صباحكم -أهلَ الإسلام- كفرٌ بالطاغوت،

صباحكم -أهلَ الإسلام- كفرٌ بالطاغوت، وإيمانٌ بالله، صباح “العروة الوثقى”.

الدين أخبارٌ وأحكامٌ؛ “وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا ۚ”؛ صدقًا في الأخبار، وعدلًا في الأحكام.

من بدَّل -في الدين- خبرًا واحدًا كفر بالإجماع عينًا؛ كما لو قال قائلٌ: شهر أغسطس الذي أُنزل فيه القرآن، ومن بدَّل حكمًا واحدًا كفر بالإجماع عينًا؛ كمن لم يمنع الزنا مطلقًا، أو منعه لكن لم يجعل عقوبته العقوبة الإلهية؛ لا فرق في الإسلام بين مبدِّلٍ في أخباره، وبين مبدِّلٍ في أحكامه.

تلك عقيدةٌ إذا تردد قلب عبدٍ فيها كفر؛ وإن صلى وصام وزعم أنه مسلمٌ، كيف يكون مسلمًا لله مؤمنًا به من لا يرى كفر من بدَّل خبرًا من أخبار الإسلام، أو حكمًا من أحكامه؟! لا والله لا يكون أبدًا.

ألا إن من شك في كفر الطواغيت المبدِّلين عامة شرائع الإسلام، المحاربينها بمكر الليل والنهار، السجانين مَن خطر على قلبه إقامتها، الموالين كلَّ مُعَادٍ لها، الشاهدين على أنفسهم بالكفر، ومن قبلُ هم كفارٌ بما نازعوا الحَكَم الأعلى حاكميته (الحاكمية: حقُّ الحُكم)، ومن بعدُ هم كفارٌ بجملة مكفِّراتٍ أخرى؛ ألا إن من شك في كفرهم بالعين طاغوتًا طاغوتًا؛ لم يكن له من الإسلام حقيقته وإن كان له بعض صورته، وقد ختم الله على قلبه، وخسف بعقله، وأهان نفسه، وأضله عن سواء السبيل.

أضف تعليق