إنما وجع الدنيا كله يوم قالت فاطمة للصحابة:
أطابت نفوسكم أن تحثو على رسول الله التراب؟!
موقع حمزة أبو زهرة الرسمي
إنما وجع الدنيا كله يوم قالت فاطمة للصحابة:
أطابت نفوسكم أن تحثو على رسول الله التراب؟!
ما بال نفرٍ ممن يبينون للناس ما اختلف فيه من مسائل الشريعة والسعةَ فيها -مشكورين في هذا على استطالتهم فيه وبه- يوهمونهم -بطرائق أجوبتهم- الإجماعَ على كثيرٍ من مسائل السياسة والجهاد؟!
ليست أسطورةً، بل محادثةً مسطورةً:
قال: إنما يحاسب السفيرَ -إن كان أخطأ- النظامُ التركيُّ.
قلت: صدقت؛ لا يقضي في سيدنا أبي جهلٍ؛ كمولانا أبي لهبٍ.
قال: لو كان “مولود” صادقًا؛ لسلَّم نفسه للجنود الأتراك.
قلت: بوركت؛ ليحكم فيه أمير المؤمنين؛ بشرع أحكم الحاكمين.
أسرانا يا مولانا.
“وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ”.
“رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا”.
“إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ”.
“وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا”.
“إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ”.
“رَبُّكُمْ ذُو رَحْمَةٍ وَاسِعَةٍ”.
“وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ”.
“إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ”.
“يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِّن سَعَتِهِ”.
بحق سعتك التي تغني منها، وسعة كرسيك السماواتِ والأرضَ، وسعة مغفرتك كلَّ ذنوب عبادك، وسعة رحمتك وعلمك كلَّ شيءٍ؛ وسِّع -“وَاسِعًا حَكِيمًا”- من بعض ما بقول الجلال: “وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ” على مساكينك الأسرى، واقسم لهم من بعض ما بقول الإكرام: “إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ” نصيبًا وسيعًا.
لست أدري -سيدي الولد الوالد مولود- هل نستحق دمك الذي أرخصت؟
لعل الله ربك -إذ نسينا صلاة جنازتك في الأرض- صلَّى عليك هو في السماء.
لولا ما بالزوايا من خفايا، ولولا ما بالأمة من بقايا؛ لضننتُ بدمك علينا.
أراق وليُّنا لأجلنا دمه، فشغلنا عنه دم عدونا، وثأرنا لحرمته تأصيلًا وتفصيلًا.
أما قاتله، وهل يقتل مؤمنٌ بكافرٍ؛ فقد قضت فيه شريعة النظام العالمي.
أيها المسلم: ثيابَك من الجهل طهِّر، ورجزَ الدَّنِيَّاتِ فاهجر، ولا تستكنْ تستدبر.
عن الملعون سفير روسيا، وعن السيد الوالد “مولود”:
المحمودُ اللهُ جلَّ جلالُه، والمصلَّى عليه محمدٌ وآلُه، وبعد:
– صياغة الحكم الفقهي مجمَلًا بأسلوبٍ أدبيٍّ؛ لا ينزع عنه الفقهية.
– دين الله مولانا -علا وتعالى- أن الرسل لا تقتل، مفخرةً من مفاخره.
– عقد الأمان من محاسن الإسلام الكريمة، وهو شريعةٌ لجميع المسلمين.
– في القتل غدرًا تفصيلٌ فقهيٌّ يعرفه أهله، لا كما تظن جماهير المسلمين.
– الخلاف في هذه المسائل بين أهلها (البصراء بالفقه والواقع)؛ سائغٌ محتملٌ.
– رضي الله عن أحبةٍ كرامٍ من طلاب العلم؛ حذروا الناس القول فيها بغير علمٍ.
– ما عواطف أقوامٍ بأضرَّ على الإسلام وأهله؛ من جفاف آخرين، وكلٌّ يضر.
لم أتكلم هنا في أمان عدو الله وقع أم لم يقع، ولا بم يقع الأمان، ولم أقل إنه يقتل لأنه كان محاربًا على وجهٍ مخصوصٍ، وفي كل هذا تفصيلٌ.
