تعليق أخيكم على “مسألة النمص”،

تعليق أخيكم على “مسألة النمص”، وأشباهها:

نِعِمَّا -والله- ما أدَّى به إخوتنا أمانة الفقه، أمانة الله.

وحسب الناس -من هذا- خيرًا؛ معرفة ما اختُلف فيه.

لكن؛ متى يُعرَّج إلى ما تكابده الأمة؛ فيكون به مثله؟!

مثله، أو نحوه، أو بعضه. قد رضيناه -على الجوع- بخسًا.

ألا إنه ما عُبِثَ بخارطة دينٍ؛ مثل ما عُبِثَ بخارطة الإسلام.

إنَّ للإسلام خارطةً؛ تفرَّد الحق بوضعها، واستأثر بحدِّ حدودها.

وما جنى -في العالمين- عليها -أسيفًا أكتبها- كقبائل الإسلاميين.

فأظهروا كلَّ ما بها، وزِنُوا بالقسطاس أوزانها، وأوقعوها على مواقعها.

ألا إنَّ من كتم شيئًا منها، أو بدَّل وزنه، أو موقعه؛ فقد خان الله والإسلام.

قد يئس الشيطان أن يُحرِّف أولو الإسلام بيانه؛ لكنه رضي أن يبدلوا أوزانه.

هل أتاك حديث طائر النصرة؟!

هل أتاك حديث طائر النصرة؟!
ذلك الذي ينصر الله به عباده الذين آمنوا.. لا ينصرهم إلا به.
رأسه: الإسلام، وجناحاه: الوعي، والسعي.
* أما الإسلام= فأساسٌ، وبناءٌ.
الأساس المنهج: وهو معاقد الإسلام الكلية، المؤسَّسُ عليها بناؤه.
كالربانية، والفرقان، والهداية، والإحكام، والشمول، والامتزاج، والتوسط، والإلزام، والجزاء، والعقلانية، والفطرية، والإنسانية.
والبناء مربعٌ: عقيدةٌ، ونسكٌ، ونظمٌ، وأخلاقٌ.
1- العقيدة. وهي ثلاثٌ: إلهياتٌ، ونبواتٌ، وسمعياتٌ.
الإلهيات: علم الواجب والممتنع والجائز في حق الله جل وعز، وما يجب له تعالى -بذلك العلم- من عملٍ باطنٍ (الإرادة والقصد)، وعملٍ ظاهرٍ (الطاعة والحكم).
أو هي: إفراد الله تعالى بالربوبية (الخلق والحكم)، وبالأسماء والصفات (الثابتة له تعالى بغير تحريفٍ ولا تعطيلٍ)، وبالألوهية (العبادة الباطنة والظاهرة).
والنبوات: علم الواجب والممتنع والجائز في حق الأنبياء عليهم السلام، وما يجب لهم -بذلك العلم- من المحبة والتعظيم والاتباع والحكم بما أنزل الله عليهم.
والسمعيات: الغيبيات. وركناها: الإقرار (ضد الجحود)، والإمرار (ضد الخوض).
وأركان الإيمان الستة -لمن نظر- في هذه الثلاث.
2- النسك. وهي ثلاثةٌ: نسكٌ بدنيةٌ، ونسكٌ ماليةٌ، ونسكٌ بدنيةٌ ماليةٌ.
3- النظم. وهي نوعان: نظمٌ مغلقةٌ، ونظمٌ مفتوحةٌ.
المغلقة (أحكام الإسلام أساسها وبناؤها): كالنظام الاجتماعي، والنظام الجنائي (نظام العقوبات)، والنظام العسكري (الجهادي)، ونظام الحسبة (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة والإفتاء).
والمفتوحة (أحكام الإسلام أساسها وكلياته وعموماته بناؤها): كالنظام السياسي، والنظام الاقتصادي.
4- والأخلاق: نظريةٌ، وعمليةٌ.
النظرية: الإلزام، والمسؤولية، والجزاء، والنية (الدوافع والبواعث)، والجهد.
والعملية: الأخلاق الدينية (التزكية)، والأخلاق الفردية (الذاتية)، والأخلاق الأسرية، والأخلاق الاجتماعية، وأخلاق الدولة.
وهذه الأخلاق العملية كلها نوعان: سلبيٌّ (تركيٌّ)، وإيجابيٌّ (عمليٌّ).
* وأما الوعي= فبالصراع؛ حقيقته، وأطرافه، ومحاوره، وأهدافه، ووسائله.
حقيقته: العقدية الدينية (مهما تنوعت صوره واختلفت موضوعاته باختلاف زمانه ومكانه وأطرافه وظروفه وملابساته).
وأطرافه: (الإسلامية والجاهلية).. (الداخلية والخارجية).. (الأفراد والكيانات).. (الوظيفيون والمتطوعون).. (التنظيمات والمؤسسات).. (الدول والدويلات).. (الفاعلون والوكلاء).. (الكبار والصغار).. (الدينيون واللادينيون).
ومحاوره: (النفسية والاجتماعية والفكرية والسياسية والاقتصادية والعسكرية).
وأهدافه: (العقدية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية).. (القريبة والبعيدة).. (الخفية والمعلنة).. (الثابتة والمتغيرة).. (الذاتية والغيرية).
ووسائله: (البشرية والمعنوية والمادية).. (الدينية والدنيوية).. (السلطوية واللاسلطوية).. (الرغبية والرهبية).. (النظم والسياسات).. (الصلبة والسائلة).. (المؤسسات والشركات والهيئات).
* وأما السعي= فحركة أولي الإسلام المنزل (الذي مضى تفصيله).. (لا الشائه ولا الناقص ولا المبدل)، وأولي الوعي (بكل ما مضى في جوانب الصراع)=حركتهم بأسباب النصرة (المعنوية والمادية) جميعًا.
ذلكم طائر النصرة.. الذي ينصر الله به عباده الذين آمنوا.. لا ينصرهم إلا به.

