كان ما كان من نقفور قائد الروم، فكتب الرشيد إليه: “من هارون إلى نقفور كلب الروم؛ فقد قرأت كتابك يا ابن الكافرة، والجواب ما تراه لا ما تسمعه”.
عمُّو الشيخ؛ بليز سؤال مهم ناو: هو يصح هارون الرشيد يشتم نقفور بمامته!
موقع حمزة أبو زهرة الرسمي
كان ما كان من نقفور قائد الروم، فكتب الرشيد إليه: “من هارون إلى نقفور كلب الروم؛ فقد قرأت كتابك يا ابن الكافرة، والجواب ما تراه لا ما تسمعه”.
عمُّو الشيخ؛ بليز سؤال مهم ناو: هو يصح هارون الرشيد يشتم نقفور بمامته!
ضراعةٌ إلى الله في ظلال قوله: “إِنَّا لَمَّا طَغَا الْمَآءُ حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ”.
ربَّاه قد طغى طوفان الكفر حوالينا، وإنا لمِن قومٍ آمنوا بنوحٍ عليه سلامُك، وقد لُذْنا بالجارية؛ فُلْكِ شريعتك المشحون بالحق والسادة الغرباء؛ فاحملنا اللهم فيها على ألواح الكفر بالطاغوت ودُسُر الإيمان بك، باسمك اللهم مجراها ومرساها، لا تجعل عقوبتنا السقوط منها طرفة عينٍ؛ حتى تستوي على جُودِيِّ الآخرة بنا سالمين، وينادي مناديك يومئذٍ: نجوتم وبُعْدًا للقوم الظالمين.
ليس أحمق من محسني الظن ببيانات الأزهر بعد محسني الظن بمؤازرة إيران وحزب اللات؛ إلا محسنو الظن بباسم يوسف ومحمد رمضان وحمو بيكا.
حَسْب شيخ الأزهر وكباره رجسًا في الدنيا والآخرة؛ انعدام الفرق بينهم وبين الدُّعَار من المشخصاتية؛ في كونهم عبيدًا لا يقولون غير ما يُمْلَى عليهم.
ما وراء الفرح ببيانات شيخ الأزهر وهؤلاء؛ إلا سوء التصور وغلبة الإرجاء والهزيمة النفسية والإفلاس العملي؛ لولا أن من الله علينا لفرحنا مثلَهم.
شيخ الأزهر المُحَرِّض على حرب الخارجٍين على طاغوته كلَّ خطابٍ، طاغوتِه أوفى جروٍ للمغضوب عليهم؛ شيخ الأزهر هذا هو نصير الجهاد اليوم! أحَّا.
نسي السُّكارى حضَّ أمريكا وغلمانها الطواغيت بالأمس القريب على الجهاد بأنفسهم أيام حرب الروس، مستعمِلين أزهريين وسلفيين وهم لا يشعرون.
ما إن وضعت حرب الروس أوزارها؛ حتى عاد الجهاد حرامًا كما كان، واستُعمل الشيوخ أنفسهم في تحريمه؛ بل في التحريض على قتال أهله الخوارج.
ألم يقل عليٌّ رضي الله عنه: استَدِل على ما لم يكن بما كان؛ فإن الأمور اشتباهٌ! فنحن يا صِهْر نبي الله قومٌ لا نعتبر بما هو كائنٌ لم يزُل؛ لا كاشف إلا الله.
يا كل شِيَع طواغيت العرب؛ نحن الخوارج الذين تَحذرون.
لسنا نكفر عصاة المسلمين مهما ركبوا من موبقاتٍ، ولسنا نستبيح دماءً عصمها الله والإسلام؛ لكنا استوفَقْنا ربَّنا في الطواغيت اللائي تعبدون فوفَّقنا، وجعلنا بعزته خوارج عليهم بعد اعتقادنا كفرهم ووجوب قتالهم، كلٌّ بما يقدر عليه “مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِن سَبِيلٍ”، كما نعتقد أن جهادهم وأوتادهم وكهانهم أولى من جهاد الكفار الأصليين إن كان لا بد ترجيحٌ، وإلا فالجمع أولى.
يا كل شِيَع طواغيت العرب؛ نحن الخوارج الذين تَحذرون.
