#في_حياة_بيوت_المسلمين.
هل أتاكم نبأ أولي العفاف؟ نبأٌ طاهرٌ زكيٌّ حميدٌ؛ لا يستوي أصحابه وأولو الخيانة ولا يلتقون.
العفيف تكفيه العفيفة -نفسًا وحسًّا- وترضيه، والعفيفة يكفيها العفيف -نفسًا وحسًّا- ويرضيها، ما أهنأهما بالًا وحالًا ومآلًا! هو -رَضِيُّ القناعة- لم يكشف عن أنثى قبلها فيحسب النساء كلهنَّ كذلك، وهي -نبيلة البراءة- لم تبْلُ غيره فتحسب الرجال جميعهم كذلك. إلا بلاءً يبتلي الله به أهله عليمًا حكيمًا.
فأما من فجر ولم يتب فشقاؤه شقاءٌ؛ لا يزال يقيس من يطلب على من ذاق، ضعُف الطالب والمطلوب.
وأما من فسق وتاب فإن العفوَّ -الذي يحب العفو- يتوب عليه؛ لا يزال يصدُق مولاه في توبته حتى يبلِّغه -في النكاح- بإخلاصها منازل أولي العفاف؛ غوثُ المنان كريمٌ، وكان الله توابًا رحيمًا.
يا فتيةً رضوا أرض الإسلام حشمةً وسماءه نقاءً؛ احفظوا قلوبكم وفروجكم من عاديات الهوى والشهوات؛ حتى يبسط الرحمن لأنفسكم من طيبات ما أحل لها، واعلموا أن حياتكم حياءكم، فإن زللتم فلا تسرفوا، ومن غُلب -منكم- على هوىً أو شهوةٍ فليتب من قريبٍ؛ فإن العقلاء إذا زلوا لم يضلوا، يجبرون كسور ما مضى ابتغاءَ صَفْوِ ما بقي؛ أولئك الذين فقهوا حظوظهم وأولئك هم الطيبون.