أسرانا يا أحكم الفاصلين، أسرانا

أسرانا يا أحكم الفاصلين، أسرانا يا أكرم الواصلين، أسرانا يا مولانا.

“وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَآءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ”؛ يا مولى الموالي؛ لا تدع برحمتك عطاءً في هذه الآية إلا وفَّيت منه أسرانا يوم الحاقة؛ سُقهم مع المتقين إلى جنتك كما سِيقوا إلى السجون بغير حقٍّ إلا أن قالوا: ربنا الله، وافتح لهم أبوابها كما غُلِّقت عليهم أبواب الزنازين، ومتعهم بنداء خزنتها: “سَلَامٌ عَلَيْكُمْ” كما فقدوا بالآلام من السلام، وكما سمعوا من الزبانية أذىً كثيرًا، وروِّح أرواحهم بـ “طِبْتُمْ” كما لم تطب في محابسها طويلًا، وخلِّدهم في فردوسك الأعلى أبدًا كما مكثوا في الأغلال سنين عددًا؛ لا إله إلا أنت.

في علاقةٍ بين صحيحَين نفسيًّا؛

في علاقةٍ بين صحيحَين نفسيًّا؛ وجد ثالثُهم محبُّهم حبيبُهم نفسَه مريضًا بعلَّةٍ نفسيَّةٍ، كلَّما دنا منهم بها آذاهم كثيرًا، هو يتعشَّقهم فعزم أمره أن يتنحَّى عنهم لا يطيق فيهم مثقال الذرَّة من السُّوء، وهم يتعلَّقونه فيأبَون ذهابه عنهم خطوةً واحدةً لا يحتملون بعاده، هم أجمل في قلبه من أن يضرَّهم بقربه، وهو أغلى في نفوسهم من أن يتحابَّوا بدونه، أصرُّوا -بجمالهم- على بقائه فيهم مهما ذاقوا من آفته، وأصرَّ -بمروءته- على الانزواء عنهم بقبائح عاهته، لو كان يقدر على اجتثاث جذور علَّته من نفسه فعل فتمَّ السُّرور بالاجتماع؛ لكنَّه عاجزٌ ضعيفٌ، سيؤثر سلامتهم على حظِّه منهم؛ لا بدَّ من الرَّحيل.

يا أصحاب الأورام؛ شفاءً عجبًا.

يا أصحاب الأورام؛ شفاءً عجبًا.

يا أصحاب الأورام؛ “فَصَبْرٌ جَمِيلٌ”.

يا أصحاب الأورام؛ آمنكم الله من روعاتها.

يا أصحاب الأورام؛ بردًا وسلامًا عليكم أجمعين.

يا أصحاب الأورام؛ إن الأورام لا تعجِّل موتًا أخَّره الله.

يا أصحاب الأورام؛ ما دون مثاقيل الذرِّ من آلامكم؛ يحفظه الله.

يا أصحاب الأورام؛ جعل الله الكيماوي والنووي فداءً لكم من نار السعير.

يا أصحاب الأورام؛ إن في استرواح قلوبكم بذكر الرحمن لَخِفَّةً عما يُثقل أجسادكم.

يا أصحاب الأورام؛ هل يرضيكم أن يجعل الله جزاء ما قُطِعَ منكم؛ وصلًا به يوم التغابن؟

يا أصحاب الأورام؛ قد نهى رسول الله عن سب الحُمَّى لِمَا تذهب به من الخطايا؛ كيف بالأورام؟