ذاكرة اليوتيوب المرعبة! “وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ

ذاكرة اليوتيوب المرعبة!

“وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَّعَ أَثْقَالِهِمْ”.

“لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم”.

“ومن دعا إلى ضلالةٍ؛ كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه”.

ما كان يخطر ببال الأقدمين من الكافرين والفاجرين الذين صُوِّر لهم من أعمال الكفر والفجور ما صُوِّر؛ ما كان يخطر ببالهم أن الله -جلَّ جلاله- يمكر بهم -“وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا”- هذا المكر العظيم؛ فيحفظ سوءَ أعمالهم في الدنيا هذا الحفظ، وينشرها لهم في العالمين ذاك النشر، “فَوَفَّاهُ حِسَابَهَ”.

كم من مساكين ساكنين في قبورهم يقلِّبون الناس في الحرام بآثارهم إلى يوم القيامة!

حَسْبُ مبتغي الفجور -اليوم- ضغطةُ زرٍّ واحدةٍ ليبلغ بميتٍ أو ميتةٍ شهوته أو شبهته، اللهم سلِّم.

أما المعاصرون منهم فقاصدون إلى عقوبة ربهم، أولئك الذين خطئوا السلامة وأولئك هم الخاسرون.

يا عبد الله؛ إذا غلبتك نفسك على معصية الله فاقتصد في كيفها، واقتصد في كمِّها، فليست المعاصي مقصودةً في نفسها، وما فاتك من كمِّها أو كيفها فلا تأسَ عليه، بل احمد الله بمعافاته كثيرًا.

إياكم -يا رحمكم الرحمن ونجَّاكم- ومُذيَّلاتِ الذنوب؛ تلك التي يموت صاحبها وتبقى هي حيَّةً من بعده؛ تشير بالخزي إليه، وتشهد بالعار عليه، وما عُصي ملكُ الملوك بها؛ تجدَّد العذاب بأسبابها.

“رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ

“رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ”.

لا يقرؤها عبدٌ منَّ الله عليه بالإسلام من غير طلبٍ ولا جهدٍ؛ إلا خلعت فؤاده.

أما أوجع ما قرأت في تأويلها فما رواه أبو جعفر الطبري -رحمه الله- عن عبد الله بن عباسٍ وأنس بن مالكٍ -رضي الله عنهما- أنهما كانا يتأوَّلانها يوم يحبس الله أهل الخطايا من المسلمين مع المشركين في النار، قال: فيقول لهم المشركون: ما أغنى عنكم ما كنتم تعبدون في الدنيا، فيغضب الله لهم بفضل رحمته، فيخرجهم، فذلك حين يقول: “رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ”.

كبيرٌ عظيمٌ ذو الجلال والإكرام وتباركَ؛ يمنُّ بالإسلام رحمةً، ثم ينجِّي به غيرةً.

لا إله إلا الله؛ ما أحقَّ رحمته بالإسلام ابتداءً، وغيرته له انتهاءً؛ أن نعمل لأجله أثناءً!

كم لكم عليَّ أجمعين -أصدقاءَ

كم لكم عليَّ أجمعين -أصدقاءَ ومتابعين- من حقوقٍ حِسَانٍ!

أحلف بالوليِّ الودود لا وفاء لكم؛ إلا دعائي متضرعًا “أحبَّكم الله”.

“لا والله، لا يلقي الله حبيبه في النار”؛ قالها محمدٌ صلى الله عليه وسلم.

لأجل قول سيدي أدعو لكم ** أحبــُّـكم يحبــُّـكم محبــُّـكم

أحبَّ اللهم أحبابي، وأحبَّ من أحبوا أن تحبَّهم، وأعنهم على ما أحببته لهم.

“فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ * إِنَّ

“فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ * إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ”.

كم يُوثِقُ القرآن بين عمود الإسلام، وبين ذروة سنامه!

“وانتظار الصلاة بعد الصلاة؛ فذلكم الرباط”؛ كذلك فعلت السنة بينهما.

الأوفياءُ لصفوف المؤمنين، في مساجدهم وفي الميادين؛ أولئك الموفون بعهد الله.

من خان حيَّ على الصلاة خان حيَّ على الجهاد؛ أولئك الخاذلون الأقدام سلمًا وحربًا.

عبدٌ يخفُّ إلى الجماعة، يقلِّب قدميه بين بيوت مولاه؛ ذلك المنعَّم بالجنة قبل دخولها.

اللهم ثقلًا لمن خفَّ وتثبيتًا لمن قلَّب؛ ثقلًا في مؤازرة أوليائك، وتثبيتًا في قتال أعدائك.

