“هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ”. إذا لم

“هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ”.

إذا لم تجعل الله -تبارك- أول أمرك؛ فاجعله آخره.

قد يفوت العبدَ حقُّ ربه أول أمره؛ وحق الله في الطاعة الفعل، وفي المعصية الترك، وفي النعمة الشكر، وفي البلاء الصبر؛ لكنَّ المحب لربه ونفسه من يستدرك من قريبٍ؛ فيقضي الطاعة التي فاتته ويُجَوِّدها مزيدًا، ويتوب من المعصية التي قارفها توبةً نصوحًا، ويأتي إلى الله -سبحانه- في النعمة عبادةً معجِبةً تجبر مكسور شكره، ويُحْدِث له -تعالى- في البلاء عبادةً باهرةً تصل مقطوع صبره.

ذلك جانبٌ من التعبد لله بهذين الاسمين العظيمين.

“هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ”.

حرفٌ جامعٌ في معنى كنزٍ

حرفٌ جامعٌ في معنى كنزٍ من كنوز الجنة؛ “لا حَوْل ولا قوة إلا بالله العزيز الحكيم”.

لا حَوْل عن ذنبك وعيبك وكربك، ولا قوة على توبةٍ ومداواةٍ وفرَجٍ؛ إلا بالله عزيزًا حكيمًا، وعزة الله كمال قدرته، وحكمته كمال علمه، وأنت -في ذنوبك وعيوبك وكروبك- أفقر شيءٍ إلى من يحيط بظواهرها وبواطنها علمًا، ويقدر على تدبير ما تحب وترضى فيها عملًا، وليس ذلك لأحدٍ إلا لله.

قصةٌ مواسيةٌ قصيرةٌ؛ لأفئدةٍ مُجْهَدَةٍ

قصةٌ مواسيةٌ قصيرةٌ؛ لأفئدةٍ مُجْهَدَةٍ كثيرةٍ، والسعيد من وُعِظَ بغيره.

تأملوا أقدار الله الطُّولية إذ تمتد في حياتنا، وأقداره العرْضية إذ تقطعها.

أرجو علَّامَ غيوبِ القلوبِ خبيرَ جراحِ الأرواحِ؛ أن يسكِّن بحرفها وإنْ قلبًا.

على قدَرٍ ‍كان لقاؤهما، وبقدَرٍ ‍كان حبُّهما، ومن قدَرٍ ‍كان وصالُهما، ولقدَرٍ ‍كان بلاؤهما، وفي قدَرٍ ‍كانت صورةُ العافية، وعن قدَرٍ يجري عهدُهما، وإلى قدَرٍ معلومٍ يصير، خلق الله الحبَّ فقدَّره منازل، وأنزله من السماء بقدَرٍ ما يشاء، فسالت قلوبٌ بقدَرها، وجعل لكل شَغَفٍ قدْرًا، يبسط من الوجْد لمن يشاء ويقدِر، إن يقدُر مشتهىً فنعم القادرون، أو منتهىً فتقدير العزيز العليم، و‍كان أمر الله قدَرًا مقدورًا.

“وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا”؛ قال

“وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا”؛ قال جمهور المفسرين: سجنًا يحصرهم.

“وَإِذَآ أُلْقُوا مِنْهَا مَكَانًا ضَيِّقًا مُّقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُورًا”؛ تضيق عليهم وهم مكتَّفون فيها.

سادتنا الأسرى؛ هل يرضيكم أن يجعل الله سجونكم بحَصْرها وضيقها وقيودها؛ فداءً لكم من النار؟

“وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا

“وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ”.

“وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ قَالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ”.

الرياح بين يدي غيث السماء، ورائحة يوسف تسبق اللقاء.

سنة الله بين يدي الفرح طِيبٌ يُنَسِّمُ خنقة الأحزان؛ “فَتَحَسَّسُوا”.

هل أتاك أنك تقدر على

هل أتاك أنك تقدر على إحياء الموتى بإذن الله؟!
هل تعلم أن في روحك -بجمال إيمانك- من روح الله عيسى -صلى الله عليه وسلم- نصيبًا؟!
ميتٌ باكتئابه؛ من أهلك أو أصحابك أو معارفك.
من أطيب منك في الحياة بختًا؛ إذا نفخت فيما خمد من نفسه من حنانك؛ ابتغاء وجه ربك؟!
“وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَآ أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا”؛ قالها الله.
يا أصحاب العافية؛ آتوا زكاة العافية؛ في كل ألف ساعة راحةٍ؛ ساعة لطفٍ خفيٍّ بالمتعبين.
ربنا من بعث مقبورًا في كربه؛ فابعثه لديك آمنًا.