من أعجب ما علَّق به

من أعجب ما علَّق به إخوةٌ لي بؤساء على منشورات أمس:

لعنة الله عليك وعلى النووي وابن تيمية، وحشرك الجبار معهما في سقر.

اظهر وبان؛ طلعت من الاثنا عشرية، وبتقول بعصمة الأئمة.

زعَلك من القصوريين عشان حارمينك من القصور، ودي مشكلتك معاهم.

ما تشوف لي مكان عندك في الجنة؛ طالما معاك مفتاحها.

الخليفي هو داعية أهل السنة في هذا الزمان؛ فأُوصي المسلمين باتباعه.

اللهم اهدني وهؤلاء، وتجاوز عن سيئاتنا كافَّةً، وزكِّنا وعلِّمنا.

لم أذكر تعليقاتٍ محاها أخٌ بعد كتابتها؛ محا الربُّ سيئاته يوم لقائه جميعًا.

سؤالٌ: هل يبيح لك جورُ أخيك على شيخك جورَك أنت عليه!

مولاي الذي في السماء شهيدٌ ما بقلبي، ما به مثقال ذرة وَجْدٍ على هؤلاء.

رضي الله عن أمي، وعن رفاعي سرور، وعن عبد الله السماوي.

علَّمتموني أن الولاء والبراء على الإسلام؛ لا على النفس الظلومة الجهولة.

ربِّ واحفظ علي الصَّدع بما أعتقده دينًا، فلا أخشى فيك أحدًا.

أُحبكم وشدَّتكم في الحق الذي تعتقدونه، وجمعتنا فردوسُ مولانا الأعلى.

ألقاكم في خناقةٍ قريبةٍ، راجيًا من الله لي ولكم فيها التوفيق.

اليوم توفى الله عبدًا كان

اليوم توفى الله عبدًا كان يسرف في البغي علينا إسرافًا، دخلت صفحته فإذا هو مطاوعٌ لمحمدٍ الأزهري الحنبلي في عامة ضلاله وجَوْره، فأسفت لهذا.

اللهم اغفر لعبدك هذا، وتجاوز عنه، وارحمه، ونوِّر قبره، وأحسن إليه، واجعل اللهم خطيئاته في هذا الباب في ميزان سيئات محمدٍ الأزهري الحنبلي.

اللهم سوِّد وجه الحنبلي البغيض يوم تبيض وجوهٌ وتسود وجوهٌ، وسُقْه وشيخه علي جمعة إلى جهنم وِردًا، وأمِته شر ميتةٍ، وقِ عوام المسلمين خبائثه، ولا تخرجه من رمضان إلا ساخطًا عليه ماقتًا له حارِمَه صلاح البال، وافضحه حيًّا وميتًا وبين يديك يوم الجمع يوم التغابن؛ إنك بزندقاته أخبر منه جميعًا.

هذا عدل أهل السنة الذي هدانا الله إليه، فلا نساوي بين رؤوس الضلال وأذنابهم؛ كما لم يساو بينهم سلفنا الصالح رضي الله عنهم؛ فنعادي الرؤوس معاداةً يستحقونها بما اقترفوا من كبائر العقائد والعبادات والأخلاق، ونتجاوز عن الأذناب؛ فاللهم كما هديتنا إلى هذا العدل وحدك؛ فثبِّتنا عليه وحدك.

اللهم واجعل هذا الشهر الأكرم الذي قبضت فيه روح عبدك هذا؛ بركةً عليه في جنات النعيم، واعف عنه فإنك عفوٌّ تحب العفو؛ لا إله إلا أنت البر الرحيم.

يا بخت اللي ربنا تصدَّق

يا بخت اللي ربنا تصدَّق عليه بمرض في آخر رمضان، ونسأل الله العافية.

ما هذه الأمراض التي ابتليتم بها -إخوانَنا وأخواتِنا- إلا جبرٌ كريمٌ من خير الجابرين لكسور الطاعات في رمضان، هذي الكسور التي لا يخلو منها عبدٌ من عباد الله كافةً مهما جدَّ في العبادة نوعًا وكيفًا وكمًّا واجتهد، وقد قال الله في تنزيله: “كَلَّا لَمَّا يَقْضِ مَآ أَمَرَهُ”، والمعنى: لا يقضي عبدٌ أبدًا حقوق الله عليه.

