#في_حياة_بيوت_المسلمين. هل أتاك نبأ نمط

#في_حياة_بيوت_المسلمين.

هل أتاك نبأ نمط التربية بالمزاج / بالغزالة!

لعله لم يأتك؛ لكنك متحققٌ به في ذريتك وأنت لا تدري.

نمط التربية الأوسع انتشارًا، والأفظع آثارًا.

إذا صفا بالُ الوالدين -أو المُرَبِّين عامةً- سمحوا لأبنائهم بأي شيءٍ حتى ما لا يُسمح به، وإذا تكدَّر بالُهم منعوهم أي شيءٍ حتى ما لا يُمنع. دوران السماح والمنع في هذا النمط على (حال المزاج).

نمطٌ يَرِثه الولد عن أبويه وراثةً، ويربِّي به ولده كما تربَّى هو به، أما ما يُخَلِّفه من اضطرابات المزاج والشعور والعاطفة والعقل، وما يُكْسِبه في النفس من الأَثَرة (الأنانية) وغيرها؛ فحدِّث ولا حرج.

يزيد الطينَ بِلَّةً والداءَ عِلَّةً تبريرُ عامة هؤلاء لأبنائهم تناقضاتهم حين يواجهونهم بها؛ لكي لا يظن الصغار بالكبار الجهل والطيش، فيُحْكِموا الجناية بذلك على منظومة الأخلاق الفِطرية نظرًا وعملًا.

هؤلاء شرٌّ من الذين نمطهم التوسيع أو التضييق مطلقًا؛ لا تكونوا أمثالهم.

عشرٌ في (كثيرٍ) من الإسلاميين

عشرٌ في (كثيرٍ) من الإسلاميين صدَّت عن الإسلام كثيرًا، ولا عذر لمن صُد:

ادعاؤهم لأنفسهم النقاوة؛ مع ما بهم من الأمراض النفسية والخُلقية.

ادعاؤهم الإسلامية فيما ليس بإسلاميٍّ؛ بل لعله من الجاهليات اليقينية.

ادعاؤهم لجماعاتهم ورموزهم الحكمة؛ مهما وقع منهم وَكْسٌ أو شَطَطٌ.

ادعاؤهم عقيدِيَّة بعض المسائل الفقهية والأصولية؛ كمسألة العذر بالجهل.

ادعاؤهم الإجماع فيما اختُلف فيه؛ بل لعله اختلافٌ لا أظهر منه في الأحكام.

ادعاؤهم الورع في كثيرٍ من الصغائر؛ مع افتتانهم بصُنوفٍ من الموبقات.

ادعاؤهم العِلمية فيما ليس بعلميٍّ؛ بل لعله غير سائغٍ في عقلٍ ولا عرفٍ.

ادعاؤهم الفقه بدقائق بالواقع؛ مع طافح جهلهم بما هو أوضح شيءٍ فيه.

ادعاؤهم قبول الاختلاف في الفروع؛ مع معاداتهم لأكثر من يخالفونهم.

ادعاؤهم تعظيم السلف؛ مع مناقضتهم في كثيرٍ من قواعد النظر والعمل.

ذلك، وإني أبرأ إلى الله ورسوله ودينه من مصطلح “الإسلاميين” ذلك؛ فإن قبول انقسام المسلمين طائفتين؛ طائفةٍ تشتغل بجهاد الطواغيت بألسنتهم أو أموالهم أو أيديهم، وطائفةٍ لا تفعل شيئًا من هذا مهما كانت قادرةً عليه؛ زندقةٌ في الإسلام، وزجٌّ بغير المشتغلين به في النار، وكيف يسوغ لمسلمٍ عدم الاشتغال بجهاد الطواغيت (بما يستطيع)؛ وهو من لوازم توحيد المعبود!

اللهم مُكَبِّر الصغير ومُصَغِّر الكبير؛

اللهم مُكَبِّر الصغير ومُصَغِّر الكبير؛ اجعل حظَّنا من الصِّغَر في الباطل، وكِفْلَنا من الكِبَر في الحق، واشغلنا بنظرك إلينا عن كل نظرٍ، وبحقيقتنا في نفسك عن صورنا في أنفُس خلقك؛ رفعُك الرفع وخفضُك الخفض ولك المقاليد جميعًا.

“أصحاب العربية جِنُّ الإنس؛ يُبصرون

“أصحاب العربية جِنُّ الإنس؛ يُبصرون ما لا يُبصر غيرهم”؛ قالها الشافعي.

