يصابون ويأثمون؛ أولئك المفرِّطون في

يصابون ويأثمون؛ أولئك المفرِّطون في أسباب العافية وهم بها عالمون وعليها مقتدرون. فإن قيل لهم: قد أعلَمكم الله بها وأقدَركم عليها؛ فما بالكم تفرِّطون فيها! لم يجدوا على هذا جوابًا معقولًا، وكان نعيم العافية عند الله مسؤولًا.

إذا وقع القدَر عمي البصر وبطل الحذر، وإذا حلَّت المقادير ضلَّت التدابير؛ لكن لا يستوي عند الله ولا في نفسه آخِذٌ بالأسباب ومفرِّطٌ فيها، فاتقوا الله في أنفسكم عباد الله؛ فإنكم لا تملكون منها شيئًا، وإنكم على ما خوَّلكم ربُّكم مؤتمَنون.

لا أقول: إن المفرِّطين في أسباب العافية لا يؤجَرون على مصائبهم؛ لكنهم إذا أُجِروا من وجوهٍ أَثِموا من وجوهٍ أخرى؛ إذ الأخذ بأسباب العافية المعروفة المباحة المستطاعة ليس نافلةً. التفريط في العافية خِذلانٌ ومَعيبةٌ وجنونٌ وحرامٌ.

قال: فإن صَدَعْت بالحق لا أُبالي؛ كنت عند ربي مفرِّطًا؟ قلت: ليس الصَّدْع في نفسه تفريطًا؛ لكن لا تلازم بين فعل الصواب وفعله خطأً؛ “لَا تَدْخُلُواْ مِن بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُواْ مِنْ أَبْوَابٍ مُّتَفَرِّقَةٍ”؛ لم يقل: لا تدخلوا؛ بل قال: ادخلوا صوابًا.

أضف تعليق