المنشور في حرفٍ واحدٍ تجاوز هذا كله؛ لو كان رسولًا ولا والله الحقِّ لا يكون، وأمَّنه السادة الصحابة -رضي الله عنهم- أجمعون، ثم دخل ديار (المسلمين) فنقض عهده (بما هو معلومٌ من وظائف السفراء -اليوم- الاستخباراتية والحربية، وبما هو كائنٌ من “بوتين وأردوغان” إذ يحارب الأول الإسلام يحرق -الساعةَ- أهله، ويحارب الثاني الإرهاب!!)؛ أيبقى أمانه مع كل هذا؟!
أكثر المتكلمين هنا في الأمر لا يبلُغون هذا منه؛ يتكلمون في أنه رسولٌ، وأن له أمانًا. قد سلَّمنا تاركين المناقشة الآن؛ أيبقى أمانه بعد نقضه العهد بمثل ذا؟!
جمهرة نقولات إخواننا -المتواضعين بالعلم والمتكبرين به- معلومةٌ لا تخفى، ولم يختص الله فلانًا وفلانًا بحقائق العلم ودقائقه كما تُوِهِمُ الطريقة النكراء.
وكلامي هنا في معنىً واحدٍ؛ معرفة عمل السفارات وعمل أهليها ولا سيما ساعة الحرب، ثم معرفة ما لروسيا وتركيا وما بينهما فيها، ثم البحث في “نقض عهد الأمان” بم يكون، ثم ما لناقض العهد على هذا الوجه -إن ثبت له- من أحكامٍ في الإسلام.
أما القائلون إنه لا يقتل لما يكون به من مفاسد عظمى؛ فما أطيب القصد وما أعجب الكلام! ثم إنه قدرٌ قدَره الله -عزيزًا حكيمًا- فوقع الكلام بعده لا قبله، وله قلت: “وسلوا الله حسن العواقب”.
أما وصف “ابنُ كلبٍ”؛ فهو لنوع فقهٍ لا يحصي المؤمنون مخازيه قديمًا وحديثًا.
ولم أقل “مولود” في أعلى عليين، بل قلت في روحه: “سارحةً بإذن ربها”.
ولم أعقب على تعقيب أحدٍ آذى أحدًا؛ إلا داعيًا: “غفر الله لنا وهدانا أجمعين”.
ومحوت تعليقًا لسيساويٍّ، وتعليقاتٍ لبعض مجاذيب أردوغان فيها سبٌّ وتقبحٌ، وأخرى لبعض أنصار الدولة فيها تهمةٌ بالظن أو قذفٌ للعرض.
اللهم أرنا الحق حقًّا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلًا وارزقنا اجتنابه.
عن خطباء الجمعة.
الحمد لله؛ لم يأمر الخطيب بمنكرٍ، ولم ينه عن معروفٍ.
ليس عجيبًا أن نقول مثل هذا بعد انقضاء عامة الجُمُعَات اليوم.
وربما نقول غدًا: الحمد لله؛ لم يأمر الخطيب بشركٍ، ولم ينه عن توحيدٍ.
إن عبدًا جعل الله قدميه فوق رؤوسنا إذ يخطب؛ لحريةٌ به تقوى الله فينا ساعةً.
لا ساعةً يخطبها، فالسُّنة أن وقتها دون هذا، والاستثناء لا يشمل عامتهم.
بل ساعةً ينظر فيها ما يتكلم به، وكيف، ثم يطالع فيه ما يسر الله من هدىً.
ليس ركنًا في الخطبة ولا واجبًا فيها؛ ما تشتهيه نفوسنا من الكلام في كذا وكذا.
لكن مكروهٌ أن يكون حرفها ضئيلًا أو قاصرًا أو شائهًا أو كل هذا.
وحرامٌ أن يكون في تجهيلٍ أو تخذيلٍ أو تضليلٍ أو كل هذا.