ما ألقاها على لسان سيدي أبي عبد الله إلا ملَكٌ كريمٌ، وإن أهل العربية -الذين هم أهلُها- لكَما نَعَتَهم سليلُ بيت النبوة رضي الله عنه؛ فإنهم كسائر البشر خلقهم البارئ -تَبَارَكَ- من صلصالٍ كالفخَّار، ثم خلق بلسان العربية في أوعيتهم لَهَبِيَّةً من مارجٍ من نارٍ، فأفادهم بالطين رزانةً ورصانةً وبالنار حِدَّةً وسَوْرَةً، فلما اختلطت فيهم تلك الأضداد، وكان عالَم المحسوسات وعالَم المعاني في حقيقتهما شيئًا واحدًا لا تَنْفَكُّ فيه هذه عن تلك؛ صار هؤلاء كلما عاينوا معنًى في محسوسٍ أو محسوسًا في معنًى؛ تجلَّى لهم فيه ما لا يتجلَّى لسواهم من الأَنَاسِيِّ الذين ليس في تركيبهم إلا مادةٌ واحدةٌ؛ فسُبحان بارئ الشافعي!

ألَا مشمِّرٌ -بعد القراءة- لجبر

ألَا مشمِّرٌ -بعد القراءة- لجبر المنكسرين جبرًا يُعجب الله!

الجابرون يجبرهم جبَّار العالمين في الدنيا والآخرة والبرازخ بينهما؛ جبرًا عجبًا.

وكلُّ كسرٍ فإنَّ الدينَ يجبرهُ ** وما لكسرِ قناةِ الدينِ جُبرانُ

أَولى بالجبر فأَولى، ثم أَولى بالجبر فأَولى؛ أحبابُنا الذين كُسر من طاعاتهم ما كُسر بعد ما آواهم الله إلى ظلالها أحيانًا من الدهر مجبورين، ثم غلبتهم أنفسهم والدنيا والشياطين، فجَرَت عليهم سُنة الله التي لا تتبدل فصُرِفوا؛ أعيدوهم إلى جادَّة طريق الله بما تستطيعون وما لا تستطيعون؛ أتُسارع أسباب النار إليهم وتُبطؤون عنهم يا أسباب جِنان الله! وأيُّنا ضامنٌ ثباتَه! فقدِّموا لأقدامكم في الطريق بِرَدِّ هؤلاء إليه؛ يُثَبِّت الله أقدامكم، والربُّ برٌّ شكورٌ؛ أفتكونون أبرَّ بهم من برِّ الله بكم حين يراكم عليهم حِراصًا!

إن جزاء الله على الحسنات من أجناسها، ولا يزال العبد يتخلَّق بالصفة الحميدة حتى يُعْرَف بها في الملأ الأعلى؛ طوبى لعبدٍ وَسْمُه عند الله (جبَّارُ كسورٍ).

أيها المنكسر فؤادُه؛ لا يضرُّك في الأرض كاسرُه؛ ما دام في السماء جابرُه.

هو الجبَّار -سبحانه- على الحق والحقيقة، جبرُه الأكملُ الأتمُّ، الأوسعُ الأعمُّ؛ فمن تخلَّق بالجبر فقد قدَّس نفسه بهذه النعت الأجلِّ من نعوت جمال ربِّه، وقد رقَّى نفسه -بحولٍ منه وقوةٍ- إلى قُبَّة الكرامات الربانية: (السعيُ قدْر الطاقة في التخلُّق بصفةٍ من صفات الربِّ التي شَرع لعباده التحلِّي بها والتجلِّي).

قال الإمام ابن القيم في ذلك المقام القيم: “من تعلَّق بصفةٍ من صفات الربِّ تعالى؛ أدخلته تلك الصفة عليه، وأوصلته إليه”؛ رضي الله عن أبي محمدٍ.

أفيَجبر الله خلقه مستغنيًا عنهم؛ ثم لا تجبرهم أنت مفتقرًا إلى جبره!

انظر كيف جبر الله مساكين عباده؛ بأن عطف حقهم على حقه، فقال: “إَنَّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ * وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ”! ذلك الأشقى الذي يصلى النار الكبرى؛ ليس لكفره بالله فحسْب؛ بل لقعوده عن حق المسكين أيضًا؛ أيُّ نفسٍ تشهد جلال هذا الجبر للمسكين ثم تطيق له كسرًا!

ثم انظر كيف جبر الله كسر ابنِ أم مكتومٍ؛ بمعاتبة أحب حبيبٍ إليه وأكرمِهم لديه -صلى الله عليه- في حقه؛ فجعل أوَّل العتاب: “عَبَسَ”، وآخره: “تَلَهَّى”!

