شاهدت مقطعًا لشيخٍ يصف تنظيم

شاهدت مقطعًا لشيخٍ يصف تنظيم الدولة بالغلو، ويفصل القول فيه تفصيلًا.

بعيدًا عن هذا الوصف الذي يعلم السادة إخواني -من قديمٍ- ما عندي فيه؛ لا ينبغي لمن دينُه الخَرَسُ عن الطواغيت بألف علةٍ باهتةٍ؛ أن يطول لسانه فيمن يجاهدونهم. ألا تعس النذل البليد.

قال قائلٌ: ألا يدخل هذا في باب الكلام في المقدور عليه؟ قلت: بل يدخل في باب الشعرية.

سوء الظن بأوباش طلبة العلم هؤلاء -من غير تعيين تهمةٍ- فريضةٌ شرعيةٌ، وضرورةٌ عقليةٌ.

ذُكِرَ بين يدي خالٍ لي

ذُكِرَ بين يدي خالٍ لي -رحمه الله- شيخٌ كبيرٌ يشار إليه بالبنان، فقلت -وكنت فتىً صغيرًا- ياه يا خالو! الشيخ ده وشه منور جدًّا ما شاء الله، فقال لي على الفور -وكان خبيرًا بالرجل ومنهجه بصيرًا-: دي السَّمنة البلدي يا حبيبي، قلت له: ازاي بس يا خالو مينفعش كده؟! قال لي: براحتك، ثم مرَّت سنون، وأدركت حقيقة الأمر المُرَّة، وعرفت الفرق بين الأنوار الإيمانية وبين لَمَعَان السَّمنة البلدية.

إن الصلاح هو الصلاح، ونورُه هو نورُه، لكن من الصالح؟ وما النور؟ ومن يكون له؟ ومن يقول؟

“اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ”. “وَلَا

“اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ”.

“وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوآ إِنَّهُم مُّغْرَقُونَ”.

من يكلمون إذا لم يكلموا الله! ومن يكلم الله فيهم إذا لم يكلمه رسوله!

ذاك ألهبُ من النار، صدق الله القائل في حديثه الإلهي: “عطائي كلامٌ، وعذابي كلامٌ”.

“رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ

“رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ”.

لا يقرؤها عبدٌ منَّ الله عليه بالإسلام من غير طلبٍ ولا جهدٍ؛ إلا خلعت فؤاده.

أما أوجع ما قرأت في تأويلها فما رواه أبو جعفر الطبري -رحمه الله- عن عبد الله بن عباسٍ وأنس بن مالكٍ -رضي الله عنهما- أنهما كانا يتأوَّلانها يوم يحبس الله أهل الخطايا من المسلمين مع المشركين في النار، قال: فيقول لهم المشركون: ما أغنى عنكم ما كنتم تعبدون في الدنيا، فيغضب الله لهم بفضل رحمته، فيخرجهم، فذلك حين يقول: “رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ”.

كبيرٌ عظيمٌ ذو الجلال والإكرام وتباركَ؛ يمنُّ بالإسلام رحمةً، ثم ينجِّي به غيرةً.

لا إله إلا الله؛ ما أحقَّ رحمته بالإسلام ابتداءً، وغيرته له انتهاءً؛ أن نعمل لأجله أثناءً!

كم لكم عليَّ أجمعين -أصدقاءَ

كم لكم عليَّ أجمعين -أصدقاءَ ومتابعين- من حقوقٍ حِسَانٍ!

أحلف بالوليِّ الودود لا وفاء لكم؛ إلا دعائي متضرعًا “أحبَّكم الله”.

“لا والله، لا يلقي الله حبيبه في النار”؛ قالها محمدٌ صلى الله عليه وسلم.

لأجل قول سيدي أدعو لكم ** أحبــُّـكم يحبــُّـكم محبــُّـكم

أحبَّ اللهم أحبابي، وأحبَّ من أحبوا أن تحبَّهم، وأعنهم على ما أحببته لهم.

“فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ * إِنَّ

“فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ * إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ”.

كم يُوثِقُ القرآن بين عمود الإسلام، وبين ذروة سنامه!

“وانتظار الصلاة بعد الصلاة؛ فذلكم الرباط”؛ كذلك فعلت السنة بينهما.

الأوفياءُ لصفوف المؤمنين، في مساجدهم وفي الميادين؛ أولئك الموفون بعهد الله.

من خان حيَّ على الصلاة خان حيَّ على الجهاد؛ أولئك الخاذلون الأقدام سلمًا وحربًا.

عبدٌ يخفُّ إلى الجماعة، يقلِّب قدميه بين بيوت مولاه؛ ذلك المنعَّم بالجنة قبل دخولها.

اللهم ثقلًا لمن خفَّ وتثبيتًا لمن قلَّب؛ ثقلًا في مؤازرة أوليائك، وتثبيتًا في قتال أعدائك.

قال: ما تحب من الطيبات

قال: ما تحب من الطيبات لمن تحب؟

قلت: المحافظة على صلاة الجماعة حيث يُنادَى بها.

لو أحسَّ المفرط فيها شوقَ مريضٍ وأسيرٍ ومطارَدٍ إليها؛ ما فرط فيها.

كم من الطاعات يفرط العبد فيها طوعًا واختيارًا؛ فيُحرَمها بعزة الله قهرًا واضطرارًا!

“ولا يزال قومٌ يتأخرون حتى يؤخرهم الله”، “لِمَن شَآءَ مِنكُمْ أَن يَتَقَدَّمَ”.

أليس ذو الجلال والإكرام بمستحقٍّ لهرولة قلبك إليه؟

ما ناداك محبوبك فأجبه حيث يناديك.

كيف تجدون نسيم صباح يوم

كيف تجدون نسيم صباح يوم نبيكم أيها السادة المجاهدون؟

صبَّحكم الله بكمال تسديده وتمام تأييده، وجعل رحمتكم بينكم، وبأسكم على عدوكم.

أما والله لو توهب الأعمار والطاقات؛ لوهبناها رخيصةً لكم.

“وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ”.