#في_حياة_بيوت_المسلمين. حروفٌ في التعدد؛ من

#في_حياة_بيوت_المسلمين.

حروفٌ في التعدد؛ من الوحي والواقع جميعًا.

– أباح الإسلام بعامَّةٍ للرجل الزواجَ بأكثرَ من امرأةٍ.

– حُكم التعدد الخاصُّ يختلف باختلاف الرجال وأحوالهم.

– طلبُ المرأة الأولى الطلاقَ بسبب التعدد (فقط)؛ لا يجوز لها.

– إذا سألت المرأة زوجها الطلاق لضررٍ خارجٍ عن التعدد؛ جاز لها ذلك.

– بغضُ النساء التعددَ (طبعًا) أمرٌ طبيعيٌّ وصِحِّيٌّ، أما بغضهن إياه (شرعًا) فكفرٌ.

– ترجيح التعدد راجعٌ إلى الزوج وحده، فيوازن بين حاله قبله وحاله بعده؛ (بالورقة والقلم).

– ليختبر الرجل العاقل رغبته في التعدد في مدةٍ كافيةٍ وعلى أحوالٍ متباينةٍ؛ قبل أن يعزم عليه.

– قبل أن يُنصَح الرجل بجَوَّانيَّات التعدد؛ يُنصَح له برَّانيًّا بتنقيح وزن حاجته الحقيقي إليه، فكم رأينا من رجالٍ أحوجَهم إلى التعدد فراغُ البال مما يجب أن يشغله، وخلاءُ الحال مما يتعيَّن التحقق به!

– من كان صالح البال والحال مع امرأته الأولى وأبنائها، ثم ابتغى التعدد (رفاهيةً)، وهو يعلم ما يجرُّه من أضداد ذلك؛ فخفيف العقل، وقياسُ التعدد على المباحات الرفاهية الأخرى؛ قياسُ المساطيل.

– إذا ترجح للرجل التعدد عن غير رغبةٍ عارضةٍ، وقدَرَه حقَّ قدْره؛ فليتوكل على الله، راجيًا منه مَغانمَه، متعوِّذًا به من مَغارمه؛ فإنها ليست أرحامًا تدفع وأرضًا تبلع؛ بل الله مَولى مُؤْنة التوفيق.

– إذا هان التفريط في اختيار المرأة الأولى على أساس الدين (ولا يهون)؛ فإن اختيار الثانية على غير أساسه مصيبةٌ عظيمةٌ من كل وجهٍ، وعائدٌ على الرجل في نفسه وبيتَيه جميعًا بخسائرَ لا تُحصى.

– لم يجئ الإسلام بالتعدد فقد كان معروفًا في الجاهلية وفي الأمم السابقة؛ لكنه أحكَمه إحكامًا.

– لا يقول: لم لا تعدِّد المرأة أزواجها كذلك! إلا من خُسِفَ بفطرته وعقله جميعًا.

– من جبر امرأته الأولى عند التعدد بهديةٍ ونحوها مما تُتحف به؛ فنبيل النفس رحيم الفؤاد.

– جبرُك خاطرَ امرأتك الأولى عند التعدد شيءٌ، وقبولُك إلزامَها أو أهلِها بذلك شيءٌ آخر.

– تجاوُز امرأتك الأولى عن تفريطك في حقها وأبنائها؛ ينقطع عند الساعة الأولى من الزواج الثاني.

– رضي الله عبدًا جعل من امرأته القديمة امرأةً حديثةً؛ يُجدِّد منها ما بَلِيَ، يعينها على إصلاح ما طرأ على هيئتها بعد تكرار الحمل والولادة، فيبعثها في نفسها وفي نفسه بعثًا جديدًا؛ رضيه الله.

– يا أيها التي تزوج زوجها عليها فظلمها ظلمًا يعلمه الله؛ لكِ أسوةٌ في صحابيةٍ شكت زوجها إلى الله فسمع الله شِكايتها وأنزل في شأنها قرآنًا يُتلى إلى يوم الدين؛ لن تُنصفكِ بعد الإسلام جاهليةٌ.

– تسليم المرأة لربها في شرعه، واحتسابها أجرَ صبرها على قدَره، ووُفور مروءتها مع زوجها ومن تزوج بها، وشغلها بإصلاح قلبها وذريتها؛ من أوسع ما يُبرِّد غيرتها، واللطف من الله.

– ليس التعدد رسالةً تقول للأولى: أنا زاهدٌ فيكِ، أو رغبت عنكِ، أو مللت الحياة معكِ؛ بل لعله رسالةٌ تقول: قد استفدت بظلالكِ في نفسي وعقلي وقلبي شيئًا عظيمًا، وإني أريد أن أخطو به في مسافةٍ جديدةٍ، وقد بسط الله لي ما لو بثثتُه فلم أجحده كان أصلحَ لي بالًا وحالًا ومآلًا؛ فأرضيني أرضاكِ الله.

– مناقشة المرأة الأولى في التعدد دينيًّا وعقليًّا -قبل وقوعه أو بعده؛ ابتغاءَ إقناعها- ضربٌ من ضروب البلاهة؛ فأما قبل التعدد فلا كلام، وأما بعده فالإحسان المضاعَف، وأحسنُ إحسانك إلى امرأتك تجاوُزُك عن إساءتها، وإعانتُها بالرأفة على نفسها وعلى شيطانها وشياطين الإنس من حولها.

– “ليس منا من خَبَّبَ امرأةً على زوجها”؛ حَسْبُ إناث شياطين الإنس اللواتي يُفسدن المرأة على زوجها -إذا تزوج عليها- من السوء في الدنيا والآخرة؛ براءة نبي الله -صلى الله عليه وسلم- منهن.

– القانون الجديد الذي يحظر التعدد إلا بإذنٍ كتابيٍّ من المرأة الأولى؛ قانونٌ شيطانيٌّ يُضيِّق مجاري الحلال ليُوسِّع مجاري الحرام، ومن هَشَّتْ له من النساء وبَشَّتْ؛ فلتراجع إيمانها بالله، أما الفرحون به من غير النساء؛ فشُذَّاذٌ مخنثون، عليهم مراجعة ذكورتهم قبل مراجعة إيمانهم؛ حسبنا الله.

– تبريرُك التعددَ لزوجك الأولى بما صارت إليه من ضعفٍ في نفسها أو جسدها أو حالها؛ قبيحٌ دميمٌ، وأشدُّ منه أن تحدِّث بذلك زوجَك الثانية، وأشدُّ منهما ألا ترعوي إذا ذُكِّرْتَ بالله فتماديتَ ولم تتذكر.

– من عدَّد فعدَل فبيَّض الله في الدارين وجهه؛ كما زاد وجه الإسلام الصَّبيح بياضًا.

– معدِّدو النساء -إلا قليلًا- لا يصلحون للزواج الأول أصلًا.

