المُوصُون إياي بالرفق ((هذه الأيام)) أشباه ذكرانٍ خبثاء مدلسون؛ فإني -غفر الله لي وتجاوز عني- لا أعرف إلا الرفق في مخالَقتي المسلمين، وإنما الشدة في صفحتي ((هذه الأيام)) على طوائف ثلاثةٍ لا على غيرهم من الناس؛ الموالين للطواغيت كالبراهمة مقتهم الله، ومُعَبِّدي الناس للقبور كفئةٍ حقيرةٍ من الأزاهرة والأشاعرة أخزاهم الله، والخليفية أتباع عبد الله الخليفي الزنديق المجهول فضحهم الله، وقديمًا كانت على الإخوان والبراهمة والغلاة فيما كانوا يقترفون.
ألا إن أهون شرًّا منهم الذين سخط الله على شمائلهم، فكتبَت بخذلانٍ من الله تذود عن برهامي حارق أجساد المسلمين في رابعة والنهضة أماته الله صاغرًا، وعن الخليفي سابِّ أبي حنيفة وأئمة المسلمين أماته الله زنديقًا، هؤلاء الحقراء الذائدون عن برهامي والخليفي -على خسَّتهم- أهون شرًّا ممن لا يجهر بدفاعه عن هذا وذاك ويكتب لي في الوصية بالرفق ((هذه الأيام))، وقد علم القاصي والداني ممن يعرفني -بحمد الله لا بحمدي- أني لا أسلك غير الرفق سبيلًا.
فئةٌ يغار أوباشها الأقزام العبيد على عِرض برهامي سوَّد الله وجهه، ولا يغارون على عِرض دينٍ مستباحٍ وبلدٍ مخطوفةٍ بأهلها بين مفقَّرٍ ومهجَّرٍ ومقتولٍ ومسجونٍ، بحُكم خنثى الطواغيت الذي جاء به فيمن جاء، ثم نصره فيمن نصره، مُلْبِسًا عبادته الطاغوت لَبوس الإسلام ثأر الله له منه، وفئةٌ يغار أوباشها التافهون الساقطون على عِرض الخليفي فضحه الله مزيدًا، ولا يغارون على أعراض أئمة الإسلام المفروغ من جلالتهم في الدين والمسلمين. عليكم بهم.
لن أعدم أحمق قرأ هذا الكلام العربي المبين يقول -مسلوبَ البصر والبصيرة- في تعليقٍ: لم تستكبر عن الوصية بالرفق! لم تستنكف عن النصح بالخير! لم لا تجيب هؤلاء وأولئك على باطلهم! وقد أبنت عن مذهبي في أمثالهم. إذا ساغ لي أن أرد على الطواغيت في منازعتهم الله الربوبية والأسماء والصفات والألوهية؛ ساغ لي أن أرد على البراهمة، وإذا ساغ لي أن أرد عن أعراض أمهات هؤلاء إذا رُمِين بالفاحشة -صانهن الله وزانهن- ساغ لي الرد على الخليفية.
ألا من رأى من فضلاء إخواني الرد على هؤلاء وأولئك؛ فله ما يشاء مرجوحًا رأيُه، فأما أنا فلا أدين الله فيهم وأمثالهم -ما دام عقلي محفوظًا- إلا بجَلد السياط، أمَا وقد عُطِّلت زواجر الإسلام من شريعته المعطَّلة بأسرها من طواغيت لم يزل يعبدهم برهامي، وكان الخليفي مثله إلى زمنٍ قريبٍ ثم خرس عنهم والله بحاله اليوم فيهم أخبر، أمَا وهي كذلك؛ فعليهم لساني ويميني مبسوطَين -بضياءٍ من الربِّ الحقِّ ومددٍ- حتى ترجع سياط الإسلام على الظهور سيرتها الأولى.