على الله تتوكل القلوب، وعلى

على الله تتوكل القلوب، وعلى الأسباب تتوكأ الجوارح.

“فَفَتَحۡنَاۤ أَبۡوَا⁠بَ ٱلسَّمَاۤءِ بِمَاۤءࣲ مُّنۡهَمِرࣲ * وَفَجَّرۡنَا ٱلۡأَرۡضَ عُیُونࣰا فَٱلۡتَقَى ٱلۡمَاۤءُ عَلَىٰۤ أَمۡرࣲ قَدۡ قُدِرَ * وَحَمَلۡنَاهُ عَلَىٰ ذَاتِ أَلۡوَاحࣲ وَدُسُرࣲ * تَجۡرِی بِأَعۡیُنِنَا”.

ترمق عينُ أحدهم “فَفَتَحۡنَاۤ”، “وَفَجَّرۡنَا”، “وَحَمَلۡنَاهُ”، “بِأَعۡیُنِنَا”؛ فلا تكاد جوارحه تتوكأ على الأسباب، وترمق عينُ آخر “بِمَاۤءࣲ مُّنۡهَمِرࣲ”، “عُیُونࣰا”، “ذَاتِ أَلۡوَاحࣲ وَدُسُرࣲ”؛ فلا يكاد قلبه يتوكل على الله، وترمق كلتا عينيك أفعال ربك كلَّها وأسبابه جميعَها؛ فيتوكل قلبك على الله، وتتوكأ جوارحك على أسبابه، وذلك الحق.

يا أهل غزة؛ إن في

يا أهل غزة؛ إن في صبركم ويقينكم وثباتكم لآياتٍ كبرى.

يجزع غيركم وتصبرون، ويرتاب سواكم وتوقنون، ويزيغ عَداكم وتثبتون.

كلما عاينت هذا قلت لأحبتي: الله أعلم حيث يجعل بلاءه.

لا يُستدل بظاهر الشدائد على باطنها، وإن لُطف الله بكل نازلةٍ لمحيطٌ.

من كان عن قانون الحب بين الله وصفوته أجنبيًّا؛ فليتنحَّ.

إن ما بين المبتلِي والمبتلَى لأسرارٌ، وإن دون الأسرار أسوارٌ؛ ما لنا ولها!

اللهم أنت المولى، وبكل مستضعفٍ أولى، وإنا عارفون.

مع احترامي لحضرتك: لعلها تقال

مع احترامي لحضرتك: لعلها تقال لهجاء قبيلتك، ومن تشدَّد لها.

أنا مش بَفْتِي: لعلها تقال لإباحة ما عُلِمت حرمته من الدين بالضرورة.

بدون قطع كلامك: لعلها تقال لقطع أنفاسك نفسِها عن نفسك.

اللهم لا شماتة: يقولها وغدٌ وقلبه يُقَهْقِه راقصًا.

اللهم لا حسد: يقولها عينُه اشتهاءَ زوالك لا زوال النعمة.

اللهم لا غِيبة: يقولها نفسُه بين يدَي عجائب بَهْتِه وغرائب إفكه.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: كم قالها دحيحُ إغواءً بالإلحاد وإغراءً!

فمن خادعَته زخارف العناوين عن حقائق المضامين في دنياه أو في الدين؛ فقد سَفِه نفسَه ليس بالمتين، وإن أحب الرجلين إلى الله نافذٌ بصرُه مكينٌ.

واغوثاه رباه! لا إله إلا

واغوثاه رباه! لا إله إلا أنت سبحانك إنا كنا من الظالمين.

اللهم لا يأس من فضلك ولا قنوط من رحمتك؛ أنَّى وأنت الله!

اللهم أنج المستضعفين من المؤمنين في السودان وغزة وسائر الشام والعراق، وأينما كانوا، أنت على كل شيءٍ شهيدٌ، وأنت العزيز الرحيم.

اللهم أنج المستضعفين من المؤمنين في السودان وغزة وسائر الشام والعراق، وأينما كانوا، أنت على كل شيءٍ شهيدٌ، وأنت العزيز الرحيم.