– يبقى ‍التعدد (على قدْره، ووجهه، لأهله)؛ من مفاخر هذا الدين.

– لم يُغفل الإسلام وجع المرأة الأولى بالتعدد؛ لكنه أوسعُ بصرًا بمصالح التعدد في عموم الناس والحياة، وعامة المباحات غالبة المنافع لا خالصة، وقد جاء الإسلام بجَلْب المصالح أو تكميلها، وبدَرْء المفاسد أو تقليلها، ومن احترم عقله أثنى على الإسلام بإباحة التعدد ولو كان به كافرًا.

– لم يدَع الإسلام في حق المرأة قولًا لقائلٍ؛ بل أنصفها غاية الإنصاف، وجعل عقاب ظلمها في الدنيا والآخرة عقابًا أليمًا؛ حتى جعل مجرد ظنِّ الظلم مانعًا من التعدد؛ “فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً”.

– كم من ظالمٍ لامرأته من غير تعددٍ، وكم من مقسطٍ إلي زوجه مع التعدد!

– العدل بين النساء في المحبة والتَّماسِّ غير واجبٍ، وتصريح الرجل بالثاني دَنَسٌ وحرامٌ.

– العدل واجبٌ في كل ما يقدر الرجل عليه؛ مما يجب عليه أو يُستحب أو يُباح، وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، وبه أدين الله أحكمَ الحاكمين.

– لا فرق -في القَسْم- بين الحائض والنفساء والمريضة، وبين من لسن كذلك.

– لم يرفض الرسول -صلى الله عليه وسلم- أن يتزوج عليٌّ امرأةً أخرى على فاطمة ابنته -رضي الله عنهما- وحاشاه؛ بل رفض أن تكون المرأة الثانية لعليٍّ هي ابنة أبي جهلٍ لعنه الله.

– تركيز الفجرة على حق المرأة الأولى؛ يشعرني أن الزواج الثاني يكون برجلٍ لا بامرأةٍ مثلها، وقد تكون حاجة الثانية إلى الزواج أعظم من حاجة الأولى يوم تزوجت، ومن سار في الأرض عرف.

– اعتبار سعة الرزق قبل التعدد شأنُ العقلاء، وإغفاله شأنُ الدراويش، ولا ينافي التوكلَ على الله.

– “الزانية ولا الثانية”؛ كذلك تقول الجاهلية الحديثة؛ قاتل الله الكفر ومن يعين عليه.

– تكره المرأة ‍التعدد وحُقَّ لها، ولعل ‍التعدد أن يكون بركةً عليها وعلى أولادها من جهة حذرها فواتَ حظوظها من زوجها نفسِها، وكم رأينا في ‍التعدد من إثارة سواكن مودَّات القلوب -في برودة العِيشة المألوفة- ما بعث في البيوت خوامدَها وحرَّك جوامدَها! “وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ”.

– من يمزح بالتعدد حينًا ويهدد به أحيانًا؛ طفلٌ، لعله إن بلغ الحُلُم يومًا بلغ الرُّشد إن شاء الله.

– المرأة التي تُبغِّض زوجها إلى نفسها وأبنائها وأهلها والناسِ بمجرد التعدد؛ بهتك سيئاته وكشف عوراته، والزيادة فيها كثيرًا؛ امرأةٌ لم يُربِّها رجلٌ، وهي مع ذلك ظالمةٌ تنتظر جزاء الله العدل.

– “زوَّجتني زوجتي، زوَّجتُ زوجي”؛ عناوين معاتيه المجانين، سلفيِّين وغيرِ سلفيِّين.

– يفرِّط الرجل صُوريًّا في البيت الأول (بتضييع حقوقه)، ويفرِّط حقيقةً في البيت الثاني (بالطلاق)؛ هذا عامة ما رأيناه في الواقع الأسود، وبالله الغوثُ من الظلم كلِّه؛ دِقِّه وجِلِّه، علانيتِه وسرِّه.

– لا ‍أنصح لامرأةٍ -مهما عظُمت حاجتها- ‍أن تتزوج رجلًا يخفي زواجها عن امرأته الأولى؛ ذلك وَطَرٌ عاجلٌ ‍يوشك إذا قُضي ‍أن تضيع من بعده، ولقد أبصرنا من الدواهي في هذا ما الله به عليمٌ، و‍إن من عجز أولَ أمره عن احتمال هذا الامتح‍ان؛ لَهُو أعجز عن احتمال ما فوقه من امتح‍انات الحياة.

– المرأة التي لا تنجب، ومع ذلك تهدد زوجها بطلب الطلاق إذا تزوج عليها؛ غارقةٌ في الأَثَرَة.

– تَحَسُّسُ المرأة أخبارَ ضُرَّتها من ضعف الديانة والأمانة، وهو من أعظم ما تُكدَّر به النفس والحياة.

– يا أيها المعدِّد؛ افصل بين امرأتيك، وصِل بين أبنائك. كيف؟ هي وظيفتك أنت.

– إنما الحاجة الحقيقية للرجل قبل أن يعدِّد؛ إلى زيادة الدين والعقل؛ لا إلى زيادة العاطفة؛ دينٌ يستوهب الله به التوفيقَ وينفق منه على أهله وأبنائه، وعقلٌ يدير بحكمته تقلُّباتِ العافية والبلاء.

– أُخوِّف المرأة الأولى مطاوَعَة نفسها وشيطانها في تعدد زوجها؛ بل تتأنَّى وتتروَّى لا تغرُّها عافية اليوم، ربَما تود يومًا من الأيام أن تكون زوجًا ثانيةً فلا تجد؛ “وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ”.

– غيرة المرأة طبيعيةٌ وضروريةٌ؛ ما لم تتعدَّ حدَّ الله، أو تُزري بنفسها فتكون أُحْدُوثَةَ الناس.

– المرأة الثانية التي تعرف للبيت الأول قدْره وتحفظ رُتبته وتعين زوجها على الوفاء له كمالًا تمامًا؛ صِدِّيقةٌ يُناطح نُبلُها الجَوزاء، وتُزاحم مروءتُها الشمسَ في الجلاء، ومن لا؛ فلتستعن مولاها.

– يسألونك عن بيتٍ بقي مَحِلُّه بين المودة والرحمة بعد التعدد؛ قل: موجودٌ؛ لكنه قليلٌ قِلَّةَ كلِّ شيءٍ جميلٍ في هذه الحياة الدميمة، وإني لأعرف رجالًا لو أباح الله لأحدٍ بعد رسوله الزيادة على أربعةٍ؛ لكان لهم؛ لا لشيءٍ إلا لكمال عقولهم وعظمة أخلاقهم واستعانتهم بالله على التسديد والمقاربة.

– لست أعجب من حرب العاهرين على التعدد؛ فإنهم لا يعرفون الزواج الأول حتى يعرفوا الثاني؛ لكنَّ العجب الذي لا ينقضي من حرب الطاهرين إياه! لبئس ما أشبهوا به أعداءَهم لو كانوا يفقهون.

