رميت الفتى ببصري حين رمى

رميت الفتى ببصري حين رمى قمامةً في الشارع قائلًا يضحك: “نضَّفها يا سيسي”.

يا مسكين؛ وهل ينظِّفها عدو الله! إنما يُحني ظهرَه على الأرض كلَّ ساعةٍ بئيسةٍ -في سُعَار الحر أو زمهرير الشتاء- ليلتقطها؛ والدٌ أو والدةٌ أو أخٌ أو أختٌ يعملون -مضطرين مساكين- في النظافة.

يا حبيبي؛ إني سمعت الطيب المطيَّب يقول: “إن الله جميلٌ يحب الجمال”، وقال: “لقد رأيت رجلًا يتقلَّب في الجنة في شجرةٍ قطعها من ظَهْرِ الطريق؛ كانت تؤذي الناس”، ويقول: “بينما رجلٌ يمشي بطريقٍ؛ وجد غصن شوكٍ على الطريق فأخَّره، فشكر الله له، فغفر له”، وقال: “الإيمان بضعٌ وسبعون -أو بضعٌ وستون- شعبةً؛ فأفضلها قول: لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبةٌ من الإيمان”، ويقول: “يصبح على كل سُلامَى من ابن آدم صدقةٌ؛ تسليمُه على من لقي صدقةٌ، وأمرُه بالمعروف صدقةٌ، ونهيُه عن المنكر صدقةٌ، وإماطتُه الأذى عن الطريق صدقةٌ، ..”، وقال: “عُرِِضَتْ عليَّ أعمال أمتي؛ حَسَنُها وسَيِّئُها، فوجدت في محاسن أعمالها الأذى يُمَاطُ عن الطريق، ووجدت في مساوئ أعمالها النُّخاعة تكون في المسجد لا تُدْفَن”؛ صلَّى الله على شيخ النُّظَفَاء المُطَهَّرين وسلَّم.

أضف تعليق