هذي صفحتي أشتهي من الله أن تكون شاهدةً في صحيفتي على رفقي بالعصاة أمثالي، وعلى ترغيبهم في الهدى والمتاب، وعلى تحبيبهم في الله والإسلام، ما أغلظت في منشوراتها ولا تعليقاتها ولا رسائلها بحرفٍ فما دونه؛ إلا على القبوريين والقصوريين وسبَّابي أئمة السلف وفتَّاني النساء؛ بل ما خضت فيها بحرفٍ فما دونه فيما اختُلف فيه من الدين اختلافًا سائغًا.
يا كل شِيَع طواغيت العرب؛ نحن الخوارج الذين تَحذرون.
فرحون اليوم أنتم بجماهير اللاعنين المغضوب عليهم! فانظروا غدًا إذا قاتلنا نُوَّابهم من حكام بلادنا -وإنْ بألسنتنا- ما هم قائلون فينا وفاعلون! سيقول لك تسعة أعشارهم: أولئك الخوارج فاحذروهم؛ لذلك حقَّ علينا السبق بها، عبارةً لا إشارةً، تصريحًا لا تلويحًا؛ نحن الخوارج الذين حذركم الطواغيت، لا على مسلمٍ نخرج وإن فجر بأمه أو ابنته؛ بل على الطواغيت وكلاء كل المحتلين.
يا كل شِيَع طواغيت العرب؛ نحن الخوارج الذين تَحذرون.
نحن من لا يغادر شيخ الأزهر مقامًا أقامه فيه مولاه إلا نعتنا بالإرهابيين، وأوجب على أهل الأرض عربًا وعجمًا ما أوجب النظام العالمي من حربنا، وإنَّ شيخ الأزهر لَلشيطان الأخرس عن كل أنواع الفساد والإفساد التي لا يفعل سيده في البلاد والعباد سواها، نحن من لا يرضى عنا شيخ الأزهر رضاه عن بوذا وحسن حنفي، نحن من لا يعادي شيخُ الأزهر أحدًا مثلَنا بعزة ربِّنا.
يا كل شِيَع طواغيت العرب؛ نحن الخوارج الذين تَحذرون.
نحن من لم تُعْدَم نفسٌ منا إلا بعد إحالة أوراقها إلى مفتي الديار لعنه الله، وما جريمة كل معدومٍ منا بنظر سلطات الطاغوت التشريعية والقضائية والتنفيذية سوى (لا إله إلا الله)؛ لا إله إلا الله التي تقتضي الكفر بالقبور والقصور وسائر المعبودات قبل اقتضائها إثبات ما لله من جميع العبادات، وتقول الأسطورة: إن شيخ الأزهر ساخطٌ جدَّا ما يفعله مفتي الديار.
يا كل شِيَع طواغيت العرب؛ نحن الخوارج الذين تَحذرون.
نحن من لا يحاذر الطواغيت مثلَنا أيقاظًا وهم رقودٌ، مع ما لهم من القُوَى والقُدَر؛ فلا ينفكُّون حاضِّين على حربنا أوتادهم ما عقل منها وما لم يعقل، وتبذل طوائف من الأزهريين لهم العهر تطوُّعًا، وتجود جماعاتٌ من السلفيين لهم الخنا تبرُّعًا، لا يرجون أكثر من إبقائهم آمنين، ولولا خُفُوت شهود كبرياء الرب في قلوبهم ما جلَّت بها كبرياء الطواغيت؛ بالله العِياذ واللياذ.
يا كل شِيَع طواغيت العرب؛ نحن الخوارج الذين تَحذرون.
سمعت برهامي يقول: لا ننتخب فلانًا لأنه ليبراليٌّ؛ فقلت من فوري: أحَّا.
أغتنم ذكر شيطان الإسكندرية فأحذر عوامَّ المسلمين من تلامذته الجُدد؛ علاء حامد، أحمد يحيى شريف، محمد شاكر علام، محمد أبو زيد، محمد رياض، أحمد الأزهري، هشام رميح، محمد صلاح الإتربي؛ وجوهٌ وَسِخَةٌ تدين كلها له بالولاء.
أُفٍّ وتُفٍّ لكل طالب علمٍ وداعٍ إلى الله (زعما)؛ لا يبرؤون من الطواغيت.
