عن العَنْشَمِيِّ تتساءلون! هلُمُّوا إلى

عن العَنْشَمِيِّ تتساءلون! هلُمُّوا إلى سرِّه المكنون.

كُلَيْمَاتٌ ظاهرةٌ في فطرته للباصرين، ومقدَّراتٌ في مدينته للفاطنين.

على الأحبة القاطنين حيَّ عين شمس بالقاهرة أهلَها في مصر المخطوفة؛ أن يحترزوا لأنفسهم من البُعداء البُغضاء كل الاحتراز هذه المدة؛ فإن بطل الإسلام محمد صلاح -تقبَّله الله شهيدًا- من هناك كما عرفت، وأول ما يفعل الكفرة الفجرة في مثل هذه الواقعة النظرُ في أهل الفاعل وأرحامه وأصحابه وجيرانه ومعارفه؛ أيُّهم أعانه على ما صنع بعلمٍ أو عملٍ! فإنهم يعيشون ويموتون لا يفقهون أن الفطرة وحدها كافيةٌ في حمل صاحبها على ذلك.

يا طواغيت أم الدنيا؛ ما كان وراء العَنْشَمِيِّ من أحدٍ من الناس، ولكن بينةً كان القرآن كلمكم عنها أصدق حديثٍ، فلم تأذِنوا (تُصْغوا) له حُمُرًا مستنفِرةً.

تدبر أنت المسلم هذه الآية من القرآن فإنها لك، ثم تأمل تفسير ابن كثيرٍ لها؛ “أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ”، قال الإمام رضي الله عنه: يخبر تعالى عن حال المؤمنين الذين هم على فطرة الله -تعالى- التي فطر عليها عباده، ..، حتى قال الإمام: وقوله تعالى: “وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ” أي: وجاءه شاهدٌ من الله، وهو ما أوحاه إلى الأنبياء من الشرائع المطهَّرة.

انظر كيف جعل الإمامُ البينة الفطرة، والتالي لها الوحي! سبحان المُلْهِم!

الفطرة هي أُذُن الإنسان الباطنة التي عملُ جهازها الأوحدُ سماع وحي الله -كلما نادى صاحبَها- سمْعَ الاستجابة والقبول، لا كأُذُنه الحِسِّية الظاهرة التي إذا شاء سمع بها وإذا شاء أعرض، ولا تزال هذه الأُذُن الشريفة تعمل في الإنسان عملها العظيم -أمَّارةً له بالخير، نهَّاءةً له عن الشر- كما رَكَز الله في جهازها، حتى إذا قَبَرَتها خطاياه الموصولة بطبقاتٍ من الرَّيْن (الصدأ)، فصارت في غطاءٍ كثيفٍ؛ لم تكد تسمع من نداء ربها حرفًا، فهي تحت أكوامٍ من حجارةٍ صَمَّاء لا تكاد تُنْفِذ إليها شيئًا، وإذا العُهر في قلب إنسانها طُهرٌ، والرذائل في عينه فضائل، “كالكُوز مُجَخِّيًا؛ لا يعرف معروفًا ولا ينكر منكرًا؛ إلا ما أُشرِب من هواه”، كما نعته عظيم أطباء النفوس صلى الله عليه وسلم.

ثم إذا شاء الله برحمته هدايته؛ أنفذ إلى فطرته بقاهرِيَّته من وحيه ما أنفذ؛ فسمع من بعد صممٍ، وأبصر من بعد عمًى، وصار من بعد: “واللهِ لا يسلم حتى يسلم حمارُ الخطاب” تقولها امرأةٌ مسلمةٌ؛ إلى: “والذي نفسي بيده؛ ما لقِيَك الشيطان سالكًا فجًّا قطُّ؛ إلا سلك فجًّا غير فجِّك” يقولها سيد العالمين صلى الله عليه وسلم؛ لا يقدر على شيءٍ من ذلك إلا المليك المقتدر.

الله وحده لا شريك له -لا ملَكٌ مقرَّبٌ، ولا نبيٌّ مرسَلٌ- هو القدير على هُدى ذاك المخسوف بفطرته، آياته في هذا مدهِشاتٌ لا تُحصى ولا تُستقصى.

يا دعاة الإسلام وكلُّ مسلمٍ إليه داعٍ؛ عليكم نداء الفِطَر وعلى الله البلاغ.

تعالوا أتل عليكم نداء أفقه الدعاة -صلى الله عليه- فطرةَ إنسانٍ:

– يا حُصَين؛ كم إلهًا تعبد؟

سبعةً؛ ستةً في الأرض، وواحدًا في السماء.

– فأيُّهم تُعِدُّ لرغبتك ورهبتك؟

الذي في السماء.

– فاعبد الذي في السماء.

هذا النبي -صلى الله عليه وسلم- داعيًا رجلًا من المشركين إلى التوحيد، متوجهًا إلى معنًى عظيمٍ راسخٍ في فطرته التي فطره الله عليها؛ حاجةِ نفسه إلى ربه وحده في مُدْلَهِمَّات الأمور، فأسلم من فوره رضي الله عنه.

كذلك فعل الرُّسل قبله فبهم تأسى؛ “أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ”.

الخليل صلى الله عليه وسلم؛ أسَّس بنيان دعوته كلِّها على قواعد الفطرة.

انظر كيف دعا عبدة الكواكب إلى عبادة مُكَوْكِبِها سبحانه وتبارك!

