“وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا”؛ فرغ من كل شيءٍ إلا من ذكر موسى.
رباه ذا صباحٌ جديدٌ؛ أصبحت فيه أفئدة والدات الأسرى فارغاتٍ، قد فرغت من كل شيءٍ إلا ذكر ثمراتها، وإنهنَّ ضعيفاتٌ عاجزاتٌ، ما لهنَّ إلى أبنائهنَّ سبيلٌ إلا برحمتك، قد فوضن سلامتهم إليك، وتوكلن في نجاتهم عليك، وهنَّ -المسكينات- يحسنَّ بك الظن على كل قضاءٍ تقدُره، يوقنَّ بأنك أولى بهم منهنَّ حيًّا قيومًا؛ رباه فاملأ أفئدتهنَّ سكينةً برجاءٍ فيك كريمٍ؛ أنك لا تخزيهنَّ فيهم ولا تخذلهنَّ، فتثبتهم أينما كانوا أجمعين؛ حتى تسلِّمهم غير خزايا ولا مفتونين، يا مولى الموالي؛ لا إله إلا أنت.