سيدنا الشافعي: – ما ناظرت

سيدنا الشافعي:

– ما ناظرت أحدًا؛ وأحببت أن يخطئ.

– ما ناظرت أحدًا؛ فبالَيْتُ أظَهَرَ الحقُّ على لسانه أو على لساني.

– وددت أن الناس انتفعوا بهذا العلم؛ وما نُسب إليَّ شيءٌ منه.

– ما أوردت الحق على أحدٍ، فقبله مني؛ إلا هِبته واعتقدت مودته، ولا كابرني على الحق أحدٌ ودافعه؛ إلا سقط من عيني.

هذه أربعةٌ لسليل بيت رسول الله؛ ليس في أمةٍ مثلها.

لا تعرضنَّ بذكرنا مع ذكرهم ** ليسَ الصحيحُ إذا مشى كالمُقعدِ

أولئك السادة؛ بأدبهم قبل علمهم بلغوا؛ أدرجنا الله -رأفةً- في حواشيهم.

قديمًا.. قبل أن يفترق القرطاس

قديمًا.. قبل أن يفترق القرطاس والسيف:

كانا -على الحق- أخوين؛ متساندين لا متعاندين.

كان القرطاس صفحة السيف، وكان السيف ريشة القرطاس.

لا يضرب السيف إلا بنور القرطاس، ولا يُسْطَرُ القرطاس إلا بظل السيف.

لم يقلِّد رسولُ الله أبا هريرة سيفَ خالدٍ، ولم يناول خالدًا قرطاسَ أبي هريرة.

لكنه علَّم الشيخ صَفَّ قدميه في الجند؛ حين يُثني القائد ركبتيه في الحلقة.

أبرأ إلى الله ورسوله من

أبرأ إلى الله ورسوله من منكر القول وفجوره؛ الذي وقع بين أخوين هنا.

وأقبح منه؛ تسويغ أحدهما -من قديمٍ- بعض هذا؛ وعلى اسم الله ورسوله!

تقدَّس الله عن رضاء هذا.. شنيعًا، وجلَّت آداب رسوله عن قبوله.. فظيعًا.

ولولا طفح الكيل به، وتسويغه، وعدم رجوعهما عنه.. وإن أَوْهَما، وإعجاب جمهرةٍ من الأغرار به؛ لكان إمساكي -عن هذا- أحبَّ إلي، وآثرَ لدي.

على أخويَّ أوبةٌ صحيحةٌ صريحةٌ؛ إلى ربٍّ يحب التوابين والمتطهرين.

وإن هذا كله بابٌ، وباب الكلام عن سبيل أحدهما وخليقة الثاني؛ بابٌ آخر.

أما المعجبون والمعلقون إثمًا ينفخون؛ فبئس لدينكم وأنفسكم ما تقترفون.