– المرأة التي لا يظلمها زوجها بالتعدد ظلمًا كليًّا عامًّا، وهي مع ذلك تؤزُّه أزًّا ليطلق الثانية؛ جائرةٌ جانيةٌ على نفسها قبل ضُرَّتها في الدنيا والآخرة، وأخشى أن يُسلَّط عليها زوجُها إذا فرَغ لها.

– الرجل الذي يطلق الثانية لأجل الأولى بغير علةٍ إلا رضاها؛ وغدٌ مَهينٌ عليه من الله ما يستحق، وإن وفَّى لها حقوقها المادية، ويوشك أن يجُور على الأولى كما جار على الثانية جزاءً وِفاقًا.

الحمد لله على الإسلام عقيدةً وشريعةً وأخلاقًا، والبراء إليه من الجاهلية عقيدةً وشريعةً وأخلاقًا.

الحمد لله الذي جعل الصلاة

الحمد لله الذي جعل الصلاة أجزاءً؛ فكيف تجعل بعضَها لبعضٍ غوافرَ وجوابرَ!

ما أشق الأمر لو كانت الصلاة ركنًا واحدًا؛ عملًا وجزاءً! فإذا فاتك فيه خشوع قلبك وتدبر عقلك؛ ضاعت الصلاة جميعًا، إنك واجدٌ فقهاءَ لا يُحصيهم العدُّ يُفتونك بإجزاء هذه الصلاة الصُّورية تخفيفًا عنك من الله؛ لكنك -وقد أخليتها من حقيقتها- عادمٌ فقيهًا واحدًا يُفتيك بجوازها لجلال مقام لله.

إذا فاتك (خشوع القلب وتدبر العقل) قبل الصلاة تأهُّبًا لها؛ فاستعن بالله على تحصيلهما في ركن القيام بما شرَع فيه -سبحانه- من أركانٍ وفرائضَ ومستحباتٍ، فاخشع وتدبر إذ تكبر إحرامًا، وإذ تستهلُّ بدعاء الاستفتاح، وإذ تقرأ الفاتحة، وإذ تتلو من القرآن بعدها، ناويًا راجيًا أن يجعل الله قيامك غافرًا لما فاتك قبله جابرًا، فإن فاتك تحصيلهما في القيام؛ فاستعن بالله عليهما في الركوع، ناويًا راجيًا أن يجعل الله ركوعك غافرًا لما فاتك قبله جابرًا، فإن فاتك تحصيلهما في الركوع؛ فاستعن بالله عليهما في الرفع بعده، ناويًا راجيًا أن يجعل الله رفعك غافرًا لما فاتك قبله جابرًا، فإن فاتك تحصيلهما في الرفع؛ فاستعن بالله عليهما في السجود، ناويًا راجيًا أن يجعل الله سجودك غافرًا لما فاتك قبله جابرًا، فإن فاتك تحصيلهما في الصلاة كلها -عوَّذتُ نفسي وإياك بوجه الله البديع من هذا الخسران الشنيع- فأذكار الصلوات ونوافلها آخر الغوافر والجوابر؛ ويبقى الله بعد كل فائتٍ غفورًا جبارًا لا يفوت.

الحمد لله الذي لم يجعل الصلاة ركنًا واحدًا، الحمد لله الذي جعل الصلاة أركانًا وواجباتٍ وسُننًا، الحمد لله بما فرض في الصلاة طمأنينة الجوارح وخشوع القلب، الحمد لله الذي شرَع للصلاة رواتب ونوافل، الحمد لله على شرائط صحة الصلاة قبلها وعلى أذكارها بعدها، الحمد لله بالصلاة جميعًا.

“أهواكْ .. واتمنَّى لو أنساكْ

“أهواكْ .. واتمنَّى لو أنساكْ .. وانسَى روحي ويَّاكْ .. وانْ ضاعتْ تبقى فداكْ”.

بعد حديثٍ ذي شُجونٍ عن الصلاة والنفس والحياة -وصوتُ عبد الحليم حافظ يملأ بها التاكسي- قلت لسائقه المسكين في الغناء والمعازف ما أفاض به الرحمن، فكان مما قال لي: أنا نفسي أفهم ازاي مبتحبُّوش عبد الحليم! فصدمه الجواب؛ سِيبك من بحبُّه أو مبحبُّوش؛ انت بقى لو بتكرهه مش هتعمل فيه أكتر من كده! قال لي: وانا بعمل له إيه! قلت له: عبد الحليم مات سنة 1977، انت بقى بعد 40 سنة -ولمجرد استمتاعك- بتجدِّد عليه العذاب في قبره من معاصي لم يتب منها! انت لو بتحبه بجد -وهو مينفعش يتحب وأمثاله لأمور كتيرة- فارحم ضعفه وقلِّة حِيلته وكفاية عليه أوي كده.

إن حقيقة المحبة الصُّورية لكثيرٍ من الفجار هي الكراهية العظيمة لهم، وحقيقة الإشفاق الشَّكلي على كثيرٍ من الزنادقة هي القسوة الشديدة عليهم؛ وهو ما لا يَنْطَلي بحالٍ على السادة النابهين.

ما فضح دَعَاوَى الحب ولا هَتَكَ مزاعمَ المحبين خُلقٌ؛ كالأَثَرة (الأنانية)؛ إن هؤلاء الذين يُكَثِّرون خطاياكم عند ربكم الحسيبِ -تعالى- لا يحبونكم؛ إنما يحبون أنفسهم فيكم محبةً كريهةً، إني إذا جاهرت بشهوةٍ أو شبهةٍ -أجارني الله وإياك من فتنتَيهما- فسَرَّك ذلك؛ فما أنت بمحبٍّ لي وإنْ أَرْغَيْتَ وأَزْبَدْتَ، إنْ أنت إلا متعشقٌ حرامًا مما تعجز عن إظهاره بعلةٍ من العلل، أو أن ظهورَه في الواقع دون ما هو في نفسك، فلما كفيتك مؤنتَه -فأبديتُه وأعلنتُه- ابتهجتَ بهذا، وقديمًا قال العارفون بالله والنفوس: “ما من نفسٍ إلا وفيها ما في نفس فرعون؛ غيرَ أن فرعون قدَر فأظهر، وغيرُه عجز فأضمَر”.

امرأة ٌتنزع حجابها وتحُضُّ -في ردَّةٍ وتعهُّرٍ- بنات الإسلام على ذلك، ولم تكن لتركب هذا الناقضَ من نواقض التوحيد -جريئةً على الله- إلا بعد انحلال عُقَدٍ من الإسلام في ظاهرها ونَقْضِ عُرًى من الإيمان في باطنها كما هو قانون النكوص على الأعقاب؛ لا ظُلم لها من أدعياء محبتها والإشفاق عليها كإقرارها على سخط الله ولو بلايك من بنانٍ في أصبعٍ ذاتَ ساعة غضبٍ لله، فأما أبناء الآخرة الذين يقومون بحق الله فيها حافظين حدودَه؛ فأولئك المشفقون عليها من عذاب الله حقًّا وأولئك هم الصادقون.

