قال له صاحبه وهو يحاوره:

قال له صاحبه وهو يحاوره: اصبروا؛ لا يسعكم غير الصبر، لا حيلة لكم ولا وسيلة.

قال: أما الصبر فإلى القبر؛ وصية الله لأنبيائه، ووصية أنبيائه لأوليائه، عدة النفس ومؤنة الطريق، لا إسلام بغير صبرٍ؛ لكن لا بد من أخذ الأسباب لفتح الأبواب، سنة الله؛ علينا البدء وعلى الله التمام.

والله إن الله ودودٌ. “وَلَوْ

والله إن الله ودودٌ.

“وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ”.

“وَمَاذَا عَلَيْهِمْ لَوْ آمَنُوا بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقَهُمُ اللَّهُ”.

ذلك تحبُّبه إلى من كفر به وأعرض عنه؛ كيف تحبُّبه إلى من آمن به وأقبل عليه!

يا أيها السادة الأسرى؛ إن

يا أيها السادة الأسرى؛ إن ربكم الله لطيفٌ لما يشاء.

لا يزال لطفه يباعد بين ذرَّات بلائكم الكثيف؛ حتى يجعل لكم من بينها مخرجًا عجبًا.

ذلك مما علَّمنا يوسف -صلَّى الله عليه- إذ اختار من بين أسماء ربه الحسنى كلها -بعد بلاءٍ متلاطمٍ متراكمٍ- اسمَه “اللطيف” سبحانه، فقال: “إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِّمَا يَشَآءُ”؛ فإن الله -جلَّ جلاله- أشهده لطفَه الخفيَّ يباعد بين ذرَّات بلائه الجسيم؛ حتى رفعه من قاع بئرٍ معطلةٍ إلى سُدَّة عرشٍ عظيمٍ.

ليغفر لي الطيبون الذين يأتونني

ليغفر لي الطيبون الذين يأتونني بحالاتٍ محتاجةٍ إلى صدقاتٍ لعرضها على الناس فأبطئ عنهم؛ فإني عاهدت ربي -علا وتعالى- أن أستوثق مما أعرض من حالاتٍ بنفسي؛ لا طعنًا على أحدٍ -رضي الله عن السادة الباذلين في هذا الباب أجمعين- بل إبراءً للذمة في الدنيا والآخرة. وأخوكم -بحمد الله على كريم إنعامه ونعيم إكرامه- مبتلىً ببعض العلل تُعسِّرني عن كثيرٍ من الحركة كثيرًا من الوقت.

أفسح الله لي في بساط سماحتكم موضع مسامحةٍ، وأثابكم بها عفوًا من لدنه عميمًا؛ إنه كبيرٌ كريمٌ.

خلق الله القلوب للحبِّ والعبادة؛

خلق الله القلوب للحبِّ والعبادة؛ الحبُّ والعبادة وظيفتا القلوب، القلوب تحبُّ وتعبد طواعيةً، لكلِّ قلبٍ محبوبه ومعبوده، من لَّم يحبَّ الله ويعبده أحبَّ وعبد غيره، طوبى لمن كان محبوبه ومعبوده الله، لا مستحقَّ للمحبة والعبادة -لكمالات ذاته وأسمائه وصفاته- إلَّاه، ويا بؤس المحبِّين غيره العابدين سواه.