كنتما صديقين؛ سُجن وبقيت حرًّا، السجن الوَحدة والوَحشة والعَنت والعَناء، ومن قبلُ ومن بعدُ فقدُ الاختيار، والحرية هي الحرية، لله في قدَرَيكما عبادةٌ؛ عبادته فيه الصبر، وعبادته فيك الشكر.
تصدقني؟ الشكر أشقُّ من الصبر، مؤنة الرخاء أعظم من مؤنة الشدة، في العافية من البلاء مثلُ الذي في البلاء من العافية، وانظر ما اقترفت بحريتك منذ عَدِمَها صديقك! “كَلَّا لَمَّا يَقْضِ مَآ أَمَرَهُ”.