أيُّ رأفةٍ في قلب من يُعِين إنسانًا على اقتحام جهنم؛ بموافقته على كبيرةٍ من الكبائر العقدية أو العملية أو الأخلاقية في حياته أو بعد مماته! إنْ هو إلا سَبْعٌ ضَارٍ من سباع هذه الغابة البئيسة.

يومَ ماتت فتاةٌ على الإلحاد فيما شهدتْ به على نفسها، وانقسم أهل الزمان فيها قسمتَهم في كل جليلٍ وحقيرٍ؛ قلَّةٌ صَدَعَت بالحق الأوحد في شأنها فقالت فيها بقول الله والرسول والإسلام والمسلمين أجمعين، وكثرةٌ باعت دينها -أعني الذين كان لهم دينٌ يومئذٍ لم يبيعوه من قبلُ- فادَّعوا لها -بكل تناحةٍ ووقاحةٍ- ما برئتْ هي منه، ومخنثون بينهم لا التوحيدَ نصروا ولا الإشراكَ كسروا، وأولئك أشنع من البائعين دينَهم في صورة كلامهم الخنثى، وإن كانوا أقرب للشاهدين بالحق في حقيقة اعتقادهم.

وقتَئذٍ قلت في نفسي ولبعض أحبتي: هؤلاء الذين يملؤون الفضاء (هَبْدًا وهَرْيًا وهَرْتَلَةً) عن الرحمة بها والرِّثاء لها -وبقطع النظر عن حُكم الإسلام فيهم- هؤلاء قساة القلوب غِلاظ الأكباد دجالون، ولو كانوا رُحماء صدقًا؛ لرفقوا بأولياء الله الذين ما قالوا فيها إلا بقول ربهم وَجِلين منه أن يُفتنوا فتنتَها، ولخافوا على ضعاف الإيمان أن تزيغ قلوبهم بتهوين الرِّدَّة عن الإسلام برحمةٍ كاذبةٍ خاطئةٍ، ومن قبلُ ومن بعدُ لو كانوا مؤمنين لجعلوا لله والرسول والإسلام نصيبًا مما جعلوه للردة وأهلها؛ واغوثاه رباه!

إن حق حبِّ من تزعم حبَّه أن تحجزه عن غضب الربِّ عليه في الدنيا، ويوم يغضب غضبًا لم يغضب قبلَه مثلَه ولا يغضب بعدَه مثلَه؛ لا أن تكون له على مغاضب ذي الانتقام عَضُدًا وظهيرًا.

“إِنَّ شَجَرَتَ الزَّقُّومِ * طَعَامُ الْأَثِيمِ”؛ ما كان الله ليجعل الشجرة الملعونة طعامًا لآحاد العصاة؛ بل هي للأثيم منهم، والأثيم كثير الآثام، ولا تكثر آثام إنسانٍ إلا بين قومٍ لا يزجرونه عنها بكل وسيلةٍ زجرًا، فكان الجزاء من جنس العمل؛ من ظل يسقي بذور الخبائث في أصل قلبه حتى صارت أشجار فتنٍ في الواقع تُطعم الناس معه؛ جعل الله طعامه وإياهم من شجرةٍ تنبت في أصل الجحيم جزاءً وِفاقًا.

إنك لن تتصور شجرة الزقوم في النار وكيف طعامُ أهلها منها هناك؛ حتى تتصور سيئات أهلها الأثيمين هنا وكيف اقترافُهم لها وتواصيهم بها؛ “إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِّلظَّالِمِينَ * إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ * طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ * فَإِنَّهُمْ لَآكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ * ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْبًا مِّنْ حَمِيمٍ”؛ إنها صورة أشجار الخطايا في الدنيا قبل أن تكون صورة شجرة الزقوم في الآخرة، وصورة أهلها اليوم -إذ يتداعَون إليها، يُكَثِّر بعضُهم بعضًا؛ ابتغاءَ الامتلاء بها- قبل أن تكون صورتَهم غدًا، ولو أن أهل طُهْر سماءِ الله اجتثوا أشجار أقذارِ الشيطان في الأرض؛ ما كان لها قرارٌ.

“مَا لِيَ لَآ أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَآئِبِينَ * لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ”؛ هذه عَزْمَة نبيٍّ لا يَهزل، خرج طائرٌ عن طاعته مرةً واحدةً فتوعَّده هذا الوعيدَ المُريعَ، وما كان سليمان الحكيم -لو فعل- طائشًا قاسيًا؛ اليوم ألوف الناس يخرجون عن دين الله أجمع، ولا سليمان لهم!

لم أخجل قطُّ أن أحكي

لم أخجل قطُّ أن أحكي عن دائَين كأني وُلدت بهما؛ وسواس تنظيم الأشياء، وعُقدة الشعور بالذنب.

أما وسواس ترتيب الأشياء؛ فعندي منه مما يُضحك مثلُ ما عندي منه مما يُبكي؛ فمما يُضحك -وأنا صغيرٌ- أن والدتي كانت إذا ضربتني بالعصا ضربتين علي يديَّ؛ فتحت لها يدي لتضربني الثالثة ابتغاءَ الوِتْر، ومنه -وأنا كبيرٌ- أن صورة غلافٍ وضعتها لصفحتي هذه، ثم محوتها بعد ظهور اختلافٍ يسيرٍ بين مسافَتَي الفراغ في جانبَيها، قال لي جليسي -وهو يفور غيظًا-: دي جايبة أكتر من 1000 لايك! قلت له: ولو 10000 .. طُظْ، وحينًا يلطف الرحمن بي فلا يبالي مخي بهذا أولًا وآخرًا.

أما ما يُبكي؛ فمنه أن خطأً واحدًا في علامة ترقيمٍ واحدةٍ بمنشورٍ واحدٍ؛ قد يصيبني باكتئابٍ حادٍّ لا أطيق معه ضوءًا ولا صوتًا ولا وجهًا مدةً، وليس هو بالأمر المعقول المعنى فيُسعفني حكيمٌ بحكمته وقانيها الله وقتَئذٍ، ولا هو من ضعف الإيمان -وإن كان إيماني في كل أزماني فقيرًا إلى الله- فيُذكِّرني أحدٌ ساعتَها حقارة الدنيا كلها؛ هي علةٌ مخيةٌ قديمةٌ أشقتني كثيرًا، أعرف لها علاجًا سلوكيًّا لكنه إذا فاتني قبل الخلل لم ينفعني بعده، ولا يصلح الدواء الكيميائي خارجَ بيتي لأسبابٍ يعلمها ربي.

