اللهم إنا نسألك لذَّة النظر

اللهم إنا نسألك لذَّة النظر إلى وجهك الأكرم في فردوسك الأعلى خالدين في رضوانك الأكبر أبدًا، فإن قلت لنا: بأي شيءٍ من أعمالكم تسألوني هذا كلَّه وقد علمتم أني أعددته لأنبيائي وأوليائي! فجوابنا إن أذنت لنا بالجواب: لا بشيءٍ من أعمالنا نسألك هذا، وهل أعمالنا إلا ما أحصيت من الخطايا موجبات الخرَس والخجل! إنما نسألك هذا بعقيدةٍ أرسخَ من الرواسي الشامخات الأوتاد في ثلاثٍ؛ رحمتِك بنا وقدرتِك علينا وغناك عنا، ثم أنا نحب أنبياءك وأولياءك هؤلاء ونحب أحبابهم ونعادي أعداءهم، لولا ذاك ما خطر لنا على قلبٍ سؤالُ شيءٍ من هذا، وكيف لفقراء البواطن والظواهر أن يفعلوا! فإن لم تستجب لنا ربَّنا؛ فهو بعض ما نستحق من عدلك المقدَّس غيرَ ظالمٍ لنا ولك الحمد؛ لكن ستحرق النار أجسادنا الواهنة ونذلُّ ونخزى، وإن استجبت لنا ربَّنا؛ فلا جديد منك، إنْ هو إلا كمالُ ما عوَّدتناه من فضلك ورأفتك ورحمتك ومَنِّك وبِرِّك وإحسانك وجبرك وكرمك وتمامُه ولك الحمد، ولنُحَدِّثن أنبياءك وأولياءك يومئذٍ عنك حديث المحروم عن سيده الذي أغناه، وحديث الكسير عن مولاه الذي جبره، وحديث الذليل عن ربه الذي أعزه، نثني عليك في دارٍ ليس كمثلها دارٌ بمحامد ليس كمثلها محامد، أنت الله الذي ليس كمثلك شيءٌ تسكبها على ألسنتنا ثناءً منهمرًا.

عتب علي أخٌ قائلًا: بحِسَّك

عتب علي أخٌ قائلًا: بحِسَّك مستصغرني لما بتقول لي كل شوية: يا حبيبي.

ذكَّرني عتاب أخي العزيز هذا بما كان بين شيخٍ كريمٍ أخٍ كبيرٍ جارٍ حبيبٍ وبيني منذ خمسة عشر عامًا، كان كلما لقيني في نفرٍ من أصحابي بمسجدٍ أو طريقٍ؛ قال لي متلطفًا: ازيك يا حمُّوز. فكان بعض أصدقائي يجد في نفسه من هذا، ويقولون: ليس هذا بالأولى؛ بل الأولى أن يقول لك -وأنت تخطب في الناس-: يا شيخ حمزة. فكنت أقول لهم: بل أنا أحب هذا منه أكثر وتقرُّ عيني به أشد، وأقول في نفسي: هو حد لاقي حد يدلعه! واثقًا -ولم أزل- من مكين مودة الشيخ.

ثم كيف كان لي أن أسيء بالرجل الظن -لو كنت مسيئًا- وهو في عِداد القلابيظ يومئذٍ! وعقيدتي التي أعتقد في السادة القلابيظ -منذ امتلأت عيني برؤيتهم، واكتظَّت حياتي بصحبتهم- أنهم أطيب الناس قلوبًا وأنقاهم نفوسًا. لا أعلم لهذا سببًا فيسيولوجيًّا ولا يهمني أن أعلم، فإن شاء المختصون بهذا النوع من البحث البحثَ فيه فليُشرِّفوا به أنفسهم، وإلا فهي حقيقةٌ كونيةٌ تتجاوز العلم والعالمين، بل هي جاريةٌ في غير قلابيظ بني آدم، وحسبكم الباندات والفِيَلة شهودًا.

ما لكم ولعتاب الأخ العزيز، ولإنصاف السادة القلابيظ! احظروني خيرًا لكم.

