يقول أحدكم: كيف أستغفر الله

يقول أحدكم: كيف أستغفر الله وأسترحمه؛ وأنا من أنا ذنوبًا وعيوبًا!

يا هذا؛ نحن لا نستغفر الله ونسترحمه لاستحقاقنا شيئًا من مغفرته ورحمته؛ إنما نستغفره ونسترحمه لأنه هو الغفور الرحيم، هذه أكرم أسماء ذاته، وأوسع جميل صفاته، ونستغفره ونسترحمه لأنه ربنا لا رب لنا سواه، وما يدريك ما الربوبية! ونستغفره ونسترحمه لأنه المستحق كمال عبوديتنا في القلوب والأعمال، ولا جابر لكسورنا فيهما إلا استغفارُه واسترحامُه، ونستغفره ونسترحمه ولو كنا من أوليائه الذين شهد لولايتهم بنفسه في كتابه، ونستغفره ونسترحمه لأنه لا ملجأ لنا منه إلا إليه، فنستشفع بصفات جماله عند صفات جلاله، ونستغفره ونسترحمه لافتقارنا إلى مغفرته ورحمته كل طرفة عينٍ فما دونها وإن لم نكن لهما أهلًا، ونستغفره ونسترحمه لأنه جعل استغفاره واسترحامه مَنْقَذًا لنفوسنا من مهاوِي القنوط، ونستغفره ونسترحمه لنستعين بمغفرته ورحمته على النور في دياجير الدنيا، ونستغفره ونسترحمه لأن استغفاره واسترحامه عبادتان إذا فرَّطنا في أسبابهما فلا ينبغي لنا التفريط فيهما، ونستغفره ونسترحمه لأن رُجْعَانا إليه وحسابنا عليه، فإن لم يغفر لنا ويرحمنا لنكونن من الخاسرين.

أضف تعليق