أخي شَكَّاءَ الفقد بَكَّاءَ المفقودين؛

أخي شَكَّاءَ الفقد بَكَّاءَ المفقودين؛ لم لا تقرأ خَسارتك من تحب أو ما تحب في هذه الأرض؛ رسائلَ من السماء تقول لك: فكِّر في محبوباتك بطريقةٍ أخرى سوى التي اعتاد عقلُك التفكير بها، كأنه آلةٌ مبرمَجةٌ تعمل بلا وعيٍ منها! ثم ارْجِع البصر كرَّتين في (سُكَّان قلبك) من الأشخاص والأشياء؛ لعله أن ينقلب إليك حسيرًا في بعيدٍ كنت تجعله قريبًا، أو ينقلب إليك قريرًا في قريبٍ كنت تجعله بعيدًا، أَوْلى بسُكْنى حُجُرات قلبك المستحقون فأَوْلى. جرِّب وبشِّرني.

#في_حياة_بيوت_المسلمين. يقولون كأنهم حُكماء: لا

#في_حياة_بيوت_المسلمين.

يقولون كأنهم حُكماء: لا يُطلب الاهتمام من المحبوب؛ سواءٌ الولد والزوج والصديق وذو الرحم؛ حتى باتت عقيدةً كبِر عليها الصغير وهرِم عليها الكبير.

بل يُطلب الاهتمام ما طُلِب الحب؛ لكن إلى أهله الذين هم أهلُه حقًّا، لا إلى الذين نتسوَّل منهم الحب كلما جاعت إليه قلوبنا، فنطلب إلى من يليق بنا الطلبُ إليهم غيرَ ندامى ولا آسفين؛ تذكيرًا بحق الحب، وإعانةً على حفظ القرب، فيكون حينئذٍ (تحقيقًا لا تخليقًا)؛ تحقيقًا لكمال المودة لا تخليقًا لأصلها.

محبوبك مِثلُك إنسانٌ، مجبولٌ على جهلٍ وضعفٍ ونسيانٍ، ومن ثبتت مودته بيقينٍ حرُم التفريط فيه بظنٍّ، ولم يزل الله -وهو أجلُّ ودودٍ- يُذَكِّر عباده -حتى أنبياءه- بما له عليهم من حقوقٍ؛ لِعلمه ببشريتهم باطنًا وظاهرًا، وخِبرته بأحوالهم انقباضًا وانبساطًا؛ كيف بمن دون الودود وكلُّ من دونه دونٌ!

يا هذا؛ ما لم يكن عتابك عَرَضَ مرضِ (تعشُّق التملُّك)؛ فعاتِب حريصًا رفيقًا جميلًا، وما ابتغى محبوبُك الخروجَ من سَخطك بعذرٍ؛ فافتح له سبيلًا، وما كان حَرَمُ الحب آمنًا فادخله بسلامٍ؛ أولم تُحْرِمْ نفسُك عند ميقاته بثياب القاصدين الصادقين! فما عليها أن تقف بعَرَفَاتِه إذن من سبيلٍ، ولا جُناح على روحك التَّوَّاقة أن تطوف بكعبته، ولا على فؤادك الهائم من بأسٍ أن يسعى بين صفاه ومَرْوَتِه؛ يا هذا؛ الحب كالحج عبادةٌ؛ فأتمَّه لله وكن فيه لنبيك من المتَّبعين.

من شاءت أن تسمِّي صفحتها

من شاءت أن تسمِّي صفحتها باسم رجلٍ؛ فلها هذا، وإن كنت لا أراه لها.

فأما أن تراسل رجلًا من صفحتها هذه أو تعلِّق عنده؛ فأعوذ بالإله من السَّفه.

ذلك، وإنني ما عشت لن أفهم كيف تَشْرِكُ ‍امرأةٌ الرجالَ في هزلهم هنا!

أم كيف تجيب جريئةٌ سؤالًا يسأله رجلٌ لرجلٍ في تعليقٍ! إلا ‍امرأةً مثل والدته.