كنت في مصر كلما مررت

كنت في مصر كلما مررت بنفرٍ من الشرطة القاطعين طُرق الناس لينهبوهم أو يخطفوهم بقوة دستورٍ جاهليٍّ وقانونٍ طاغوتيٍّ؛ قلت: بصَّر الجبار بكم، وأعدَّ لكم، وأمكن منكم، ولعنكم لعنًا كبيرًا، ثم أتلو قول من حرَّم الظلم على نفسه: “وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ”.

الشرطة التي لا غاية لها إلا تعبيد الشعب لخنثى الطواغيت، الذي هو أكبر من مصر كلها برًّا وبحرًا وجوًّا وشعبًا، فمن خدش جداره المقدَّس بأُظفوره الواهن؛ نكَّلوا به تنكيلًا، ومن خطر له على بالٍ أو طاف له بخيالٍ أو دار له بمجالٍ أن يأتي إلى فظائع منكراتهم ما يليق بها وينبغي لها بالشرع والعقل؛ فهو تكفيريٌّ إرهابيٌّ متطرفٌ ظلاميٌّ رجعيٌّ دوغمائيٌّ خارجيٌّ، حقه الزنازين الانفرادية حتى يموت حقيقةً أو حُكمًا، كما يفتيهم بذلك شيخ الأزهر ومفتي الديار ووزير الأوقاف وبرهامي وأمثالهم من الخِرَق الدَّنِسة أضرم الجبار ناره فيها أحياءً وأمواتًا ثم في لظى نزَّاعَةِ الشَّوى، ومن أظهر حربه على عقائد الإسلام وشرائعه وأخلاقه جهارًا نهارًا، وبرز للناس بأنواع زندقته أو ألوان طغيانه أو صنوف فسوقه؛ فهو حرٌّ يفعل ما يشاء، وإشارته خضراء، والمُغَلَّق له مفتوحٌ، والممنوع له ممنوحٌ، وشُكره أن يغدو آمنًا ويروح، وعلى الدولة المعبودة من دون الله حفظُه وحراستُه، ومن أنكر مثقال ذرةٍ من هذا طرفة عينٍ؛ فهو مطموس البصيرة لا البصر، لولا غضب الله عليه ما حال بينه وبين العدل والطهر والكرامة والحرية والنور؛ فإن نظرةً عَجْلى على فضائيات البُعَداء البُغَضاء ومواقعهم وصفحاتهم، من بعد نظرةٍ أعجلَ منها على واقع البلاد والعباد العلقم؛ تشهد بهذا وأضعافه عند ربٍّ شهيدٍ محيطٍ لا تخفى عليه خافيةٌ. وهل جعل الله الحُكم إلا لحراسة الدين وسياسة الدنيا به!

يُقادُ للسِّجنِ مَنْ سبَّ الزعيمَ ومَنْ ** سبَّ الإلــــــــــــــــهَ فإنَّ الناسَ أحرارُ

حسْبنا الله حَكمًا حقًّا مقسطًا ديانًا خير الفاصلين ونعم الوكيل، لا إله إلا الله.

#في_حياة_بيوت_المسلمين. “ترياق مفاعَلةٌ وافتعالٌ” لضبط

#في_حياة_بيوت_المسلمين.

“ترياق مفاعَلةٌ وافتعالٌ” لضبط الشهوة، من صيدلية الإسلام.

قال الفتى: يا أبتِ؛ انعت لي في الشهوة دواءً لا أسأل عنه أحدًا بعدك.

يا لبيكَّاه ولدي وربي المستعان؛ هاكَ “ترياق مُفَاعَلةٌ وافتعالٌ”؛ أما قبلها فمُزاحَمةٌ واصطبارٌ، وأما خلالها فمُدافَعةٌ واختصارٌ، وأما بعدها فمُراغَمةٌ واعتبارٌ.

قال الفتى: ليست الشهوة حالًا مُجْمَلةً فيناسبها هذا الإجمال؛ فزدني.

يا بني؛ أما المُزاحَمة قبلها؛ فبالطيبات وبالمباحات، زاحم بهنَّ وقتك ونفسك وجهدك؛ فإن للشهوة مبتدأً وخبرًا؛ فأما مبتدؤها؛ فجَوَّانيُّ وهو داعي النفس والجسد، وأما خبرها؛ فبَرَّانيٌّ وهو الفراغ، فإذا صادف مبتدؤها خبرَها؛ فلا تسَل عن تمام جملتها، وإن مُقارفة النهايات من مُشارفة البدايات، فزاحِم زاحِم.