الحمد لله؛ ما ابتليت بالوسواس في العقائد، ولا العبادات، ولا المعاملات أن أشك في قصد أحدٍ أو قوله أو فعله إذ يعاملني؛ بل عافاني الله منه في ذلك جميعًا؛ فأما في تنظيم الأشياء فلا؛ الحمد لله.

عن الشعور بالذنب وما أجهدني في حياتي كلها نفسًا وجسدًا وبالًا ومالًا؛ حديثٌ آخر إن شاء الله.

عن الأرَق والإسهال وصَفعات القَفا

عن الأرَق والإسهال وصَفعات القَفا بأمن الدولة ووَطْأة الرأس في الصلاة؛ فائدةٌ مشترَكةٌ.

لعلَّ للأرَق الذي يمنعك النومَ سببًا غيرَ فيزيائيٍّ أغفلك عنه الشيطان؛ أن تكون سهرت في معاصي الله -من قبلُ-َ طوعًا واختيارًا؛ فأدَّبك الرحمن بالسهر -الآنَ- قهرًا واضطرارًا، فإذا تعاطيت من يد الطبيب عَقارًا لدائك تثق به؛ فإني أنعت لك دواء الاستغفار من يد طبيب الأطباء الأكبر شفاءً عجبًا.

في عَربة صديقٍ لنا كنا أربعةً؛ ساقنا موصولُ المزاح إلى ذكر أخٍ لنا غائبٍ بسوءٍ في طبعه، وهل سُمِّي مزاحًا إلا لإزاحته عن الجِد! وماذا بعد الجِد! غَشِيَنا منه -يومئذٍ- ما غَشِيَنا حتى خُضنا فيه خوضًا دميمًا أجمعون؛ لكنْ بقى خوضي في نفسي أقبحَ الخوض؛ فإني أكبرهم سنًّا، يوم لم يُغْنِ سِنٌّ عن مُسِنٍّ شيئًا، فتالله ما غادرتهم حتى دَهَمَني إسهالٌ شديدٌ؛ على الفور عرفت أنه جزاء إسهال الغِيبة الذي سال من لساني بما سوَّلت لي نفسي من التسمُّح بيني وبين الغائب، وقلت لإخواني: هذا من ذاك؛ أمسكتُ الإسهال بحبَّتين من أقراص الـ Streptoquin، ومزجته باستغفار الدَّيَّان ذي الفضل المبين.

ما إنْ فرغ قاسِطو مصرَ من تشييد “جهاز أمن الدولة المركزي” بالقاهرة أهلَها؛ حتى كنا ثالثَ زُمرةٍ أُقحمتْ ظلماتِه الملعونة مطلعَ (2002) إقحامًا، وفي ليلةٍ من لياليه التي لا أقمارَ لها؛ همَّت عصابة عينيَّ (المقطوعُ قماشُها من بطاطين عساكر الجيش الصوفية السوداء القديمة)؛ أن تسقط قليلًا، لا أقول: سقطت معاذ الله أن تستطيع ذلك؛ بل تدلَّت حتفَ أنفِها على أنفي يسيرًا؛ هرول إليَّ أمين شرطةٍ شهد حادثة تزحلقها العظيمة -أضرم الله قبرَه قبل أن تُوصَد أبوابُه عليه سعيرًا- وصفع قفاي إحدى عشرة صفعةً متتابعةً عددتها له عدًّا، ويداي -ساعتَئذٍ- مُكَبَّلتان بالكَلَبْشات خلف ظهري لا أملك لنفسي دفعًا، وقال لي -بصوتٍ رقيقٍ أندى من شَخير مطرب مهرجاناتٍ مصريٍّ-: “لمَّا تبدأ تحس ان الغُمَّاية هتنزل من على عِينك؛ تنادي فورًا على حد يِشدَّها”؛ ذهب عقلي كيف أفعل فيه لو ظفرت به، وذهبت نفسي فيمن ضربت من الأطفال ظلومًا جهولًا -إذ كنت أعلِّمهم القرآن- أحسب أني أحسن صُنعًا.

في مسجدٍ قديمٍ تقاربت صفوفه يوم كانت تزدحم بأهلها بيوتُ الله؛ كنت أصلي صلاةً نهاريةً في صفه الثاني، وفي سجدةٍ من سجداتها خطر على بالي خاطرُ سوءٍ ملأ رأسي مُدَّتها جميعًا، وكان لائقًا بمقام الله العظيم في بيته الكريم ألا يخطر مثلُه على بال مثلي، ولم يزل رأسي كذلك حتى تصدَّق ربي عليه بوَطْأةٍ من قدم رَجلٍ ضخمٍ كان يصلي أمامي وهو ينهض للركعة التالية، وقُطِع دابرُ الخاطر؛ كأني إذ لم آخذ لرأسي بحظِّه من الذي هو أعلى؛ جُعل حظُّه دَوْسَةً مما هو أدنى، “وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا”.

من كَرابيج السماء .. إلى

من كَرابيج السماء .. إلى فيروس كورونا!

شهدت وأنا صبيٌّ جنازةً، فلما بلغنا المقابر أشعل بعض الأجرياء على حرمة الدار الآخرة سجائرَ بدعوى الكآبة! فصاح بهم رجلٌ من صالحي العامة: “ما هو احنا إذا مش هنتعظ بالموت؛ لازم لنا كَرابيج من السما”؛ صورة الرجل وصوته في عقلي بعد أكثر من ثلاثين عامًا كأنهما بالأمس.

لعل مخذولًا مرذولًا من الفارِّين من السلفية -فرارَ الحُمُر من القسورة- يقول الآن: “لكنَّ فقهاء الزمان مختلفون في التدخين على أقوالٍ؛ فذهبت طائفةٌ إلى حرمته، وطائفةٌ إلى كراهيته، وذهبت أنا إلى استحبابه سجائرَ وشِيَشًا، فهلمُّوا إليه عبادَ الله لنغيظ الغلاة؛ أن تلقوا ربَّكم وأنتم فيه مفرِّطون”.

لا غَرْوَ أن يملأ المرتدون عن الإسلام من العلمانيين صفحاتهم اليوم وصُحُفهم غدًا؛ بأنواعٍ من الاستخفاف والاستهزاء بآيات الله ونُذُره وعقابه؛ هذه مادِّيتهم وما تُمليه عليهم؛ إنما السبيل على الذين باتوا اللياليَ يجأرون إلى الله أن ينتقم من مُحَرِّقي “الإيغور” بالنار، فلما بشرهم ربهم عند الصباح بآيةٍ من آياته في إهلاك عدوهم؛ إذا هم فَكِهُون سامدون، وفيما يخوض فيه بنو عَلْمَانَ خائضون!