قال لهم في ربوبية الكوكب -على وجه المُحاجَّة، لا على وجه الاعتقاد-: “هَٰذَا رَبِّي”؛ لِمَا فيه من عُلُوٍّ وحُسنٍ وكِبَرٍ ونفعٍ، والمركوز في فِطَر الناس عُلُوُّ الرب وحُسنه وكِبَره ونفعه، ثم قال لهم في إبطال ربوبيته: “لَآ أُحِبُّ الْآفِلِينَ”؛ لأن المركوز في فِطَرهم أن الرب لا يغيب ولا ينبغي له أن يغيب، ثم قال لهم في تقرير ربوبية القمر: “هَٰذَا رَبِّي”؛ وذلك أنه رآه “بَازِغًا”: زائدًا حُسنه عن حُسن الكوكب، ثم قال لهم في إبطال ربوبيته: “لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّآلِّينَ”؛ وذلك بعد أُفُوله أيضًا، وقرن بين معنى أُفُوله وبين معنى الضلال؛ لأن أعظم آثار وجود الرب في حياة الخلق هدايته لهم، فإذا غاب عنهم ضلوا وبطلت ربوبيته، ثم قال لهم في تقرير ربوبية الشمس مثل ما قال في القمر، فلما أفلت -وهي أعظم- بطلت ربوبيتها، وبطلت ربوبية ما دونها بطريق الأولى، فحينئذٍ نادى فيهم: “يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ”.

لم تَبق إلا ربوبيةٌ حقَّةٌ واحدةٌ؛ ربوبية من هو أعظم كِبَرًا وأعلى حقيقةً وأتم حُسنًا وأكمل نفعًا، فتوجه الخليل -عليه السلام- إلى ربه بها، وبالألوهية معها: “إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ”، الألوهية الحقَّة للرب الحقِّ: “حَنِيفًا وَمَآ أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ”، مخلصًا دينه لرب العالمين.

الفطرة أثرٌ ومؤثرٌ؛ هي أثر الميثاق الذي أخذه الله علينا في ظهر أبينا آدم عليه السلام، ثم هي المؤثر الأول الأعظم في قبول الناس هدايات الله.

زيت الفطرة يكاد يضيء ولو لم تمسسه نارٌ.

الفطرة -على التحقيق- ليست معرفةً قَبْلِيَّةً بشيءٍ.

أوفى الناس من الفطرة نفعًا؛ أوفاهم براءةً من خوادشها.

إلهامات الفطرة صحيحة الأسانيد، متونها مبدئاتٌ والوحي مُعيدٌ.

الفطرة حظُّنا الأضخم في أعماق الناس؛ مهما عملت الجاهلية والخنَّاس.

المرتكزون في دعوة الناس على حقائق فِطَرهم المكينة؛ هم أقصر الناس سُبلًا إلى نفوسهم وعقولهم، أولئك الخبراء بدقائق خطاب الوحي الإلهي، وأولئك أشبه الدعاة بطرائق المرسلين؛ فأما بصرهم فنافذٌ بالغٌ، وأما برهانهم فظاهرٌ دامغٌ، وأما لسانهم فطَلْقٌ ذَلْقٌ مبينٌ؛ كتبنا الله فيهم بمِنَّته.

هذه الفطرة المَجْلُوَّة في صنيع الفتى العَنْشَمِيِّ كالشمس وضحاها والقمر إذا تلاها؛ هي التي أولجته -بإذن ربه- في قول سيدنا محمدٍ صلى الله عليه وسلم: “مَثل أمتي مَثل المطر؛ لا يُدرى أوَّله خيرٌ أم آخره”، وفي قول سيدنا: “لا يزال الله يغرس في هذا الدين غرسًا، يستعملهم في طاعته”.

اللهم كما صنعت بدَمِ محمدٍ في يهود؛ فاصنع بدمائنا في وكلائهم وزيادةً.

اللهم من نشر هذا فانشر

اللهم من نشر هذا فانشر له من رحمتك، وبلِّغه حج بيتك وقبولَه بحولك وقوتك.

هذه ثمانون نيةً في الحج؛ جمعتها -بتوفيقٍ من الله- لمن قصد إليه سبيلًا، وإني لأشتهي -والله- أن تطير كل مطيرٍ، فيُثيبني الله عن كل من نواها أو شيئًا منها خيرًا كثيرًا، ومن لم يحج فبلَّغه الله بهن أوفى من قَصْدِه، “نية المرء أبلغ من عمله”، ولعلها تعين أحبتي على جمع النيات في عباداتٍ أخرى.

1- محبة الله -سبحانه- بالتعبد بالحج، وما يتضمنه من شواهد الحب.

2- الإخلاص له -تعالى- في الحج كله؛ قصدًا وقولًا وعملًا.

3- شهود ربوبيته في روائع خلقه وبدائع أمره؛ على رحلة الحج جميعًا.

4- شهود ألوهيته باستحقاق عبوديته وحده لا شريك له؛ باطنًا وظاهرًا.

5- شهود أسمائه وصفاته التي أظهر -سبحانه- في رحلة الحج كلها؛ خَلقًا وأمرًا.

6- الهجرة إلى الله ورسوله، وهي تحقيق معنى التَّرك لله.

7- الغربة في سبيل الله، ولعلها تعين الحاج على احتمال الغربة في سبيل الله -بعد ذلك- بين الناس.

8- تعظيم الله بتعظيم أركان دينه، وتوقير ما فيها من عباداتٍ ومعاملاتٍ.

9- الشهادة لله ولرسوله ولكتابه ولدينه شهادةً عمليةً؛ بالحج كله.

10- تحقُّق القلب بأركان الإيمان كلها في الحج؛ بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدَر، وظهورُ كل ركنٍ منها في الحج عجبٌ عجابٌ لمن تأمل.

11- تحقُّق اللسان والجوارح في الحج بسائر أركان الإسلام؛ الشهادتين والصلاة والزكاة والصوم، وظهورُها في الحج أبينُ من ظهور أركان الإيمان.

12- حِفظ عروة الحج من عُرى الإسلام قبل أن تُنقض؛ كما نُقض غيرها والغوث بالله، ومحبة قيام الإسلام كله؛ كما قام ركنٌ منه، وظهوره على كل دينٍ.

13- الرضا بالله وبرسوله وبدينه.

14- فعل الحاج الطاعات بعد التفريط فيها، وهو تحقيق العبادة التي خُلق لأجلها.

15- مزاحمة الحاج باطنه وظاهره بمَراضي الرب جل وعلا.

16- الصبر؛ في أعمال الحج، وعن المعاصي المتروكة فيه، وعلى مشاقِّه.

17- رجاء الحاج رحمة الله، والرغبة فيما وعد به على الحج حالًا ومآلًا.

