أن تكون قويًّا وتتضعَّف له متحببًا، ويكون ضعيفًا ويتقوَّى عليك قاسيًا؛ شقاءٌ.
أن تحب الخلوة به لمزيد الاختصاص، فيؤثر عليها لقاءك بين الناس؛ شقاءٌ.
أن تهفو إلى موافقته إياك في أي شيءٍ، فإذا هو يخالفك في كل شيءٍ؛ شقاءٌ.
أن تحبه كما لا تحب أحدًا وكما لا يحبه أحدٌ، ثم لا تهنأ منه بما تحب؛ شقاءٌ.
أن يضنَّ عليك -وحدك- بما يبسطه لكل أحدٍ سواك، متعللًا بأعلِّ العلل؛ شقاءٌ.
أن يسمح -من نفسه وحِسِّه- للأبعدين بما لا يُسمح به عادةً، إلا لك أنت؛ شقاءٌ.
أن يوقن أن مشتهاك حبُّه ومنتهاك قربُه، ثم يكون وصله قضاءً رضاءً؛ شقاءٌ.
أن تهرول إلى كل ما يصلك منه حثيثًا، ويثَّاقل إلى ما يصله منك متلكئًا؛ شقاءٌ.
أن تحبه لأجل شيءٍ، ثم تحب كل شيءٍ لأجله، ولا يذر ما تكره لأجلك؛ شقاءٌ.
أن تذكره عند كل مَرْضِيٍّ في نفسك، فيذهل عما تسخط بين أيدي الناس؛ شقاءٌ.
أن ترى أنك لم تأت إليه من الحب شيئًا بعدُ، ويرى أنه أولاك كل شيءٍ؛ شقاءٌ.
أن تعقد -كل يومٍ- عقدةً تشدُّكما شدًّا، فلا يدع عقدةً إلا حلَّها -غافلًا- حلًّا؛ شقاءٌ.
أن تئنَّ له سرًّا بأول التغيُّر فلا يبالي، ثم يفيق بآخره يهتكه شاكيًا يغالي؛ شقاءٌ.
يا معشر من بسط الرحمن في عواطفهم؛ تخيروا لقلوبكم، فإنما هي طاقةٌ واحدةٌ، في حياةٍ واحدةٍ.
فأما من ابتلي قلبه بشيءٍ من هذا؛ فليستغث الله برحمته أن يعافَى، ولا يفرِّط في سببٍ يُيَسِّرُهُ للنعيم، وإلا فهو أشد الناس بؤسًا؛ أسيرةٌ -بالليل- روحُه، نازفةٌ -بالنهار- جروحُه، “وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ”.