حدثتني أختٌ لنا كبيرةٌ فاضلةٌ من أحرص من عرفت على الخير أحسبها والله حسيبها، حدثتني أن مرضًا شديدًا أصابها هذه الأيام النفيسة فأقعدها عن إكمال بعض الطاعات الشريفة، وأنها تحسب هذا غضبًا من الله عليها.

لا والله أختاه بحُسن الظن بأرحم الراحمين؛ بل هو رأفةٌ من الله ورحمةٌ، بل هو جبرٌ من الله ولُطفٌ، بل هو منٌّ من الله وإحسانٌ، بل هو سببٌ من أسباب غفران الله ورضوانه وما بين الغفران والرضوان من كل خيرٍ عنده عظيمٍ، بل هو كفارةٌ للسيئات وزيادةٌ في الحسنات ورِفعةٌ للدرجات وتبييضٌ للصحائف وتثقيلٌ للميزان، بل هو اصطفاءٌ من الله واجتباءٌ يختص بهما من يشاء من عباده.

ألم يكن الله قادرًا ألا يبتليكم بهذا أصلًا! ألم يكن الله قديرًا ألا يجعله في رمضان! ألم يكن الله مقتدرًا ألا يختاره في هذه العَشر! أفلما شاءه وفي رمضان وفي هذه العَشر؛ شاءه ليعذبكم به! “مَّا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ”! ألستم بحمد الله صابرين وبشُكر الله راضين! فأبشروا بصبركم لله ورضاكم عنه خيرًا؛ “وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ”، “وَمَآ أَلَتْنَاهُم مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ”؛ وعْد الله.

لعل أختنا تقول: وطاعاتي التي لم أُتمها، وقد شاء الله لغيري إتمامها! فأُذكِّرها: نية المؤمن أبلغ من عمله، وإن العبد ليبلغ بنيته ما لا يبلغ بعمله، “إن بالمدينة لرجالًا ما سِرتم مسيرًا، ولا قطعتم واديًا؛ إلا كانوا معكم، حبسهم المرض”، “إن العبد إذا مرض؛ أوحى الله إلى ملائكته: أنا قيَّدت عبدي بقيدٍ من قيودي، فإن أقبضه أغفر له، وإن أُعافِه فحينئذٍ يقعد لا ذنب له”؛ ذلكم جبرُ الرحمن.

ذلك؛ وإني لأرجو ربًّا ليس كمثله أحدٌ وهو الودود الرحيم؛ أن يُطبِّب أختنا هذي وأن يُصِحَّها، وأن يجعل ما تصدَّق به عليها من داءٍ في جسدها بركةً عليها في الدنيا والآخرة، ووالدتي في جميع عِللها، والسِّقامَ من أهل بيتي الكرام، وكلَّ ذي علَّةٍ نفسيةٍ أو جسديةٍ من المسلمين أجمعين؛ إن ربي لطيفٌ لما يشاء.

ناشدتكم الرحمن أحبتي؛ أليس لقلبي

ناشدتكم الرحمن أحبتي؛ أليس لقلبي أن يتوجع!

بالأمس ذكَّرني Facebook بمنشورٍ كتبته منذ سنواتٍ، فإذا خمسةٌ من المعلقين عليه يومئذٍ موتى اليوم؛ شقيق الطريق عمر رفاعي، والصابر المحتسب هاني العبادي، والجميل النبيل أحمد ماهر حجازي، وأخي في الله مدحت أحمد، وأختٌ كريمةٌ كانت تجود بتعليقاتها هنا هي خلود إبراهيم.

يرى ربي ماء عينيَّ مسكوبًا وأنا أكتب أسماءكم.

ربَّاه لم تُرِني تعليقاتهم مجموعةً الآن عبثًا؛ لكن لأدعوك لهم بالرحمة والمغفرة والعفو والتجاوز والبِر والكرم والإحسان، وأن تلحقنا بهم على الإسلام الكامل غير خزايا ولا مفتونين، وأن تُقَيِّض لنا بعد موتنا عبادًا لك صالحين يمرُّون بنا في قبورنا أو هنا بأسمائنا فيدْعونك لنا، فتسمع منهم فينا وتستجيب.

