لا دار بين الجنة والنار

لا دار بين الجنة والنار تنتظر الذين كانوا مذبذبين بين سبيلَيهما.

كل دعوةٍ إلى الإسلام (عقيدةً أو شريعةً) لا تجاهد الطواغيت -وإنْ بالبيان- دعوةٌ إلى الباطل، وإن مَخْرَقَتْ لأصحابها؛ “يَآ أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَآفَّةً”، “ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ”، وغيره أعوج.

في الخمر؛ لعن الله -جلَّ وعزَّ- كل من أعان عليها بشيءٍ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لعن الله الخمر، وشاربها، وساقيها، وبائعها، ومبتاعها، وعاصرها، ومعتصرها، وحاملها، والمحمولة إليه، وآكل ثمنها”، وفي الربا؛ لعن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كل من أعان عليها بشيءٍ، فقال جابرٌ رضي الله عنه: “لعن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- آكل الربا، وموكله، وكاتبه، وشاهديه”.

يلعن الله والرسول من أعان على كبيرتين مجرَّدتين، واللعن: الطرد من رحمة الله في الدنيا والآخرة “إِلَّا مَن تَابَ”؛ ما يفعل الله ورسوله بأعوان الطواغيت (قلوبِ الشياطين في جثامين الإنس)؟!

الطواغيت المنازعون الله ربوبيته وصفاته وألوهيته، الطواغيت المخاصمون الله حاكميته وتشريعه ودينونته، الطواغيت المبدلون عقائد الإسلام وشرائعه، الطواغيت المحاربون الله ورسوله والمؤمنين، الطواغيت الفارضون على الناس -بالرَّغَب والرَّهَب- توحيدهم وعبادتهم، الطواغيت النهابون ثروات البلاد والعباد لكروشهم وفروشهم وعروشهم، الطواغيت المفسدون الأرض بكل وسيلةٍ وحيلةٍ، الطواغيت السائقون إلى جهنم من الناس -بأنواع الكفر والضلال والظلم والفسق- كل ساعةٍ زمرًا، الطواغيت الصادون عن سبيل الله -بمكر الليل والنهار- يبغونها عوجًا، الطواغيت مضلُّو العقول هتَّاكو الأعراض سفَّاكو الدماء سجَّانو الأنفس، الطواغيت المعذبون جماهير الناس بعامةٍ والمؤمنين بخاصةٍ؛ بأنواعٍ من العذاب أخجلت الشياطين، الطواغيت الموطِّئون الأرض والناس لمسيح الضلالة الدجال، الطواغيت جنود إبليس والجاهلية المخلصون؛ لعنهم الجبار -رؤوسًا وأذنابًا- ومن والاهم أبدًا.

يا أيها الذين آمنوا؛ إني لنفسي ولكم ناصحٌ، وعلي وعليكم شفيقٌ، ربنا الله خير الفاصلين، ونبينا الرسول الماحي، وكتابنا الفرقان، وديننا ليس بالهزل؛ لا تنفعكم مع الله عقيدةٌ ولا شريعةٌ ولا معاملةٌ حتى تبرؤوا لوجهه من الطواغيت ومن والاهم، ولو كانوا آباءكم أو أبناءكم أو إخوانكم أو عشيرتكم، وإن طالت لحية موالي الطواغيت إلى سرته وقصُر قميصه إلى ركبته، وإن كان رمزًا إخوانيًّا عاهرًا لا يبرح شريعة النظام العالمي مُطوِّعًا الناس لعقيدته؛ فاصدعوا بما تؤمرون، وسلوا مولاكم الثبات.

أضف تعليق