18- خوفه عذاب الله، والرهبة مما توعد به على التفريط في الحج حالًا ومآلًا.

19- تعلُّم الحاج أسرار كل نسكٍ في الحج، وتأمُّله إياها؛ حتى ينعم بها كمالًا تمامًا.

20- ابتغاء طيِّب الرزق بعد الإفاضة من عرفاتٍ؛ إذا احتاج إليه؛ في نفسه أو غيره.

21- فِعل (خبيئةٍ) في الحج لا يعلم بها إلا الله، تنفع الحاج في كربات الدنيا والآخرة.

22- إيقاظ القلب ببعث عبودياته الكثيرة العظيمة في أعمال الحج، وإنعاشها فيه.

23- ثقة الحاج بالله في تدبير حجه وما تضمَّن، وتدبير ما خلَّف وراءه.

24- التسليم لله في أعمال الحج كلها، ما ظهرت حكمته وما لم.

25- شُكر الله على آلائه الكثيرة العظيمة في الحج؛ بالقلب واللسان والجوارح.

26- الانقياد لله في عبادات الحج، والتحاكم إليه في معاملاته.

27- الصدق مع الله بامتثال أمره بالحج وما فيه.

28- ذِكر الحاج ربه على كل أحواله وأحيانه، واللَّهج به، والتدبر فيه، والحضُّ عليه؛ تسبيحًا، وحمدًا، وتكبيرًا، وتهليلًا، واستغفارًا، وحوقلةً، ذكرًا مطلقًا وذكرًا مقيَّدًا.

29- “لبيك اللهم لبيك، …”؛ ذكرٌ قائمٌ بنفسه، حقُّه التدبر والإخلاص والجهر والإكثار.

30- إيثار الله على محابِّ النفس ومشتهياتها.

31- إرادة الله ورسوله والدار الآخرة.

32- الأدب مع الله بترك ما يكره في الحج، وبفعل ما يحب.

33- اليقين في أمر الله، وما عنده من ثوابٍ في الدنيا والآخرة.

34- الافتقار إلى الله بالبراءة من الحول والقوة؛ من بدء الحج إلى منتهاه.

35- الإحسان مع الله بالتنسك على ما شرعه، ورسولُه صلى الله عليه وسلم.

36- التفقه بالأحكام الشرعية في الحج؛ نياتٍ وأقوالٍ وأعمالٍ، بنفسه أو بالسؤال.

37- الحكمة في الأقوال والأعمال؛ فيضع الحاج كل شيءٍ موضعه، ويقدُره قدْره.

38- السكينة بالله، والطمأنينة بذكره.

39- التوبة إلى الله بالنية والقول والعمل، والاستغفار الوافر الموصول؛ من سيئات القلوب، وسيئات اللسان، وسيئات الجوارح؛ في حقوق الله والنفس والخَلق.

40- محاسبة النفس في خلوات الحج، وتعليمها مراقبة الله.

41- أُنس الحاج بالله منفردًا وفي الناس؛ على رحلته جميعًا.

42- الفرح بالله والسرور بما وفَّق إليه من طاعةٍ وأعان.

43- التأمل والتدبر والاعتبار والتفكر في الحج كله؛ خَلقًا وأمرًا.

44- الإشفاق والخشوع والإخبات والخضوع؛ في الحج كله.

45- تزكية القلب وتهذيب النفس بما يترك الحاج لله، وبما يفعل.

46- التبتل إلى الله باطنًا وظاهرًا.

47- إعزاز القلب بالتوحيد، والنفسِ بالطاعة، والخُلُقِ بمعالي الأمور.

48- تفويض الحاج أمره إلى الله وتوكله عليه؛ في الحج كله.

49- الفرار إلى الله من النفس والهوى والشيطان والدنيا، ومن كل شاغلٍ عن الله.

50- التخلُّق بصفات الله التي يسوغ للعبد أن يتخلَّق بها؛ في الحج كله.

51- التخلُّق بأخلاق الملائكة والنبيين والصالحين؛ في الحج كله.

52- وَطْءُ الحاج موطئًا يغيظ الكفار.

53- الاستهداء بالحج من الضلال، والاستغناء به من الفقر، والاستشفاء به من العلل باطنها وظاهرها، والاعتصام به من الفتن؛ للحاج وأهله وذريته.

54- الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم؛ عبادةً مقصودةً لذاتها.

55- شهود مقامه صلى الله عليه وسلم، ومن حج البيت -قبْلَه- من ملائكةٍ وأنبياء.

56- التأسِّي به صلى الله عليه وسلم؛ في عبادات الحج ومعاملاته كلها، وتحرِّي ذلك.

57- زيارته وبرُّه وتوقيره وتبجيله وتعظيمه؛ صلى الله عليه وسلم، وهو بابٌ جليلٌ ضيَّعه (قليلٌ) من السلفيين جفاءً، (وكثيرٌ) من الصوفية غلوًّا.

58- وصلُه -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه؛ بشهود مشاهدهم، وتذكُّر مآثرهم.

59- زيارة قبر أبي بكرٍ وعمر رضي الله عنهما، وزيارة إخوانهم من أصحاب نبينا صلى الله عليه وسلم، والترضي عنهم، وعن غيرهم من موتى المسلمين هناك.

60- اغتنام الحاج مرابح الحج كلها؛ عباداتٍ ومعاملاتٍ، وحفظ وقته أن يضيع منه شيءٌ في غير ذلك، ولعله ألا يحج تارةً أخرى، وفي الأثر: “حجوا قبل ألا تحجوا”.

61- تعويد النفس حَسن الأخلاق في العُسر والشدة والغربة.

62- تحلُّل الحاج من المظالم ما دقَّ منها وما جلَّ، ودعاؤه لأهلها كثيرًا.

63- دعاء الحاج ربه لنفسه؛ بالمغفرة والهدى والعافية والسعة والرحمة والثبات، وبكل ما يرجوه منه -سبحانه- من حاجات نفسه وحِسِّه الخاصة، وخير الدعاء المأثور.