وأما الاصطبار قبلها؛ فمعناه ديمومة التصبُّر، والتصبُّر تكلُّف العبد الصبر، ومن تكلَّف شيئًا بلغه، وقد قيل: المزاولات تعطي المَلَكَات، والتمرينات تُبلِّغ الكمالات. يا بني؛ إن يكن النصر صبرَ ساعةٍ؛ فإن العافية من الحرام صبر لحظةٍ. يا بني؛ رُبَّ شهوة ساعةٍ أورثت ذلَّ الدهر، وإن السلامة لا يَعدلها شيءٌ، ومن تعفف تخفف، ولذَّات الصبر عند أهلها أطيب وأوفى، وإنه لمن عزم الأمور.

وأما المُدافَعة خلالها؛ فنفسيةٌ، وحِسيةٌ.

فأما المدافَعة النفسية؛ فبالرَّغب والرَّهب؛ ترغِّب نفسك بتذكرة الله الحانية: “قُلْ أَذَلِكَ خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ”، وتبصرة نبيه -صلَّى الله عليه وسلَّم- الحادية: “إن الله -عزَّ وجلَّ- ليَعجب من الشاب لا صَبْوة له”، وترهِّبها بوعيد الخزي، ولا خير في لذَّةٍ من بعدها النارُ، وأشد من كل عقابٍ غضب الله.

وأما المدافَعة الحِسية؛ فبالقيام من قعودٍ أو المشي من قيامٍ، وبكل حركةٍ يُصرَف بها المخُّ عن مشغوله والقلبُ عن مطلوبه، وإن ذكْر الله ليَجمع لك ذلك كله وزيادةً، وخيره لا حول ولا قوة إلا بالله؛ لا تحوُّل من هياجٍ إلى سكونٍ، ولا من فسوقٍ إلى تقوى، ولا قوة على ذلك؛ إلا بالله العزيز الحكيم عليًّا عظيمًا.

وأما الاختصار خلالها؛ فمعناه الاقتصاد فيها، لا تسرف في شهوةٍ محرمةٍ، لا تستوف منها كل لذَّةٍ فيها. إن كان وَطَرُك يُقضى بوسيلةٍ واحدةٍ؛ فلا تعْدُها إلى غيرها؛ ذلك أسلمُ لنفسك اليوم وغدًا، وإن كان يُقضى بك وحدك؛ فلا تورِّط معك فيه غيرك؛ ذلك أخف لك عند ربك حين تزول عنك سَكْرتك، وهَبْ أن الوهاب وهبك منه توبةً؛ من أين لك توبة إنسانٍ انتهك بك حُرمةً من حُرماته!

يا بني؛ أنت محبٌّ لربك، فإذا أصبت مما يكره شيئًا؛ فذاك أمرٌ عارضٌ لا دائمٌ، وعما قريبٍ أنت آيبٌ إلى مولاك، فلا تستكثر من مساخطه ليَكْرُم دخولك عليه.

وأما المراغَمة بعدها؛ فإغاظة الشيطان -على وسوسته وتزيينه- بتوبةٍ نصوحٍ عاجلةٍ، تفسد عليه قصده من إغوائك وهو إسخاط الله عليك، فتقول لربك بلسان مقالك وحالك: ربِّ لئن عصيتك بما تكره؛ فلأفعلن لك ما تحب، ألست تحب التوابين وتحب المتطهرين! فلأتوبن لك بالترك والندم والعزم، ولأتطهرن لك بالطيبات بعد الخبائث، ولأعجلن إليك بالصالحات يا أحب حبيبٍ لترضى.

وأما الاعتبار بعدها؛ فالنظر إلى أسبابها العامة والخاصة ما ظهر منهما وما بطن لاجتنابها واتقائها، وتأمُّل عواقبها في القلب والعقل والنفس والجسد حالًا ومآلًا، فتستدل بما كان بها على ما لم يكن؛ فإن الشهوات أشباهٌ لا جديد فيها.

