لِمحبةٍ وخشيةٍ وفرحٍ ومرحمةٍ؛ فابكِ يا ولدي.
ما لم يكن بكاؤك من عجزٍ؛ فأرسِله -لا تجحده- إرسالًا.
يُلقِّنونك بالعامِّية صغيرًا: “العِياطْ مِشْ للرِّجَّالة”، ويُعلِّمونك بالفُصحى كبيرًا: “إنما يبكي على الحب النساء”، وأنت من قبل صِغرك إلى بعد كِبرك بين موجبات بكاءٍ جَوَّانِيَّةٍ وبَرَّانِيَّةٍ لا تنفد؛ فأنَّى لك الصبر!
لئن ذهبت المرأة بكَمِّ البكاء؛ فقد ذهب الرجل بكَيْفه، قد تغلب كتيبةً من أسباب بكاء المرأة -في بَسَالةٍ وتَجَلُّدٍ- مدةً من الزمان، ثم يغلبك جنديٌّ منها في لحظة هُزالٍ؛ فلا يدَع عَبْرةً في مآقيك إلا اعتصرها.
لون بكاء أبيك في الحزن أسود.
طعم بكائه على الحب علقمٌ.
رائحة بكائه من القهر دُخَانٌ.
ولدي؛ حفظ الله عينيك تَهْمَلان خشيةً منه ومرحمةً بخلقه، فأما من قهرٍ فلا.