متكئًا على أريكته يكتب في

متكئًا على أريكته يكتب في سآمة المترفين: لا جديد في حياتي.

جديدك لا يحصى خيرُه لو أخذت نفسك بالشكران؛ قبل أخذها لك بالكفران.

لو لم تكن حيًّا وغيرك ميتٌ، وطليقٌ وغيرك أسيرٌ، وصحيحٌ وغيرك مريضٌ، وفارغٌ وغيرك مشغولٌ، ومعافًى وغيرك مبتلًى، وبصيرٌ وغيرك أعمى، ومتحرك اليد التي تكتب بأصابعها شكوى الله إلى خلقه وغيرك مشلولها، ولك هاتفٌ وغيرك لا هاتف له، ولديك شبكةٌ وغيرك لم تصل إليه؛ لو لم يكن كل ذلك الجديد عندك وأضعافه؛ ما قدرت أن تكتب هذه الكلمة الكَنُودِيَّة “لا جديد في حياتي”.

جديدك في دينك -ولا أحلى ولا أعلى ولا أغلى منه- أنواعٌ من فتن الشهوات والشبهات يدفعها الله عنك فيه، جديدك في نفسك ألوانٌ من الكروب التي لا تُبقي لأصحابها شيئًا منها ولا تذر قد سلَّمك الله منها، جديدك في جسدك صنوفٌ من الأسقام حَشَت مشافي الأرض أناسًا يرقدون في أَسِرَّتها لا يشتهون أكثر من ديمومة أمراضهم لكن في بيوتهم قد وقاك الله إياها، جديدك في أهلك ما أبقى الله لك منهم وقد سُلب من غيرك منهم من سُلب، جديدك اللطف الخفي من الرب العلي يعمل في حياتك تدبيرًا عجبًا يشهده عبدٌ شاكرٌ غير كفورٍ، فكن ذلك العبد؛ فإن الشكر قَيْدُ الموجود وصَيْدُ المفقود، وأمسك بَطَرِك.

أضف تعليق