لله درُّ البحتري أوَّاهًا: بكلِّ

لله درُّ البحتري أوَّاهًا: بكلِّ سبيلٍ للنساءِ قتيلُ ** وليسَ إلى قتلِ النساءِ سبيلُ

شرُّ قتيلٍ قتيل النساء، وأيُّ فرقٍ بين مقتولٍ بسيفها ومقتولٍ بعشقها!

العشق مقبرة القلوب، من عشق من لا قِبَل له بوصاله؛ فقد وَأَد قلبَه بيدَيه.

غدًا تسأل القلوب الموؤودة وائديها: بأيِّ ذنبٍ قُتِلْتُ! فليُعِدُّوا جوابًا.

حسْب العاشق اليوم جحيمًا؛ أن روحه التي هو فَلَكُها مخنوقةٌ في فَلَك غيره.

كعصفورةٍ في كفِّ طفلٍ يَزُمُّها ** تذوقُ عذابَ الموتِ والطفلُ يلعبُ

“رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ”؛ قال بعضهم: هو العشق، لُوذُوا منه بالله.

من لم تأمره بالمعروف فلا

من لم تأمره بالمعروف فلا تدهش إذا أمرك بمنكرٍ، ومن لم تنهه عن المنكر فلا تدهش إذا نهاك عن معروفٍ، ومن لم تكفِّره بعلمٍ وعدلٍ فلا تدهش إذا كفَّرك جاهلًا ظالمًا، وما لم تَبِتْ همُّك إنكار المنكر فلا تدهش إذا أصبحت واحدًا من أهله، وما لم تشكر ربك على الإسلام عملًا فلا تدهش إذا سلبك إياه اعتقادًا.

من قال: خلق الله الإنسان

من قال: خلق الله الإنسان للسعادة؛ كمن قال: خلق الله الإنسان للعبادة.

أليست العبادة في الدنيا هي السعادة الحقَّة الخالصة، وفي الآخرة هي الوسيلة الماضية الوحيدة للسعادة الآتية الوحيدة! فليست حكمة خلق الإنسان إذن إلا إسعاده، لا شريك لها من الحِكَم. فإذا هو فرَّط في عبادته ففرَّط في سعادته؛ فليَلُم نفسَه المفرِّطة لا ربَّه الذي ما فرَّط في إسعاده بشيءٍ.

ابتدأ خلْقك من العدم لأجل السعادة، وعرَّفك بنفسه معبودًا وبالعبادة، وأرسل إليك رسولًا صنعه لك على عينه هو بابُها، بكتابٍ يُكَلِّمك فيه بذاته حَشْوُه أسبابُها، وفَطَرَك عليها فهيَّأك لقَبول شرائعها جميعًا، ولم يناقِض عقلَك بعقائدها فأحسن به صنيعًا، ولئن خلَق الشيطان والدنيا أعداءً لك يصدُّونك عنها؛ فقد جعل الملائكة وصالحي المؤمنين أولياءَ يُقَرِّبونك منها، وجعل كل ضعفٍ يبتلي به جسدك وسيلةً لتخفيف أحكامها عنك، وكل خطيئةٍ تجاهد نفسك في اجتنابها ذريعةً لقربه منك، ولو شاء أن تعبده عبادةً لا تخرقها الذنوب لقهرك بالجَبْر عليها؛ لكن أراد منك عبادة المجاهَدة تغالب أعداءه مستعينًا به حتى يُوصِلك إليها، وجعل يأسك من رحمته كفرًا به مهما عظُمت الخطايا، وألزمك حُسن الظن به ووعدك عليه أجزل العطايا، وأخبرك قبل عصيانك إياه أن ذلك كائنٌ منك لا محالة؛ لكن لا تعمد إليه ولا تُصِرَّ عليه وعجِّل المتاب قبل الإيالة، وجعل عيوبك التي تُبَغِّضُ إليك نفسَك أعوانًا على حِفظ افتقارك إليه، وكروبك التي غالبُها عقوبات أوزارك أسبابًا لكرامة دخولك عليه، حتى إذا لقيته عابدًا إياه غيرَ مشركٍ به أحدًا سواه؛ أحاط ذنوبك بمغفرته لا يبالي كما يبالي كلُّ معبودٍ عداه؛ فسبحان ربك وتبارك أيها العبد المبارك!

يا أحظى الخلق بإيجاد الرب؛ لله ما أوفى سعادتك بعبادتك، وأولى عبادتك بسعادتك! ما هذه إلا تلك، وما تلك إلا هذه، فلو قال الله لك عابدًا: يا أسعد خلقي؛ كما لو قال لك سعيدًا: يا أعبدَهم، ما أنزل الله إليك القرآن لتشقى.