إن السادة الفقهاء إذ يختلفون في اشتراط طهارة الخطيب من الحدثين الأصغر والأكبر، يتفقون على اشتراط براءته من الطاغوت الأكبر والأصغر.
وإذ يختلفون في لباس جسده، يتفقون على لباس التقوى، ويقولون: ذلك خيرٌ.
لكن الصدق -عباد الله- أقول لكم: ليس كل من لا يعجبوننا سواءً:
منهم صادقون صالحون، وإن كانوا في معرفةٍ واجتماعٍ وبيانٍ فقراء.
أولئك حقهم شكران خيرهم، والدعاء لهم، واحتمال قصورهم، والتسديد في خطئهم.
خطب أحدهم خطبةً حسنةً ثم قال في دعائه: اللهم وفق ولاة أمورنا.
فلما فرغ أتيته فعانقته شاكرًا له وداعيًا بخيرٍ، ثم قلت له: هل ترى “أمرًا” يا مولانا حتى يكون له “وليٌّ”؟! حدَّق في وجهي راضيًا وقال: صحيحٌ.
شاء الله لصاحبكم أن يخطب الجمعة خمس عشرة سنةً، كان الناس يحسبونني -بما يروقهم مني- غنيًّا مستغنيًّا، وكنت أفقر الناس إلى شدِّ الأزر والنصح بخيرٍ.
ومنهم صادقون، لكن لا ناقة لهم في الباب ولا جمل، تصبروا معهم بالذكر.
شيوخ الحيض والنفاس!
هذه مقولةٌ فاسدةٌ نكراءُ من وجوهٍ، لا تسُوغ من أي أحدٍ بأي قصدٍ؛ يقال: عامة المشتغلين بالفقه لا يتجاوزون هذا الباب إلى غيره.
الوجه الأول: أن هذا الباب الكريم من جملة أبواب شريعة الرب علا وتعالى، وشريعة الله ثقيلةٌ كلها، مجيدةٌ كلها، لازمةٌ كلها.
الوجه الثاني: أنه من أخص أبواب الطهارة، والطهارة من أخص شرائط صحة الصلاة، والصلاة من أخص أركان الإسلام.
الوجه الثالث: أن من خبر حال غالب نسائنا -أكرمهن الله- في هذا الباب؛ عرف سعة حاجتهن إلى فقهه، لا سيما الطوارئ فيه والعوارض.
الوجه الرابع: أن عامة المشتغلين بهذا الباب لا يتقنون دقائق مسائله، بل لهم منه صورته، كما هو شأن الكثرة الكاثرة في غيره.
الوجه الخامس: أن كثيرًا من المتهوكين اليوم في مصائر الناس؛ هم المستخفون بالأمس بمسائل الحيض والنفاس، ونحوها مما هو بالفقه أساسٌ.
الوجه السادس: أن الجهل المركَّب بأبواب السياسة الشرعية والجهاد ونحوها؛ لا يُرفع بالتشنيع على أبوابٍ من الملة أخرى.
نحن في عامة (ديننا ودنيانا) اثنان غاب ثالثنا؛ إما متطرفٌ إلى ميمنةٍ، وإما متطرفٌ إلى ميسرةٍ، والثالث القليل سبيلُه التوسط.
لا أقول: إن مسائل الإسلام سواءٌ، ولو كانت كذلك لاستوت أركانه وواجباته ومستحباته ومكروهاته ومحرماته ومباحاته.
يا رسُل رسول الله في العالمين: لا ترفعوا للخونة والدراويش بينكم رؤوسًا، لكن لا تكونوا في نقض شعبٍ من الدين فؤوسًا.
إنَّ للإسلام خارطةً؛ تفرَّد الله بوضعها، واستأثر بحدِّ حدودها.
وما جنى في العالمين عليها -أسيفًا أكتب هذا- كقبائل الإسلاميين.
فأظهِروا كلَّ ما بها، وزِنُوا بالقسطاس أوزانها، وأوقعوها على مواقعها.
