قال: إني امرؤٌ سيء الخلق.
قالت: أسوأ منك خلقًا من أحوجك إلى هذا.
موقع حمزة أبو زهرة الرسمي
قال: إني امرؤٌ سيء الخلق.
قالت: أسوأ منك خلقًا من أحوجك إلى هذا.
اليوم الأربعاء، فيه ساعة إجابةٍ.
روى البخاري في “الأدب المفرد” وأحمد والبزار وغيرهم، رحمهم الله أجمعين؛ عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- “أن النبي -صلى الله عليه وسلم- دعا في مسجد الفتح ثلاثًا؛ يوم الاثنين، ويوم الثلاثاء، ويوم الأربعاء، فاستُجيب له يوم الأربعاء بين الصلاتين، فعُرف البشرُ في وجهه”.
قال جابرٌ -رضي الله عنه-: “فلم ينزل بي أمر مهمٌّ غليظٌ؛ إِلاّ توخَّيتُ تلك الساعة، فأدعو فيها، فأعرف الإجابة”.
قال البيهقي -رحمه الله- في “شُعب الإيمان”:
“ويتحرى للدعاء الأوقات والأحوال والمواطن التي يُرجى فها الإجابة تمامًا، فأما الأوقات؛ فمنها ما بين الظهر والعصر من يوم الأربعاء”.
قال ابن تيمية -رحمه الله- في “الاقتضاء”:
“وهذا الحديث يعمل به طائفةٌ من أصحابنا وغيرهم، فيتحرون الدعاء في هذا، كما نقل عن جابرٍ رضي الله عنه، ولم يُنقل عن جابرٍ -رضي الله عنه- أنه تحرى الدعاء في المكان، بل في الزمان”.
دونك يا محب حديثًا كريمًا؛ حسَّنه من أهل العلم محدِّثون، وعمل به عاملون.
أليس عجيبًا يا قلبُ أنك لا تَنْشُدُ راحتك؛ إلا حيث تتعب؟!
قَلْبُ من ترضيه بإسخاط ربك؛ بيد ربك.
ليس الأقصى وحده، كل مساجدنا محتلةٌ.
أشتهي لشيخٍ كبيرٍ جاري الوفاة ساجدًا، في صلاة فجرٍ، جماعةً، بشتاءٍ باردٍ.
لا يدع هذا الجليلُ الجماعةَ البتة، وقد يسبق فيؤذن، وقد يُعقب الصلاة بموعظةٍ.
أحبكم.. يحبكم.. محبكم.
ما حيلتي وأنا امرؤٌ أهوى الهوى؟!
أحبُّكمْ حبَّ الشحيحِ مالَهُ ** قدْ ذاقَ طعمَ الفقرِ ثمَّ نالَهُ
إني -وخلَّاقِ القلوب- لأجوع إلى أحبتي وأظمأ، ولا أعدل بهم شيئًا.
محوت دعاء “اللهم اهد قومي؛ فإنهم يستهبلون”؛ فإن محوه -وإن لم يكن به بأسٌ- على التحوُّط لمقام الدعاء أعْوَنُ، وعن خُلْف الأحبة وشقاقهم أصْوَنُ.
وإن أخاكم لمن أقصر الناس نفَسًا في مخالفة الأحباء؛ إلا على باطلٍ محضٍ صاننا الله عنه أجمعين وزاننا، وبارك في هداه مودتنا، وحفظ على رضاه أخوتنا.
اللهم اهد قومي؛ فإنهم يستهبلون.
“بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ”.
“وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا”.
“لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ .. وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ”.
حقٌّ مقذوفٌ به، وهدىً بنصرةٍ، وحديدٌ في توحيدٍ.
يا صاحبَ الحقِّ الكبيرِ عرفتَهُ ** وبسطتَّهُ في حكمةٍ وأناةِ
وضربتَهُ مثلًا لكلِّ مكابرٍ ** لا يستوي حقٌّ بغيرِ حُماةِ
قال ابن تيمية -رحمه الله-: “قِوام الدين كتابٌ يهدي، وسيفٌ ينصر”.
والرأيُ لمْ يُنْضَ المهندُ دونهُ ** كالسيفِ لمْ تضربْ بهِ الآراءُ
لذلك جمع الله لرسله بين القوتين، فقال فيهم: “أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ”.
كان رشيد رضا -رحمه الله- يقول: “كن قويًّا بالحق؛ يعرف لك حقك كل أحدٍ”.
وفي قول الملك الحق: “وَاجْعَل لِّي مِن لَّدُنكَ سُلْطَانًا نَّصِيرًا”؛ يقول قتادة -رحمه الله- فيما حكاه عنه ابن كثيرٍ -رحمه الله-: “إن نبي الله -صلى الله عليه وسلم- علم ألا طاقة له بهذا الأمر إلا بسلطانٍ، فسأل سلطانًا نصيرًا لكتاب الله، ولحدود الله، ولفرائض الله، ولإقامة دين الله؛ فإن السلطان رحمةٌ من الله جعله بين أظهر عباده، ولولا ذلك لأغار بعضهم على بعضٍ، فأكل شديدهم ضعيفهم”.
والبيتُ لا يُبتنى إلا لهُ عُمُدٌ ** ولا عمادَ إذا لمْ تُرْسَ أوتادُ
فإنْ تجمَّعَ أوتادٌ وأعمدةٌ ** وساكنٌ بلغوا الأمرَ الذي كادوا
لا يصلحُ الناسُ فوضى لا سَرَاةَ لهمْ ** ولا سَرَاةَ إذا جُهَّالُهمْ سادوا
ومن درر أبي حامد الغزالي -رحمه الله- قوله: “والمُلك والدين توأمان؛ فالدين أصلٌ، والسلطان حارسٌ، وما لا أصل له فمهدومٌ، وما لا حارس له فضائعٌ”.
ربُّك القدوسُ، ونبيُّك الوالدُ، ودينُك الحِرزُ، وأُمتُك مرحومةٌ، وأنت كبيرٌ.