فأمَّا عامَّة المحبِّين؛ فأطيب وصالهم

فأمَّا عامَّة المحبِّين؛ فأطيب وصالهم ما كان بعد طول فراقٍ، وأمَّا خاصَّتهم؛ فألذُّه ما كان على وصلٍ قريبٍ، لا يزيدهم التَّداني إلا شَغَفًا، ولا التَّماسُّ إلا كَلَفًا؛ أولئك في النَّاس قلَّةٌ، وأولئك هم الصَّادقون.

دعاؤنا -هذا السَّحَرَ الشريفَ- لإخواننا

دعاؤنا -هذا السَّحَرَ الشريفَ- لإخواننا في مكاتب تحقيق الطغاة.

لا تجعل اللهمَّ لطاغيةٍ على قلوبهم سبيلًا، وأعذ أحدَهم أن يكون على أخٍ له دليلًا.

ربنا استر عوراتهم عورةً عورةً، وآمن روعاتهم روعةً روعةً.

فؤادي فارغٌ -أيها السادة- حتى يملأكم الله -برأفةٍ منه ورحمةٍ- سكينةً وطمأنينةً.

كلما نمنا عنهم فربُّنا الحي؛ وكلما عجزنا دونهم فمولانا القيوم.

قلبي وَجِعٌ لهم يارب؛ كيف أمهاتهم وسائر أهليهم؟ حسبنا أنت فيهم ونعم الوكيل.

أمكِن اللهمَّ من الكفرة سجَّانيهم، وعجِّل بهم إلى جهنم الموقدة.

أسرانا يا علي، أسرانا يا كبير، أسرانا يا ذا الجلال والإكرام، أسرانا يا مولانا.

أحبتي؛ ستأمنون بحول الله المؤمن، ستسلمون بقوة الله السلام.

عما قليلٍ تذهب عن أبدانكم آثار العذاب، ويبقى لكم عند ربكم الحظوة والثواب.

الخوف أعظم دافعًا في النفس

الخوف أعظم دافعًا في النفس من الرجاء حال العافية، والرجاء أعظم دافعًا فيها حال البلاء؛ لذلك كان هُدَى الله -تبارك- في العافية تغليب الخوف، وفي البلاء تغليب الرجاء. هذان جناحا قلبك أيها المحب؛ يتقلبان -في طيرانه الحثيث- إلى علياء مولاك، يترجمان -في جوِّ الأقدار- صبرَك وشكرَك ورضاك.

ليس التفاوت الذي بين صورنا

ليس التفاوت الذي بين صورنا -أجسادًا وأقوالًا وأموالًا وأولادًا- بشيءٍ عظيمٍ؛ إنما التفاوت العظيم الواسع ما بين نفوسنا همومًا وهِمَمًا؛ “ليس الغِنَى عن كثرة العرض؛ ولكنَّ الغِنَى غِنَى النفس”، “أَنزَلَ مِنَ السَّمَآءِ مَآءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا”، “قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ”، “وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُّقِيتًا”.

لم يُعن على الكذب شيءٌ

لم يُعن على الكذب شيءٌ في هذا الفضاء الأزرق -وإنه لأرض الزور- ما أعانت الصفحات المختصة بالكومنتات؛ صفحة الكومنت الـ..، صفحة الكومنت الـ..؛ تلك التي تُختلق فيها الحكايات اختلاقًا.

أعظم أسباب ذلك إفلاس عامة الناس؛ فيتكثرون بالإعجابات، ويطبِّل بعضهم لبعضٍ بها، ويحصل لهم من الشهرة الفارغة شيءٌ كبيرٌ، في زمن رأسماليةٍ طاغيةٍ، لم يسلم من فسادها شيءٌ حتى المعاني.

رحم الله عبدًا اجتنب هذه الصفحات كلَّها، واهدنا اللهم لأحسن النيات والأخلاق والأقوال والأعمال؛ لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عنا سيئها؛ لا يصرف عنا سيئها إلا أنت؛ تباركت ربنا وتعاليت.

أبياتٌ طريفةٌ؛ علَّقت بها قديمًا

أبياتٌ طريفةٌ؛ علَّقت بها قديمًا على هذه الصورة:

وأمريكا تقولُ لهمْ سيبُونا ** ويخطبُ فكَّكُمْ منَّا أوباما

ولكنْ ذو التناحةِ لا يبالي ** ويمسكُ في تلابيبِ البيجامةْ

يقولُ لهمْ وإنْ هُنَّا عليكمْ ** فلستمْ بالهوانِ ولا الملامةْ

وإنا شابطونَ كما شبطنا ** بذيلكمُ إلى يومِ القيامةْ

ومهما كانَ منْ هتكٍ وفتكٍ ** فيامَا قدْ بذلنا العِرضَ يامَا

ولكنْ إنْ غدرتمْ بعدَ هذا ** فسوفَ نعدُّ غدركمُ رخامةْ

فإنْ صالحتمونا بعدَ غدرٍ ** فإنا قدْ خُلقنا للسلامةْ

وما كانتْ غلاستُنا سوى أنْ ** تعجَّلنا وفي العَجَلِ الندامةْ

ألا يا صاحِ لا تصرخْ بأهَّا ** ومُتْ كمدًا إلى جنبِ الكرامةْ

قال: هل لها -اليوم- مناسبةٌ؟ قلت: أيون فعلن حقَّن صدقن طبعن قطعن جدَّن.

الصبر في مجاهدة العدو ليس

الصبر في مجاهدة العدو ليس كالصبر في سائر البلاء أو على الطاعة أو عن المعصية؛ ذلك صبرٌ لا ينفع أهله إلا كثيرًا وفيرًا؛ ولذلك ألهم الله -جلَّ جلاله- داود وأصحابه -في قتال جالوت وأصحابه- أن يقولوا: “رَبَّنَآ أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا”، كما ألهم شهداء موسى -لما توعَّدهم فرعون بالويل- أن يقولوها.

فأما الأولون فأظفرهم الله بما أفرغ عليهم من صبرٍ وأنالهم من أسبابٍ، وأما الآخرون فكانوا أول النهار سحرةً وآخره -بمنهمر الصبر- شهداء؛ يقولون -لا يبالون-: “لَا ضَيْرَ إِنَّآ إِلَى رَبِّنَا مُنقَلِبُونَ”.

أيها المجاهدون صانعو النهار؛ إن قلوبكم العَطَاشى وجوارحكم الظِّماء -مع حَرِّ الكفر ولَفْحِ منازلته- لا يبردها إلا صبرٌ منسكبٌ دفاقٌ؛ فاضرعوا إلى السماء “رَبَّنَآ أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا”، وارتقبوا غوث الله.

“قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ”؛

“قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ”؛ درسٌ في صحبة الرجال.

صَحِبَ وليُّ الله نبيَّ الله بأمرٍ من الله، على شرط طاعته؛ فلما خالفه فارقه.

أنت عبدَ الله تصحب عدوَّ الله بنهيٍ من الله، شرطه في الصحبة معصية الله؛ وتوافقه ولا تفارقه!