سيقول لك أنجاسهم: انظر ما يقول حمزة! ينكرون لفظًا ليس بحرامٍ هنا ولا مكروهٍ، ومن تخايل هذا فهو أضل من حمار أهله لو كان يضل، ينكرونه وهم يوالون الطواغيت لا يبالون؛ ذلك بأنهم عُلِّموا موالاة الطواغيت لكن بأدبٍ.
ألا كلُّ ما حولنا مذبحُ ** ألا كلُّ ما حولنا مسرحُ؛ القيامة الموعد يا فجرة.
اللهم رأسًا للجهاد كأسامة؛ فإن خزائنك ملأى وأمة حبيبك ولودٌ.
هل تفقدون الآن من خطيبٍ يستثير القلوب إلى الجهاد! إني أفقد.
الآن أذكر وليَّ الله فوزي السعيد؛ فيلهج قلبي بالدعاء له عارفًا بقدْره.
اللهم إني عن الثناء عليك بالذي أنت أهله عاجزٌ؛ كِفَاءَ ما شرَّفتني بلقائه.
تفسير سورة العنكبوت، والسُّنن الربانية؛ فاز وسعد من عقلهما عن الشيخ.
السلسلتان موجودتان على الشبكة؛ فأصغوا إليهما، وانشروهما في المؤمنين.
يكاد يقتلك الإحساس بالعجز أخا ديني!
تالله ليس بعاجزٍ من ربُّه على كل شيءٍ قادرٌ قديرٌ مقتدرٌ.
القادر في نفسه، القدير على ما فعل، المقتدر على ما فعل وما لم يفعل.
يقينٌ ليس يشبهه يقينٌ أن باطن النازلة خيرٌ من ظاهرها.
إن أولى من انقشاع الغُمَّة أن نعتبر بها.
لعلك حين قرأت قولي: تالله ليس بعاجزٍ من ربُّه على كل شيءٍ قادرٌ قديرٌ مقتدرٌ؛ ظننته -وبعضُ الظن إثمٌ- قولًا خطابيًّا غايته المواساة المجرَّدة، وإنها والله لعقيدةٌ من عقائد الإسلام، نرتاب في وجودنا ولا نرتاب فيها.
يا أمة محمدٍ؛ هذا حديثٌ عظيمٌ يقرِّر لكم هذه العقيدة تقريرًا فتدبروه؛ جاء جبريل -عليه السلام- ذات يومٍ إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو جالسٌ حزينٌ قد خُضِّب بالدماء ضربه بعض أهل مكة، فقال: ما لك! فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم: “فعل بي هؤلاء وفعلوا”، قال: أتحب أن أريك آيةً! قال: “نعم أرني”، فنظر إلى شجرةٍ من وراء الوادي، قال: ادع تلك الشجرة، فدعاها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجاءت تمشي حتى قامت بين يديه، قال: قل لها فلترجع، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم، فرجعت حتى عادت إلى مكانها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “حسبي”.
ما حمل رسول السماء إلى رسول الأرض -صلى الله عليهما وسلم- إلا هذه الرسالة المقصودة من هذه الآية البليغة من آيات الله -تعالى- تقول: يا محمد؛ إن الله قادرٌ على إبهاج نفسك بأوليائك بحصول مشتهاك، يا محمد؛ إن الله قادرٌ على إقرار عينك في أعدائك بوقوع مبتغاك، واعتبر بشجرةٍ خاطبتَها فسمعت منك وعقلت عنك وفعلت ما أمرتها به؛ لذلك لم يسأل رسولُ الله جبريلَ عن حكمة ما أرسله الله به إليه؛ بل قال من فوره: “حسبي”؛ أي اكتفيت بالله قادرًا قديرًا مقتدرًا؛ فليفعل ربي ما شاء متى شاء أين شاء كيف شاء.
يا أمة محمدٍ؛ إن كان نبيكم قد اكتفى بما أراه الله من طلاقة قدرته على كل شيءٍ في أحلك ساعة شدائده، وهل بعد ضرب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى يُخَضَّب بالدم من شدةٍ في الوجود! إن كان نبيكم قد اكتفى بما أراه الله من آيةٍ كبرى؛ فهل أنتم بما اكتفى به مكتفون! هل أنتم قائلون ودماؤكم تنزف ما قال رسولكم ودمه -أقدسُ الدماء- ينزف: “حسبي”!
