت في حرم الجمال جمالٌ؛ كيف به في حضرة هذا الجمال القدسي الرحيب؟! لا آخذ من دهشتك، أدعك والتأمل.