يا لرهبتهما من عتابين عظيمين:

يا لرهبتهما من عتابين عظيمين:

“تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُواْ”!!

“تُسِرُّونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ”!!

ربنا إنه لا عافية من هذا؛ إلا برأفتك.

كم أخشى أن يُفجع يوم

كم أخشى أن يُفجع يوم التغابن فينا؛ من لم يعرف سبيل الله إلا بنا!

رباه إن تقضِ بشيءٍ من العذاب غدًا -وإنك لرؤوفٌ- فوارنا عن عيونهم.

عافيتَك من عفوك، ومغفرتَك إلى رحمتك، ونورَك على هداك، والثباتَ الثباتَ.

ما شهد للإسلام؛ مثلُ دمٍ

ما شهد للإسلام؛ مثلُ دمٍ أرخصَ صاحبُه سفكَه؛ ابتغاء مجده.

إن أعجب شأن الشهيد -وشأنه كله عجبٌ- بذله ما يشهد لما يغيب.

وإن أوفى وفائك لشهيدك؛ ثباتك -من بعده- على دينٍ جمعكما الله فيه.

تقبلكما الله حبيبيَّ الرضيَّين؛ أبا أنسٍ، وأبا أروى؛ في أسعد الشهداء.

واجعل فطورهما في حورٍ عين، على خمرٍ لذةٍ، بطواف ولدانٍ مخلدين.

وهبْهما بأول رمضانك؛ من أكبر رضوانك؛ أوفى ما وعدت الشهداء.

واخلفهما في أهلٍ وولدٍ -آمنَ مستودَعٍ- بأنعم ما خلَفت مصطفَيك الأبرار.

واجمعنا بهم -بالغين ثأرهم- رائين وجهك -على كثبان المسك- يوم المزيد.

أشهد بك اللهم الشهيد؛ لكل شهيدٍ أشهدتنيه؛ على نقاء صدره، وكريم همِّه.

هاتان اللتان بلغت بكم أيها السادة، وهاتان اللتان لا نستطيع.

رأيت الشهداء في علمٍ وعملٍ يتباينون؛ أما على هاتين فأشباهٌ متفقون.

ما أرخص الحياة إلا بلاغًا من الله ورسالاته! ما أغلى الموت في سبيل الإله!

بلِّغنا اللهم ثأرهم وأسرانا والمستضعفين، يدَك فوق أيدينا يا متولي الصالحين.

وأعدنا لقتال الكفرة الفجرة قاتليهم؛ فلا تجمعنا -إذًا- نزاعة الشوى.