قال: لم محوتَ منشورك في المنشاوي؟!
قلت: غيرةً على معناه؛ فإن بعض المعاني كالورد، أرقُّ من فَرْكِ الأنامل.
أيها السادة: أمِرُّوا اللطائف فإنها مأمورةٌ.
موقع حمزة أبو زهرة الرسمي
قال: لم محوتَ منشورك في المنشاوي؟!
قلت: غيرةً على معناه؛ فإن بعض المعاني كالورد، أرقُّ من فَرْكِ الأنامل.
أيها السادة: أمِرُّوا اللطائف فإنها مأمورةٌ.
خَفْ من الفتن، لكن حدِّث قلبك حديث الثبات.
هذا اللهُ سيدُنا الذي نعبدُ.
عبوديته تمنح أهلَها خيرَه، وعبودية سواه تسلب خيرَ أهلِها؛ ذلك بأنه تقدَّس وتعالى:
خير الراحمين، وخير الغافرين، وخير الفاتحين، وخير الفاصلين، وخير الوارثين، وخير الرازقين، وخير المُنزِلين، وخير الحاكمين، وخير الماكرين، وخير الناصرين، وخيرٌ حافظًا، وخيرٌ ثوابًا، وخيرٌ عُقُبًا، ومغفرةٌ منه ورحمةٌ خيرٌ، وبقيته خيرٌ، وخراجه خيرٌ، ورزقه خيرٌ، ربنا الله هو خيرٌ وأبقى.
“أَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ”، “آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ”، “بِيَدِكَ الْخَيْرُ”.
افرحي بالله يا خير أمةٍ.
إلى من تعاظمتهم ذنوبهم حتى ظنوا مغفرة الله دونها؛ هذا الله خير الغافرين ينادي:
“من علم منكم أني ذو قدرةٍ على مغفرة الذنوب؛ غفرت له ولا أبالي، ما لم يشرك بي شيئًا”.
صباحكم توبةٌ إلى الله منكم، فقبولُها منه عنكم:
“وَمَن تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّه يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا”.
“إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ”.
“فَمَن تَابَ مِن بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ”.
“وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَىٰ”.
“إِلَّا مَن ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْنًا بَعْدَ سُوءٍ فَإِنِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ”.
“وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا”.
“مَنْ عَمِلَ مِنكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِن بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ”.
“إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ”.
“إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئًا”.
يقبض الله من الحب ويبسط، وهو العليم الحكيم.
دعائي كلما مررت ببناءٍ للطواغيت، أو حُسالةٍ من جنودهم:
اللهم ربنا بصِّرنا بهم، وأعِدَّنا لهم، وأمكِنَّا منهم، والعنهم وسادتهم لعنًا كبيرًا.
أجدِّد به العداوة في قلبي، وأستعين بربي على لأواء دربي.
أنصفتَ أهلَ الفقرِ منْ أهلِ الغنى ** فالكلُّ في حقِّ الحياةِ سواءُ
فلوْ أنَّ إنسانًا تخيَّرَ ملَّةً ** ما اختارَ إلا دينَكَ الفقراءُ
المصلحونَ أصابعٌ جُمعتْ يدًا ** هي أنتَ بلْ أنتَ اليدُ البيضاءُ
في يومه الأزهر؛ صلِّ اللهم على عبدك ورسولك محمدٍ، وعلى آله وصحبه، وسلِّم.
فما في الأرضِ أشقى منْ محبٍّ ** وإنْ وجدَ الهوى حلوَ المذاقِ
تراهُ باكيًا في كلِّ حينٍ ** مخافةَ فرقةٍ أوْ لاشتياقِ
فيبكي إنْ نأىَ شوقًا إليهمْ ** ويبكي إنْ دنَوا خوفَ الفراقِ
فتسخنُ عينهُ عندَ التنائي ** وتسخنُ عينهُ عندَ التلاقي
سئل أحمد بن حنبل -رحمه الله-: لم لا تصحب الناس؟! قال: لوحشة الفراق.
والله ما أنزل سورة التوبة إلا الله، وكفى بها على وجوده وأسمائه وصفاته شاهدًا.
جُمَلُ الحقائق النفسية والقلبية التي تكشفها السورة لأنواعٍ من الناس؛ كثيرةٌ ومدهشةٌ.
لا يحيط بظواهر الخلق وبواطنهم هكذا؛ إلا ربٌّ عليمٌ خبيرٌ، علمه محيطٌ، وخبرته تامةٌ.