أليس دميمًا ذميمًا رميُك كلَّ

أليس دميمًا ذميمًا رميُك كلَّ محذرٍ طريقتَك؛ بالحسد؟!

لا أحصي كم قرأت لفلانٍ -هنا- مثل هذا؛ كلما حذَّر الناسَ ضلالَه محذرٌ.

لو أنه يُوسِع المنكرين إفكَه سبًّا؛ لكان أَصْوَنَ له وأَزْيَنَ.

يا قطعةً من العجرفة المبرقشة؛ جتك نيلة عليك، وعلى اللي بيهيصوا لك.

ألا إن شرًّا من المتكبر نفسًا؛ وضيعٌ يفسح لخيلائه عليه.

هذا لك حاسدٌ، وذاك عليك حاقدٌ، كلٌّ منك منفسنٌ؛ كم يلهو الوهم بفِنائك!

ربنا اهده، وإلا فاكبته، واحفظنا بين مساكينك المخبتين.

قال قائلٌ: من الأبعد؟ قلت: لا تضرك جهالته ما نفعتك بحاله موعظة الله.

جربوا ترك صناعة الأصنام عامًا، ثم عودوا. لا عدتم.

المشيخة هي المشيخة، مقامٌ لأُولي الخشية كريمٌ؛ لكن أصنام تاني يا عالم!

وتارةً أخرى؛ “اللي تنفخ فيه؛ ميفرقعش غير في وشك”.

قال: ألا ترى الشام -اليوم-

قال: ألا ترى الشام -اليوم- وما صار إليه!

قلت: كذلك الجهاد بأهله مُذ شرعه الله لهم يا صديقي.

دفعٌ وطلبٌ، علمٌ وجهلٌ، عدلٌ وجورٌ، ثابتٌ ومتغيرٌ، دماءٌ وأشلاءٌ، أسرٌ وجرحٌ، نقضٌ وبناءٌ، اجتماعٌ وافتراقٌ، قوةٌ وضعفٌ، قدرةٌ وعجزٌ، عزمٌ وفتورٌ، اختيارٌ واضطرارٌ، مهادنةٌ ومنابذةٌ، تجردٌ لله وإخلاصٌ للحق ونزوعٌ إلى النفس والدنيا، أرباحٌ وخسائر، نظامٌ وفوضى، تدبيرٌ وعبثٌ، تفريطٌ وغلوٌّ، نورٌ وعَمَايةٌ، كرٌّ وفرٌّ، حقٌّ وباطلٌ ومحتمَلٌ بينهما، غلبةٌ وفشلٌ وحالٌ بينهما، كلُّ ذلك.

إذ يتداخل الدينيُّ والسياسيُّ والاقتصاديُّ والنفسيُّ والثقافيُّ والاجتماعيُّ والعسكريُّ؛ فتكون سننُ الله الجاريات بأهلها، لا تجد لسنة الله تبديلًا، ولا تجد لسنته تحويلًا.

وإذ تمزج حكمة الله بين كسب عباده وبين أقداره؛ ليقضي -عزيزًا رحيمًا- أمرًا كان مفعولًا.

كيف بالجهاد في زمنٍ عمَّ فيه الجهل والظلم، وغلب فيه الضعف والعجز؟!

فالواجب تسديد السادة أهله سددهم الله وأيدهم؛ بإعانتهم على البر والتقوى، والنكيرِ عليهم في الإثم والعدوان، من المجاهدين والقاعدين سواءً، ومدِّهم بكل مشروعٍ مقدورٍ، والدعاءِ لهم على كل حالٍ، وعطفِ قلوب الناس عليهم، واللحاقِ بهم لمن استطاعه وكان أحبَّ إلى الله موقعُه.

لا أن يُخذَّل عن سبيلهم، ويُشنَّع على أخطائهم، ويُفسَد ذات بينهم؛ فتُكشف ظهورهم، ويُعان الكفر عليهم، وتخرب ديار الإسلام بعد خرابها، وتُنقض عرى الإسلام فوق نقضها.

إن هؤلاء الذين ينظرون ويُنظِّرون وينتظرون جهادًا نتفق فيه مع أعدائنا -بكل مودةٍ وصفاءٍ وعبير وشيماء- على زمانه ومكانه وخططه ووسائله ومدته وغايته؛ حمقى أو مجرمون.

ظَنُّ الجاهلية، حُكْمُ الجاهلية، تبرُّج

ظَنُّ الجاهلية، حُكْمُ الجاهلية، تبرُّج الجاهلية، حميَّةُ الجاهلية.

بأركانها الأربعة؛ أتمت الجاهلية الكافرة برمضان استعدادها لرمضان.

أليس ذلك بكافٍ غيرةَ أفئدة المؤمنين برمضان؛ ليتأهبوا له؟

حسبُك نظرةٌ يسيرةٌ إلى إعلاناتهم في الشوارع؛ ليعلن قلبك عن يقظته.

قال: قل لي في هؤلاء الفجرة قولًا بليغًا؛ يقيني سوء مكرهم.

قلت: بينك وبينهم دينٌ وأعراضٌ ودماءٌ وأموالٌ وأسرى؛ أنَّى يفتنونك؟

أقسم الشياطين جَهَدَ أيمانهم؛ ليُفسدُنَّ عليك ليل الشهر ونهاره.

كأني بك الآن تقسم جَهَدَ أيمانك: “أفلحتُ في شهري وخاب المبطلون”.

قال: آمنت برحمة الله ومغفرته

قال: آمنت برحمة الله ومغفرته يا أبتِ، لكنك لا تعلم ما بلغت ذنوبي.

قال: يا بني؛ قد أحاط الله بها علمًا، وقد جمع بين رحمته ومغفرته وبين ما علم.

“رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ”.