64- السير في الأرض، والنظر في ملكوتها وفي السماوات.

65- الدعوة إلى الله بالقول والعمل، ولسان الحال في الدعوة أفصح لسانٍ.

66- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ كلما وجد الحاج لهما موضعًا.

67- وضعُ الحاج كل جاهليةٍ يشهدها في رحلة الحج كلها، وإحلال الإسلام محلَّها.

68- البراءة إلى الله من طواغيت العرب الذين بدَّلوا نعمة الله كفرًا، وحالوا بين المؤمنين وشعائرهم، وعسَّروا عليهم طاعاتهم، وأفسدوا في بيته الحرام، ومن ساداتهم من طواغيت العجم.

69- تجديد الانتماء لهذه الأمة في محفلها الأعظم، وإعزازها، وتكثير سوادها.

70- تحديث النفس بالجهاد في سبيل الله، وهو نسكٌ غائبٌ يشابه الحج من وجوهٍ كثيرةٍ.

71- موالاة المؤمنين أجمعين؛ بمحبة الحج لهم تيسيرًا من الله، وقبوله لمن حج منهم، وبالدعاء لمجاهديهم وعلمائهم بالتوفيق والنصرة، ولأمواتهم بالرحمة، ولشهدائهم بالقبول، ولأسراهم بالحرية، ولمرضاهم بالشفاء، ولمبتلاهم بالعافية، ولعُصاتهم بالهداية، ولعمومهم بحفظ دينهم وأعراضهم ودمائهم وأموالهم، وباجتماعهم على سائر شعائر الإسلام كما اجتمعوا على الحج، وبصلاح معاشهم.

72- برُّ الحجاج معه في الرحلة كلها، والإحسان إليهم، واللطف بهم، والذلة عليهم، وتوقير كبيرهم، ورحمة صغيرهم، وهداية ضالِّهم، وتعليم جاهلهم، وإعانة محتاجهم، ومواساة مسكينهم، وجبر كسيرهم، والتصدق على فقيرهم، وإطعام جائعهم، ورجاء الخير لهم، وهو بابٌ واسعٌ عظيمٌ.

73- برُّ الآباء والأمهات باختصاصهم في الدعاء بكل إحسانٍ، ومن شرَّفه الله بصحبة أحدهما أو كليهما فقد أحلَّه الكرامة قبل حلولها، وأدخله الجنة قبل دخولها.

74- برُّ الأرحام والجيران والأصحاب وسائر أصحاب الفضل والحقوق، ومن سألوا الحاج الدعاء؛ بالرجاء الواسع الكريم لهم من الله بالخير كله؛ في المعاش والمعاد.

75- معاداة إبليس إذ يرجمه الحاج، وجنودِه من الطواغيت ورؤوس الكفر والإضلال والطغيان والإفساد في الأرض، والدعاء عليهم أن يُبَصِّر الله بهم، ويُعِدَّ لهم، ويُمْكِن منهم، ويلعنهم لعنًا كبيرًا.

76- محبة الهدى لغير المسلمين في الحج؛ بالقصد والقول والعمل والحال، وبالرجاء.

77- التضلُّع من ماء زمزم، لا يملأ أضلاعه منه منافقٌ، ورجاء الخير به.

78- الاستقامة مع الحق وفي الخلق بعد الرجوع من الحج.

79- تصريف القلب على الطاعة وتثبيته على الدين؛ بفعله ما وُعظ به.

80- متابعة الحج والعمرة؛ كلما يسر الله أسبابهما، والضراعة إلى الله بذلك.

اللهم بلِّغها عبادًا لك لا يُحصَون عدًّا، وبلِّغهم بها ما تحمده من حجِّهم حمدًا.

#في_حياة_بيوت_المسلمين. حروفٌ في التعددِ محكَماتٌ

#في_حياة_بيوت_المسلمين.

حروفٌ في التعددِ محكَماتٌ ** بإنصافٍ كتبتُ فلا أبالي

على الوحيينِ كانَ بهِ اعتمادي ** وخِبْراتٍ فأضحتْ كاللآلي

أبرأ إلى الله من اقتطاع فقرةٍ من المنشور عما سبقها ولحقها.

– أباح الإسلام بعامَّةٍ للرجل الزواج بأكثر من امرأةٍ.

– حكم التعدد الخاصُّ يختلف باختلاف الرجال وأحوالهم؛ فيكون لواحدٍ واجبًا، ولثانٍ مستحبًّا، ولثالثٍ مباحًا، ولرابعٍ مكروهًا، ولخامسٍ محرمًا.

– طلبُ المرأة الأولى الطلاق بسبب التعدد (فقط)؛ حرامٌ عليها.

– إذا سألت المرأة زوجها الطلاق لضررٍ خارجٍ عن التعدد؛ جاز لها ذلك.

– بغضُ النساء التعدد (طبعًا) أمرٌ طبيعيٌّ وصِحِّيٌّ، أما بغضهن إياه (شرعًا) فكفرٌ.

– ترجيح التعدد راجعٌ إلى الزوج وحده، فيُوازِن بين حاله قبله وحاله بعده؛ (بالورقة والقلم).

– لِيَختبر الرجلُ العاقل شدة رغبته في التعدد في مدةٍ كافيةٍ على أحوالٍ متباينةٍ من قبل أن يعزم عليه، فأما مُطْلَق الرغبة في التعدد؛ فلا تنفك عن رجلٍ من الرجال إلا قليلًا، فمن حمله على التعدد مُطْلَق رغبته فليتأنَّ لا يَعجل به.

– قبل أن يُنصَح للرجل بجَوَّانيَّات التعدد؛ يُنصَح له برَّانيًّا بتنقيح وزن حاجته الحقيقي إليه، فكم رأينا من رجالٍ عظَّم حاجتهم إلى التعدد فراغُ البال مما يجب أن يشغله، وخلاءُ الحال مما يتعيَّن التحقق به!

