كم من مريدٍ للخير لن

كم من مريدٍ للخير لن يصيبه! كم من مسيءٍ من حيث قصد الإحسان!

قرأت منشورًا لفاضلٍ -رضي الله صدقَ قصدِه- يبشر فيه أهل مصر بالنصر!

تبشير المؤمنين -على أي حالٍ لهم- بتخفيف البلاء شيءٌ، ووعدهم بالنصر شيءٌ آخر.

لو بشرهم حبيبنا برأفة الله التي تدفع الضر ورحمته التي تجلب النفع؛ لكان سَدادًا وإحسانًا.

أي نصرٍ؟! بأي سبيلٍ؟! بأي ميزانٍ؟! بأي قوةٍ؟! بأي أُناسٍ؟! لأية غايةٍ؟! على أي عدوٍّ؟!

يا ذاك المبشر قومه -على حين غفلةٍ من الدنيا- بالنصر؛ رويدك قلوبًا منهَكةً ونفوسًا مجهَدةً.

إننا في معركةٍ لا يتبصَّر فيها أهل الحق حقهم إلا قليلًا، ولا يعرفون عدوهم إلا يسيرًا.

إن عامة المجتمعين -اليوم- على إباء الطغيان؛ ليسوا في “الحدِّ الأدنى” من الواجب الحربي سواءً؛ الحد الأدنى من النظر الصحيح إلى الحق الصريح الذي لا يشفع في الدَّفع سواه، والحد الأدنى من العمل السديد على النهج الرشيد الذي لا يُقبل في النصر عداه، لكنا نتباشر باجتماعنا عليه.

قاتل الله دعوات التخذيل والإرجاف والاعتزال؛ لكن ما هكذا علمنا الله ورسوله وأولو النهى.

لا تدَعوا موطئًا يغيظ عدوكم إلا وطئتموه؛ في نظرٍ وعملٍ، مستعينين خير الفاتحين متوكلين عليه.

طريق المعركة طويلٌ، ليس أولُه انقلابَ العسكر على صورة الحكم، فإنهم كانوا كما لم يزالوا حقيقته، وإن ربنا لم يكلفنا بلوغ آخره، بل كلفنا معرفته وأن نبذل فيه أسبابنا، من مات في بعضه نجا.

قُتل بالأمس عشرةٌ من شباب المسلمين في قلب العاصمة، وقبلهم -على حدود ليبيا- أبرارُ آخرون.

ما أظن الآتي في مصر -لعن الله محتليها- إلا شرًّا مستطيرًا يهون به كلُّ هَوْلٍ قبله، لا أقوله إلا لتستعد للخطوب عقولٌ وقلوبٌ؛ فلا تذهلنا فُجاءات الحوادث، ولا تخبط بنا باغتات الكوارث.

ذلكم الواقع مبينًا؛ لا تفصح قراءته إلا عن هذا، لا بالتمني ولا بالتحلي؛ عافيتك اللهم هي أوسع لنا.

واقعٌ لا تقضي فيه سمادير الإخوان ومن يلفُّ لفَّهم، ولا خزعبلات السلفيين ومن يجدِّد عبثهم، ولا طرائف المتفلسفة والمكتباتية ومن يزهو بهم، ولا آمال الثوريين والجهاديين ومن يحتكر الحق لهم؛ بل هو واقعٌ شديد التركيب، طوبى لمن تبلَّغ إلى فقهه فأنذر قومه، ومن ضلَّل فأخزاه الله.

لا أساوي بين هؤلاء ولا أشتغل به؛ فاجمع عقلك على التفكر والاعتبار، لا تبدِّده كعادة الهوى فيه.

كأني بك تقول: عهدتك تثوِّر الناس وتبشِّرهم؛ فما بالك -الساعةَ- تعوِّقهم وتقنِّطهم؟ أقول: “لا إله إلا الله”؛ هي جواب ذي الجواب غيري، ومن لا جواب له مثلي، والحول والقوة بالعزيز الحكيم.

ليس في هذا إلا المكاشفة، ويبقى حسن ظننا بربنا رجاءَنا الرحيب، عبادةٌ قائمةٌ لوجهه الباقي.

عوذتك بالله -صديقي- من ويل المطففين؛ أن ينحِّيك حرفٌ أغضبك، فينبذ بصرَك عن حشد الكلام.

ذا المغفرة؛ الطف بأحوالنا لمعاشنا ومعادنا، وبارك على أسبابنا التي أوليتنا؛ أنت الكريم الكبير.

أيها المسلم؛ احرس ميزانك الذي

أيها المسلم؛ احرس ميزانك الذي أنزل الله مع الكتاب؛ ما قرن الله بينهما عبثًا، وليس عامة الاختلاف والتدافع على الكتاب، بل في الميزان، وإن الله تكفل بحفظ الكتاب ووكل إليك حفظ الميزان، لكن حفظ الله لكتابه في مبانيه، أما معانيه فحفظها بالميزان، ولا يكون حفظ الميزان إلا بفقهه وحراسته والعمل الصالحمن طوائف أربعةٍ، أعداء

كل ما يذوقه أهل اليمن

كل ما يذوقه أهل اليمن السعيد اليوم -كشف الله عنهم البأساء والضراء- من جُمَلِ عذاب المشركين؛ في موازين سيئات شيوخ الطواغيت الأذلاء البؤساء؛ الخائنين منهم والدراويش لا فرق، أذكر رموزهم بالمقت واللعن والعار، أولئك الذين أيدوا عاصفة اليهود والصليبين وأوليائهم على الإسلام وأهله؛ من مصر والخليج والشام والمغرب وغيرها من بلادنا المحتلة، ومن قبل ومن بعد، ما أهونهم على الله!

هذا الحرف عن أمنا عائشة

هذا الحرف عن أمنا عائشة قبسٌ من نور النبوة:

“إن العباد يعيِّرون ولا يغيِّرون، والله تعالى يغيِّر ولا يعيِّر”.

إي والله يا أمي؛ يعيِّرون ولا يغيِّرون، ويفضحون فيفسدون؛ كفى بالله.

أيها الآيبون من غربة الذنوب؛ ناجوا بها من يغيِّر ولا يعيِّر؛ هو بأسرارها أخبر، وعلى مداواتها أقدر، وإياكم والفضفضة بالخطايا، إلا ضرورةً إلى عبدٍ جميلٍ نبيلٍ؛ يدنو فيستركم، ويحنو فيجبركم.

بينما الله -في سمائه- يفرح بتوبة عبدٍ ضلَّ عنه؛ إذ أراذلُ من الخلق -في الأرض- يسخرون منه.

لا ينقضي عجبٌ من عبدٍ هو أحوجُ الناس إلى ستر الله؛ كيف يخطر على باله هتكُ أستار الناس؟!

أما الهاتكون المعيِّرون فويلهم؛ جزاؤهم -في الدنيا والآخرة- من جنس إثمهم؛ يُقرَّعون ولا يُسترون.