يا بني؛ أوصَد الله على قلبك أبواب الفتن جميعًا، وأعانك على ما فُتِح عليك منها، وشغلك بمَحَابِّه ومنافعك عن مغاضبه ومضارِّك، وغفر لك ما سلف من آثامك وفات، وثبَّتك على صراطه السَوِيِّ إلى الممات. أفلا تحب أن تكون رجلًا!

قال الفتى: قد أبردت كبدي؛ جعل الله حرفك عن الخَنا صَوْنًا، وعلى العفة عَوْنًا.

#في_حياة_بيوت_المسلمين. أخي الذي أحب امرأةً

#في_حياة_بيوت_المسلمين.

أخي الذي أحب امرأةً لا تحل له مدةً، ووصلها جانيًا على نفسه وعليها، ثم قضى الله بينكما -رأفةً بكما- بالفراق؛ ليقطع -بعزته- سَيْلَ قلبيكما الجارفَ إلى الحرام، ثم تدركك الآن غيرةٌ عليها من أجنبيٍّ جاء بعدك يرغب في وصالها؛ أنت -يا صاحبي- من قبل هذا الأجنبي أجنبيٌّ عنها كذلك، لم يعرف الله ورسوله محبتك هذه يومًا، ولا يبيح لك سالف حبك لها منها شيئًا، ولن يزن ذلك -ما دامت السماوات والأرض- في ميزان الحقوق والحدود جَناح بعوضةٍ؛ فتبصَّر لله.

هكذا يجب أن تخاطب قلبك كلما جمح، وعقلك كلما شرد، ونحن إذ نرفق بك من وجهٍ فنرجو الله لك عزيز المعافاة؛ نشتدُّ عليك من وجهٍ آخر فنخوِّفك حرمات الله أن يحوم حولها فؤادك، حتى إذا خاف اللهَ شطرُ قلبك ورجاه شطرُه نجوت.

إني عبدٌ عظيم الغيرة طبيعةً وديانةً؛ على البعيدة من بنات الإسلام قبل القريبة، والكبيرة منهن قبل الصغيرة، إذا أمكنني الله من إنسانٍ استطال على مسلمةٍ في باطنها أو ظاهرها؛ تغيَّظت عليه تغيظًا شديدًا، وسعيت في مجازاته بقدْر جنايته غيرَ غافرٍ له؛ كيف هي غيرة الحق -عزَّ جلاله- على حرمات عباده!

“يا أمَّة محمدٍ؛ والله ما من أحدٍ أغير من الله أن يزني عبده، أو تزني أَمَته”؛ قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم. وربَما تقول الآن: لكني لم أبلغ ممن أحببت الزنا؛ وهل يدَعُك رسول الله -“حَرِيصٌ عَلَيْكُم”- حتى تبلغ الزنا فيكلِّمك!

بئس خطابٌ شاع في الناس قاصرٌ على ترغيب المبتلين بالعشق دون ترهيبهم.

يا صديقي؛ جاهد نفسك طمَّاعةً واغلُظ عليها؛ وكما تواسيها حينًا فازجرها أحيانًا. قل لها: يا نفسُ؛ ليس لعلة حبكِ شفاءٌ إلا بالوصال، “لم يُرَ للمتحابَّين مثلُ النكاح”؛ سُنة بارئ الحب جلَّاها شيخ المحبين صلى الله عليه وسلم، لن تجدي لسنة الله تبديلًا ولن تجدي لسنة الله تحويلًا. يا نفسُ؛ إن لم يكن نكاحٌ فسِفاحٌ، فإذا لم يقدُر الله لكِ وصالًا حلالًا بحكمته؛ لم يبق إلا الحرام، وإنه النار مهما لذَّ لكِ، وإن أوله هذه الخَطَرات؛ خَطْرةٌ ففكرةٌ فشهوةٌ فعزيمةٌ ففعلٌ ولا بد.

أيها المبتلاة قلوبهم بالداء الوبيل؛ تخيَّروا لحبكم؛ فإنما هو قلبٌ واحدٌ في عِيشةٍ واحدةٍ، واستغيثوا الله، ولا تهملوا سببًا يُيَسِّركم لليسرى، وإلا فأنتم أشد الناس بؤسًا؛ أسيرةٌ بالنهار أرواحكم، نازفةٌ بالليل جراحكم، “وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ”.