– من كان صالح البال والحال مع امرأته الأولى وأبنائها، ثم ابتغى التعدد (رفاهيةً)، وهو يعلم ما يجرُّه التعدد من أضداد ذلك؛ فخفيف العقل، وقياس التعدد -وهو ما هو في نفسه وفي آثاره عند عقلاء الناس- على سائر المباحات الرفاهية؛ قياس المساطيل.

– إذا ترجح للرجل التعدد عن غير الرغبة العامة التي لا تكاد تنفك عن رجلٍ، وقدَره حق قدْره؛ فليتوكل على الله حق توكله، راجيًا برحمته مغانمَه، متعوِّذًا بعزته من مغارمه؛ فإنها ليست أرحامًا تَدفع وأرضًا تَبلع؛ بل الله مَولى مُؤْنة التوفيق.

– إذا هان التفريط في اختيار المرأة الأولى على أساس الدين (ولا يهون)؛ فإن اختيار الثانية على غير أساسه مصيبةٌ عظيمةٌ من كل وجهٍ، وعائدٌ على الرجل في نفسه وبيتَيه جميعًا بعد ذلك بخسائر لا تحصى.

– لم يجئ الإسلام بالتعدد؛ بل كان معروفًا في الجاهلية وفي الأمم السابقة؛ لكنه أحكمه إحكامًا.

– لا يقول: لم لا تعدِّد المرأة أزواجها كذلك! إلا زنديقٌ خُسِفَ بفطرته وعقله جميعًا.

– من جبر امرأته الأولى عند التعدد بهديةٍ يواسيها بها؛ فنبيل النفس كريم الأصل وافر الرُّشد رحيم الفؤاد.

– جبرُك خاطر امرأتك الأولى عند التعدد شيءٌ، وقبولُك إلزامها أو أهلِها بذلك شيءٌ آخر.

– تجاوُز امرأتك الأولى عن تفريطك في حقها وأبنائها؛ ينقطع عند الساعة الأولى من الزواج الثاني.

– رضي الله عبدًا جعل من امرأته القديمة امرأةً حديثةً؛ يجدِّد منها ما بَلِي، ويعينها على إصلاح ما طرأ على هيئتها بعد تكرار الحمل والولادة، فيبعثها في نفسها وفي نفسه بعثًا جديدًا؛ رضيه الله.

– يا أيها التي تزوج زوجها عليها فظلمها ظلمًا يعلمه الله؛ لكِ أسوةٌ في صحابيةٍ شكت زوجها إلى الله، فسمع الله شِكايتها، وأنزل في شأنها قرآنًا يُتلى إلى يوم الدين، لن تنصفكِ بعد الإسلام جاهليةٌ.

– تسليم المرأة لربها في شرعه، واحتسابها أجر صبرها على قدَره، ووُفور مروءتها مع زوجها ومن تزوج بها، وشُغلها بإصلاح قلبها وذريتها؛ من أوسع ما يُبرِّد غيرتها، واللطف من الله.

– ليس التعدد رسالةً تقول للأولى: أنا زاهدٌ فيكِ، أو رغبت عنكِ، أو مللت الحياة معكِ؛ بل لعله رسالةٌ تقول: قد استفادت نفسي في ظلالكِ خيرًا كبيرًا، ما أريد أن أخطو به في مسافةٍ جديدةٍ خطوةً أخرى، وإن الله قد بسط لي من الشهوة ما لو بثثتُه فلم أجحده؛ كان أصلحَ لحبيبكِ بالًا وحالًا ومآلًا؛ فأرضيني أرضاكِ الله.

– مناقشة الرجل المرأة الأولى في التعدد دينيًّا وعقليًّا -قبل وقوعه أو بعده؛ ابتغاءَ إقناعها- ضربٌ من ضروب البلاهة؛ فأما قبل التعدد فلا كلام، وأما بعده فالإحسان المضاعَف، وأحسنُ إحسانك إلى امرأتك تجاوزُك عن إساءتها، وإعانتُها بالرأفة على نفسها وعلى شيطانها وشياطين الإنس من حولها.

– ما إنْ يخطر الزواج على قلب الرجل؛ حتى تراه المرأة خائنًا لجميل ودادها، غادرًا بنبيل وصالها، شهوانيًّا قاسيًا نذلًا غشومًا؛ ما ذاك إلا أنها تقيسه على نفسها، والمرأة الشريفة لا طاقة لقلبها بحب رجلين في آنٍ واحدٍ؛ فإن قلبها في الحب حجرةٌ واحدةٌ، فإذا قاست الرجل على نفسها لم تره إلا كذلك، والإسلام لا يجعلها آثمةً ما بقي هذا حديث نفسٍ فيها لا تتكلم به؛ حتى إذا ظلمته بذلك فيما بينهما أو في الناس -بدعوى الغيرة- فإنها آثمةٌ إثمًا مبينًا.

– يزداد شعور المرأة بقسوة زوجها وخيانته؛ إذا عدَّد بعد مدةٍ من الحياة بينهما كابدت فيها ما كابدت وصبرت فيها ما صبرت، والغالب تعديد الرجال بعد هذه المدة لشدة حاجتهم إلى ذلك، فليستعن الرجل بالله على مضاعفة العطف على امرأته والصبر عليها؛ فإن الغيرة نارٌ لا يطفئها إلا ماء التعاطف.

– “إذا أحب الرجل امرأةً؛ ماتت في عينيه كل النساء”؛ تلك كذبةٌ لا يتجاسر عليها مسيلمة الكذاب والذين آمنوا به، ولو سمعها مسيلمة نفسُه؛ لتعوَّذ بالله أن تُخسف الأرض بشؤمها، ولا يقولها رجلٌ لامرأةٍ إلا في سمادير السَّهْوَكَة بينهما، ولا تصدِّقه امرأةٌ فيها إلا لزوال عقلها لا لنقصانه.

– “ليس منا من خَبَّب امرأةً على زوجها”؛ حَسْب إناث شياطين الإنس اللواتي يُفسدن المرأة على زوجها -إذا تزوج عليها- من السوء في الدنيا والآخرة؛ براءةُ نبي الله -صلى الله عليه وسلم- منهن.

