ليس عجبًا تراحمُ المذنبين فيما

ليس عجبًا تراحمُ المذنبين فيما بينهم وذلة قلوبهم بين أيدي ربهم واحدةٌ؛ إنما العجب ألا يتراحموا!

“لا تنظروا في ذنوب الناس كأنكم أربابٌ، وانظروا في ذنوبكم كأنكم عبيدٌ، واعلموا أن الناس معافىً ومبتلىً؛ فارحموا أهل البلاء، واحمدوا الله على العافية”.

ذاك حرفٌ لا يقوله إلا عبدٌ أُشرب قلبه عبوديةً؛ هو عبد الله ورسوله عيسى، صلَّى الله عليه وسلَّم.

آخر ما أنشدنيه النبيل أحمد

آخر ما أنشدنيه النبيل أحمد عرفة.. قبل أسره:

فلا تبغي مصاحبتي فإني
همومُ الخلقِ تحضرُ إذْ أقيمُ

وأسعى منْ مغبتهمْ فِكاكًا
وليسَ يفرُّ منْ قدرٍ حكيمُ

فياللَّهِ كمْ طالَ احتمالي
فهلْ يا سيدي فرجٌ رحيمُ

ربنا عجِّل بنجاته -ثابتًا معافىً- وجميع أسرانا.

كتب على صفحتي: نكفرهم.. ونكفرك

كتب على صفحتي: نكفرهم.. ونكفرك معهم!

لا أنسبه إلى تنظيم الدولة -مع عظيم غلوها- ولا كلَّ مغالٍ.

وليس الذي أكتب لأجله هذا؛ بل لما هو أوجع للكبد.

سعادة بعضهم -ورأيت هذا- وهو يُكفر؛ يحسب المسكين أنه ظَفَرَ.

أليس حسنًا -وأنت داعٍ إلى توحيد الله- أن يُتعب قلبَك كفري؟!

يا لجلال الراشدين وما باتوا به راشدين! كيف أحبوا السلامة للمسلمين!

أما أبو بكرٍ؛ فقال يومًا: لو لم أجد للسارق والزاني وشارب الخمر إلا ثوبي؛ لأحببت أن أستره به. وهذا حرفٌ وإقامة الحد حرفٌ آخر.

وأما عمر؛ فذائعٌ قوله شائعٌ: الحمد لله الذي لم يجعل ميتتي؛ بيد رجلٍ يدعي الإسلام. لئلا يتعس بمثل دمه يوم القيامة مع الإسلام.

وأما عثمان؛ فنهض يومًا إلى بعض شَرَبَة الخمر فلم يدركهم؛ فقال الحييُّ النبيل: حمدًا لله الذي لم يُجر على يديَّ خزيَ مسلمٍ.

وأما عليٌّ؛ فهو القائل: من علم من أخيه مروءةً جميلةً؛ فلا يَسمعنَّ فيه مقالات الرجال، ومن حسنت علانيته؛ فنحن لسريرته أرجى.

صلى الله على صانعهم وسلَّم، وأدَّبنا بآدابه فيهم وعلَّم.

ما قبل البَطَر: عبد الله

ما قبل البَطَر:

عبد الله بن مسعود:

لو علمتم ما أغلق عليه بابي؛ ما تبعني منكم رجلان.

حذيفة بن اليمان:

لو جاءني رجلٌ فقال لي: والله الذي لا إله إلا هو -يا حذيفة- ما عملك عمل من يؤمن بيوم الحساب؛ لقلت له: يا هذا لا تكفر عن يمينك؛ فإنك لا تحنث.

محمد بن أسلم الطوسيُّ:

قد سرت في الأرض ودرت فيها٬ فبالذي لا إله إلا هو ما رأيت نفسًا تصلي إلى القبلة؛ شرًّا عندي من نفسي.

يونس بن عُبيد:

إني لأعد مائة خصلةٍ من خصال البر؛ ما فيَّ منها خصلةٌ واحدةٌ.

أيوب السختيانيُّ:

إذا ذكر الصالحون؛ كنت عنهم بمعزلٍ.

الربيع بن خُثيم:

أدركنا أقوامًا كنا في جنبهم لصوصًا.

مالك بن دينار:

إذا ذكر الصالحون؛ فأفٍّ لي وتفٍّ.

إبراهيم التيميُّ:

ما عرضت عملي على قولي؛ إلا خشيت أن أكون مكذبًا.

بكر بن عبد الله المزنيُّ:

كان إذا رأى شيخًا قال: هذا خيرٌ مني؛ عبَد الله قبلي٬ وإذا رأى شابًّا قال: هذا خيرٌ مني؛ ارتكبت من الذنوب أكثر مما ارتكب.

يا أنت: لو كان ورع هؤلاء في الباردين؛ ما ترك الله عليه في الآخرين.

رحم الله شيخيَّ والديَّ؛ رفاعي

رحم الله شيخيَّ والديَّ؛ رفاعي سرور، وعبد الله السماوي.

علَّماني فيما علَّماني؛ أن أحفظ ولائي للمسلم؛ مهما عظُمت المخالفة.

وكانا يشهدان لهذا -رضيهما الله- بأحوالهما.. قبل أقوالهما.

وكان من آخر ما أوصى به الأول.. رفعه الله وسرَّه؛ “لا صراع مع مسلمٍ”.

وليس معناها؛ لا اختلاف في نظرٍ، ولا مفاصلة في عملٍ!

لكن تُحفظ طاقة البراء والعداء والحرب؛ في أعداء الله ورسوله والمؤمنين.

بالبلدي اهو: اللي بيكفر ملايين

بالبلدي اهو:

اللي بيكفر ملايين المسلمين في الدنيا؛ اللي شاركت وبتشارك وهتشارك في الديموقراطية -قاتل الله الديموقراطية وساءت سبيلًا.. ما تلوثتُ بشيءٍ منها- اللي بيقول ان الملايين دي كفار، هكذا بهذا الإطلاق؛ مجرمٌ قاتله الله.

قاتل الله الديموقراطية أبدًا. كم

قاتل الله الديموقراطية أبدًا.

كم سفكت -باردةً- دماء المسلمين!

ما تلوثت أيدينا -يومًا- بشيءٍ من جاهلياتها.

وإن أهلها -فيما ندين الله به- لفي ضلالٍ بعيدٍ مبينٍ.

لكنهم لا يكفرون -وإنْ ضلوا أو ظلموا أو فسقوا- أجمعين.

بل الأصل في مسلمي أهلها الإسلام؛ لا يُخرجون منه إلا بيقينٍ.

ونرى من يكفر مسلمي أهلها (أجمعين) -منتخِبين ومنتخَبين- مجرمًا.

أما إزاحة أهلها -أينما كانوا- بتقديرٍ وحسبانٍ؛ فاللهم نعم.

فإن باب الإزاحة -الذي قد يبلغ بأهله (أولي العلم والقصد والمرحمة) حدَّ المقاتلة- أوسعُ -عند كافة أولي العلم- من باب التكفير.

أعاذنا الله وإياكم -برأفته ورحمته- من فرث الوكس، ودم الشطط.