العبادة السعادة السمائية لا الأرضية، الحقَّة لا الباطلة، الحقيقية لا الصُّورية، الخالصة لا المكدَّرة، المطْلقة لا المقيدة، التامة لا الناقصة، الكلِّية لا الجزئية، العامة لا الخاصة، الواسعة لا الضيقة، السرمدية لا الزائلة؛ اعبدوا تسعدوا.

لأن ألقى الله بكل خطيئةٍ

لأن ألقى الله بكل خطيئةٍ خلا الكبر؛ أهون من لقائه بالكبر.

الكبر خطيئةٌ غير معقولة المعنى ممن خُلق من نطفةٍ عاجزًا جهولًا.

لا أعلم سببًا يطرد الله به عن سبيله كالكبر؛ فليتَّقه عبدٌ يعوذ بالله من الطرد.

اقرأ إن شئت قول الله لإبليس في الجنة: “اهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا”، ثم لمن سار سيره في الطريق إليها: “سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ”.

قدَّر الله المرض لجسده، فأصحَّ

قدَّر الله المرض لجسده، فأصحَّ قلبه وأيقظه، فتاب إلى الله وأناب.

قدَّر الله له الحبس، فأطلق قلبه وجوارحه في طاعاتٍ كان عنها مصروفًا.

قدَّر الله موت محبوبه، فأحيا روحه لِمَا لم يخلقها إلا لأجله (عبادته).

قدَّر الله له الاستيحاش من خلقه، فآنس قلبه بقيام الليل وطول سجوده.

إن من الخير خيرًا لا يقدُره الله إلا بالشر، وإن من العافية عافيةً لا يمنحها الله إلا من ‍البلاء، وإن من الحرية حريةً لا يبسطها الله إلا في السجن، وإن من الحياة حياةً لا يهبها الله إلا ‍بالموت، وإن من السعادة سعادةً لا ينشرها الله إلا من البؤس، وإن من اليُسر يُسرًا لا يقضيه الله إلا في العُسر، وإن من الحق حقًّا لا يُقيمه الله إلا بالباطل، وإن من الجمال جمالًا لا يَبُثُّه الله إلا من القُبح، وإن من القوة قوةً لا يُظهرها الله إلا في الضعف؛ على هذه فقيسوا، وآمنوا بالأقدار شرِّها قبل خيرها، وسلِّموا لمُجْرِيها تسليمًا، “وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ”.

قال ولدي باكيًا: لو كنت

قال ولدي باكيًا: لو كنت محبًّا لله ما بارزته بالقبائح كل حينٍ.

يا حبيبي؛ ما جوابي إياك بأحسن من جواب جَدِّك ابن رجبٍ الحنبلي رحمه الله: “ليس شرط المحب العصمة؛ إنما شرطه كلما زل أن يتلافى تلك الوصمة”.

قال: إنما يقال هذا لذي قلبٍ طاهرٍ؛ لا إِخَالُ قلبي إلا نجسًا.

يا حبيبي؛ أصغ إلى جَدِّك: “يا قوم؛ قلوبكم على أصل الطهارة، وإنما أصابها رشاشٌ من نجاسة الذنوب؛ فرُشُّوا عليها قليلًا من دمع العيون وقد طهُرت”.

قال: أنت أعجز عن تخايُل ما عليه نفسي؛ أنَّى يقبلني ربي!

يا حبيبي؛ مهما أسأت الظن بنفسك فأحسن الظن بالله، نحن لا نحسن الظن بالله أنه يغفر ويتوب ويهدي لاستحقاقنا هذا؛ إنما نحسن به الظن لأنه الله.

قال: زدني في هذه بيانًا؛ زادك الرب من كل خيرٍ يرحم به.

يا حبيبي؛ قد يليق بالنفس سوء الظن لقعودها عن معالي الأمور شغلًا بسَفْسَافِها؛ لكنه لا يليق بالرب مهما يكن من شيءٍ من الخلق؛ فإنه الذي هو الآن على ما عليه كان، وكما كان بصفاته أزليًّا كذلك لا يزال عليها أبديًّا، السُّبُّوح القدُّوس السلام المتكبر المتعالي العزيز الطيب الجميل الحميد النور البديع، وإن القدْر المشترك بين أسماء ربك الحسنى هذه؛ هو تنزُّهه -علا وتبارك- عن كل نقصٍ وعيبٍ في ذاته وصفاته وأفعاله؛ فظُن به ما ينبغي له من كمال كل تمامٍ وتمام كل كمالٍ في نعوت جماله وصفات جلاله، سبحانه وبحمده.

