#في_حياة_بيوت_المسلمين. أغرى امرؤٌ يومًا غلامًا

#في_حياة_بيوت_المسلمين.

أغرى امرؤٌ يومًا غلامًا جاهلًا
بنقودهِ كيْ ما ينالَ بهِ الوطرْ

قالَ ائتني بفؤادِ أمكَ يا فتى
ولكَ الجواهرُ والدراهمُ والدررْ

فمضى وأغمدَ خنجرًا في صدرها
والقلبَ أخرجهُ وعادَ على الأثرْ

لكنهُ منْ فرطِ سرعتهِ هوى
فتدحرجَ القلبُ المضرَّجُ إذْ عثرْ

ناداهُ قلبُ الأمِّ وهوَ معفَّـرٌ
ولدي حبيبي هلْ أصابكَ منْ ضررْ

فكأنَّ هذا الصوتَ رغمَ حنوِّهِ
غضبُ السماءِ على الغلامِ قدِ انهمرْ

فدرى فظيعَ جنايةٍ لمْ يَجنها
ولدٌ سواهٌ منذُ تاريخِ البشرْ

فارتدَّ نحوَ القلبِ يغسلهُ بما
سالتْ بهِ عيناهُ منْ فيضِ العبرْ

ويقولُ يا قلبُ انتقمْ مني ولا
تغفرْ فإنَّ جريمتي لا تغتفرْ

واستلَّ خنجرهُ ليطعنَ نفسهُ
طعنًا فيبقى عبرةً لمنِ اعتبرْ

ناداهُ قلبُ الأمِّ كُفَّ يدًا ولا
تطعنْ فؤادي مرتينِ على الأثرْ

قالوا: الفلاح لما يتمدن يجيب

قالوا: الفلاح لما يتمدن يجيب لأهله العار، وأقول: الإسلامي لما ينفتح يحلف ليروح النار.

الانفتاح على الناس والمعارف والحياة -بشرط الصدق في الباطن، والقصد في الظاهر- أحب إلى الله ورسوله، وأنفع للإسلام والمسلمين، وأصلح للنفس والحياة، وانفتاح المسلم -على الشرط السالف- طوعًا واختيارًا؛ أصْوَن له عن “ضَلُّوا وَأَضَلُّوا”، وأعْوَن له على “سَوَآءِ الصِّرَاطِ”.

أما أولئك المنفتحون بوطأةٍ من نفوسهم والواقع والناس؛ فأدنى إلى الشطط، وبالله الثبات.

للإباحيات -وما آلت إليه من

للإباحيات -وما آلت إليه من هَوْلٍ هائلٍ، وخَطْبٍ لا يحيط به قول قائلٍ- أضرارٌ عظيمةٌ كثيرةٌ؛ في القلب (من جهة عباداته)، وفي العاطفة (من جهة نوعها ووزنها)، وفي العقل (من جهة الروابط الشرطية التي تنعقد فيه بين لذةٍ معينةٍ بوسيلةٍ محددةٍ، ومن جهة الخيالات الجنسية أنواعًا وأوزانًا). أما آثار هذه الأضرار في النفس والجسد والحياة الأسرية والاجتماعية والإيمانية؛ فحدث ولا حرج.

ليس في هذا الكلام مبالغةٌ أو تهويلٌ، بل هو قاصرٌ دون نعت الواقع الأسود الأليم، لعن الله الكفرة الفجرة المضيقين كل شيءٍ على الناس؛ إلا ما يعينهم على الكفر والطغيان والخراب، ولطف بالمؤمنين.

واسيت السادة الأسرى قديمًا بقول

واسيت السادة الأسرى قديمًا بقول الله -وسعت رحمته-: “جَنَّاتِ عَدْنٍ مُّفَتَّحَةً لَّهُمُ الْأَبْوَابُ”؛ ورجوت لهم منه -بما صبروا على حبس الأجساد وإيصاد الأبواب- كل نصيبٍ من الفتح والحرية؛ جزاءً وفاقًا.

اليوم أواسي موالينا بقول مولى الموالي -جلَّ نوالُه- على ألسنة أهل الجنة: “وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَآءُ”؛ لئن عجزتم عن حركةٍ في سجونكم كما تشاءون؛ فإنما هي أيامٌ تفنى في دنيا تزول، وغدًا -بأن الله أطيب الشاكرين- يدخلكم جناتٍ تتبوءون منها حيث تشاءون؛ فإن شئتم أتيتم مجلس أولياءَ لله مقربين، وإن شئتم غشيتم روضة أنبياءَ ومرسلين، وإن شئتم زرتم الله نفسَه ربَّ العالمين! فأي شيءٍ ضيقكم إذا صرتم إلى هذه السعة؟! وأي شيءٍ حبسكم إذا انتهيتم إلى تلك الحرية؟! اللهمَّ اللهمَّ.

“تفسير الذنوب لا يبرِّرها”؛ قاعدةٌ

“تفسير الذنوب لا يبرِّرها”؛ قاعدةٌ تعظُم الحاجة إليها في هذا الزمان العجب.

مثالٌ: فلانٌ وصل امرأةً لا تحل له وصلًا محرَّمًا؛ لعلنا إذا نظرنا في حاليهما -هُدَاةً قُضَاةً- وجدنا لهذا الذنب من الأسباب النفسية -مع ضعف الإيمان- ما يفسره؛ لكنها لن تبرِّره.

حَقُّ هذه الأسباب النفسية الاعتناء بها نظرًا وعملًا، وقد توجب إشفاقًا على المذنب من وجوهٍ معتبرةٍ؛ لكنها لا تبرِّر الذنب من جهةٍ، ولا تعطل حقوق الله وعباده من جهةٍ أخرى.

هذه طريقة أولي القصد والمرحمة، فأما الزائغون فيخْطُون بتفسير الخطايا إلى الكفر البواح خطوًا؛ من التفسير إلى التبرير، ومن التبرير إلى التمرير، ومن التمرير إلى التقرير.

“لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ”، “وَوَضَعَ الْمِيزَانَ”.

الجهلاء الفقراء الصغار العجزة؛ يستغفرونك

الجهلاء الفقراء الصغار العجزة؛ يستغفرونك عليمًا بهم غنيًّا عنهم كبيرًا فوقهم قديرًا عليهم، فاغفر -اللهم- لهم بما بينك وبينهم من كمالات الربوبية ونقوص العبودية، لا إله إلا أنت خير الغافرين.