ثم تأمَّل كيف جبر الله حاضِري قسمة الميراث الذين هم من غير أهله؛ بأن أمر بإعطائهم ما ليس حقًّا واجبًا لهم، فقال: “وَإِذَاْ حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُم مِّنْهُ وَقُولُواْ لَهُمْ قَوْلًا مَّعْرُوفًا”! قومٌ حضروا قسمة الميراث ليسوا من ذَوِيه؛ لكنهم حضروا؛ فلْيُجبَروا، ليُجبَروا بشيءٍ منه وإن كان يسيرًا، فإن لم يكن ثَمَّ شيءٌ يأخذونه؛ ففي قول المعروف لهم جبرٌ، اجبروهم بلطيف قولٍ به يَرجعون؛ أن تُكسر نفوسهم وأنتم لا تشعرون.

ثم تدبر كيف جبر الله محاويج عباده الذين لا يجد رسول الله -عليه الصلاة والسلام- ما يعطيهم من المال؛ بأن أمره بميسور قوله لهم، فقال: “وَآتِ ذَاْ الْقُرْبَىٰ حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ”، ثم قال: “وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغَآءَ رَحْمَةٍ مِّن رَّبِّكَ تَرْجُوهَا فَقُل لَّهُمْ قَوْلًا مَّيْسُورًا”! آيةٌ تقول: محمدٌ يا سيد الأجواد؛ إن قُدِر عليك ما به يُجاد؛ فلا تحرمهم جابر قولك إنه حقُّ المستفاد.

إلَّا تكنْ وَرِقٌ يومًا أجودُ بها ** للسائلينَ فإني ليِّنُ العُودِ

لا يَعدمُ السائلونَ الخيرَ منْ خُلقي ** إما نوالي وإما حُسنُ مردودي

“إنكم لن تسَعوا الناس بأموالكم؛ فسَعوهم بأخلاقكم”؛ قالها عليٌّ رضي الله عنه، وكأن حَليل (الزهراء) قَبَس هذه الدرة المَجْلُوَّة، من جَليل آيات (الإسراء) المَتْلُوَّة! وكأن أبا الطيب أخذ من هذا القول لسيدنا عليٍّ قولَه:

لا خيلَ عندكَ تُهديها ولا مالُ ** فليُسعدِ النطقُ إنْ لمْ تُسعدِ الحالُ

ثم تفكَّر كيف جبر الله المطلَّقات؛ بأن جعل لهن حقًّا على المطلِّقين إن كانوا يعدُّون أنفسهم في المتقين، فقال: “وَلِلْمُطَلَّقَاتِ مَتَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ”! لما قضى الله فيهن بالطلاق قدَرًا؛ قضى لهن بالمتعة على المطلِّقين شرعًا، هذا بلُطفه وذاك بعطفه، كأنما يقول للرجال: ألستم قد فارقتموهن؛ فكُسر بالبَيْنِ منهن! فاجبروهن ناهِجِين دِينَكم، “وَلَا تَنسَوُاْ الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ”.

ربٌّ هذه عجائب جبره في خلقه؛ تُساء به في شدائد أقداره الظنون!

أستغفرك اللهم لي ولكل مسلمٍ رَقَّ يقينُه في بَلِيَّةٍ، فلم يظن برحمتك ما يليق بها من السُّبْحَان، وأستهديك قبل حلول النوازل؛ أن نحار فيها وأنت هادينا.

إنَّ كسرَ اللهِِ جبرٌ إنَّ إنْ ** سبِّحِ الجبَّارَ عبدًا واستكِنْ

أما جبره صلى الله عليه وسلم؛ فحسبُك فيه هذا النبأ الفائض تَحْنانُه:

تَبِعَته ماشيًا -ذاتَ يومٍ- ابنةُ عمه حمزة -رضي الله عنه- وهي تنادي: يا عم يا عم، فتناولها عليٌّ -رضي الله عنه- فأخذ بيدها، وقال لفاطمة عليها السلام: دونكِ ابنةَ عمكِ، فحملتْها، فاختصم فيها عليٌّ وزيدٌ وجعفر؛ قال عليٌّ: أنا أخذتها وهي بنت عمي، وقال جعفر: ابنة عمي وخالتها تحتي، وقال زيدٌ: ابنة أخي، فقضى بها النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- لخالتها زوجِ جعفر، وقال: “الخالة بمنزلة الأم”، ثم قال لعليٍّ: “أنت مني وأنا منك”، وقال لجعفر: “أشبهت خَلقي وخُلقي”، وقال لزيدٍ: “أنت أخونا ومولانا”؛ عَلم سيدنا -صلَّى الله عليه وسلَّم- كيف حال فؤادَي صاحبَيه عليٍّ وزيدٍ -رضي الله عنهما- بعد الذي فاتهما من الخير النفيس؛ فجبرهما بهاتين الأُكْرومتين الخالدتين وإن زال نفسُ الخلود.