ألا إنَّ من كتم شيئًا منها، أو بدَّل وزنه، أو موقعه؛ فقد خان الله والإسلام.
قد يئس الشيطان أن يُحرِّف أولو الإسلام بيانه، لكنه رضي أن يبدلوا أوزانه.
أما قديمًا؛ قبل أن يفترق القرطاس والسيف:
كانا على الحق أخوين حميمين، متساندين لا متعاندين.
كان القرطاسُ صفحةَ السيف، وكان السيفُ ريشةَ القرطاس.
لا يضرب السيفُ إلا بنور القرطاس، ولا يُسْطَرُ القرطاسُ إلا بظل السيف.
لم يقلِّد رسولُ الله أبا هريرة سيفَ خالدٍ، ولم يناول خالدًا قرطاسَ أبي هريرة.
لكنه علَّم الشيخ صَفَّ قدميه في الجند؛ حين يُثني القائدُ ركبتيه في الحلقة.
طبعًا السفير الروسي رسول!
ألا ترونه يأتي برسالةٍ من قائد الروس في بلادهم إلى أمير المؤمنين في بلادنا، فيعقل دابته عند باب مسجدنا الجامع، ذلك الذي يقيم الصلاة فيه أميرنا، ويجمعنا فيه على مصالح معاشنا ومعادنا، ويبعث منه السرايا ويجيش منه الجيوش؛ حتى يسلِّمها إليه، وقد يضطره السفر أن يبيت ليلته في بيتٍ من بيوتنا، ليرجع من غده الميمون بجواب أميرنا؟!
صلُّوا على رسول “روسيا” وسلموا، والعنونا نحن -العتاةَ المجرمين- بجهلنا.
إن فقهًا لا يفقه أن سفارات أعدائنا في بلادنا قواعد حربيةٌ، تُبرم فيها قرارات تدميرنا وتتبيرنا؛ لسَحْق أعراضنا ودمائنا ومساجدنا وثرواتنا؛ لهو فقهٌ “ابنُ كلبٍ”.
هَبْ أيها المخمور أنه رسولٌ، وأن له أمانًا من الصدِّيق رضي الله عنه، أيبقى أمانه إذا دخل دار الصدِّيق -صانه الله وزانه- فنزع خمار أمي عائشة، ولطم خدَّ أختي أسماء، وأراد عرض مولاتي أمِّ كلثوم، وغصب مال عبد الله، وأهراق دم عبد الرحمن؟!
لولا مقامكم عند الله يا آل الصدِّيق؛ لضربت مثلًا آخر بحالنا يليق.
إن لحظةً يهون فيها عبدٌ على سيده -علا وتعالى- فلا يحول بين قلبه وعقله وبين هذا الخزي؛ لهي لحظة عذابٍ من رجزٍ مهينٍ.
قرأت كلامًا لسلفيين وإخوان؛ هو ترجمة تِيكَ اللحظة من الهوان.
أشْيَكُ ما يُنعت به سلفيٌّ قال هذا أنه في غيبوبةٍ، أما قائله من الإخوان فغلبة السُّكْر بأردوغان، أوليس أردوغان علةَ الحكم يُدار عليه وجودًا وعدمًا؟!
واعجب لبعض أنصار “الدولة”! يصفون سيدي “مولود” بالشهيد، وهو كافرٌ -في فقههم- على التحديد، أوليس جنديًّا من جنود الطاغوت؟!
افرحوا -عباد الله- واستبشروا، وسلوا الله حسن العواقب؛ إن إلى ربنا الرُّجعى.
هذه صدقةٌ تصدق الله بها علينا مساكينَ محاويجَ؛ فاقبلوا من ربكم صدقته.
نحن الذين بايعوا محمدا ** على الجهاد ما بقينا أبدا
أطربوا روحه بصداها، سارحةً بإذن مولاها، في أعلى عليين.
أمَّةٌ ولودٌ، نجيبُها “مولودٌ”، دينها محمودٌ، خيرها مشهودٌ، ربها ودودٌ.
اللي تنفخ فيه؛ ميفرقعش غير فيك.