اللهم إنا قائلون الساعة بقلوبنا وألسنتنا: حسبنا؛ حسبنا أنت كافينا والكافُّ عنا، حسبنا أنت لك مقاليد السماوات والأرض، حسبنا أنت ونعم الوكيل، حسبنا أنت المولى وبنا والمستضعفين أولى، حسبنا أنت رحيمٌ وحكيمٌ؛ فافعل بنا اللهم ما تشاء، محمودًا بما قدمت وأخرت، مشكورًا بما قبضت وبسطت، ما ينبغي لقلوبنا مهما بلغت الحناجرَ أن تسيء بك الظنون؛ سبحانك!
أظنك الآن حبيبي أصلحَ بالًا؛ فتعال أَصْدقك الحديث تعال؛ إن الأمر دينٌ:
المحتلون بلاد المسلمين: المغضوب عليهم والصليبيون ونُظَراؤهم من أقطاب الدول العظمى. الطواغيت: حكام العرب المرتدون وكلاء المحتلين. أوتاد الطواغيت: الجيوش والشُّرَط والسياسيون والاقتصاديون والإعلاميون. كهان الطواغيت: شيوخ الرجس المُوالون لهم (رسميون وغيرهم).
يا معشر من آمن بالله ورسوله؛ من كان لديه عشرة أَسْهُمٍ فليَرْم المغضوب عليهم بسهمٍ وليَرْم الطواغيت بتسعةٍ، ومن كان عنده عشر قنابل فليُضْرِم في الطواغيت قنبلةً وليُضْرِم في الأوتاد اثنتين وليُضْرِم في الكهان سبعةً؛ إن سلطان الأوتاد على الجسوم وسلطان الكهان على القلوب.
ما الفرق بين دماء المسلمين الزاكية في غزة، وبينها في سورية، وبينها في الصومال، وبينها في مالي، وبينها في مصر، وبينها أينما كانت! أليس رسول الله -صلى الإله عليه- القائل: “تتكافأ دماؤهم”! هل في الإسلام دم مسلمٍ أولى بالعناية والرعاية من دمٍ مثلِه! هل يفاضل الطواغيت بين دماءٍ ودماءٍ فتتبعها الجماهير في الإحساس وعدمه حيارى وهم سُكارى!
إن المعركة الأولى ليست مع المغضوب عليهم في العالم كله بقيادة طفلة النظام العالمي المُدَلَّلة (الدُّويلة اللقيطة)، ولا مع الصليبية العالمية بقيادة أمريكا؛ معركتنا الحقيقية مع الطواغيت وأوتادهم وكهانهم؛ الطواغيت وكلاء كل عدوٍّ خارجيٍّ للأمة في حرب دينها ودنياها، النائبون عنهم في كل مبتغًى من بلادنا ومرادٍ، المحققون لهم من مقاصد الاحتلال القديم فوق ما يخطر لهم على بالٍ ويطوف لهم بخيالٍ ويدور لهم في مجالٍ؛ فإنه لا نفاذ للمغضوب عليهم إلينا ولا سلطان للصليبية العالمية علينا إلا بالطواغيت، ولا نفاذ للطواغيت إلينا ولا سلطان لهم علينا إلا بالأوتاد والكهان.
لعلك الآن تفقه لماذا كنا ولا نزال نعادي الطواغيت ما لا نعادي سواهم من قوى الجاهلية، ولا نقبل وصفهم بالحكام المتغلبين كما يقول سَقْطُ المتاع من أنجاس طلاب العلم! لماذا كنا ولا نزال نعادي المؤسسات الدينية الرسمية التي وظيفتها الأولى (التوتيد والتوطيد لأنظمة الطواغيت)، مهما أُذِن لهذه المؤسسات من نشر بعض الإسلام العلمي والعملي، وإن رأس هذه المؤسسات الكهنوتية لَلأزهر، لعن الله ثالوثه (الشيخ والمفتي ووزير الأوقاف)، لماذا كنا ولا نزال نعادي مناهج الإخوان وعامة السلفيين في التغيير (زعموا)، وإنْ هم إلا بعض أدوات الطواغيت السياسية والدينية في ترسيخ دعائم حكمهم جماهيريًّا، لماذا كنا ولا نزال نعادي القبوريين والقصوريين من الأزهريين والسلفيين، لماذا كنا ولا نزال نعادي من طلاب العلم ودُعَاته الذين يصفون جهاد الطواغيت بالألسنة والأَسِنَّة (بالصراع السلطوي)، الطاعنين كل ما قرَّب إلى جهاد الطواغيت من قولٍ وعملٍ.