يا أصحاب التوحيد؛ هذه خَليقة قومٍ مشركين فاجتنبوها لعلكم ترشدون؛ “فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُّسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُّمْطِرُنَا”، “وَإِن يَرَوْا كِسْفًا مِّنَ السَّمَآءِ سَاقِطًا يَقُولُوا سَحَابٌ مَّرْكُومٌ”؛ طُمست بصائرهم فلم تُغْن عنهم أبصارهم إذ رأوا آيات الله شيئًا؛ قدَّس القدُّوس بصائرَكم وأبصارَكم.

يا أمَّ الأسير؛ لستِ أولى

يا أمَّ الأسير؛ لستِ أولى بولدكِ من الله، فكلي واشربي وقرِّي عينًا.

هو قبلَ أن يكون لكِ ولدًا؛ خلقه الله له عبدًا، فهو أولى به -من جهة ربوبيته- عنايةً به ورعايةً له فيما قدَر له من الابتلاء، وهو أولى به -من جهة ألوهيته- تعبيدًا لقلبه وجوارحه بامتحانات الضَّراء.

حين تَذهلين عن مصيبته -يَقْظَى- بشأنٍ من شؤونكِ؛ لا يَذهل عنه الربُّ الذي لا يضلُّ ولا ينسى، وحين تُصرفين عنه -نائمةً- كما لا بد لكِ مهما بلغت رأفتكِ به؛ لا تأخذ اللهَ عنه سِنةٌ ولا نومٌ.

أنت تريدين سلامة جسده في الدنيا، والله يريد سلامة قلبه منها، وإذ ترجين له الخروج من ضيق سجنه إلى سعةٍ لا تتجاوزه كثيرًا؛ يُهيؤه الله بالبلاء في سبيله لرَحابةٍ تتجاوز الحياة الدنيا سجنًا كلها.

يا أمَّ الأسير؛ هل أحطتِ بمصالح ولدكِ في معاشه ومعاده خُبرًا! أم لكِ قدرةٌ على تدبير أمره فيهما! فإن الذي قضى له بلاءه عزيزٌ والعزة كمال القدرة، حكيمٌ والحكمة كمال العلم؛ فتوكَّلي فيه عليه!

إلى متى تحسب البلاء شيئًا

إلى متى تحسب البلاء شيئًا عابرًا في حياتك!

متى تنقضي دهشتُك من دارٍ لم يكتمك الله فيها سرًّا!

مِن المحسوس، أم مِن المعقول، أم مِن الخبر؛ اعتقدت ذلك!

ما حقُّ عاقلٍ عضَّته هذه الدنيا عضَّتين؛ إلا أن يبيت بها خبيرًا.

كيف لم يزدك صريحُ قبحها إلا حُسنَ ظنٍّ بها؛ غيرَ أن تكون مجنونًا!

إن أنكد الناس في الدنيا عَيشًا؛ أولئك الذين يتوهمون البلاء فيها أمرًا محتمَلًا.

الحقَّ أصْدَعُك به (من الشرع والقدر) في كلمتين: إنما الحياة البلاء، أنت هنا لتُبتلى.

هل أتاك أن شهوةً عارضةً لامرأةٍ أمْكَثَتْ نبيًّا ابنَ أنبياءَ في السجن بِضْعَ سنين! أم لم يأتك أن نبيًّا ابنَ نبيٍّ ذبحه ملكٌ وأهدى رأسه الشريف فاجرةً لقاءَ رضاها بزواجٍ حرامٍ! صلى الله على رسولَيه يوسف ويحيى وسلم؛ أفإنْ لقيتِ الدنيا أكرمَ العباد على الله بهذا الوجه فظاعةً؛ لقيتك أنت بوجهٍ صَبيحٍ!

إن اليقين الذي لا يعْتَوِرُه شكٌّ أن لأبي هريرة حافظِ سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الأعظمِ حظًّا من الجلال في قلبك! وأن لحذيفة بنِ اليمان أمينِ سرِّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الأكرمِ نصيبًا من الإكبار في نفسك! فهذان الضخمان وعشراتٌ من أصحاب محمدٍ -رضي الله عنهم- كانوا من أهل الصُّفة، وما أدراك ما الصُّفة! الصُّفة: ظُلَّةٌ في آخر مسجد الرسول يأوي إليها أهلُها وقد عدموا الأهل والمال والدار جميعًا، طعامهم وشرابهم وكساؤهم مما تجود به النفوس عليهم، إن الله في عليائه لشهيدٌ ما يصيب قلبي من الوجع الأليم؛ كلما تصورت أبا هريرة وحذيفة وأضرابَهما ينتظرون في صفٍّ من الناس صدقات المؤمنين عليهم؛ أفإنْ جاع هؤلاء في الدنيا وظمئوا؛ ابتغيت فيها أنت شِبعًا ورِيًّا!

لقد كنت أظن قديمًا أنه لا أدَلَّ في القرآن على قِدَمِ شأن ابتلاء الإنسان؛ من هذه الآية: “إِنَّا خَلَقْنَا الْإنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ”، وأقول لنفسي وإخواني كالأستاذ: تأملوا كيف قرن الله بين الإنسان -وهو ماءٌ مهينٌ في رحِم أمه- وبين الابتلاء! حتى بدَّدتْ ظني آيةٌ تقول: إن ابتلاء الإنسان مقرونٌ بخلق الأرض من قبله: “إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا”، ولم يكد عقلي يسكن إلى هذا الميقات حتى فاجأته آيةٌ تقول: إن ابتلاء الإنسان مقرونٌ بخلق الموت والحياة قبل خلق الأرض من قبله: “الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا”، لتبْهتني من بعدها آيةٌ تقرن ابتلاء الإنسان بعرش الله ذاته: “وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَآءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا”؛ حتى انقضى كلُّ ما دون اليقين في قلبي بآيةٍ تحكي ابتلاء الإنسان فعلًا ثابتًا من أفعال الله: “إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ وَإِن كُنَّا لَمُبْتَلِينَ”.

كأني بك الآن تلعن كل دجالٍ نهش من عمرك ونفسك وعقلك ومالك ما نهش؛ ليقول لك في نفسك وفي الحياة عكسَ ما قال باريها وباريك؛ لكنْ يواسيك أن هؤلاء لم يكذبوا عليك حتى كذبوا على الله.

عن الدنيا؛ يصارحك الله بحقائقها على وجهها، يقول لك: ستفقد من أمانك وسلامك، ويذهب من طعامك وشرابك، وتخسر من عملك ومالك، ويفارقك أشدُّ من أحببت حبًّا إلى آخر الحياة؛ “وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ”؛ هذه هي الدنيا .. لا إبهامَ ولا إيهامَ.

عن الدين؛ يكاشفك الله بحق أمره قبل توقيعك عقدَ العبودية معه، يقول لك: “وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّىٰ نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ”، ويقول لك: “لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوآ أَذًى كَثِيرًا”؛ هذا هو الدين .. لا تلبيسَ ولا تدليسَ.