قال: لا حرمني الله مرحمتك؛

قال: لا حرمني الله مرحمتك؛ تحدثني نفسي كثيرًا أن الله لن يهديني بما أستحق!

يا حبيبي؛ كلما حدثتك نفسك -حائرةً عاجزةً- بذلك؛ فحدثها أن الله هدى عمر بن الخطاب وهو غادٍ لقتل أكرم أنبيائه عليه، وهدى خالد بن الوليد وعكرمة بن أبي جهلٍ وقد فعلا بنبيه وأصحابه -يوم أحدٍ- الأفاعيل، وهدى عمرو بن العاص وقد سافر إلى الحبشة حربًا عليه في أوليائه المستضعفين يؤلِّب النجاشيَّ عليهم، وهدى غيرهم -سابقين ولاحقين- بعد فظائع شنعاء اقترفوها؛ تلك آيات الله.

يا حبيبي؛ آيات الله في الهداية إلى الحق أعجب من آياته في بدائع الخلق، ولو وُكِل أمرك إلى ملكٍ سواه لكان حديث نفسك إليك هذا ضرورةً من ضرورات عقلك؛ لكن أمرك موكولٌ إلى ملكٍ ليس كمثله ملكٌ، وقد وسعت رحمة هذا الملك كل شيءٍ، وإن هدايته أعظم ما في رحمته، ففيها من سعة الرحمة ما فيها، وقد خلقك لتسعد، فما يفعل بعذابك إن شكرت وآمنت! ظُنَّ به ما ينبغي له.

يا حبيبي؛ أنت صنعة الله، والله أولى بما صنع بدءًا وانتهاءً، فلا تسئ الظن بالله.

تالله ما ضيَّع الإسلام وأهلَه

تالله ما ضيَّع الإسلام وأهلَه شيءٌ؛ كسكوت التابعين عن ضلال المتبوعين.

يُمَجِّد رؤوس الإخوان المسلمين العسكر والنظام الدولي فلا ينكر عليهم أتباعهم بل يشايعونهم ويذودون عنهم، وتوالي سلفية الإسكندرية خنثى الطواغيت فلا ينكر عليهم أتباعهم بل يشايعونهم ويذودون عنهم، ويغالي رؤوس الدواعش في تكفير المسلمين نوعًا وكيفًا وكمًّا فلا ينكر عليهم أتباعهم بل يشايعونهم ويذودون عنهم، ويمدح محمد حسان طواغيت عِدَّةً بالصوت والصورة فلا ينكر عليه أتباعه بل يشايعونه ويذودون عنه، ويتابع شيخ الأزهر مبارك ثم السيسي على جمهرةٍ من نواقض الإسلام ونواقصه فلا ينكر عليه أتباعه بل يشايعونه ويذودون عنه، ويتبَّغض أحمد سالم إلى جمهرة الباذلين للإسلام متحبِّبًا إلى المتحلِّلين فلا ينكر عليه أتباعه بل يشايعونه ويذودون عنه، ويعادي محمد الأزهري الحنبلي السلفيين كما لا يعادي اليهود والنصارى والطواغيت فلا ينكر عليه أتباعه بل يشايعونه ويذودون عنه، ويُعَبِّد غلام الجفري أتباعه للقبور فلا ينكرون عليه بل يشايعونه ويذودون عنه، ويتوقف مصطفى عبد النبي في إسلام شيخ الإسلام ابن تيمية فلا ينكر عليه أتباعه بل يشايعونه ويذودون عنه، ويسب الخليفي سيِّدَ المسلمين أبا حنيفة وأئمةً للإسلام سواه فلا ينكر عليه أتباعه بل يشايعونه ويذودون عنه؛ ذلك بأنهم أتباع هؤلاء لا أتباع الله والرسول والإسلام وإن زيَّن لهم الشيطان غير ذلك، وإنَّ رؤوسهم لهم كعِلَّة الحُكم التي يُدار عليها وجودًا وعدمًا. بك اللهم الغوث لإسلامٍ جريحٍ ولمسلمين حيارى.