إن عامة الذين تقرؤون لهم اليوم وتسمعون في لعن المغضوب عليهم؛ هم الذين يرقِّعون للطواغيت بالسلب والإيجاب آناء الليل وأطراف النهار؛ لذلك لا تنطلي علينا أقوالهم في نصرة المستضعفين بفلسطين وأنَّى ذا!
إن الله في عليائه فوق عرشه وسمائه لعليمٌ خبيرٌ شهيدٌ محيطٌ؛ أن هؤلاء أجمعين سبب ما الأمةُ فيه اليوم مما يفتِّت الأكباد ويُذيب المرائر، وما لم تفقهوا هذا أيها الأحرار فسيبقون رؤوسًا تفعل بالأجساد ما تفعل.
يا معشر من أَدْمَت النازلة أفئدتهم؛ لا ترجعوا بعد وضع الحرب أوزارها مهادنين الطواغيت وأوتادهم وكهانهم، قاتلوا بألسنتكم كل طالب علمٍ وداعيةٍ إلى الله (زعما) يرقِّعان لشيوخ القبور من الأزهريين أو لشيوخ القصور من السلفيين، قولوا لهم بألسنة أحوالكم قبل أقوالكم: “قد أفقنا؛ فما كان لكم بعد اليوم إذا خادعتمونا أن تخدعونا”. لعن الله المغضوب عليهم ومن تولاهم.
اللهم قد بلغت؛ اللهم فاشهد، اللهم قد بلغت؛ اللهم فاشهد؛ واغوثاه رباه.
كلُّ البلايا دون دينك عافيةٌ.
اللهم لا تجعل مصيبتنا في ديننا.
للناس اختيار الآثام، ولله اختيار العقوبات.
اللهم إن كنت معاقبَنا ونعوذ بك؛ ففي غير ديننا.
لقد كاد الواثقون بحكمة الله ألا يروا في قضاءٍ قضاه بشدةٍ شرًّا؛ هل أنت منهم!
مساؤك “السيف محَّاء الخطايا”؛ قاله الضَّحوك القتَّال صلى الله عليه.
أخي يا شقيق الإسلام؛ اقرأ هذا الكلام لجَدِّك الحسن البصري.
اقرأه، ثم انظر الفرق بين سلفك وبين كلام جمهرة دعاة زماننا البئيس.
اقرأه، ثم اقرأ حاشية الكلام عليه لأَشهد وإياك الحق وحقيقته.
قال: “إن لكل طريقٍ مختصَرًا، ومختصَر طريق الجنة الجهاد”، وكان الرجل إذا اشتكى إليه كثرة الذنوب؛ قال له: “اجعل بينك وبينها البحر”، يعني الغزو.
هذا منطق الفقهاء بالنفوس حقًّا، يرون الجهاد مَخرجًا للناس من ذنوبهم، وهو الذي أراد الله لهم منه قدَرًا وشرعًا.
اليوم يُعَوِّقك عن الجهاد دعاةٌ بل جماعاتٌ، يصدونك عنه بدعوى ذنوبك، وأنك لست أهلًا للجهاد ما دمت مذنبًا.
لعلك تحسب هذا رأيًا للحسن البصري رضي الله عنه، والحق أنه عقيدةٌ من عقائد القرآن والسنة لمن تدبرهما.
تدبر قول ربك: “فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ”؛ يا من تريدون بيع الدنيا بالآخرة جاهدوا.
إنها ليست آيةً واحدةً؛ إنه القرآن من أوله إلى آخره، يربط بين مغفرة الذنوب وبين الجهاد ربطًا وثيقًا؛ أما أوله فقوله -تعالى- بسورة البقرة على لسان الرسول والمؤمنين: “وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَآ أَنتَ مَوْلَانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ”، وأما آخره فسورة النصر: “إِذَا جَآءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا”.
