اللهم من نشر هذا فانشر

اللهم من نشر هذا فانشر له من رحمتك، وبلِّغه حج بيتك وقبولَه بحولك وقوتك.

هذه ثمانون نيةً في الحج؛ جمعتها -بتوفيقٍ من الله- لمن قصد إليه سبيلًا، وإني لأشتهي -والله- أن تطير كل مطيرٍ، فيُثيبني الله عن كل من نواها أو شيئًا منها خيرًا كثيرًا، ومن لم يحج فبلَّغه الله بهن أوفى من قَصْدِه، “نية المرء أبلغ من عمله”، ولعلها تعين أحبتي على جمع النيات في عباداتٍ أخرى.

1- محبة الله -سبحانه- بالتعبد بالحج، وما يتضمنه من شواهد الحب.

2- الإخلاص له -تعالى- في الحج كله؛ قصدًا وقولًا وعملًا.

3- شهود ربوبيته في روائع خلقه وبدائع أمره؛ على رحلة الحج جميعًا.

4- شهود ألوهيته باستحقاق عبوديته وحده لا شريك له؛ باطنًا وظاهرًا.

5- شهود أسمائه وصفاته التي أظهر -سبحانه- في رحلة الحج كلها؛ خَلقًا وأمرًا.

6- الهجرة إلى الله ورسوله، وهي تحقيق معنى التَّرك لله.

7- الغربة في سبيل الله، ولعلها تعين الحاج على احتمال الغربة في سبيل الله -بعد ذلك- بين الناس.

8- تعظيم الله بتعظيم أركان دينه، وتوقير ما فيها من عباداتٍ ومعاملاتٍ.

9- الشهادة لله ولرسوله ولكتابه ولدينه شهادةً عمليةً؛ بالحج كله.

10- تحقُّق القلب بأركان الإيمان كلها في الحج؛ بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدَر، وظهورُ كل ركنٍ منها في الحج عجبٌ عجابٌ لمن تأمل.

11- تحقُّق اللسان والجوارح في الحج بسائر أركان الإسلام؛ الشهادتين والصلاة والزكاة والصوم، وظهورُها في الحج أبينُ من ظهور أركان الإيمان.

12- حِفظ عروة الحج من عُرى الإسلام قبل أن تُنقض؛ كما نُقض غيرها والغوث بالله، ومحبة قيام الإسلام كله؛ كما قام ركنٌ منه، وظهوره على كل دينٍ.

13- الرضا بالله وبرسوله وبدينه.

14- فعل الحاج الطاعات بعد التفريط فيها، وهو تحقيق العبادة التي خُلق لأجلها.

15- مزاحمة الحاج باطنه وظاهره بمَراضي الرب جل وعلا.

16- الصبر؛ في أعمال الحج، وعن المعاصي المتروكة فيه، وعلى مشاقِّه.

17- رجاء الحاج رحمة الله، والرغبة فيما وعد به على الحج حالًا ومآلًا.

18- خوفه عذاب الله، والرهبة مما توعد به على التفريط في الحج حالًا ومآلًا.

19- تعلُّم الحاج أسرار كل نسكٍ في الحج، وتأمُّله إياها؛ حتى ينعم بها كمالًا تمامًا.

20- ابتغاء طيِّب الرزق بعد الإفاضة من عرفاتٍ؛ إذا احتاج إليه؛ في نفسه أو غيره.

21- فِعل (خبيئةٍ) في الحج لا يعلم بها إلا الله، تنفع الحاج في كربات الدنيا والآخرة.

22- إيقاظ القلب ببعث عبودياته الكثيرة العظيمة في أعمال الحج، وإنعاشها فيه.

23- ثقة الحاج بالله في تدبير حجه وما تضمَّن، وتدبير ما خلَّف وراءه.

24- التسليم لله في أعمال الحج كلها، ما ظهرت حكمته وما لم.

25- شُكر الله على آلائه الكثيرة العظيمة في الحج؛ بالقلب واللسان والجوارح.

26- الانقياد لله في عبادات الحج، والتحاكم إليه في معاملاته.

27- الصدق مع الله بامتثال أمره بالحج وما فيه.