قال: حسُن كل ما لربي؛ لكن مثلي مستحقٌّ عدله لا فضله.

يا حبيبي؛ وأيُّنا يستحق فضل الله! إنما نحسن الظن برحمته وإن كنا مستحقين عدله بأنها سبقت غضبه، فالمُعَوَّل على الذي من الله لا على الذي منا.

يا حبيبي؛ لئن أدهشك أن مكان قول ربك: “إن رحمتي سبقت غضبي” فوق عرشه -وإن عرشه لَقُبَّة الملكوت- فليُدهشنك زمانُها الذي كتبها الله فيه أضعافًا مضاعفةً، إن الله كتبها قبل خلق الخلق، فكأن تقدير زمانها العُجاب ذلك يقول: قد سبقت رحمة الله منه غضبه من قبل حصول أسباب غضبه منكم. فلئن خوَّف قلبَك عدلُه -وحريٌّ أن تخاف وتخشى وتتقي وترهب- فقل له: يا قلب؛ أبشر بوَجَلِك من ربك، ليس بعد خوف الدنيا إلا أمان الآخرة، وعْد الله.

يا حبيبي؛ ألم تسَع رحمة الله كل شيءٍ! وهل أنت وكلُّ ما اقترفت من سوءٍ -مهما بلغ نوعُه وكَمُّه وكَيْفُه- غيرُ شيءٍ! فناجِ معبودك الأوحد بهذا، قل: اللهم إن حديثك الحقُّ لا ريب فيه أن رحمتك وسِعَت كل شيءٍ، وإني على جميع ما جنيت على نفسي بقلبي وقولي وعملي شيءٌ، وإني لا أدَع شيئًا أغضبتك به إلا اعترفت لك به واستغفرتك منه؛ فبحق قدرتك على كل شيءٍ اغفر لي كل شيءٍ ولا تسألني يوم ألقاك عن شيءٍ، وكذلك فافعل كلما عصيت بغير إصرارٍ.

قال ولدي راجيًا: عظَّمت رجائي في ربي؛ فلأعملن له أعمالًا.

الله السَّتِير والسِّتِّير؛ كِلا ضَبْطَي

الله السَّتِير والسِّتِّير؛ كِلا ضَبْطَي الاسم الإلهي صحيحٌ.

لو أن أحدنا زنى عِيَاذًا بالله ولِيَاذًا، ثم جاء هنا -جُنُبًا من الزنا- يحضُّ الناس على العِفَّة؛ ما شعر به أحدٌ.

ولو أن أحدنا سرق عِيَاذًا بالله ولِيَاذًا، ثم جاء هنا -وما سرقه في ثوبه- يحضُّ الناس على الأمانة؛ ما شعر به أحدٌ.

ولو أن أحدنا تولَّى من الزحف عِيَاذًا بالله ولِيَاذًا، ثم جاء هنا -وقلبه من رُعبه يرجُف- يحضُّ الناس على الثبات والإقدام؛ ما شعر به أحدٌ.

ولو أن أحدنا قتل نفسًا معصومةً عِيَاذًا بالله ولِيَاذًا، ثم جاء هنا -ويداه تقطران دمًا- يحضُّ الناس على المرحمة؛ ما شعر به أحدٌ.

ولو أن أحدنا كان أسيرًا لشهوةٍ عِيَاذًا بالله ولِيَاذًا، ثما جاء هنا -مرهونًا في أغلالها- يحضُّ الناس على الحرية؛ ما شعر به أحدٌ.

ولو أن أحدنا عقَّ والدَيه عِيَاذًا بالله ولِيَاذًا، ثم جاء هنا -ولم يتمضمض من أُفٍّ لكما- يحضُّ الناس على بر الوالدين؛ ما شعر به أحدٌ.

ولو أن أحدنا أشرك بالله الواحد الأحد عِيَاذًا به ولِيَاذًا، ثم جاء هنا -بعظيم إشراكه- يحضُّ الناس على خالص التوحيد؛ ما شعر به أحدٌ.