لا بأس أن تعلِّق ‍امرأةٌ عند رجلٍ بما لا بد منه، فأما هذه البلاوي؛ فأَنَّى!

لا يَبلغ ذكرٌ من أنثى قليلًا أو كثيرًا؛ إلا بتفريطٍ منها على قدْره، ثم تنوح نُواحًا!

يا إماء الله؛ إن السلامة لا يَعْدِلُها شيءٌ، وإنما يصون الله منكنَّ الصائنة.

اللهم من قرأت كتاب عبدك الطريفي (الاختلاط)؛ فأقرِئها كتابها غدًا باليمين.

لو كان استهبال النساء ذلك في زمانٍ كريمٍ؛ لفَتَنَّ به؛ كيف في زماننا!

(الحاجَة، بقدْرها، في غير رِيبةٍ، مع أمْن فتنةٍ)؛ هذي شروط الاختلاط فافقهن.

من أَمِن الفتنة بعُدت عنه السلامة، ومن ادَّعى قوةً وُكِل إلى نفسه.

ألا يكفيكنَّ أهوالٌ شابت بها نواصي الولدان؛ كنتنَّ فيها أسبابًا! متى تنزَجِرن!

كم هممت ألا أجيب سؤال ‍امرأةٍ أو تعليقها؛ على أني غير موسوسٍ!

أعزَّ الله مسلمةً عرَضت لها حاجةٌ فاستعانت عليها برجلٍ، فجنَّبته الافتتان بها.

يا حبيبي؛ سترك الله بجَناحَيَّ،

يا حبيبي؛ سترك الله بجَناحَيَّ، وحفظك بين عينيَّ، وأظلَّك في ظل فؤادي يوم تخونك الظلال. يا حبيبي؛ الآن فاضمُم إليك جَناحَك من الشوق، فإن بَلَّتْ أنداءُ روحي جَدْباءَ روحِك، وآسَتْ بَلاسِمُ أحرُفي غائراتِ جروحِك؛ فذانِكَ برهانان من قلبي إلى قلبك؛ على ما رسخ فيه من حبك. يا حبيبي؛ أعوذ ببارئ القلب في حَرم الحب أن أكون في هواك من الأدعياء، وأرجوه فيك صدقًا يبلِّغني منازل شفاعة الأخلاء في الأخلاء. يا حبيبي؛ حشا الله قلبك بما يعجبه كلما نظر إليه.

يا سلام يا سيدنا ابن

يا سلام يا سيدنا ابن حجر! رحمك الرحمن ورضي عنك.

قال الحافظ: ظهور الحزن على الإنسان إذا أصيب بمصيبةٍ؛ لا يخرجه عن كونه صابرًا راضيًا، إذا كان قلبه مطمئنًّا؛ بل قد يقال: إن من كان ينزعج بالمصيبة، ويعالج نفسه على الرضا والصبر؛ أرفع رتبةً ممن لا يبالي بوقوع المصيبة أصلًا.

#في_حياة_بيوت_المسلمين. لما زوجك يراضيكِ اتراضي،

#في_حياة_بيوت_المسلمين.

لما زوجك يراضيكِ اتراضي، ولما زوجتك تراضيك اتراضى.

خلُّوا المشاكل بينكم -ربنا يسلمكم- (Ping-Pong)؛ مش أكتر خالص.

ما لِك؟ حصل منَّك كذا، ما لَك؟ حصل منِّك كذا. وفقط.

جنون والله أي شيء يعطل كل شيء؛ شُغل أولى خامس وتالتة رابع.

(اللي موراهوش شغلانة تشغله؛ بيفتح الشباك ويقفله).