منْ شمَّ عَرْفًا لأخلاقِ النبيِّ يَقُلْ ** لا المسكُ مسكٌ ولا الكافورُ كافورُ

إن بشرًا ليس كمِثله بشرٌ هو رسول الله، يجبر جِذْع شجرةٍ باحتضانه؛ لا يُستعجب منه جبر ذوي الأرواح ولا يُستغرب، صح أنه -صلَّى الله عليه وسلَّم- كان يخطب إلى جِذْعٍ، فلما اتخذ المنبر؛ حنَّ الجِذْع، فأتاه فاحتضنه فسكن، ثم قال: “لو لم أحتضنه؛ لحنَّ إلى يوم القيامة”؛ أمسِك بقلبك أن يطير مُوَلَّهًا.

ذلك، وإن أولى الناس ببالغ جبركم المسلمون، وأحْراهم بأوفاه الأقربون، وأجْدَرُهم بأَدْوَمِه أولو الأرحام، وأخْلَقُهم بأَخْلَصِه الآباء، قال سيد جابري الورى: “أمَّك وأباك، وأختَك وأخاك، وأدناك أدناك”؛ بالله هل في وصايا العالمين وصيةٌ مثلُها! صلَّى الله على صاحبها عددَ أنفاس مجبوريه وسلَّم.

فأما الذين كانت عادتهم جبر عثرات الناس، ثم صدَعتهم نوائب الدنيا حتى باتوا في بيوتهم معاويزَ إلى الجبر؛ فضاعِفوا جبرهم؛ اللهَ اللهَ أنَّى يَعثرون!

“صاحب المعروف لا يقع، فإن وقع وجد متكأً”؛ أفلح من كان لأولئك متكأً.

اللهم جبَّارَ البرايا؛ إن أوسع جبرك إيانا ما تهدينا إليه وتعيننا عليه من جبر كسور خلقك؛ فمتِّعنا به ما أحييتنا، وأبْقِه بعد مماتنا جاريًا تظل عوائده نفَّاعةً في القبور ويوم نَفِد عليك منكسرين. وقَّع بالضَّراعة إليك اللهم عبادٌ كَسَارَى.

أسرانا يا مولانا. “ثُمَّ السَّبِيلَ

أسرانا يا مولانا.

“ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ”.

“وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ”.

“فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ”.

“فَاقْرَءُواْ مَا تَيَسَّرْ مِنَ الْقُرْآنِ”.

“فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى”.

“يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ”.

“وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَى”.

“سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا”.

“إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ”.

“إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا”.

“فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ”.

“فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ”.

“وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا”.

“فَقُل لَّهُمْ قَوْلًا مَّيْسُورًا”.

“وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسَرًا”.

“وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي”.

“فَالْجَارِيَاتِ يُسْرًا”.

اللهم بأسرار تيسيراتك في آياتك هذه؛ يسِّر عسيرهم؛ كان هذا عليك يسيرًا.

اعمل بتهمتك. يقول لك أهل

اعمل بتهمتك.

يقول لك أهل الدنيا وتعسًا لهم: اعمل بلقمتك.

فأنا قائلٌ لك في الدين ونِعِمَّا ذا: اعمل بتهمتك.

أجمَعوا أمرَهم وشركاءَهم أنك متطرِّفٌ متشدِّدٌ تكفيريٌّ إرهابيٌّ؛ فاعمل بتهمتك.

اعمل بتهمتك فما استمسك بمَعاقد الإسلام نبيٌّ ولا وليٌّ؛ إلا اتُّهم مِثلُك.

اعمل بتهمتك فإنهم عاملون، “وَقُلْ آمَنتُ بِمَآ أَنزَلَ اللَّهُ مِن كِتَابٍ”.

اعمل بتهمتك فما تهمتك إلا: “وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ”.

اعمل بتهمتك يكتبك الله في الذين ما بدَّلوا تبديلًا.

اعمل بتهمتك فإنك مَجْزِيٌّ بها منهم لا مَحالة.

اعمل بتهمتك فإنها أَخْذُك الكتابَ بقوةٍ.

اعمل بتهمتك فإنها حقٌّ عبوديتك.

إذا كان ذلك كذلك؛ فاعمل بتهمتك، اثبت على ما أنت عليه لا تبدِّل، وقل لمن أرادك على غير مراد ربك: أنا ما خُلِقت لأُعجبك؛ بل مرحبًا بغيظك ومربحًا.