اللهم أنج المستضعفين من المؤمنين في السودان وغزة وسائر الشام والعراق، وأينما كانوا، أنت على كل شيءٍ شهيدٌ، وأنت العزيز الرحيم.

اللهم لا يأس من فضلك ولا قنوط من رحمتك؛ أنَّى وأنت الله!

واغوثاه رباه! لا إله إلا أنت سبحانك إنا كنا من الظالمين.

حرفٌ قاصرٌ في الوفاء لسيدي

حرفٌ قاصرٌ في الوفاء لسيدي الشيخ خالد صقر:

هذا العظيمُ ألستَ تعرفهُ ** العزُّ بينَ يدَيهِ والجاهُ

الأرضُ في عينَيهِ خردلةٌ ** وعلى عبيدِ الأرضِ نعلاهُ

العزُّ في كنفِ العزيزِ ومنْ ** عبدَ العبيدَ أذلَّهُ اللهُ

اليوم تمامُ سنةٍ ميلاديةٍ من وفاة شيخنا الوليِّ المجاهد الطغاةَ بلسانه وماله الداعي إلى الله بقوله وعمله: خالد صقر، بُعَيْد عشر سنين قضاها في سجون الكفرة الفجرة بؤسُها في كتابٍ لا يضلُّ ربي ولا ينسى، صابرًا على شدائد المحبس ما أكبرها وأكثرها! وعلى سرطانٍ عمل في جسمه الواهن أعماله، مستعذبًا عذابه في رضا محبوبه الأقدس علا وتعالى، محتسبًا ما لقي في نفسه وأهله وماله عند مليكٍ مقتدرٍ لا يُخاف ظلمًا ولا هضمًا، غيرَ مبدِّلٍ -برأفةٍ من الله ورحمةٍ- تبديلًا، وما كانت جريمة الشيخ الجليل لدى طواغيت مصر -بصَّر الجبار بهم، وأعدَّ لهم، وأمكن منهم، ولعنهم لعنًا كبيرًا- سوى (لا إله إلا الله: اعتقادًا لها، وعملًا بها، ودعوةً إليها، وثباتًا عليها).

إن لم يكن ذلك العبد الصالح وأمثالُه من المُمَسِّكين بالكتاب لا يخافون في الله لومة لائمٍ أولياء لله؛ فليس لله في الأرض كلها أولياء.

لم يكن أبهى من لسانه الفصيح بعد وجهه الصَّبيح إلا فؤادُه الصَّليح، وكان حَسن الموالاة على الإسلام والسنة لا يعدوهما، ضاربًا في كل غنيمةٍ بسهمٍ معاشرًا كل طائفةٍ على أحسن ما معها، قد أظهر الربُّ جليل معتقده في أعدى أعدائه الطواغيت بعد الثورة المغدورة أيَّما إظهارٍ.

لا أعلم مسجدًا كبيرًا في حلوان كلها؛ إلا علا الشيخ منبره أمَّارًا بالمعروف نهَّاءً عن المنكر، وكم خطب ووعظ في محافظات مصر بالحكمة والموعظة الحسنة على بصيرةٍ غير هيَّابٍ ولا طائشٍ! وكم أصلح الله به بين أزواجٍ وأرحامٍ وإخوانٍ وجيرانٍ! قد جمع له بين الرحمة والرَّشد جمعًا عجبًا.

تعرفون شيخ شيوخ حلوان الفقيه الكبير المربِّي أجيالًا مصطفى بن محمدٍ تقبل الله منه ورضي عنه! قد كان شيخُنا خالدٌ أنجب أصحابه لديه، وأقربهم إليه، وأكرمهم عليه، وكم درَّس لنا في دوراته! فأرضاه مولاه.

إذا رأيته من بعيدٍ رأيت جادًّا فتخايلت قُرْبَه عَسِرًا، فإذا خالطته من قريبٍ ساعةً من نهارٍ وجدت رِفْقًا وبِشْرًا، جاورته في مدينة حلوان -حفظها الله تُعْجِب الزُّراع وتغيظ الكفار- ثماني عشرة عامًا متشرِّفًا متبرِّكًا، وازدانت به داري غيرَ مرةٍ، وعقد نكاح أختي الصغرى على زوجها منذ عشرين عامًا.

