في الدعوة إلى الله جلَّ

في الدعوة إلى الله جلَّ جلاله؛ لا يستويان في نفسيهما ولا عند الناس ولا عند الله؛ عبدٌ غاية قصده إقامة الحجة على الناس، وعبدٌ همُّه وهمتُه في هداهم إلى الله؛ عدَّة الأول مرصوفةٌ بعقله مجهودًا بين الأدلة والاستدلالات، وعدَّة الآخر في قلبه يكاد يُذهب نفسَه عليهم حسراتٍ؛ “هُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ اللَّهِ”.

قال: إن فلانًا يغريني وغيري

قال: إن فلانًا يغريني وغيري بالفواحش، ويدعونا إليها.

قلت: عذبه الجبار ذو الانتقام حيًّا وميتًا وبين يديه عذابًا شديدًا.

قال -ببرودةٍ بغيضةٍ-: ألا تدعو الله له بالتوبة والهدى؟!

قلت: من فحش دعونا له، ومن دعا إلى الفواحش دعونا عليه.

أولئك المحادُّون المشاقُّون اللهَ ورسولَه، القاعدون على صراط الله يصدون عن سبيله ويبغونها عوجًا، إذ يدعو الله عباده إلى رضاه والجنة يدعونهم إلى سخطه والنار؛ قاتلهم الله وأمكن منهم أجمعين.

أتراك تدعو لذئبٍ خطف ابنةً لك وفجر بها؟ كيف بالخاطفين زمرًا من الناس -كل يومٍ- إلى النار؟!

لا إله إلا الله؛ إليه يرفع الغرباء شكاياتهم، به الحول والقوة على كشف هذا السواد، وإليه المصير.

قديمًا؛ قبل أن يعلِّق شيوخٌ

قديمًا؛ قبل أن يعلِّق شيوخٌ أتباعهم بأنفسهم؛ كان السلف يعلِّقون الناس بالله.

“‏نحن اليوم على الطريق، فإذا رأيتمونا قد أخذنا يمينًا وشمالًا؛ فلا تقتدوا بنا”.

هذه دُرَّةٌ لسفيان الثوري، رضي الله عنه وعن سلفنا أولي الأيدي والأبصار.

قال: تكثر أن تقول: يا

قال: تكثر أن تقول: يا حبيبي، حتى إنك لتجعلها بين يدي كل قولٍ لك!

قلت: يا حبيبي؛ لا أدري! إلا أنه شيءٌ ينبض به جَناني؛ فيعرب عنه بياني.

حبيبي؛ لمْ يخلقِ الرحمنُ حرفًا مثلَها ** واهًا لها وويحَ منْ عنها لَهَى.

في حديثٍ مع سائق تاكسي؛

في حديثٍ مع سائق تاكسي؛ قال لي -في غضبٍ شديدٍ-:

أنا نفسي يوم القيامة يقوم؛ عشان اشوف أحمد موسى وهو بيتعذب في جهنم.

هذا الشيء الذي لا يرقى إلى ما شاء الله خسفه من دوابِّ الأرض كلها؛ أحطُّ من أذكر اسمه بلسانٍ أو بنانٍ، لكن راقَ لي هذا الحظُّ الكريمُ من فطرة هذا السائق الطيب، ثم أردت أن أقول بمناسبته شيئًا:

بغضِّ الطرف عن زندقة وطغيان وفجور طائفة الإعلاميين البعداء البغضاء؛ فإنهم أخسُّ الخلق نفوسًا وأحقرُهم طباعًا، ولست أعلم دابةً يسوغ تشبيههم بها جملةً، لعنهم الله وأمكن منهم؛ إنه كبيرٌ كريمٌ.

كأنَّ الشَّاميَّ كان يستشفُّ الغيب؛

كأنَّ الشَّاميَّ كان يستشفُّ الغيب؛ إذ تغنَّى بها قديمًا:

يا اللَّهْ عنَّا اتخلَّى كلِّ النَّاسْ ** ولمنْ نشكو يا اللَّهْ مرَّ الكاسْ

برأفتك الَّتي تدفع الضُّرَّ، ورحمتك الَّتي تجلب النَّفع؛ كن للشَّام يا اللَّه.

قال: “يا عديُّ؛ اطرح عنك

قال: “يا عديُّ؛ اطرح عنك هذا الوثن”.

رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- لعديِّ بن حاتمٍ؛ حين دخل عليه وصليبه في عنقه.

ما جعلت الصليبية العالمية صلبانها في أعناق المسلمين؛ إلا بعد تقاعسهم عن قولها.

ازجروهم عن الكفر؛ أو فليدعوكم إليه.