بسم الله البر الودود الغفور

بسم الله البر الودود الغفور الرحيم.

على الله مولانا -أحسن الواهبين- توكلنا.

“لو أنكم توكلتم على الله حق توكله؛ لرزقكم كما يزق الطير؛ تغدو خماصًا، وتعود بطانًا”.

ومن التوكل الأخذ بالأسباب، والسعي لنيل ما تاه عنك، والعزم على الالتزام بما شرعه الله لك فيما تسعى إليه؛ قبل وأثناء وبعد، والدعاء بالتيسير والتوفيق.

واعلم أنك من ثلاثةٍ كان حقًّا على الله عونهم، وعون الله لا يقتصر على المادة والإنفاق.

إنما يعينك في الاختيار والبحث أيضًا.

وقد أعاننا أصلًا حين شرع لنا منهجا لأمثل طريقةٍ لتدبير شؤننا.

قال مولانا عز وجل: “وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ”.

وقال رسوله صلى الله عليه وسلم: “الدنيا متاعٌ، وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة”.

فسبحان الذي جعل من النفس نفسًا أخرى، فأودعهما جسدين افترقا ميلادًا وتاهتا سعيًا ثم -بمشيئته- التقيا!

لتعرف كل نفسٍ ما فقدت حين افترقت، فعلمت كل نفسٍ أنه قد حان وقت إياب الشطر إلى البيت.

فاللهم إنا نسألك حياةً ترضيك وترضى بها عنا، وأن يكون بيتنا قبلةً للمسلمين ومنارةً.

نتشرف بدعوتكم لعقد زواجنا؛ فلا تتم فرحتنا إلا بكم، وكمال بهجتنا تهانيكم؛ فلا تحرمونا منها.

ورجاءً منكم -يا سعادة اليوم- لا يتكلف أحدٌ لنا شيئًا.

فقط.. أنيروا عقدنا بشهودكم وشهاداتكم.

من أحب أحدًا؛ فليشْحَذْ له

من أحب أحدًا؛ فليشْحَذْ له هاتين من الله شِحَاذةً: مغفرةَ ذنبِه، وثباتَ قلبِه.

أما الذنوب؛ فإنها موجبات الحرمان والخذلان؛ حرمانَ الطاعة، وخذلانَ المعصية.

وأما القلوب؛ فإنها أسرع شيءٍ تقلبًا، تقلبها أعمالنا؛ مثاقيلُ ذرات الخير والشر.

السلام عليك أيها النبي الكريم،

السلام عليك أيها النبي الكريم، ورحمة الله وبركاته.

منْ زارَ بابكَ لمْ تبرحْ جوارحُهُ ** تروي أحاديثَ ما أولَيتَ منْ مننِ

فالعينُ عنْ قرَّةٍ والكفُّ عنْ صلةٍ ** والقلبُ عنْ جابرٍ والسمعُ عنْ حسنِ

صلِّ اللهم عليه، وعلى أبويه إبراهيم وإسماعيل، وعلى آله وأصحابه، وسلِّم.

يوم بلغ الطاغوت الحكم؛ رآه

يوم بلغ الطاغوت الحكم؛ رآه المؤمنون كِسْفًا ساقطًا، وقالت شيعته: سحابٌ مركومٌ. قال المؤمنون: ريحٌ فيها عذابٌ أليمٌ، وقالت شيعته: هذا عارضٌ ممطرنا.

لولا هؤلاء السادة بهذه الدار؛ لقلنا في عبيدٍ مناكيد: فليذوقوه حميمٌ وغسَّاقٌ.