#في_حياة_بيوت_المسلمين.
ما أحسنتْ إلى ابنتها أمٌّ لا تعوِّدها الحجاب شيئًا فشيئًا؛ مُحبِّبةً مُرغِّبةً، وبَغَتْ على ابنتها أخرى تعوِّدها كشف محاسنها حريصةً على ذلك؛ كأنما أُمرتْ به من الله أمرَ إيجابٍ فالمغبونة لا تفرِّط فيه!
يا نساء المؤمنين؛ إن الله محاسبٌ بناتكن -إذا بلغن المحيض- على فرائضه؛ كما يحاسبكن، فإذا جرت أقلام التكليف عليهن -بعد بلوغهن- ولم يُعوَّدن التزام حدود الله قبله؛ فبئس ما قدَّمتم لهن حقًّا.
“علِّموا أبناءكم الصلاة لسبعٍ”؛ عامٌّ هو أمرُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في كل فريضةٍ يُسأل فيها الأبناء بعد بلوغهم؛ ذلك فِقْهُ الذين أوتوا العلم، وفطرةُ الذين صان الله قلوبهم أن تضل وتَخزى.
ترى كثيرًا ممن يفرِّطن في هذا ملتزماتٍ! شقَّ عليهن آباؤهن في التكاليف صغيراتٍ فتطرَّفن في الجهة الأخرى كبيراتٍ، فوسَّعن -غيرَ واعياتٍ- ما ضيَّق الله، ونِعْمَتِ السعة والله ما ضيَّق الله.
ما الخمار صورةً من قماشٍ تواري به الحرائر ما حقُّه الإكْنان؛ بل هو حقيقةٌ من حقائق الستر الجميل، لا للمرأة وحدها؛ بل للجماعة المسلمة كلها، ولَبِنَةٌ من لَبِنَات بناء حياءٍ حفيظٍ شيَّده الإسلام.
كل بنتٍ تولد على التستر؛ فطرةَ الله التي فطر البنات عليها، ثم إذا شاء الآباء رعاية فطرة الله حقَّ رعايتها فعلوا ولهم الحسنى من الله، وإن شاؤوا فرَّطوا فيها فجَرَت عليهم في التفريط سنة الله.
“الحجاب حجاب القلب”؛ كذلك يقول المتهتكون الدُّعَّار، يحفرون بين الظاهر والباطن خنادقَ تردمها حقائق الوحي والفِطَر والواقع كل ساعةٍ ردمًا، فأما الأطهار فيعلمون ما لله من قوانينَ بينهما.
“وهذه الأمور الباطنة والظاهرة بينهما ارتباطٌ ومناسبةٌ؛ فإن ما يقوم بالقلب من الشعور والحال يوجب أمورًا ظاهرةً، وما يقوم بالظاهر من سائر الأعمال يوجب للقلب شعورًا وأحوالًا”؛ ابن تيمية.
المؤمنون يدخلون في دين الله كافةً، والمنافقون يضربون بعضه ببعضٍ، يقول الأولون: الحجاب في ظُلَلٍ من العقائد والشرائع والأخلاق، ويقول الآخرون: المحجبات خيرٌ أم المثقفات السافرات!
الإناث والثناء؛ يفعل الإطراء في نفس الأنثى فعل السِّحر، وليس ذلك بعيبٍ فيها، إنما البَلِيَّة أن تُنَشَّأ الأنثى على ثناءٍ زائفٍ بمحاسن جسدها؛ هنالك تذْبُل محاسنها القلبية والعقلية في نفسها وتُذْوَى.
هي هي المفرِّطة في حجاب ابنتها، وما بين يديه وما خلفه من معاني الستر الجميل والحياء الحفيظ؛ مَن تُفيق على درجةٍ من صفاقة ابنتها لم تخطر على قلبها يوم فرَّطت فيه؛ ولاتَ حينَ مناصٍ.
يا نساء الإسلام؛ هذا حرفٌ لا يزيِّن العنف في تعويد بناتكن هذه الشريعة الحسناء؛ بل يذكِّركن أن الخير عادةٌ، وأن الستر بالتستر، وأن حق الحياء الذي صوَّر الله البنات عليه الحفظُ والحراسة.