حتى لو قصد الواحد منكم بكده؛ جلْب اهتمام التاني لأنه فعلًا بقى ضعيف الاهتمام بيه؛ فغلط تكون وسيلتة للغاية العظيمة دي هي (الاستنزاف) وقت المشكلة، افتكروا كلام ربنا العليم الحكيم في سياق مشاكل الأزواج: “وَأُحْضِرَتِ الْأَنفُسُ الشُّحَّ”؛ مفيش نفس بشرية مش مجبولة على الشح، والشح عمومًا: (حرص النفس على استيفاء حظها)؛ فكيف بهذا وقت المشاكل! اللي نفوسكم وعقولكم فيه مش في أحسن أحوالها، ولذلك ربنا الجميل الودود قال مباشرة بعد ذكر الشح: “وَإِن تُحْسِنُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا”؛ مش هيخرَّجكم من مشاكلكم غير (الإحسان والتقوى)؛ الإحسان اللي هو هنا الإيثار؛ إيثار كل واحد منكم حظ التاني على حظ نفسه، والتقوى اللي هي هنا خشية ربنا من الظلم، ثم يختم ربنا الآية بإنه بأعمالكم خبير؛ يعني محدش هيروح صبره وإحسانه عند ربنا، “وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ”.

كمان يعني إيه طرف ضعيف الاهتمام بالتاني؛ وهو سايبه لحد وقت المشكلة عشان ينبهه بالطريقة دي! وقَّف الطرف التاني جهارًا نهارًا وقل له: اهتم.

تعالى صالحني هتصالحْ ** ونفوقْ سوا للمصالحْ ** دهْ الاستهلاكْ عملْ طالحْ

طول ما مفيش قضية شايلينها سوا؛ هتتسلَّطوا على بعض حرفيًّا.

متخليش زوجتك قضيتك الوحيدة، ومتخليش زوجك قضيتك الوحيدة؛ لازم تكون بينكم اهتمامات مشتركة، ولكل واحد منكم اهتماماته الخاصة بيه.

فرح أي طرف منكم بكونه قضية التاني الوحيدة؛ طفولة في الحب، ومش بتكلم عن الحب الوحيد للمرأة لأنه ده الطبيعي، ولا للرجل لأن قلبه قابل لحب واتنين وتلاتة واربعة ولو فيه جَواري فقشطة جدًّا؛ بتكلم عن القضية.

اتعلموا سوا، اتعبدوا سوا، اهتموا بمصالح المسلمين الربانية والبشرية سوا، العبوا سوا، اخرجوا سوا، حركوا كل اللي سَكن بينكم هيتحرك والله.

متسجنوش نفوسكم في عناوين بتكرارها طول الوقت؛ فإن ما تكرَّر تقرَّر؛ هي: أنا زعلي وحش! هو: أنا غضبي وحش! ده (ربانيًّا) كلام فاضي؛ لأنه لا زعلِك ولا غضبه الوحشين هيسقَّطوا التكاليف، وسعادِتك وجَنابه هتتحاسبوا على كل تصرفاتكم في كل حال، وعلى فكرة اللي بيزني بيزني عشان شهوته وحشة، واللي بيقتل بيقتل عشان غضبه وحش؛ فإيه رأيكم! أما (بشريًّا) فدي أنانية وأنانية قبيحة، مهما غلِّفها كل واحد منكم بغلاف الحب، طظ في زعلِك الوحش طالما اتجوزت وأنجبت، وطظ في غضبك الوحش طالما اتجوزت وأنجبت، أو احترموا نفوسكم ومتتجوزوش، أو اتجوزوا ومتخلفوش! ما هي مش أرحام بتِدفع وأرض بتِبلع، كفاية عالإسلام من أبناؤه؛ واخجلاه من دين الله!

حقيقي الطواغيت كفرة عشان مبدِّلين الشريعة بقوانينهم الوضعية؛ بس ربنا يستر عالمسلمين لو اتحكِّمت فيهم الشريعة من أمراضهم القلبية؛ إنا لله.

بيوت الإسلام مش معصومة من المشاكل؛ لكن بتفرِق جدًّا في نوعها وكَمَّها وكَيفها، وفي الآخر بتِتجبر وتِتستر؛ بالدين، لو ضعُف يبقى الحب، لو ضعُف يبقى الرحمة، لو ضعُفت يبقى العقل، لو ضعُف يبقى المروءة؛ بتِتحل.

أما لو فيه أطفال، وشايفين نموذج معالجتكم للمشاكل (الاستهلاك)؛ فحسبكما طغيانًا عليهم توريثُكما إياه توريثًا عمليًّا، وهو الأخطر آثارًا لو تفقهان.