إنك لتقرأ حديث القرآن في سورة آل عمران عن الجهاد؛ فإذا آيةٌ فيه عن الغُلول في الجهاد، والغُلول: أخذُ الشيء من المغانم خِفيةً، سبحان الله! من يأخذ من مغانم الجهاد خِفيةً يا رب! إنهم بعض المجاهدين، المجاهدون القائمون بذروة سنام الإسلام يا رب! المجاهدون الذين يهاجرون ويغتربون ويكابدون أنواع الأهوال يا رب! المجاهدون الذين يبذلون بالجهاد دماءهم وأرواحهم رخيصةً في سبيلك يا رب! أجل هم المجاهدون؛ إنهم -وإن كانوا خير أهل الأرض قاطبةً- بشرٌ، يجاهدون حين يجاهدون بنفوسٍ بشريةٍ وقلوبٍ بشريةٍ وعقولٍ بشريةٍ لا ينفكُّون عنها، يزيد إيمانهم بالجهاد وينقص بنوازع النفوس، ثم تُبَدِّد أوهامك عن الذنوب وحيلولتها بينك وبين الجهاد آيةٌ أخرى في حديث آل عمران نفسِه، آيةٌ يقول الله فيها لأصحاب نبيه صلى عليه ورضي عنهم: “مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا”، سادة العالمين بعد أنبيائك منهم من يريد الدنيا يا رب! أجل هم الذين أراد بعضهم الدنيا وقد خرجوا مع رسول الله مقاتلين في سبيل الله.
هل أتاك أن في الفقه بابًا اسمه “حكم إقامة الحدود في دار الحرب”! وبقطع النظر عن تفصيل هذه المسألة؛ فإن حَسْبك العلم باختلاف الفقهاء في الحكم بعد تصورهم لوقوع موجبات الحدود من بعض الغزاة في سبيل الله.
أما السنة فحَسْبك منها العلم بخطأ أسامة بن زيدٍ (الحِبِّ بن الحِبِّ) في قتل نفسٍ بعد إسلام صاحبها، وخطأ خالد بن الوليد (سيف الله المسلول) في قتل جماعةٍ من الناس بعد إسلامهم؛ فماذا صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم! تبرأ إلى الله مما فعلا ولم يتبرأ منهما، ولم يُشَنِّع الصحابة عليهما، ولم يقل قائلٌ قبل الجهاد: لا يقاتِل الذين لم يتأهَّلوا للجهاد بترك المعاصي، ولا قال قائلٌ بعده: أمَا وقد عصى من المجاهدين من عصى فلا جهاد لهم تارةً أخرى.
تلك حقيقة الحق التي أردت من حاشيتي هذه على كلام سيدنا الحسن البصري رضي الله عنه؛ الجهاد فريضةٌ على كل مسلمٍ، والمسلم لا ينفكُّ عن معصيةٍ من المعاصي جاهد أو لم يجاهد؛ بل قد يقارف المجاهد في سبيل الله كبيرةً من الكبائر، بل قد يكون ظالمًا لبعض الخلق، بل قد يكون على بدعةٍ من البدع، بل قد يَركب ناقضًا من نواقض الإسلام، إنه مسلمٌ من المسلمين يصيب ويخطئ وإن كان ليس كآحادهم فيما اختصه الله به من شرف الجهاد في سبيله.
فمن قال لك: من أنت أيها المذنب -بتفريطك في واجبٍ، أو بفعلك محرَّمًا- لتجاهد! فقل له: أنا لأجل ذنوبي ما ظهر منها وما بطن أريد الجهاد، أريد الجهاد خلاصًا منها بمغفرة الله العامة التي وعد على الجهاد، أريد الجهاد فإما نصرٌ عسى ربي أن يجعل جزاءه توبةً منه علي، وإما شهادةٌ عسى ربي أن يغفر لي بها ما قدمت وما أخرت بأول قطرةٍ مهراقةٍ من دمي، أريد الجهاد ابتغاء رفعة ديني الذي فرَّطت في قدْره ما فرَّطت، أريد الجهاد ابتغاء عِزِّ أمتي التي قصَّرت في حقوقها ما قصَّرت، أريد الجهاد جبرًا لمكسور ما بيني وبين الله.
رضي الله عن الحسن، وداوِ اللهم بالجهاد عِللنا، واغفر به زللنا، وسُدَّ به خَللنا.