قال: ما تحب من الطيبات

قال: ما تحب من الطيبات لمن تحب؟

قلت: المحافظة على صلاة الجماعة حيث يُنادَى بها.

لو أحسَّ المفرط فيها شوقَ مريضٍ وأسيرٍ ومطارَدٍ إليها؛ ما فرط فيها.

كم من الطاعات يفرط العبد فيها طوعًا واختيارًا؛ فيُحرَمها بعزة الله قهرًا واضطرارًا!

“ولا يزال قومٌ يتأخرون حتى يؤخرهم الله”، “لِمَن شَآءَ مِنكُمْ أَن يَتَقَدَّمَ”.

أليس ذو الجلال والإكرام بمستحقٍّ لهرولة قلبك إليه؟

ما ناداك محبوبك فأجبه حيث يناديك.

كيف تجدون نسيم صباح يوم

كيف تجدون نسيم صباح يوم نبيكم أيها السادة المجاهدون؟

صبَّحكم الله بكمال تسديده وتمام تأييده، وجعل رحمتكم بينكم، وبأسكم على عدوكم.

أما والله لو توهب الأعمار والطاقات؛ لوهبناها رخيصةً لكم.

“وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ”.

“فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا”. “رَضُوا بِأَن يَكُونُوا

“فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا”.

“رَضُوا بِأَن يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ”.

“فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلَافَ رَسُولِ اللَّهِ”.

إذا غلبتك نفسك على معصية الله؛ فاغلبها ألا تضحك ولا ترضى ولا تفرح بها.

ليس شرط المحب العصمة، لكنه لا تقر عينه في معصية حبيبه، ولا يطمئن قلبه بمخالفة معبوده، يعلم أن إثمه ليس مرادًا لذاته فيصرَّ على بلوغ منتهاه، بل هي غلبة نفسه وشيطانه وهواه ودنياه، فإن أقبل من نفسه على ذنبه جانبٌ نأى منها جانبٌ، وإن نشط في جهةٍ من جنايته كَسَلَ عن جهةٍ أخرى، فهو في خطيئته -مهما لجَّ فيها- قلِقٌ مضطربٌ، معتلٌّ مشوَّشٌ، أشعثُ الروح حتى يفيء إلى باب الله، كاسِفُ البال حتى يصلحه الرحمن بمتابٍ، كأسيرٍ يرسُف في أغلاله فيثَّاقل بحِملها وئيدًا، ولسان حاله:

ربِّ أنت المحبوب، لكني مغلوبٌ.

أحبك ولا أستطيع، وأريدك ولا أقدر.

أنا في المعصية غريبٌ، أتوب من قريبٍ.

اللهم إني وإن عصيتك أحبُّ طاعتك وأدعو إليها وأحبُّ أهلها وأغبطهم عليها، وأكره معصيتك وأُجافي أهلها وأُبغِّضُها إليهم وأدلُّهم عليك.

اللهم إن قارفَتْ جوارحي مغاضبَك فلِشدَّة فقري ومضاعَف عجزي، أما قلبي فمطمئنٌ بمحبتك، ساكنٌ بتوحيدك، راغبٌ في خير يدك.

ربِّ إني لا أضحك في مُحادَّةٍ لك أو مُشاقَّةٍ لرسولك، فإن ضحكتُ فإني ظلومٌ جهولٌ؛ ظلومٌ متسلطٌ على سلامتي، جهولٌ أسعى إلى عَطَبي.

ربِّ كيف أرضى بمعصيتك وقد صدَّق إبليسُ بها ظنَّه “لَأُغْوِيَنَّهُمْ”؟! أم كيف ينشرح بها صدري وقد جعلتَ انشراحه وضعَ وزري؟!

ربِّ كيف أفرح بمقعدٍ خلاف رسولك وإن قعدته؟! كيف وعيني غائبةٌ عن وجهه؟! كيف وهو في الحَرِّ من دوني؟! كيف وإبطائي أتعب روحه؟!

ربِّ حين خلعتُ ثوب حسنةٍ اطمأننتُ إلى ثوب سترٍ لم يزل يواريني عريانًا، وحين تنكَّبتُ بسيئةٍ فلِمَا عوَّدتني عند الأوْبة من كريم الوصل.

“وعزتك وجلالك لئن طالبتني بذنوبي لأطالبنك بعفوك، ولئن طالبتني ببخلي لأطالبنك بكرمك، ولئن أمرت بي إلى النار لأخبرن أهل النار أني أحبك”.