أطعموا الحب قلوبًا ذات مسغبةٍ، وأغنوا بالبر نفوسًا ذات متربةٍ.
من أبي محمد بن حزمٍ
من أبي محمد بن حزمٍ رحمه الله؛ إلى من ولي أمر عاملٍ فبغى عليه:
واعلم أن التسلط على من تحتك من مرؤوسٍ أو رعيةٍ؛ يدلان على خساسة النفس، ودناءة الهمة، وضعف العقل. لأن العاقل الرفيع النفس العالي الهمة؛ إنما يغلب أكفاءه في القوة، ونظراءه في المنعة. وأما الجرأة على من لا يمكنه المعارضة؛ فسقوطٌ في الطبع، ورذالةٌ في النفس، وعجزٌ ومهانةٌ. ومن فعل ذلك؛ فهو بمنزلة من يتبجح بقتل فأرٍ، أو بفرك قملةٍ. وحسبك بهذا ضعةً وخساسةً.
سعدي الشيرازي: قالَ لي المحبوبُ
سعدي الشيرازي:
قالَ لي المحبوبُ لما زرتهُ ** منْ ببابي قلتُ بالبابِ أنا
قالَ لي أخطأتَ تعريفَ الهوى ** حينما فرَّقتَ فيهِ بيننا
ومضى عامٌ فلما جئتهُ ** أطرقُ البابَ عليهِ مُوهَنا
قالَ لي منْ أنتَ قلتُ انظرْ فما ** ثَمَّ إلا أنتَ بالبابِ هنا
قالَ لي أحسنتَ تعريفَ الهوى ** وعرفتَ الحبَّ فادخلْ يا أنا
بارك الله مودَّاتنا على غيبه والشهادة، وبلَّغنا بها في حبه الحسنى وزيادةً.
من أروع ما قرأت في
من أروع ما قرأت في الفِراقيات؛ قول سعدي الشيرازي:
بكتْ عيني غداةَ البينِ دمعًا
وأخرى بالبكا بخلتْ علينا
فعاقبتُ التي بالدمعِ ضنَّتْ
بأنْ أغمضتها يومَ التقينا
وأسعدتُ التي بالدمعِ جادتْ
بأنْ أقررتها بالوصلِ عينا
كم وَجِعَ قلبي لكن لا كالفراق، ربنا لا تحملنا ما لا يُطاق.
ربما يكون الجاهل حقيقة المعركة
ربما يكون الجاهل حقيقة المعركة مسكينًا.. ربما.
لكن لا يكون الذي يُجَهِّله -وإنْ إسلاميًّا!- إلا مجرمًا.
سمع غير ما قيل، ففهم
سمع غير ما قيل، ففهم غير ما سمع، فقال غير ما فهم، فكتب غير ما قال!
صباحنا كفرٌ بالجبت والطاغوت. ليُتمنَّ
صباحنا كفرٌ بالجبت والطاغوت.
ليُتمنَّ الله نوره، ولو كره المشركون.
ساء صباح أمريكا ووكلائها في شرقٍ وغربٍ.
تقبل الله عبديه؛ أبا الفرج، ومحمد كمال؛ شهيدين.
ربنا والعن قاتليهم، وهيئنا لسَحْتهم، وأعدَّنا لشفاء الصدور.
الأُخوَّة جنة الحياة الدنيا إذا
الأُخوَّة جنة الحياة الدنيا إذا حققناها، وحياة جنة الآخرة إذا دخلناها.
“اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي”. “قَالَ سَنَشُدُّ
“اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي”.
“قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ”.
وما المرءُ إلا بإخوانهِ ** كما تُقبضُ الكفُّ بالمعصمِ
ولا خيرَ في الكفِّ مقطوعةً ** ولا خيرَ في الساعدِ الأجذمِ
أحبك.. إي والذي يعلم السر..
أحبك.. إي والذي يعلم السر.. وتزعم نفسي أنها تفديك.
انتهى بالشيخ الإمام سيره -ذات ليلةٍ- في ميدانه ميدان الثورة -قبل أن يفرّط فيه أهله اختيارًا فيُحجبوه بناموس الله قهرًا واضطرارًا- إلى رصيفٍ فقعد عليه، تحوطه -سائرًا قاعدًا- جماهيره الظِّماءُ إلى أضوائه الكاشفات في دياجير الظُّلَم. إذ سمعت -واللهِ السميعِ العليمِ- رجلًا لا يؤبه له إلا من سماوة فطرةٍ -وزيتُ الفطرة يكاد يا قومِ يضيء ولو لم تمسسه نارٌ- سمعته يهتف بالحكيم: “قول يا شيخ حازم لأولادك عالسر اللي بينك وبين ربنا، اللي ربنا نور بيه بصيرتك لوحدك”. تعرِّض فطرة الرجل العتيق -إذ ذاك- بموقوذ الساسة، ومتردية المشيوخاء.
وكان شيخ الثوار يقص علينا -بُعيد فوز مرسي بساعاتٍ- حديث انقلاب الفجرة. قصَّه مفصلًا. قائسًا على مطوية تاريخٍ قريبٍ، تاريخٌ لم يجفَّ من دمه -بعدُ- المداد.
ألا إن مصابنا فيك -وحالنا تيك- جللٌ، لكن لم يبرح يمينَ ربنا السَّحاءَ يُمنُ الأمل.