28- ذِكر الحاج ربه على كل أحواله وأحيانه، واللَّهج به، والتدبر فيه، والحضُّ عليه؛ تسبيحًا، وحمدًا، وتكبيرًا، وتهليلًا، واستغفارًا، وحوقلةً، ذكرًا مطلقًا وذكرًا مقيَّدًا.

29- “لبيك اللهم لبيك، …”؛ ذكرٌ قائمٌ بنفسه، حقُّه التدبر والإخلاص والجهر والإكثار.

30- إيثار الله على محابِّ النفس ومشتهياتها.

31- إرادة الله ورسوله والدار الآخرة.

32- الأدب مع الله بترك ما يكره في الحج، وبفعل ما يحب.

33- اليقين في أمر الله، وما عنده من ثوابٍ في الدنيا والآخرة.

34- الافتقار إلى الله بالبراءة من الحول والقوة؛ من بدء الحج إلى منتهاه.

35- الإحسان مع الله بالتنسك على ما شرعه، ورسولُه صلى الله عليه وسلم.

36- التفقه بالأحكام الشرعية في الحج؛ نياتٍ وأقوالٍ وأعمالٍ، بنفسه أو بالسؤال.

37- الحكمة في الأقوال والأعمال؛ فيضع الحاج كل شيءٍ موضعه، ويقدُره قدْره.

38- السكينة بالله، والطمأنينة بذكره.

39- التوبة إلى الله بالنية والقول والعمل، والاستغفار الوافر الموصول؛ من سيئات القلوب، وسيئات اللسان، وسيئات الجوارح؛ في حقوق الله والنفس والخَلق.

40- محاسبة النفس في خلوات الحج، وتعليمها مراقبة الله.

41- أُنس الحاج بالله منفردًا وفي الناس؛ على رحلته جميعًا.

42- الفرح بالله والسرور بما وفَّق إليه من طاعةٍ وأعان.

43- التأمل والتدبر والاعتبار والتفكر في الحج كله؛ خَلقًا وأمرًا.

44- الإشفاق والخشوع والإخبات والخضوع؛ في الحج كله.

45- تزكية القلب وتهذيب النفس بما يترك الحاج لله، وبما يفعل.

46- التبتل إلى الله باطنًا وظاهرًا.

47- إعزاز القلب بالتوحيد، والنفسِ بالطاعة، والخُلُقِ بمعالي الأمور.

48- تفويض الحاج أمره إلى الله وتوكله عليه؛ في الحج كله.

49- الفرار إلى الله من النفس والهوى والشيطان والدنيا، ومن كل شاغلٍ عن الله.

50- التخلُّق بصفات الله التي يسوغ للعبد أن يتخلَّق بها؛ في الحج كله.

51- التخلُّق بأخلاق الملائكة والنبيين والصالحين؛ في الحج كله.

52- وَطْءُ الحاج موطئًا يغيظ الكفار.

53- الاستهداء بالحج من الضلال، والاستغناء به من الفقر، والاستشفاء به من العلل باطنها وظاهرها، والاعتصام به من الفتن؛ للحاج وأهله وذريته.

54- الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم؛ عبادةً مقصودةً لذاتها.

55- شهود مقامه صلى الله عليه وسلم، ومن حج البيت -قبْلَه- من ملائكةٍ وأنبياء.

56- التأسِّي به صلى الله عليه وسلم؛ في عبادات الحج ومعاملاته كلها، وتحرِّي ذلك.

57- زيارته وبرُّه وتوقيره وتبجيله وتعظيمه؛ صلى الله عليه وسلم، وهو بابٌ جليلٌ ضيَّعه (قليلٌ) من السلفيين جفاءً، (وكثيرٌ) من الصوفية غلوًّا.

58- وصلُه -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه؛ بشهود مشاهدهم، وتذكُّر مآثرهم.

59- زيارة قبر أبي بكرٍ وعمر رضي الله عنهما، وزيارة إخوانهم من أصحاب نبينا صلى الله عليه وسلم، والترضي عنهم، وعن غيرهم من موتى المسلمين هناك.

60- اغتنام الحاج مرابح الحج كلها؛ عباداتٍ ومعاملاتٍ، وحفظ وقته أن يضيع منه شيءٌ في غير ذلك، ولعله ألا يحج تارةً أخرى، وفي الأثر: “حجوا قبل ألا تحجوا”.