عن المعركة الوجودية المستعرة بين عبيد الدنيا وأولياء الدين؛ يواجهك الله بواقعها أخبارًا وأسرارًا، يقول لك قبلها: “وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ”، ويقول لك بعدها: “وَلَوْ يَشَآءُ اللَّهُ لَانتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَٰكِن لِّيَبْلُوَ بَعْضَكُم بِبَعْضٍ”؛ هذه هي الحرب .. لا مُواراةَ ولا مُداراةَ.

إذا قال ربك في شيءٍ قولًا فهو حَسْبُك من معناه حتى تلقاه، قل: كفى بالله، وأصمَّ أذنيك عما سواه.

لعلك توهمت الحياة كلَّها مكاره ومصائب ودواهي! بل ابتلاء الله الناسَ فيها بالرخاء أوسع من ابتلائهم بالشدائد وأعظم، وإنما البلاء بَلْوُ البواطن في السراء والضراء لاستخراج فجورها أو تقواها، يمتحن الله عباده بالخفض والرفع لينظر كيف يعملون! “وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً”، “وَبَلَوْنَاهُم بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ”، يُقلِّب من شاء فيما شاء كيف شاء متى شاء عليمًا بنا حكيمًا؛ “إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَآءُ وَيَقْدِرُ ۚ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا”؛ هو المستعان على الشكر والصبر جميعًا.

أنا ونحن وأنتَ وأنتِ وأنتما وأنتم وأنتنَّ وهو وهي وهما وهم وهنَّ؛ (أنا) ذو حاجةٍ مَطويةٍ في صدري تلدغني لسعاتُها لا أجد لها قضاءً، (نحن) أمة “الإيغور” يسُومنا ملاحدة الصين سوء العذاب فوقَ ما خطر لفرعونَ بني إسرائيل على بالٍ، (أنتَ) بلغت الأربعين ولم تظفر بتاء تأنيثٍ إلى ياء مخاطَبةٍ من نون نسوةٍ، (أنتِ) متزوجةٌ منذ عشر سنين تشتهين طفلًا تستبردين به لَوَاعِجَ أمومتك، (أنتما) مريضان لا تستطيعان مع المرض المُزمن ما يستطيع الأصحاء، (أنتم) قومٌ من “بورما” يحرق أجسادكم بالنار شر كفار الأرض لا يبالون بكم، (أنتنَّ) نساءٌ تقاسين في بلادكن غربة الإسلام عقيدةً وشريعةً وأخلاقًا، (هو) مسكينٌ مهما كَدَحَ إلى وظيفةٍ بعلمٍ وعملٍ لا يَقرُّ له فيها قرارٌ، (هي) ذات زوجٍ فظٍّ غليظٍ لا يَرقُب فيها إلًّا ولا ذمةً، (هما) أسيران لا تُعرف لهما بعد خطفهما من نظام بلدهما الفاجر حياةٌ ولا موتٌ، (هم) شبابٌ يقاتِلون في “إدلب” بغير خبرةٍ ولا عُدةٍ رؤوسَ الطواغيت وأذنابَهم وقد خذلهم القريب والبعيد، (هنَّ) بناتٌ تسلط عليهن أباؤهن في خاصة شؤونهن بجاهلياتٍ ما أنزل الإله بها من سلطانٍ.

والله وبالله وتالله؛ لو بقينا أجمعون في هذه المصائب أعمارَنا كلَّها؛ ما كان ذلك في جَنْب القيامة شيئًا؛ فإن هذه الدار بكل ما فيها إلى زوالٍ، وإن لُطف الله محيطٌ بنا على كل حالٍ؛ ليس هذا من كِيسي؛ بل من كِيس رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ قال: “لو أن رجلًا يُجَرُّ على وجهه من يوم وُلد إلى يوم يموت، هرمًا في مرضاة الله؛ لحقَّره يوم القيامة”، وقال: “يودُّ أهل العافية يوم القيامة -حين يُعطى أهلُ البلاء الثوابَ- لو أن جلودهم كانت قُرضتْ في الدنيا بالمقاريض”؛ صدَق الله وصدَق الرسول.

أنا ونحن وأنتَ وأنتِ وأنتما وأنتم وأنتنَّ وهو وهي وهما وهم وهنَّ؛ ليس بلاء أكثرنا -بحمد الله- في شيءٍ من هذا؛ بل أكثر بلاء أهل هذا الزمان مُصنَّعٌ رأسماليًّا، “بلاء السوق”، الشعور الكاذب الخاطئ بالنقص والضعف والعجز عن إدراك معروضات المادة التي تحاصرنا إغراءاتُها من كل جانبٍ.

“الدنيا سجن المؤمن”؛ فهو يتقلب بين زنازينها ما بقي فيها، لا فضل لزنزانةٍ على زنزانةٍ إلا بفَضْلَةٍ من سعةٍ ورفاهيةٍ؛ مَن فقه هذا لم يكن همُّه إلا الخروج منها جميعًا، ولا يُستطاع ذلك إلا بالله.

“اللهم فرحًا لا يَعقبه حُزنٌ”؛ كتبه مسكينٌ في ضرٍّ قارصٍ، بخَمس ساعاتٍ تحصد خمسة ألفاظٍ خمسة آلاف إعجابٍ؛ رجوت له حين قرأت دعاءه وللراجين رجاءه -معجبين ومعلِّقين ومشاركين- دخول الجنة أجمعين؛ ليقول وإياهم في أهلها: “الْحَمْدُ لِلَهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ”؛ لكنه لا جواب لهذا الدعاء -وإنْ صرخ به الصارخون- قبل أعتاب الجنات مكانًا، ولا انتهاء لأحزانهم -مهما فتكتْ بأفئدتهم- قبل مُكثهم لحظةً في الفردوس زمانًا؛ هناك يشهدون بين صدق السرور وحق الحبور زيفَ كل فرحةٍ سلفتْ، وتلهج أرواحهم بعد طول صبرهم (في الطاعات وعن المعاصي وعلى البلايا) بحمد الله.

يا مُكْثِري الدَّعْوَى اخفضوا أصواتكمْ

يا مُكْثِري الدَّعْوَى اخفضوا أصواتكمْ ** ما كلُّ رافعِ صوتِهِ بمُؤذِّنِ

– لا؛ ليس الحَطُّ على شيخ الأزهر لأزهريته، والأزهر -جامعًا وجامعةً- مليءٌ بشيوخ العلم الصالحين أعزَّهم الله، لا يَزِرُون وِزْرَ إدارته؛ “مَعَاذَ اللَّهِ أَن نَّأْخُذَ إِلَّا مَن وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِندَهُ إِنَّآ إِذًا لَّظَالِمُونَ”.

– لا؛ ليس الحَطُّ على شيخ الأزهر لأشعريته، وجَمْهَرَةٌ من أئمة الإسلام في العلم والعبادة والجهاد أشاعرةٌ مُكْرَمون؛ ويبقى الخلاف بيننا وبينهم في أبوابٍ من العلم قائمًا لا يزول؛ مقدورًا بقدْره.