– القانون الجديد الذي يحظر التعدد إلا بإذنٍ كتابيٍّ من المرأة الأولى؛ قانونٌ شيطانيٌّ، يُضيِّق مجاري الحلال ليُوسِّع مجاري الحرام، ومن هَشَّت له من النساء وبَشَّت؛ فلتراجع إيمانها بالله، أما الفرحون به من غير النساء؛ فشُذَّاذٌ مخنثون، عليهم مراجعة ذكورتهم قبل مراجعة إيمانهم؛ حَسْبنا الله.

– تبريرُك التعدد لزوجك الأولى بما صارت إليه من ضعفٍ في نفسها أو جسدها أو حالها؛ قبيحٌ ذميمٌ، وأشد منه أن تحدِّث بذلك زوجَك الثانية، وأشد منهما ألا ترعوي إذا ذُكِّرْت بالله فتماديت ولم تتذكر.

– من عدَّد فعدَل؛ فبيِّضِ اللهم في الدارين وجهه؛ كما زاد وجه دينك الصَّبيح بياضًا.

– يبقى التعدد (على وجهه، لأهله)؛ من مفاخر هذا الدين.

– لا يستوي في التعدد غنيٌّ وفقيرٌ، ومن سار في الناس عرف، فاعتبار سعة الرزق قبل التعدد شأن العقلاء، وإغفاله شأن الدراويش، ولا ينافي ذلك التوكل على الله.

– لم يُغفِل الإسلام وجع المرأة الأولى بالتعدد؛ لكنه أوسعُ بصرًا بمصالح التعدد في عموم الناس والحياة، وعامة المباحات غالبة المنافع لا خالصة، وقد جاء الإسلام بجَلْب المصالح أو تكميلها، وبدَرْء المفاسد أو تقليلها، ومن احترم عقله أثنى على الإسلام بإباحة التعدد ولو كان به كافرًا.

– لم يدَع الإسلام في حق المرأة قولًا لقائلٍ؛ بل أنصفها غاية الإنصاف، وجعل عقاب ظلمها في الدنيا والآخرة عقابًا أليمًا؛ حتى جعل مجرَّد ظنِّ الظلم مانعًا من التعدد؛ “فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً”.

– كم من ظالمٍ لامرأته من غير تعددٍ، وكم من مقسطٍ إلى امرأته مع التعدد!

– العدل بين النساء في المحبة والتَّماسِّ غير واجبٍ، وتصريح الرجل بالثاني دَنَسٌ وحرامٌ.

– العدل واجبٌ في كل ما يقدر الرجل عليه؛ مما يجب عليه أو يستحب أو يباح، وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، وبه أدين الله أحكمَ الحاكمين.

– لا فرق -في القَسْم- بين الحائض والنفساء والمريضة، وبين من لَسْن كذلك.

– لم يرفض الرسول -صلى الله عليه وسلم- أن يتزوج عليٌّ امرأةً أخرى على فاطمة ابنته -رضي الله عنهما- وحاشاه؛ بل رفض أن تكون المرأة الثانية لعليٍّ هي ابنة أبي جهلٍ لعنه الله.

– تركيز الفجرة على حق المرأة الأولى؛ يشعرني أن الزواج الثاني كائنٌ برجلٍ لا بامرأةٍ مثلها، وقد تكون حاجة الثانية إلى الزواج أعظم من حاجة الأولى يوم تزوجت، ومن ضرب في الأرض عرف.

– “الزانية ولا الثانية”؛ كذلك تقول الجاهلية الحديثة؛ قاتل الله الكفر ومن يعين عليه.

– تكره المرأة التعدد وحقَّ لها، ولعل التعدد أن يكون بركةً عليها وعلى أولادها من جهة حذَرِها فواتَ حظوظها من زوجها، وكم رأينا في التعدد من إثارة سواكن مودَّات القلوب -في برودة العِيشة المألوفة- ما بعث في البيوت خوامدَها وحرَّك جوامدَها! “وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ”.

– من يمازح امرأته بالتعدد حينًا ويهدد به أحيانًا؛ طفلٌ بائسٌ، لعله إن بلغ الحُلُم يومًا بلغ الرُّشد إن شاء الله.

– المرأة التي تُبغِّض زوجها إلى أبنائها وأهلها والناس بمجرَّد التعدد؛ بهَتك سيئاته وكشف عوراته، وبالزيادة فيها كثيرًا؛ امرأةٌ لم يُربِّها رجلٌ، وهي مع ذلك باغيةٌ تنتظر جزاء الله العدل، ولا يغفر لها عند الله افتراءَها على زوجها ما أوقدت الغيرة في قلبها من النار.

– “زوَّجتني زوجتي، زوَّجتُ زوجي”؛ عناوين المعاتيه، والنادر لا حُكم له.

– يفرِّط الرجل (صُوريًّا) في البيت الأول (بتضييع حقوقه)، ويفرِّط (حقيقةً) في البيت الثاني (بالطلاق)؛ هذا عامة ما رأيناه في الواقع الأسود، وبالله الغوث من الظلم كلِّه؛ دِقِّه وجِلِّه، علانيتِه وسرِّه.

– لا أنصح لامرأةٍ -مهما عظُمت حاجتها- أن تتزوج رجلًا يخفي زواجها عن امرأته الأولى؛ ذلك وَطَرٌ عاجلٌ يوشك إذا قُضي أن تضيع من بعده، ولقد أبصرنا من الدواهي في هذا ما الله به عليمٌ، وإن من عجز أولَ أمره عن احتمال هذا الامتح‍ان؛ لَهُو أعجز عن احتمال ما فوقه من امتح‍انات الحياة، ويبقى كتمان التعدد عن المرأة الأولى حلالًا لا ريب فيه.

– المرأة التي لا تنجب، وهي مع ذلك تهدد زوجها بطلب الطلاق إذا تزوج عليها؛ غارقةٌ في الأَثَرَة (الأنانية).