اعمل بتهمتك حسبُك أن تكون عند الله بريئًا؛ إنما الخَسار والبَوار والرِّجس في النار أن تكون عنده متهَمًا، من كان عند الله مرفوعًا لم يضرَّه خفضٌ ولا خافضون، ومن كان عند الله مخفوضًا لم ينفعه رفعٌ ولا رافعون، وكل عِنْدِيَّةٍ لغير الله سُفلى وإن بلغ ضجيجُها أقطار السماوات العُلَى.

العِنْدِيَّة عِنْدِيَّة الله فوق العرش؛ تأمل قوله عن إسماعيل عليه صلاتُه: “وَكَانَ عِندَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا”، وقوله عن موسى عليه سلامُه: “وَكَانَ عِندَ اللَّهِ وَجِيهًا”؛ هل تضرُّ إسماعيل وموسى عِنْدِيَّةٌ أخرى يكون الأول فيها غير مرضيٍّ والثاني غير وجيهٍ! ثم تأمل قوله في الكفار: “إِنَّ شَرَّ الدَّوَآبِّ عِندَ اللَّهِ الَّذِينَ كَفَرُوا فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ”؛ هل تنفعهم عِنْدِيَّةٌ أخرى يكونون فيها خير الناس!

الإرهاب: كل ما تكرهه أمريكا من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة؛ فمن نعتك بالإرهاب -لخروجك على وكلائها من طواغيت الحُكم- فهو مولًى من مواليها الأوساخ الهَلكى، عرف أمريكا أو لم يعرفها، شعر بعبادته إياها أو لم يشعر؛ ربَّنا فاكتبنا في الخوارج على طواغيت العرب ما أبقيتنا، وأجِرنا ومن أحببنا أن نُسالمهم طرفة عينٍ، اليوم بالألسنة وغدًا بالأَسِنَّة.

قال له صاحبه وهو يحاوره: أنت متطرِّفٌ.

متطرِّفٌ أنا يا صاحبي؛ لكن إلى طُهر سماوات الله.

من ضَعَة الجاهلية وما رفعتْ، إلى علياء الإسلام وما وضع.

ربِّ قد أُوذي المتطرِّفون إليك في سبيلك؛ فآتِهم ما وعدتهم على رُسُلك.

تطرَّفنا إلى الله الحق، “حُنَفَآءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ”، غرباءَ له.

أُمَّاهُ إني عاشقٌ أتطرَّفُ ** وبِعِزِّ ربِّي خاضعًا أتشرَّفُ

إلهَنا الأحد؛ أحيِنا وأمِتنا متطرِّفين لوجهك.

أخا الغربة المُثلى؛ اعمل بتهمتك التي لا أجلَّ منها ولا أقدَس، واستعن بالله على ذلك فإنه لا يُستطاع إلا بالله، واجعل هِجِيِّراك: إلهي؛ لا تجعل مصيبتي زوال تهمة العواذل عني أني بِحَبْلِك معتصمٌ، حسبي رضوانك نِعم الحبيب.

تعِس عبد اللايك؛ ما أشدَّ

تعِس عبد اللايك؛ ما أشدَّ جنايته على نفسه، وما أشقَّ حسابه عند ربه!

ذلك الناشر شيئًا لا يعبأ بإحاطة ربه بقلبه وقوله؛ إنما غايته التكاثر باللايكات.

ألا إن آفات Facebook ستٌّ، وما عداها أعراضٌ لها:

التشبُّع، والثرثرة، والشِّلَلِيَّة، والأَفورة، والاستغراق، والمَظهرة.

التشبُّع: كتابة المرء في الأمر العظيم عالمًا أنه جاهلٌ بما بين يديه وما خلفه.

الثرثرة: تعقيب الكثرة على كل شيءٍ بأي شيءٍ؛ نشرًا، أو مشاركةً، أو تعليقًا.

الشِّلَلِيَّة: دوران كل شِلَّةٍ في أفلاكها الخاصة؛ حول معيَّنٍ، أو حول نفسها.

الأَفورة: المبالغة والتهويل؛ في الأخبار نقلًا ونقدًا، وفي الأحكام مدحًا وذمًّا.

الاستغراق: غرَق سُكَّانه في لُجَجِه، وما هو إلا (حارَةٌ جانبيةٌ) في جادَّة الواقع.

المَظهرة: عَمْد جمهرة أهله إلى ما يُظهرهم ويُشهرهم، وإن يكُ فارغًا أو باطلًا.