الأرضُ في عينيهِ خردلةٌ ** وعلى عبيدِ الأرضِ نَعْلاهُ
العزُّ في كَنَفِ العزيزِ ومنْ ** عبدَ العبيدَ أذلَّهُ اللهُ
فاجرٌ قلبُه حقيرةٌ نفسُه ملعونٌ طبعُه، هو إلى الكفر أقرب منه إلى الإيمان؛ يقول لي في الخاص: “دِيِّتك قلم في أمن الدولة ومش هتشوف الأسفلت تاني”.
يا ضَرب الله قلبَك بالكفر فلا يذوق حلاوة الإيمان أبدًا، وجسدَك بداءٍ لا يَعرف له الأطباء اسمًا فلا يحسُّ لذة العافية دِيمَةً؛ أيُّ بطولةٍ في جماعةٍ من أكفر الكفار يوثقون مسلمًا أعزل فيذيقونه صنوف العذاب البشري كلَّها! أين العملقة!
ذكرت قول المتنبي: وإذا ما خلا الجبانُ بأرضٍ ** طلبَ الطَّعنَ وحدهُ والنِّزالا
ثم يا ابن الأسفلت وأبقاك الله لهيدروكربوناته عبدًا؛ هل غاية أمانِيِّ نفسك وأَرَاجِيِّ قلبك رؤية أسفلت حتى تتوعد عدوًّا لك بالحرمان منه! وهل رأيت في المحروسة أسفلت! سِرْ -يا رضيعَ رَجيعِ الخنازير- خطوةً يتيمةً خارج بلادك المنكوبة في أي جهةٍ تشاء لترى الأسفلت الذي شاء الله صُنعه من خلقه، فإذا ظفرت بما يَشْمَخُ به عقلُك من جَيِّد الأسفلت فآثِرْه على أسفلتك الرَّديء معبودًا، ودَعْنا نحن لا يَبْهَرُنا شيءٌ في الأرض ولا في السماء نعبده دونَ الله.
أظفَرَنا الله بساداتك الذين جلَّ جلالُهم في قلبك فاستقبلتهم بعبوديته واستدبرت الله؛ لِتَعْظُم ساعتَئذٍ حيرتُنا ويتِّسع تردُّدنا ما نفعل بهم! هل نمزق لحومهم ونشوي عظامهم (ثأرًا لدين الله، والحرائر المحبوسة، والدماء المسفوكة، والأموال المنهوبة، وعبادٍ يُساقون بحُكمهم كل يومٍ إلى جهنم زُمَرًا)! أم نقتلهم قتلًا ذريعًا سريعًا فنُعجِّل بهم إلى حُفر النار في أجداثهم! أم لا تعارض يستلزم الترجيح!
إنما نخاف بطش مواليك بنا الخوف الجِبِلِّي، كالذي يكون من بني آدم كلهم من بني السباع كلها، وكالخوف من المُذعِرات المُرعِبات جميعًا، ولئن خفنا هذا الخوف فقد خاف النبيون وأصحابُهم قبلنا، وأشد من ذلك الخوف على قلوبنا من الفتنة، فإنا ضعفاء مساكين عجزةٌ مفتقرون إلى الله، لا نتعرَّض للبلاء بشيءٍ إلا ما فرض علينا اعتقادُ التوحيد وألزمت فرائض الإسلام، بُرآءَ إلى ربنا من حَولنا إلى حَوله، فارِّين من قوتنا إلى قوته، لولاه لكنا كفارًا أمثالكم. واغوثاه ربَّاه لا تفتنا.