أذاق الله موتانا من رحمات شهره فوق ما أذاقنا.

يا إخوة الدين وفوق رأسي أُخوَّتكم؛ من مرَّ منكم بصفحتي بعد موتي؛ فليستغفر الله لي وليسترحمه، ولكم مني مثلُ هذا وزيادةٌ وعدًا لا أُخلفه، وأيُّكم فرَّطت في جنبه أو أسأت إليه؛ فليجُد علي ميتًا بعفوه وصفحه، وربي أرجو أن يعفو عنكم كل من ظلمتموه ويصفحوا، “وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ”.

يا حيُّ حين لا حي؛ نحن الموتى فنسترحمك بيننا.

فرِحٌ أنا بربي؛ أيكم فرِحٌ

فرِحٌ أنا بربي؛ أيكم فرِحٌ بالله؟

وما لي لا أفرح بربي ولولاه ما كنت مسلمًا سُنيًّا، ولولاه ما بلَغت رمضان في حريةٍ وعافيةٍ، ولولاه ما صليت فيه وصمت، ولولاه ما بلَغت عَشْره الأخيرة أَنْفَسَ زمان الأرض جميعًا، ولولاه ما تعرَّضت فيها لأسباب غفرانه ورضوانه بالليل والنهار، ولولاه ما أقامني في صفوف الصالحين مسبغًا علي ستره كأني منهم وهو الأخبر وحده أني لست كذلك! كيف لا أفرح بربٍّ تلك فواضِلُه!

فرِحٌ أنا بربي؛ أيكم فرِحٌ بالله؟

يا حبيبي؛ لو لم يبق لك من رمضان غير ساعةٍ؛ فافرح بربك أن أبقاك إليها، واذهَلْ فيها عن غدراتك وفجراتك، لا تقطع الوقت في تذكار سيئاتك، ولَركعتان تنصِب فيهما قدميك بين المتهجدين في الأسحار -قانتًا تحذر الآخرة، وترجو رحمة ربك- خيرٌ لك عند الله من نياحتك على حالك الدهر كلَّه، كيف بسجودٍ طويلٍ -في بيت ربك مكانًا، بالسَّحر زمانًا- تشتكي فيه إليه حالك أجمع!

فرِحٌ أنا بربي؛ أيكم فرِحٌ بالله؟

يا أُصَيْحابي وتنفَّس الصباح عليكم

يا أُصَيْحابي وتنفَّس الصباح عليكم رباحًا؛ من أكرم مني اليوم بختًا!

لقيت بالأمس صبيًّا في المسجد لم يبلغ الحُلُم -فلا تزال صحيفته في السماء ناصعةً لم تدنسها خطيئةٌ- قائمًا يصلي التهجد كله، فدنوت منه وصافحته وقبَّلته وعانقته، ثم سألته الدعاء لي بالمغفرة والهدى والثبات، ففعل محسنًا إلي متصدقًا علي، ثم قال لي من تلقاء نفسه يضاعف المِنَّة: ويا رب يا عمو كمان تشرب من إيد الرسول شربةً هنيئةً مريئةً وتدخل الفردوس الأعلى.

رباه يا أكرم الأكرمين؛ اسمع من فتى التهجد دعاءه لعُبيدك واستجب له، وأَثِبْه اليوم نباتًا على الإسلام حَسنًا، واجعله غدًا للمستضعفين رِدءًا، وقِه الفتن شهواتٍ وشبهاتٍ ما دام حيًّا، وبارك على والديه بما علَّماه وأحرِزهما من كل محذورٍ، وأهلي وأرحامي وإخواني وأخواتي هنا أجمعين، واجعل ما بقي من شهرك بركةً على أهل الإسلام أحياءً وأمواتًا، لا إله إلا أنت المنَّان الرحيم.

عمَّا قريبٍ أَرْقُم لكم عن مشاهد في التهجد، أحظاني إلهي بمَرآها.

قال أخي: لست من رحمة

قال أخي: لست من رحمة ربي يائسًا؛ إنما أنا يائسٌ من نفسي.

يا حبيبي؛ ليس بعد يأسك من نفسك إلا يأسك من رحمة ربك أعاذك الله؛ بل لو قلت لك: ما يأسك من نفسك إلا يأسك من رحمة ربك؛ ما أخطأت القول.