ربَّاه يا مولى الموالي؛ املأ جَدَث عُبيدك نورًا وحبورًا وخيرًا بينهما موفورًا، واترك عليه في الآخرين ذكرًا جميلًا لا يزول، واجبر أهله وأصحابه من بعده بأكرم الجبر وأبقاه، وألحقنا به كافةً ثابتين غير مفتونين.

كانت الحاجة أمَّ الاختراع، فصار

كانت الحاجة أمَّ الاختراع، فصار الاختراع أبا الحاجة.

يخترعون لك ما يُجاوز التحسيني، ثم يحوجونك إليه -بالرَّغَب- فإذا هو عندك حاجِيٌّ، ثم يضطرونك إليه -بالرَّهَب- فإذا هو لديك ضروريٌّ، ثم إذا أنت بذلت له نفيسك؛ أغريت به سواك بنفسك، حتى تضحى آلةً رخيصةً تكفي مخترع الزخرف مؤنة تنفيقه، ومهما عظُم في أعيُن الناس بنيانُ سلعةٍ بباطلٍ؛ بقي في عين الله حقيرًا؛ فقل لنفسك كلما بَهَرَها تافهٌ: “كَلَّا لَيُنبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ”.

تحسبون هذا حَرًّا! إنما الحَرُّ

تحسبون هذا حَرًّا!

إنما الحَرُّ الذي يعانيه السادة الأحرار في السجون والمخيَّمات.

واغوثاه رباه أرأفَ رحيمٍ وأرحمَ رؤوفٍ؛ لطِّف لهم هواءك، وبرِّد لهم ماءك، واجعل شدة هذا الحَرِّ فداءً لهم من حَرِّ شمس يوم القيامة، واحبس حابسيهم في نار جهنم يتقلبون في صنوف عذابها أبدًا، اللهم فرجًا دانيًا واسعًا عجبًا.

لا غادر الرحمن رحمةً في يومه المشهود هذا؛ إلا أحاطكم بها.

كفى بربنا شهيدًا.

اليوم يوم الرجاء؛ فعلى الخوف

اليوم يوم الرجاء؛ فعلى الخوف فغلِّبوه، متزمِّلين بالحب متدثِّرين.

ما شِكاياتُكم في حياتكم كلِّها إلا من عيوبٍ وذنوبٍ وكروبٍ؛ فاليوم أنزلوا الثلاثة بالله ربكم، ما ظهر منها وما بطن، ما دقَّ منها وما جلَّ؛ أن يصلح العيوب، ويغفر الذنوب، ويكشف الكروب، مستبشرين بنعمةٍ منه وفضلٍ، أنه يستجيب لكم رحيمًا قديرًا، هو عليه هَيِّنٌ.

رب كيف لا أوقن بقبولك؛ ولو شئت ما فتحت لي إلى دعائك بابًا، ولعسَّرت عليَّ في الضراعة أسبابًا! أمَا وقد أدخلتني عليك طامعًا راجيًا؛ فإني معظِّمٌ فيك الطمع موسِّعٌ فيك الرجاء؛ فأسألك ذلك لي ولوالديَّ، ولأصحاب الحقوق عليَّ، والذين هم للدعاء سائليَّ.

من أسعدُ اليوم من عبدٍ أحسن الظن بالله؛ فكان الله له عند ظنه!

الله: العسير به يسيرٌ، والبعيد

الله: العسير به يسيرٌ، والبعيد به قريبٌ، والمُغلَّق به مفتوحٌ، والمُفرَّق به مجموعٌ، وهو بآمالنا وآلامنا محيطٌ؛ لكنه يقبض عليمًا ويبسط خبيرًا، لا يُجرَّب ولا يُمتحَن، من عامله على اليقين الأتمِّ أدهشه بظهور حكمته، ومن سلَّم له في السراء والضراء أشهده آثار رحمته، أولى بنا منا، وهو الكفيل الجميل.