61- تعويد النفس حَسن الأخلاق في العُسر والشدة والغربة.

62- تحلُّل الحاج من المظالم ما دقَّ منها وما جلَّ، ودعاؤه لأهلها كثيرًا.

63- دعاء الحاج ربه لنفسه؛ بالمغفرة والهدى والعافية والسعة والرحمة والثبات، وبكل ما يرجوه منه -سبحانه- من حاجات نفسه وحِسِّه الخاصة، وخير الدعاء المأثور.

64- السير في الأرض، والنظر في ملكوتها وفي السماوات.

65- الدعوة إلى الله بالقول والعمل، ولسان الحال في الدعوة أفصح لسانٍ.

66- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ كلما وجد الحاج لهما موضعًا.

67- وضعُ الحاج كل جاهليةٍ يشهدها في رحلة الحج كلها، وإحلال الإسلام محلَّها.

68- البراءة إلى الله من طواغيت العرب الذين بدَّلوا نعمة الله كفرًا، وحالوا بين المؤمنين وشعائرهم، وعسَّروا عليهم طاعاتهم، وأفسدوا في بيته الحرام، ومن ساداتهم من طواغيت العجم.

69- تجديد الانتماء لهذه الأمة في محفلها الأعظم، وإعزازها، وتكثير سوادها.

70- تحديث النفس بالجهاد في سبيل الله، وهو نسكٌ غائبٌ يشابه الحج من وجوهٍ كثيرةٍ.

71- موالاة المؤمنين أجمعين؛ بمحبة الحج لهم تيسيرًا من الله، وقبوله لمن حج منهم، وبالدعاء لمجاهديهم وعلمائهم بالتوفيق والنصرة، ولأمواتهم بالرحمة، ولشهدائهم بالقبول، ولأسراهم بالحرية، ولمرضاهم بالشفاء، ولمبتلاهم بالعافية، ولعُصاتهم بالهداية، ولعمومهم بحفظ دينهم وأعراضهم ودمائهم وأموالهم، وباجتماعهم على سائر شعائر الإسلام كما اجتمعوا على الحج، وبصلاح معاشهم.

72- برُّ الحجاج معه في الرحلة كلها، والإحسان إليهم، واللطف بهم، والذلة عليهم، وتوقير كبيرهم، ورحمة صغيرهم، وهداية ضالِّهم، وتعليم جاهلهم، وإعانة محتاجهم، ومواساة مسكينهم، وجبر كسيرهم، والتصدق على فقيرهم، وإطعام جائعهم، ورجاء الخير لهم، وهو بابٌ واسعٌ عظيمٌ.

73- برُّ الآباء والأمهات باختصاصهم في الدعاء بكل إحسانٍ، ومن شرَّفه الله بصحبة أحدهما أو كليهما فقد أحلَّه الكرامة قبل حلولها، وأدخله الجنة قبل دخولها.

74- برُّ الأرحام والجيران والأصحاب وسائر أصحاب الفضل والحقوق، ومن سألوا الحاج الدعاء؛ بالرجاء الواسع الكريم لهم من الله بالخير كله؛ في المعاش والمعاد.

75- معاداة إبليس إذ يرجمه الحاج، وجنودِه من الطواغيت ورؤوس الكفر والإضلال والطغيان والإفساد في الأرض، والدعاء عليهم أن يُبَصِّر الله بهم، ويُعِدَّ لهم، ويُمْكِن منهم، ويلعنهم لعنًا كبيرًا.

76- محبة الهدى لغير المسلمين في الحج؛ بالقصد والقول والعمل والحال، وبالرجاء.

77- التضلُّع من ماء زمزم، لا يملأ أضلاعه منه منافقٌ، ورجاء الخير به.

78- الاستقامة مع الحق وفي الخلق بعد الرجوع من الحج.

79- تصريف القلب على الطاعة وتثبيته على الدين؛ بفعله ما وُعظ به.

80- متابعة الحج والعمرة؛ كلما يسر الله أسبابهما، والضراعة إلى الله بذلك.

اللهم بلِّغها عبادًا لك لا يُحصَون عدًّا، وبلِّغهم بها ما تحمده من حجِّهم حمدًا.

أضف تعليق