– تحسُّس المرأة أخبار ضُرَّتها من ضعف الديانة والأمانة، وهو من أعظم ما تُكدَّر به النفس والحياة، ولو فقِهت نفسَها -قبل دينها- لقطعت كل وسيلةٍ بينهما، ولألزمت زوجها ألا ينقل شيئًا عن إحداهن إلى الأخرى، إلا ما قد يشاء الله بالتدرج بعد هذا شيئًا فشيئًا بلُطفه الكريم، ولا ينقل أخبار البيتين الخاصة إلا معدِّدٌ مهينٌ.

– أخي المعدِّد؛ افصل بين امرأتيك، وصِل بين أبنائك. كيف؟ هي وظيفتك أنت.

– إنما الحاجة الحقيقية للرجل قبل أن يعدِّد؛ إلى زيادة الدين والعقل، لا إلى زيادة العاطفة؛ دينٍ يستوهب به من الله التوفيق في نفسه وأهله وأبنائه، وعقلٍ يدير بحكمته تقلُّباتِ العافية والبلاء، وإذا كانت النساء في صورة أمرهن مفتقراتٍ إلى شدة عاطفة الرجال؛ فإنهن في حقيقة أمرهن مفتقراتٌ إلى ذكائهم العاطفي، والفرق بين شدة عاطفة الرجل وبين ذكائه العاطفي واسعٌ كبيرٌ لمن تأمَّل.

– أُخوِّف المرأة الأولى مطاوَعة نفسها وشيطانها في تعدد زوجها؛ بل تتأنَّى وتتروَّى لا تغرُّها عافية اليوم، رُبَما تود يومًا من الأيام أن تكون زوجًا ثانيةً فلا تجد، والجزاء من جنس العمل، “وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ”.

– غيرة المرأة طبيعيةٌ وضروريةٌ؛ ما لم تتعدَّ حدَّ الله، أو تُزري بنفسها فتكون أُحْدُوثَة الناس.

– المرأة الثانية التي تعرف للبيت الأول قدْره وتحفظ رُتبته وتعين زوجها على الوفاء له كمالًا تمامًا؛ صِدِّيقةٌ يُناطح نُبلُها الجَوزاء، وتُزاحم مروءتُها الشمس في الجلاء، ومن لا؛ فلتستعن مولاها.

– يسألونك عن بيتٍ بقي مَحِلُّه بين المودة والرحمة بعد التعدد؛ قل: هو موجودٌ؛ لكنه قليلٌ قِلَّةَ كلِّ شيءٍ جميلٍ في هذه الحياة الدَّميمة. وإني لأعرف رجالًا لو أباح الله لأحدٍ بعد رسوله الزيادة على أربعةٍ؛ لكان لهم، لا لشيءٍ إلا لكمال عقولهم وعظمة أخلاقهم واستعانتهم بالله على التسديد والمقاربة، ومن قبلُ ومن بعدُ عَمَار ما بينهم وبين الله.

– لست أعجب من حرب العاهرين على التعدد؛ فإنهم لا يعرفون الزواج الأول حتى يعرفوا الثاني؛ لكنَّ العجب الذي لا ينقضي من حرب الطاهرين إياه! لبئس ما أشبهوا به أعداءَهم لو كانوا يفقهون.

– المرأة التي لا يظلمها زوجها بالتعدد ظلمًا كليًّا عامًّا، وهي مع ذلك تؤزُّه أزًّا ليطلق الثانية؛ جائرةٌ جانيةٌ على نفسها قبل ضُرَّتها في الدنيا والآخرة، وأخشى أن يُسلَّط عليها زوجُها إذا فرَغ بعد الطلاق لها.

– الرجل الذي يطلق الثانية لأجل الأولى بغير علةٍ إلا رضاها؛ وغدٌ سافلٌ عليه من الجبَّار ما يستحق، وإن وفَّى لها حقوقها المادية، ويوشك أن يجُور على الأولى كما جار على الثانية جزاءً وِفاقًا.

الحمد لله على الإسلام عقيدةً وشريعةً وأخلاقًا، والبراء إليه من الجاهلية عقيدةً وشريعةً وأخلاقًا، وهو المستعان على حق التسليم له هذا الزمان الرَّهيب.

يحيى رفاعي سرور ووليد الدوغري؛

يحيى رفاعي سرور ووليد الدوغري؛ أخرجهما الله من السجن بعزةٍ ورحمةٍ.

ندُر هنا ذِكر هذين النبيلَين؛ فاجعل اللهم ذِكرهما في نفسك وملئك الأعلى.

لا أظن أن لأحدهما بالآخر صلةً؛ لكن يجمعهما في نفسي أمرٌ واحدٌ جللٌ، نورٌ مبينٌ بسط الله لعقلَيهما منه، من نوع ذلك النور الذي يختص به طائفةً من عباده تمشي به في الناس، فيرون الفتن مقبلةً حين يراها غيرهم مدبرةً.

فأما أخي يحيى فقد هتك في منشورٍ مضيءٍ مُقَشْقِشٍ سنة 2016 الانحطاط النفسي لخِرقة القبوريين الأزهري الحنبلي، وخليله المرزوقي الكَيْذُبان، والصايع سالم، الذي به ضلُّوا وأضلُّوا عن سواء السبيل، وأما أخي وليد فقد كتب لي سنة 2017 أنه يظن السوء بنهَّاب أموال المسلمين العُتُلِّ الفاجر عبد المعطي الأزهري أمكن الله منه، وقال لي ما معناه: إخوانك هنا يثقون بك فنزِّه نفسك عن مشاركة منشوراته الحاضَّة على الصدقات، ولم أكن أشارك منشوراته ولا غيره في هذا؛ لِمَا شارطت عليه ربي من قديمٍ ألا أجمع مالًا لمحتاجٍ إلا من خبَرت دينه وحاله. اللهم اجعل لي ولأحبتي نورًا نمشي به في الناس.

واغوثاه ربَّاه؛ عجِّل فكاك عبدَيك وكلِّ أسيرٍ؛ لا إله إلا أنت الرحيم القدير.

كلُّ البلايا دون دينك عافيةٌ.

كلُّ البلايا دون دينك عافيةٌ.