قال؛ فها قد بلغتُ عَشر رمضان العظمى، ولا يزال قلبي ميتًا.

يا حبيبي؛ قد يمرض قلب المسلم بالشهوات والشبهات؛ لكنه لا يموت؛ إنما ميت القلب هو الكافر الخالي من توحيد ربه وعمل الصالحات؛ فلا تعُد.

يا حبيبي؛ لو شاء ربك ألا توجد من العدم فعل غير ظالمٍ لك، ولو شاء ألا ترث الإسلام من أبويك فعل غير ظالمٍ لك، ولو شاء ألا تكون مسلمًا سُنيًّا فعل غير ظالمٍ لك، ولو شاء ألا تكون مواليًا للمسلمين معاديًا للكافرين فعل غير ظالمٍ لك، ولو شاء ألا تكون مصليًّا صائمًا فعل غير ظالمٍ لك، ولو شاء ألا تبلغ شهر العتق من النيران فعل غير ظالمٍ لك، ولو شاء ألا تبلغ عَشره الأخيرة النفيسة فعل غير ظالمٍ لك، ولو شاء ألا تتنفَّل فيه بالتراويح والتهجد فعل غير ظالمٍ لك، ولو شاء ألا تتلو فيها كتابه وتلهج فيها بذكره ودعائه فعل غير ظالمٍ لك.

أفيشاء الله هذا كلَّه لك وهو يريد بك شرًّا! كلا والرحيمِ الكريمِ.

يا حبيبي؛ إن كانت نفسك لسوء الظن بها أهلًا؛ فليس الله لسوء الظن به أهلًا، إن الله لا يَقدُر الشر حين يَقدُره إلا لخيرٍ؛ كيف إذا قدَر لك خيرًا ليس كمثله خيرٌ (أن تقوم له بالليل، وتصوم له بالنهار)! وممن حولك من المنتسبين إلى الإسلام زورًا لا يُصلُّون ولا يصومون، ولو شاء جعلك فيهم غير ظالمٍ لك.

قال أخي؛ فإني أفعل هذا كله بمِنَّة ربي؛ بَيْدَ أني لا أجد قلبي.

يا أخا ديني؛ كما يجرُّ باطنُ العبد ظاهرَه يجرُّ ظاهرُه باطنَه؛ فدَع أمر باطنك لربك وعليك بظاهرك أقِمْه في محابِّه ومراضيه وأبشر بشُكران ربك الذي لا أشكر منه، ليَجُرَّن ظاهرُك باطنَك بكُن من ربٍّ بَرٍّ شكورٍ فيكون، وحسبك عند الله أنك تجاهد نفسك وشيطانك والدنيا، وحسبك عند الله ألا طمع لك فيما بقي من شهره الأكرم إلا في عفوه الأعظم، وحسبك عند الله أنك مُطَلِّقٌ أيامك هذه معاصيه أملًا في غفرانه ورضوانه، وحسبك تعشُّقُ قلبك نظرَ الله إليك نظر رأفةٍ ورحمةٍ ولطفٍ وحنانٍ، وحسبك عند حيٍّ قيومٍ حالُك ميتًا مفتقرًا.

يا شقيق الطريق؛ العبرة عند ربك بالخواتيم، من أحسن فيما بقي غفر الله له ما مضى، وعْد الله لا يخلف الله الميعاد؛ التحِف ما أطعت بحُسن الظن بالله.

فائدتان في ليلة القدر؛ نفعني

فائدتان في ليلة القدر؛ نفعني الله بهما وإياكم.

الأولى: لا يخلو الشعور بليلة القدر من جانبٍ نفسيٍّ محضٍ في العبد لا صلة له بعلامات ليلة القدر في نفسها، فيُحِس عامةُ من يجدُّون في التعبد ليلةً من الليالي، فيُفرِغ الله عليهم فيها بجدِّهم سكينةً وطمأنينةً أنها ليلة القدر، ذلك مع ما في ليالي رمضان النَّفَّاحة بعامَّةٍ وليالي العشر المنَّاحة بخاصَّةٍ من أنواع المواهب الربانية والمِنح الإلهية، ومن قبلُ ومن بعدُ ما في القيام بين يدي الإله بالتحنُّث والتنسُّك من غيوثٍ مسكوبةٍ وفيوضٍ منهمرةٍ، ومن ذاق عرف، ورحمة الله واسعةٌ قبل العمل، وجبرُه واسعٌ بعده، تباركت صفات ربنا آثارًا؛ بلَّغنا الله وإياكم مواقع قَطْرِ عطاياه، وأعاذنا من “يَخْذُلْكُمْ” وأخواتها.