– لا؛ ليس الحَطُّ على شيخ الأزهر لمخالفته “الإسلاميين” أجمعين في أبوابٍ من النظر والعمل لا تُحصى؛ فبعض هذا له فيه حقٌّ، وبعضه بينَ بينَ، وكثيرٌ منه (هو وشيعته) فيه قومٌ مبطلون.

– لا؛ ليس الحَطُّ على شيخ الأزهر لأنا لم نرَ فيما قال للخشت -أحرقه الله- حقًّا؛ بل علَّمنا ميزان الحق قبولَ الحق من كل قائلٍ به؛ لكن كيف يُتَغَنَّى بحقٍّ من أحدٍ وإنَّ أباطيله بنفسه تنقضُه نقضًا!

– اليوم صار عضو لجنة سياسات “الحزب الوطني” العليا قديمًا، والداعي للطاغوت بحفظ الله إيَّاه ذُخرًا للإسلام، وما بينهما من مخازي السوء سياساتٍ ومؤتمراتٍ؛ إمامًا أكبر! لبئس ما يحكمون!

– إسلامنا محارَبٌ، ودماؤنا تُسفك، وألوفٌ تُزْهِقُها السجون؛ وملايين الناس تُقتل بالإفقار والإمراض، وشيخ الأزهر يتبجَّح في الكلمة نفسها بمكافحة الإرهاب، أو يُقارب مع بابا الفاتيكان الأديان.

– قسمًا بالذي عَلا فارتفع وعزَّ فامتنع؛ لو أن واحدًا من المَشْدُوهين بالرجل؛ سَرق حذاءَه إنسانٌ، فمدح السارقَ إنسانٌ آخر؛ لمَقَتَ المادحَ قبل السارق؛ فليُنزِلوا أمَّةً مسروقة الدين والدنيا منزلة نعالهم.

– ألا ليت الذين تقافزوا بقِيل الرجل؛ أثنوا عليه ثناءً مُجرَّدًا؛ إذًا لهان الخطب؛ بل عجَّ الفضاء بحمده ومديحه عجيجًا؛ حتى خُلِعَ عليه من صفات الجمال ونعوت الجلال؛ ما لا يخطر لـ”العِزِّ” ببالٍ!

– لئن لم تقتدوا بالعزِّ بن عبد السلام موحِّدًا؛ فتأسَّوا بأبي سفيان إذ كان مشركًا! قال -بعد أُحُدٍ- وقد مَثَّل قومُه بالمسلمين: “لم آمر بها، ولم تسؤني”؛ فلتقولوا -إذ بَهَرَكم قولُ الرجل- قولًا قصْدًا؛ قوَّمَكم الله.

– لسنا “الإخوان” الذين يرفعون مُوافِقَهم إلى سِدْرَة المنتهى، فإذا فارقهم خفضوه إلى سِجِّينٍ؛ وما أدراك ما سِجِّينٌ! ولا “السلفيين” الذين تشغلهم -إلا قليلًا- فروع الاختلافات دون أصولها؛ كفى خَلْطًا.

– قالوا: يجاهد العالمانيين الكارهين الإسلام؛ فمباركٌ الذي عمل شيخ الأزهر في إدارة حزبه الوثني كان من أوليائه الصالحين! أم السيسي الذي جاء به شيخ الأزهر وإخوانه من أنصاره الربانيين!

– ما يمنع السيسي إن كان شيخُ الأزهر له عدوًّا -بأي درجةٍ من العداوة- أن يعزله؛ والأبعد -لعنه الله- أحرق مئات الأجساد في ساعةٍ من نهارٍ لا يخاف عُقباها! سبحانك هذا عجبٌ لا ينقضي!

– قالوا: منصب الرجل مُحَصَّنٌ دستوريًّا! قلت: ما مُحَصَّنةٌ إلا فروجكم؛ هل الدستور والقانون والنظام والدولة في “مصر وأخواتها”؛ إلا الطاغوت غيرَ خاضعٍ إلا لربِّه الأمريكي لا يُشرِك معه أحدًا!

– ما يمنع شيخ الأزهر أن يعتزل إن كان ماقتًا لأنواع الكفر والزندقة والطغيان والفجور والإفساد التي تحرق “مصر” كل ليلةٍ إحراقًا! فلئن اعتزل ليُوقِظَن الله بذلك أفئدةً من الناس تهوِي إلى الحق.

– نكح الإفلاسُ الهزيمةَ فأنجبا خنثى مُشْكِلًا؛ رضيناه غيرَ مُشْكِلٍ فنتبيَّن فيه آلةً! أمَا لو قال البائسون: الحمد لله؛ غَلَبَ سيِّءٌ أشنعَ منه سوءًا؛ لكان قولهم صوابًا وحفظنا ما بقي من “المرارة”؛ ولكنْ.

– آفة حارتنا النسيان، والناس مُذْ كذا وكذا جسدٌ بلا رأسٍ، فكلما رأوا خيالًا قالوا: هذا رأسُنا .. هذا أكبر؛ ربَّنا البرَّ اللطيفَ؛ امنُن علينا برأسٍ أنت ترضاه نقول إذ نراه: وجَّهنا به وجوهَنا لوجهك الأعلى.

واغوثاه مقلِّبَ القلوب من الخزي

واغوثاه مقلِّبَ القلوب من الخزي والخذلان، واغوثاه مقلِّبَ القلوب من الفتن جميعًا.

اللهم إني أبرأ إليك من الإعجاب بثالوث الأزهر (شيخ الأزهر، والمفتي، ووزير الأوقاف) في شيءٍ؛ حتى ألقاك فيمن أجللتَهم عن القزامة وأحرزتَهم من الضلال، وأن أنعتهم -ناكصَ الدين والعقل والنخوة- بخيرٍ؛ ما داموا موالين للطاغوت فيما أظهرته -بعزتك ورحمتك- للصُمِّ العُمْي قبل السامعين البُصراء؛ من أنواع الإشراك بك في حكمك، وصنوف الزندقة في دينك، واستحلال الطغيان على عبادك، وألوان الفسق الشديد؛ فجرةً في ذلك جميعًا، ربنا وآتهم ضِعفين من العذاب بما فتنوا عبادك على اسمك واسم رسولك، كُهَّانًا يأخذون بأفئدة الناس عن سبيلك إذا أخذ الطواغيت بعقولهم وأجسادهم؛ لا إله إلا أنت.

https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=776279902775283&id=100011798400498&utm_source=thearchive.me

https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=665314177205190&id=100011798400498&utm_source=thearchive.me

https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=644682795934995&id=100011798400498&utm_source=thearchive.me

https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=642940889442519&id=100011798400498&utm_source=thearchive.me

https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=627675224302419&id=100011798400498&utm_source=thearchive.me

https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=423043734765570&id=100011798400498&utm_source=thearchive.me