أحبتي؛ هأنذا أدعوكم هنا -كما هي دعوتي في أهلي وأصحابي، وقديمًا على المنابر وغيرها- إلى معاداة القصوريين والقبوريين ومن والاهم، وإلى معاركة المرتدين الذين هم شر كفار الأرض كافةً ومن والاهم، وإلى حرب الزنادقة من العلمانيين والليبراليين والمتحللين والنسويين ومن والاهم، وإلى بغضاء سبَّابي السلف الصالح وأئمة المسلمين ومن والاهم، وإلى نبذ المبتدعة البِدَعَ القطعية -كالتعطيل والتجسيم والإرجاء والخروج والاعتزال والجبر والرفض وما أشبهها- ومن والاهم، وإلى البراءة من الظالمين كبارهم وصغارهم ومن والاهم، وإلى الإنكار على الفجار المجاهرين بالفسوق ومن والاهم، وإلى الاجتماع على ما اتفق عليه السلف الصالح، وإلى التسمُّح فيما سوى ذلك بعلمٍ وحُسْبانٍ. فإن رأيتموني غويت عن هذا طرفة عينٍ؛ فأجمعوا أمركم وأنكروا علي؛ في العامَّ قبل الخاصِّ، بالخشونة قبل اللين، صغيركم قبل كبيركم، إناثكم قبل ذكوركم، بعيدكم قبل قريبكم، أرضوا الله فيَّ وتعسًا لسخطي لا تبالوا، فإن وجدتموني على الضلال مصرًّا؛ فحذِّروا عباد الله مني، واعلموا أني مفتونٌ؛ فإني لا أدعوكم إلا إلى معاقد الإسلام وقواعده، لا إلى ما اختُلف فيه من عقائده وشرائعه، وإن المختلف فيه بأمس الإسلام لا يُجْمَع عليه اليوم ولا غدًا، والمُجْمَع عليه بأمس الإسلام لا يُختلف فيه اليوم ولا غدًا. نعوذ بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن نرى حرام اليوم في الغد حلالًا، لئن لم تعصمنا ربنا لنلحقن بهؤلاء المفتونين.

سأل سائلٌ: إذا كان حزب

سأل سائلٌ: إذا كان حزب النور والمداخلة ومن أشبهَهم من العبيد يدورون مع الحكام أينما داروا، ويسيرون في أفلاكهم كيفما ساروا؛ فلِمَ لم يكونوا كذلك مع الدكتور مرسي رحمه الله وتجاوز عنه! بل بدَوا أيامه كأنهم من الرجال حقًّا.

جوابه أن الشرط اللاواعي لنفوس هؤلاء في الحاكم المتبوع المطاع؛ أن يكون طاغيةً جبارًا، ومعلومٌ أن الدكتور مرسي -تجاوز الله عنه- كان ضعيفًا رفيقًا، ولو كان عاتيًا مستبدًّا لاتبعوه طواعيةً من قلوبهم اتباعهم للسيسي، ولمَا أعانوا عليه أعداء الداخل والخارج من اليهود والنصارى والعلمانيين كما لا يعينون على السيسي، ولجعلوا الخروج عليه محالًا لذاته كما هو محالٌ لذاته على السيسي.

لم تزل سُنة الضعيف أن يلوذ بقويٍّ؛ لكن الضعيف إذا كان مؤمنًا شريف النفس لاذ بالقوي المؤمن المقسط، وإذا كان فاجرًا مهين النفس لاذ بالقوي الفاجر الغشوم، واذكروا هلافيت الشوارع كيف يتملقون بلطجيتها يقرُب المُراد.

يا أخًا على شفا حفرة

يا أخًا على شفا حفرة القنوط؛ احفظ هذه قبل الهُوِيِّ أعاذك الله.

قال الإمام أبو محمد بن حزم -رحمه الله- يُعَظِّم الرجاء في الرب الأكرم:

واعلموا -رحمنا الله وإياكم- أن الله -عز وجل- ابتدأنا بمواهبَ خمسٍ جليلةٍ، لا يهلك على الله بعدهن إلا هالك:

الأولى: أنه -تعالى- غفر الصغائر باجتناب الكبائر، فلو أن امرأً وافى عرصة القيامة بملء الأرض صغائر، إلا أنه لم يأت كبيرةً، أو أتاها ثم تاب منها؛ لَمَا طالبه الله بشيءٍ منها، وقال تعالى: “إِن تَجْتَنِبُوا كَبَآئِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلًا كَرِيمًا”.