الثانية: من هداه الله إلى ليلة القدر بعلاماتها الحقة الثابتة؛ فلا يُحَدِّثن بها الناس خفيفًا لا يجاوز ما بين عينيه، ذلك أصونُ لقلبه وأزينُ لعمله وأحفظُ لعبادة العُرْج المكاسير أمثالي، الذين يستحثهم تحرِّي الليلة الشريفة على الإكمال والإتمام؛ ما لا تستحثهم العبادة في نفسها، لحداثة عهدهم بطاعة الله وجِدَّة اشتغالهم بها، وكم رأينا عزائم انفسخت في العبادة بعد إشاعة القول بتعيين ليلةٍ أنها ليلة القدر! وإنما العبرة في معاملة الحق والخلق بالخواتيم، ولَعبدٌ ساءت بداية عمله ثم حسُنت خاتمته خيرٌ من عبدٍ حسُنت بداية عمله ثم ساءت خاتمته، ومن تأمل موضع (التَّحِيَّات) من الصلاة لاح له المعنى.

قال حبيبي: كيف أستغفر الله

قال حبيبي: كيف أستغفر الله ولست لمغفرته أهلًا!

هذا سؤالٌ أدع جوابه لله فيما أنزل من فرقانٍ، وكفى بربي مجيبًا.

“فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا”، “وَاسْتَغْفِرِ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا”، “وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا”، “هُوَ أَهْلُ التَّقْوَىٰ وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ”، “فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوآ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ”، “وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ”، “قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا”، “أَنتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ”، “وَاغْفِرْ لَنَآ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ”، “وَقُل رَّبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ”، “وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ”.

يا حبيب حبيبك؛ من قال لك إنا نستغفر الله لاستحقاقنا مغفرته!

إنما نستغفر الله لأنه غفارٌ، ولأنه غفورٌ رحيمٌ، ولأنه توابٌ، ولأنه أهل المغفرة، ولأنه قريبٌ مجيبٌ، ولأنه رحيمٌ ودودٌ، ولأنه حفيٌّ، ولأنه خير الغافرين، ولأنه على كل شيءٍ قديرٌ، ولأنه خير الراحمين، ولأنه لا يغفر الذنوب إلا هو.

يا حبيبي؛ لأجل خطايانا كان الله غفارًا؛ فاستغفر الله مستبشرًا بغفرانه خيرًا.

هذي ساعة الإجابة من يوم

هذي ساعة الإجابة من يوم الجمعة الأكرم، في شهر الله الأعظم.

طوبى لمن جدَّ في الدعاء بها؛ لنفسه ولدينه ولأحبته وللمجاهدين والأسرى.

إذا بسط الإله لك في دعائه؛ فقد أراد قبوله منك ومثوبتك عليه.

تأمل هذا البيت البديع من الشعر، وليحفظنه قلبك ولو لم تقصد إلى ذلك:

لوْ لمْ تُرِدْ نَيْلَ ما أرجو وأطلبهُ ** مِنْ جودِ كفِّكَ ما عودتني الطلبا

قال الحافظ ابن حجرٍ رحمه الله: كل داعٍ يستجاب له، لكن تتنوع الإجابة؛ فتارةً تقع بعَين ما دعا به، وتارةً بعِوَضِه.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: إذا أراد الله بعبدٍ خيرًا؛ ألهمه دعاءه والاستعانة به، وجعل استعانته ودعاءه سببًا للخير الذي قضاه له، كما قال عمر رضي الله عنه: إني لا أحمل هم الإجابة، وإنما أحمل هم الدعاء، فإذا أُلهمتُ الدعاء فإن الإجابة معه.

قال الإمام ابن القيم رحمه الله: من أُلهم الدعاء؛ فقد أُريد به الإجابة.

يا حبيبي؛ جُدَّ في ضراعاتك هذه الساعة النفيسة، وصلِّ على نبيك، وأبشر.