أسعدُ الناس بالحب حدثاءُ العهد

أسعدُ الناس بالحب حدثاءُ العهد بروعته، الذين يوقظ الحب لَوَاعِجَهُمْ من سُباتها أولَ مرةٍ، لا سوالف تجربةٍ تُبطِّئهم، ولا سوابق خبرةٍ تُعوِّقهم؛ كأطفالٍ بحَلواهم يلتذون.

أفئدتهم في جوِّه طائراتٌ لا تخشى جذبًا، وألسنتهم في برِّه طائشاتٌ لا تحذر دَرَكًا، وجوارحهم في بحره جارياتٌ لا تخاف غرقًا؛ أولئك المنعَمون في جنونه غُفَاةً يحلمون.

#في_حياة_بيوت_المسلمين. تزوج البكر ما شئت

#في_حياة_بيوت_المسلمين.

تزوج البكر ما شئت صديقي، وقد قال نبي الله -صلى الله عليه وسلم- لجابرٍ -رضي الله عنه- وقد تزوج ثيبًا: “هلَّا بكرًا تلاعبها وتلاعبك!”، أما مبالغتك الشديدة في إظهار الغيرة في نكاح الثيب؛ فلا.

قد نكح سيد العالمين الثيبات، وبدأ بهن، واستكثر منهن، ولستَ -ولا أحدٌ حتى القيامة- بأطيب منه نفسًا ولا أوفى منه غيرةً، وقد أتم الله بشريته قبل أن يتم نبوته، صلى الله عليه وسلم؛ مقامه المقام.

ذلك، وإيذاء الثيبات بهذه المبالغات -وقد عضَّتهن نيوب البلايا بأسبابٍ كثيرةٍ- منقصةٌ أخرى، يترفع عنها من قسم الله له من المروءة نصيبًا، واللطف بهن أدبٌ بالغٌ أمَّك خديجة زوجَ نبيك المُثلى.

لئن فضَلت الأبكار من وجوهٍ؛ فقد ترجَح الثيبات من وجوهٍ أخرى، “قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا”.

يا صديقي؛ لك البكر ولك الغيرة، هذي حروفٌ لأُولي الإحكام والإحسان، تقدَّس الله واضع الميزان.

“لا تعبدوا الله سرًّا بعد

“لا تعبدوا الله سرًّا بعد اليوم”؛ قالها الفاروق -رضي الله عنه- للمسلمين في مكة يوم أسلم.

يا كلَّ اقتدارٍ بها وكبرياء! قل: هو دينٌ عظيمٌ أصاب نفسًا عظيمةً، كلما أصاب مثلها أدهش.

أحلف بالله إني لعاجزٌ عن نعت ما بقلبي منها! اللهم شيئًا من عمر؛ نعز به الإسلام والمسلمين.

ليست كرامة من يمشي على

ليست كرامة من يمشي على الماء إذا مشى عليه، ولا من يطير في الهواء إذا طار فيه؛ بأعظم من شابٍّ يمتلئ رغبةً في الحرام وقدرةً عليه ثم يدعه لوجه الله؛ فتلك والله الكرامة، لا قبل ولا بعد.

ذلك الذي يفقهك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله ليعجب من الشاب ليست له صبوةٌ”.

كلما عظُم ولاؤك وبراؤك في

كلما عظُم ولاؤك وبراؤك في نفسك؛ ضعُف في جنب الله.

محبتك نفسَك طبيعيةٌ وضروريةٌ؛ أما دوران الولاء والبراء عليها فلا.

لقد رأيت من يثور غضبًا للشيء التافه يمسه؛ لا يحمر أنفه إذا انتكهت حرمات الله.

يا هذا؛ أنت لا تأكل

يا هذا؛ أنت لا تأكل مالًا حرامًا؛ بل المال الحرام يأكلك.

لا يزال المال الحرام بصاحبه؛ حتى لا يكاد يأتي شيئًا حلالًا.

جمعَ الحرامَ على الحلالِ ليُكْثِرَهْ ** دخلَ الحرامُ على الحلالِ فبعثرهْ