“اللهم باعد بيني وبين خطاياي؛

“اللهم باعد بيني وبين خطاياي؛ كما باعدت بين المشرق والمغرب”.

جزءٌ من دعاء استفتاح الصلاة عظيمٌ؛ طوبى لمن تدبره وصدَق الله فيه وأخلص.

“اللهم باعد بيني وبين خطاياي”؛ باعد بيني وبين خطاياي نفسًا فأمقتها، باعد بيني وبين خطاياي عقلًا فلا تخطر لي عليه، باعد بيني وبين خطاياي لسانًا فلا أخوض فيها بشيءٍ، باعد بيني وبين خطاياي سمعًا فلا تبلغني ولا أبلغها، باعد بيني وبين خطاياي بصرًا فأُصرف عنها وتُصرف عني، باعد بيني وبين خطاياي جوارحَ فلا تنشط لها بحركةٍ فما دونها، باعد بيني وبين خطاياي زمانًا، باعد بيني وبين خطاياي مكانًا، باعد بيني وبين خطاياي أسبابًا، باعد بيني وبين خطاياي أحوالًا، باعد بيني وبين خطاياي آثارًا في نفسي وجسدي وأهلي ومالي، باعد بيني وبين خطاياي عقوباتٍ في الدنيا والآخرة وفي البرزخ بينهما، باعد بيني وبين خطاياي فتنةً بها، باعد بيني وبين خطاياي حتى كأن لم تكن.

بيني أنا وبين خطاياي؛ بنفسي أبدأ لا بالخطايا، مني البداية وعلي النهاية، كما في الدعاء الآخر؛ “اللهم اغفر لي جدِّي وهزلي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي”، فهو متضمنٌ اعترافي بذنبي يا مولاي، وكاشفٌ عما أظن بنفسي من السوء واستحقاق الجزاء عليه، وإذا أبعدتني عنها ربي فأبعدها عني.

“اللهم باعد بيني وبين خطاياي”؛ خطاياي جميعًا؛ أنواعًا وأقدارًا، خطايا قلبي وخطايا لساني وخطايا جوارحي، ما اقترفت في نفسي وما اقترفت في غيري، دِقِّها وجِلِّها، خطئِها وعمدِها، جدِّها وهزلِها، علانيتِها وسرِّها، ما قدَّمت منها وما أخَّرت، ما علمت منها وما جهلت، ما ذكرت منها وما نسيت.

“كما باعدت بين المشرق والمغرب”؛ كما لا يلتقي المشرق والمغرب؛ فلا ألتقي وخطاياي، ولأنه إذا صار المغرب مشرقًا فطلعت منه الشمس؛ لم ينفع نفسًا إيمانُها لم تكن آمنت من قبلُ أو كسبت خيرًا.

يا أحبتي؛ هذا حرفٌ يسيرٌ في جزءٍ قصيرٍ من دعاءٍ واحدٍ من أدعية استفتاحٍ كثيرةٍ؛ علَّمناها نبي الله، صلى الله عليه وسلم.

أضف تعليق