واحدة كل مشكلتها عند زوجها انها مسترجلة (بمنطقها، ولَّا مجادلتها، ولَّا صوتها)؛ ركزي فيها يا غالية طالما ربنا بصَّرك بيها، واشتغلي على نفسك بكل طريقة فيها، وهتتعافي منها بعزة الله ورحمته؛ مش انت عازمة على التغير لله ولرسوله وللإسلام قبل ما يكون لزوجك، ثم لزوجك المستحق للتغير من ألف وجه، ثم لأولادك اللي هيتعلموا منك تغيير نفوسهم للأفضل! لو متغيرتيش (بمعنى انك مش بتتطوري خالص للأحسن)؛ يبقى انت وحشة فعلًا.

واحد كل مشكلته عند زوجته انه مش بيقتطع من يومه وقت مخصوص ليها، بينما بيقتطع لغيرها عادي جدًّا؛ ركز فيها يا صديقي طالما ربنا بصَّرك بيها، واشتغل على نفسك بكل طريقة فيها، وهتتعافى منها بحول الله وقوته؛ مش انت عازم على التغير لله ولرسوله وللإسلام قبل ما يكون لزوجتك، ثم لزوجتك المستحقة للتغير من ألف وجه، ثم لأولادك اللي هيتعلموا منك تغيير نفوسهم للأفضل! لو متغيرتش (بمعنى انك مش بتتطور خالص للأحسن)؛ يبقى انت وحش فعلًا، ولازم تفهم ان قدرتك على التغير ضِعف قدرة المرأة؛ لأن ربنا قال في نوعك: “وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةً”؛ فجنسك أسبق من جنسها في العقل والدين؛ فإن لله في كل تشريفٍ تكليفًا يناسبه نوعًا وقدْرًا؛ روح قلبي.

حبيبي؛ حَسبك في التغير بالتي هي أحسن للتي هي أقوم؛ صيانة نفسك في الدنيا والآخرة عن السوء ومشابهة أهله، ولأختي مِثْلُه، واستعينا الله.

شَغلكما الله بمَراضيه التي تصلحكما معاشًا ومعادًا، وأعاذكما أن تُشغلا بنفسَيكما فتُهلكاها وأبناءكما، ويكون بقاء بيتكما صوريًّا لا حقيقيًّا، ولسان حالكما: ما بقاء صورة الحياة بيننا؛ إلا لِدَرْأ أعظم المفسدتين! أغاثكما الله.

قال: أشكو شدة ‍التدقيق في

قال: أشكو شدة ‍التدقيق في المعاملات؛ فقل لي في ذلك الداء قولًا بليغًا.

يا حبيبي؛ ليس أحدٌ منا إلا يدقق، خلق الله في عقل كل إنسانٍ قوةً للتدقيق، لو لم يخلقها فيه ما أمره بالتدبر في كتاب الوحي المَتْلُوِّ المسطور، وبالتفكر في كتاب الكون المَجْلُوِّ المنظور؛ إذ إنه لا يتدبر ولا يتفكر إلا بهذه القوة المُودَعة فيه، فمن صرَّفها فيما خُلِقَت لأجله عُوفي من تصريفها في معاملات الناس ما قالوا وما فعلوا، ومن صرَّفها في غير ما خُلِقَت لأجله فلا يلومن إلا نفسه.

أَوْكَس الناس نصيبًا من صلاح البال وهناءة العيش (المدققون)، ولا يزال التدقيق بصاحبه حتى يلتمس العنت في كل ميسورٍ، ويبتغي الكدر في كل صفاءٍ؛ فتعتل أمزجتهم، وتسقم أبدانهم، وتضطرب صِلاتهم، وتكثر آثامهم، ثم لا يكون لهم فيما تعمَّقوا به من المعاني والأشياء والناس؛ إلا ما قسَم الله.

قل: ربِّ اجعل قوة التدقيق التي أودعت فيَّ؛ في نافع العلم وصالح العمل.