وقفت بنفسي -في الوقت الأخير- على أكثر من تجربةٍ دعويةٍ وتثقيفيةٍ لشبابٍ؛ فيها من جُمل الخير -بتوفيق الله- ما يذكر ويشكر، بعضها مجالس مغلقةٌ وأخرى دروسٌ مفتوحةٌ، منها في السوشيال ميديا ومنها على الأرض، يسر الله التعليق على شيءٍ منها -منهجيًّا ومسلكيًّا- بما يحب ويرضى.
لكن عايز اعلق على شيء مهم دلوقت؛ لاحظت في أكتر من مجموعة خلل كبير في خطاب الدعاة والمثقِّفين مع البنات؛ “خلل نوعي” باقتصار بعضهم على نوع معين من موضوعات يُعلم تأثيرها على النساء أكتر، “خلل كيفي” بتكثيف بعضهم لهوامش معينة -في الكلام- بدون حاجة، “خلل مسلكي” بانفتاح بعضهم الواسع حبتين؛ لطافة زايدة ملهاش داعي، استظراف واعي وغير واعي.
علاقة الرجال بالنساء في الإسلام -ولله الحمد- محكَمة جدًّا ومعقولة جدًّا؛ لا بيقول إن الرجل والمرأة أول ما يتعاملوا مع بعض لازم يتكهربوا، ولا بيقول إن التعامل بينهم يبقى بالدرجة دي من الأمان والغفلة حينًا أو الاستهبال والاستعباط أحيانًا أخرى، خصوصًا في واقع الضغط والكبت الاسود اللي عايشين فيه، “اللَّهُ الَّذِي أَنزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزَانَ”، “قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا”.
أكيد البزرميط ما بين الرجال والنساء -في الواقع المر ده- ملوش حدود كمية ولا كيفية، لكن خطورته -هنا- إنه على اسم الله ورسوله والإسلام، وده وجه عظيم من وجوه الفتنة ابتداءً وانتهاءً؛ ابتداءً من حيث إن أطرافه بيكونوا غير واعيين للمشكلة بدرجة كبيرة، لفرط الأمان الحاصل بالموضوع الديني بينهم، وانتهاءً في مستوى المعالجة؛ حيث تكثر التبريرات النفسية الدينياوية حينئذ.
القانون الكلي في الأمر؛ “المعاملة بين الرجل والمرأة للحاجَة وبقدْرها”، اللهم خشيتك والسلامة.