يرضى الله عن أبي العتاهية قائلًا:

أحسنَ اللهُ بنا ** أنَّ الخطايا لا تفوحْ

فإذا المستورُ فينا ** بينَ ثوبَيْهِ فضُوحْ

ومما حفظته من العلَّامة عبد الباسط هاشم -رحمه الله- عن شاعرٍ أندلسيٍّ:

إذا أُخبرتَ عنْ رجلٍ بريءٍ ** منَ الآفاتِ ظاهرُهُ صحيحُ

فسَلْهُمْ عنهُ هلْ هوَ آدميٌّ ** فإنْ قالوا نعمْ فالقولُ ريحُ

ولكنْ بعضُنا أهلُ استتارٍ ** وعندَ اللهِ أجمعُنا جريحُ

ومنْ إنعامِ خالقِنا علينا ** بأنَّ ذنوبَنا ليستْ تفوحُ

فلوْ فاحتْ لأصبحنا هروبًا ** فُرادَى بالفَلا ما نستريحُ

وضاقَ بكلِّ منتحلٍ صلاحًا ** لِنَتْنِ ذنوبهِ البلدُ الفسيحُ

ومما وعيته طفلًا من شعر القحطاني رحمه الله:

أنتَ الذي أدنيتني وحَبَوْتني ** وهديتني منْ حيرةِ الخذلانِ

وزرعتَ لي بينَ القلوبِ محبةً ** والعطفَ منكَ برحمةٍ وحنانِ

ونشرتَ لي في العالمينَ محاسنًا ** وسترتَ عنْ أبصارهمْ عصياني

وجعلتَ ذِكري في البرِيَّةِ شائعًا ** حتى جعلتَ جميعَهمْ إخواني

واللهِ لوْ علموا قبيحَ سريرتي ** لَأَبَى السلامَ عليَّ منْ يلقاني

ولأعرضوا عني وملُّوا صحبتي ** ولَبُؤْتُ بعدَ قرابةٍ بهوانِ

لكنْ سترتَ معايبي ومثالبي ** وحلُمتَ عنْ سقطي وعنْ طغياني

فلكَ المحامدُ والمدائحُ كلُّها ** بخواطري وجوارحي ولساني

قال سفيان بن عيينة رضي الله عنه: “لولا ستر الله عزَّ وجلَّ؛ ما جالسَنا أحدٌ”، وكان محمد بن واسعٍ -رضي الله عنه- يقول: “لو كان للذنوب رائحةٌ؛ ما جالسني منكم أحدٌ”، وقال عمر بن عبد العزيز لخالد بن صفوانٍ رضي الله عنهما: عِظني وأوجِز، فقال خالدٌ: “يا أمير المؤمنين؛ إن أقوامًا غرَّهم ستر الله عزَّ وجلَّ، وفتنهم حُسن الثناء؛ فلا يغلبن جهلُ غيرك بك عِلْمَك بنفسك، أعاذنا الله وإياك أن نكون بالستر مغرورين، وبثناء الناس مسرورين، وعمَّا افترض الله متخلِّفين مقصِّرين، وإلى الأهواء مائلين”، فبكى عمر، وهذا حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح ابنُ القيم -رضي الله عنه- يقول: “فكَم من مستدرَجٍ بالنعم وهو لا يشعر، مفتونٍ بثناء الجُهَّال عليه، مغرورٍ بقضاء الله حوائجَه وستره عليه! وأكثر الخلق عندهم أن هذه الثلاثة علامة السعادة والنجاح؛ ذلك مبلغهم من العلم”.

قال حذيفة العرجي بارك الله به:

يا منْ بسَتركَ خالَني منْ مرَّ بي ** أنْ ليسَ لي في العالمينَ قبيحةْ

لولا جميلُ السَّترِ منكَ لنالني ** في كلِّ شبرٍ لعنةٌ وفضيحةْ

يا هذا؛ ثناء الناس عليك ظنٌّ، وعلمك بنفسك يقينٌ، واليقين لا يزول بالظن.

ما أحلى ستر الله وأجملَه! ما أتمَّه وأكملَه! ما أطولَه وأرسلَه! ما أعمَّه وأشملَه!

ربَّاه سترًا جميلًا لا تكشفه الرياح، وظِلًّا ظليلًا لا تخرقه الرماح، لا إله إلا أنت.

ربَّاه ما كنا لسترك بُرْهَةً مستحقين؛ لكنك السِّتِّير كثيرُ الستر عظيمُه، ربَّنا فلا ترفع سترك فيما بقي من الدنيا وفي الآخرة عمَّن عوَّدتهم حلاوته، وحَقِّ عدلك لو عاملتنا به؛ إن الفضح بعد ال‍ستر مرٌّ مذاقتُه كطعم العلقم، وإنا لا نطيق.

“أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِّن دَارِهِمْ”؛

“أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِّن دَارِهِمْ”؛ هل مصر بعد ليبيا عَوْذًا بالله!

ما إنْ أتاني خبر إعصار ليبيا وفيضانها؛ حتى ذكرت هذه الآية.

ربَّاه لطفًا بمسلمي ليبيا، واجعله رجزًا على طواغيتها ومن والاهم.

واغوثاه مولاه! بك من خزي موت الفجأة نعوذ؛ أن يَدْهَمَنا على حين غِرَّةٍ.