الثانية: من أكثر من الكبائر، ثم منحه الله التوبة النصوح على حقها وشروطها قبل موته؛ فقد سقط عنه جميعُها، ولا يؤاخذه ربه -تعالى- بشيءٍ منها، وهذا إجماعٌ من الأمة.

الثالثة: أن من عمل من الكبائر ما شاء الله، ثم مات مصرًّا عليها، ثم استوت حسناته وسيئاته لم يفضُل له سيئةٌ؛ مغفورٌ له، غيرُ مؤاخَذٍ بشيءٍ مما يفعل، قال الله تعالى: “إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ”، وقال تعالى: “فَأَمَّا مَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ * فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ”.

الرابعة: أنه -تعالى- جعل السيئة بمثلها، والحسنة بعشر أمثالها، ويضاعف الله -تعالى- لمن شاء.

الخامسة: أنه -تعالى- جعل الابتداء على من أحاطت به خطيئته وغلَب شره على خيره بالعذاب والعقاب، ثم نقله عنه بالشفاعة إلى الجنة فخلَّده فيها، ولم يجعل ابتداء جزائه على حسناته بالجنة، ثم ينقله منها إلى النار؛ فهل بعد ذلك الفضل منزلةٌ!

نسأل الله ألا يُدخلنا في عِداد من يعذبه بمَنِّه.

الدعوة السلفية بالإسكندرية: الكتاب والسنة،

الدعوة السلفية بالإسكندرية: الكتاب والسنة، بفهم طواغيت الأمة.

فيها علَّم أشباهُ الرجال أشباهَ الذكران أن السب والشتم من أكبر الموبقات، ولو كانا جزءًا يسيرًا مما يستحقه المسبوب المشتوم؛ لكنهم علَّموهم أن موالاة خنثى الطواغيت في مصر -يطوفون بصُوَره في الطُّرقات أيام الانتخابات يحشدون الناس لانتخابه؛ كأنهم يعتقدون أن الله لا يسمع ولا يرى- من أعظم القُرُبات.

فيها علَّم أشباهُ الرجال أشباهَ الذكران أن الصبر على خنثى الطواغيت -وإن فعل بالبلاد والعباد ما فعل- حكمةٌ وفطانةٌ؛ لكنهم علَّموهم أن الصبر على أمثالنا -نحن الخوارج المتطرفين التكفيريين الإرهابيين- إن سببناهم وشتمناهم ببعض ما يستحقون؛ خطيئةٌ لا ينبغي لهم اقترافها، وعليهم أن يثأروا منا لأنفسهم.

فإذا جنى الطواغيت على الإسلام عقائد وشرائع وآدابًا؛ فحقه التعريص، وهي لفظةٌ تقشعر منها جلود خِناثهم إذا قرؤوها، ويقولون لقائلها: ويحك! أيُّ أرضٍ تُقِلُّك! وأيُّ سماءٍ تُظِلُّك! أما تخشى أن تنزل عليك صاعقةٌ من السماء وقد قلت ما قلت! فأما التعريص العقديُّ والعمليُّ والدعويُّ؛ فهو دينهم الذي يدينون به لخنثى الطواغيت. ومن ينسى حشدهم الناس لانتخابه والطواف بصُوَره في الشوارع يتبسمون تبسم العواهر إذا أُرضيت برخيص المال بعد الفسوق بها!

يُذكِّرونني بالخليفية أتباع عبد الله الخليفي فضحه الجبار مزيدًا؛ فإن مَواليه الأقزام المهازيل يغارون على جنابه المقدَّس عندهم إذا مُسَّ بمثقال الذرة من السوء، فأما طعنه -أهلكه الله- في إمام الأمة الأعظم أبي حنيفة -رضي الله عنه- وفي غيره من أئمة الإسلام؛ فلا يحرِّك منهم ساكنًا. ومَن أبو حنيفة والأئمة في جنب مولاهم الذين يتولونه بالجهل والضلال! وليس بعد هذا العَور من عَورٍ.