اللهم لا تجعل مصيبتنا في ديننا.

للناس اختيار الآثام، ولله اختيار العقوبات.

اللهم إن كنت معاقبَنا ونعوذ بك؛ ففي غير ديننا.

ذكَّرني Facebook منشورًا كتبته 2016، كنت أدعو الله فيه على علي جمعة شيخِ منافقي خنثى الطواغيت لعنهما الله، فقرأت تعليقًا تحته لأزهريٍّ يؤمِّن على دعائي ويَذكر المنافق ببعض زندقاته، فدخلت صفحته فإذا هو اليوم عبدٌ من عبيد المنافق، يدافع عن أباطيله وأضاليله، ويُرقِّع له بالإسلام المظلوم.

مَثلُك -يا مفتون- كمثل الكلب اللاهث على حالَيه؛ كما نبَّأنا الله فيكم.

اللهم عليك بكُهَّان الطواغيت رؤوسًا وأذنابًا ومن لم يتبرَّأ منهم، وقِنا الفتن.

اللهم طيِّر هذه الرقية كل

اللهم طيِّر هذه الرقية كل مطيرٍ؛ ارقوا بها أنفسكم وأحبابكم.

كان السلف (كل السلف) يأخذون من القرآن ما شاؤوا لما شاؤوا.

آيات الشفاء:

– “وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ”.

– “يَآ أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَآءَتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَآء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ”.

– “وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَآءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إلَّا خَسَارًا”.

– “وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَّقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَآءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ”.

آيات السكينة:

– “وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَبِّكُمْ”.

– “ثُمَّ أَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ”.

– “إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا”.

– “هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوآ إِيمَانًا مَّعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا”.

– “لَّقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا”.

– “إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوآ أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا”.

آيات الحَرَس:

– سورة الفاتحة.

– أول أربع آياتٍ من سورة البقرة.

– “وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَّآ إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ”.

– آية الكرسي.

– خواتيم البقرة.

– “شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَآ إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَآئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمًا بِالْقِسْطِ لَآ إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ”.

– “إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِى الَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ”.

– “وَمَن يَدْعُ مَعَ ٱللَّهِ إِلَٰهًا ءَاخَرَ لَا بُرْهَٰنَ لَهُۥ بِهِۦ فَإِنَّمَا حِسَابُهُۥ عِندَ رَبِّهِۦٓ ۚ إِنَّهُۥ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ”.

– “وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا”.

– أول عشر آياتٍ من سورة الصافات.

– آخر ثلاث آياتٍ من سورة الحشر.

– سورة الإخلاص.

– المُعوِّذتان.

بسم الله أرقيهم؛ من كل

بسم الله أرقيهم؛ من كل ما يؤذيهم، من شر نفسٍّ وعين حاسدٍ، الله يحميهم.

ذلك دعائي كلما رأيت أحبةً يتمازحون فيما بينهم؛ أبهجهم الله كما أبهج بهم.

مثل الأخوَين الفاضلَين محمد سرور النجار وسعيد دويك (صاحب رواية كفر البرامون)، أدام الله النكش بينهما لأضحك وأمثالي من البؤساء؛ الشيخ محمد دائم السف على فِلاحة المهندس سعيد؛ مع إن الشيخ محمد فلاح زي حالتنا؛ بس عاش يا مولانا لأنه بيستخرج من عمنا الراوي تعليقات رائعة، من نوع تعليقات الباشمهندس محمد منسي (وده إمام بصراحة الله يزيده).

أما الإخوة الغوالي محمد عبده وأبو علي الباقلاني وأويس بن عامر وعبد الرحمن إبراهيم غندر؛ فاللي لاقطه من سنين إن بينهم مليارات (عالأقل) متبادلة، وأيفونات، ودول بنحب نفكرهم بس بزكاة المال وبالصدقات، ولو فيه فرص لمحاسبين فأنا كنت في تجارة قبل اللغة العربية، وكان بيدرس لي علي لطفي اللي كان وزير المالية في عهد السادات (الله يجحم الجميع).

الرخامة والغتاتة والسَّآلة والتباتة أو السقعنة (على قُول الدمايطة، وكل ما فات مشمولٌ فيها)؛ أني قرأت تعليقًا فصيلًا لأخٍ فضيلٍ يقول: ما كفاية يا جدعان؛ مش فاهمين حاجة! وجوابنا عن الأولى سهلٌ: انت مال أهل حضرتك بيهم! وعن الأخرى: المقطوع به أنك لو عُمِّرت عمر نوحٍ -عليه السلام- ثم لقيت الله غير فاهمٍ ما كان بين هؤلاء؛ لم تحاسب على ذلك؛ فريَّح روحك.

على ذِكر المزاح، ومناسبة الصيف (اللي الدكتور سرور من أنصاره؛ بس عادي الحلو ميكملش) والبطيخ؛ روى البخاري -رحمه الله- في الأدب المفرد، عن بكر بن عبد الله -رضي الله عنه- قال: كان أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- يتبادحون بالبطيخ، فإذا كانت الحقائق كانوا هم الرجال. (الله والله)!

أشتهي أن أكتب لكم -قبل

أشتهي أن أكتب لكم -قبل موتي- عن عمو الشيخ مصطفى أمين زوجِ والدتي والدِ إخوتي الشباب، رحمه الله ونوَّر قبره ورضي عنه؛ ذلك لتعلموا أن من أزواج الأمهات من يُبكى عليه (ومن زوجات الآباء)، ووفاءً له، وبرًّا بأبنائه إخوتي.

أشتهي هذا منذ سنين! بَيْدَ أني لم أستطع قطُّ كتابة شيءٍ اختيارًا؛ إنما أكتب على حين غفلةٍ مني، كم سألني أخي حبيبي الشيخ الفاضل أبو عبد الله محمد عبده الكتابة في أمرٍ جللٍ! ولم أستطع حتى الساعة، لا أكتب حين أشاء الكتابة؛ بل حين تشاء الكتابة أكتب، وما أشاء ولا الكتابة إلا أن يشاء الله رب العالمين.