إن الذين يطول بلاؤهم؛ يضعُف

إن الذين يطول بلاؤهم؛ يضعُف شعور أكثر الناس بهم.

الأسرى إذا طال حبسُهم، المطارَدون إذا طال شَعَثُهم، المرضى إذا طالت أسقامُهم، المكتئبون إذا طال غمُّهم، المساكين إذا طال عَوَزُهم؛ أطيلوا أنفاس نفوسكم فيهم يَطُلْ فيكم عونُ الله، قد أفلح المواسون.

اللهَ اللهَ لا تألفوا آلام المتعبين؛ الأيامٌ دُوَلٌ والليالي حُبَالَى.

يا مولى الموالي؛ نحن أُولو

يا مولى الموالي؛ نحن أُولو همٍّ وأُولو تعبٍ شديدٍ، والأمر إليك، ويح من لم تجعل أمره إليك!

إن يزُل عنا -في الحياة الدنيا- وجعٌ أصابنا غيرُه؛ لكنا نرجوك رجاءً هو أبقى؛ لقِّنا وجه نبيك الأزهر على حوضه الكوثر؛ حتى يطرح عنا بشرُه جمهرةَ الأحزان، ثم لقِّنا وجهك الأكرم في جوارك الأطيب على كثبان المسك بين زوَّارك الباهجين يوم المزيد؛ حتى يملأنا منك رضوانٌ لا نسخط بعده أبدًا.

وقَّع بالضراعة إلى عرشك المجيد “عبادٌ محبون”؛ وجلالك محبون، على ما فرطنا في جنبك محبون، على ما اقترفنا من الآثام محبون، أحبُّوا بحبك من أحببت، وعادَوا بعداوتك من عاديت، محبون.

يا توابًا وحدك لا شريك

يا توابًا وحدك لا شريك لك؛ لا تقبضنا قبل المتاب علينا من مساخطك جميعًا، وابسط لنا من طيبات مراضيك أحوالًا وأعمالًا؛ حتى ندخل عليك خفافًا مما تكره، ثقالًا بما تحب، لا إله إلا أنت البر الكريم.

تحبُّ أن يطَّلع النَّاس على

تحبُّ أن يطَّلع النَّاس على طاعاتك الَّتي يسَّر اللَّه بها؟! فأطلعهم على معاصيك الَّتي جمَّلك اللَّه بسترها؛ فتكون صورتك عندهم كما هي عند نفسك وأجلى منها عند اللَّه، وتكون أنت من المنصفين.

ويح المسكين! كأنَّ ربَّه خلق

ويح المسكين! كأنَّ ربَّه خلق فؤاده من ودٍّ فقدَّره، ثمَّ سبيلَ الحبِّ يسَّره، ثمَّ إذا شاء بلاءه غيَّب أخلَّاءه فأقبره، ثمَّ إذا شاء بعثه جمعه بهم فأنشره؛ هناك ألقى أحدهم فأعانقه إلصاقَ قلبٍ بقلبٍ، وأقول شاكرًا أنعُم الرَّبِّ: الحمد لمولائي؛ أحياني بك بعدما أماتني، وردَّك عليَّ يا روحي، وأذن لي بحياة الحياة.

رضينا قسمةَ الجبَّارِ فينا **

رضينا قسمةَ الجبَّارِ فينا ** رضيناهُ رضيناهُ رضينا

أسرانا يا كبير يا كريم، أسرانا يا حي يا قيوم، أسرانا يا مولانا.

بينَ الجوانحِ في الأعماقِ سُكناكمْ ** فكيفَ ننسى ومنْ في الناسِ ينساكمْ

نورٌ مبينٌ: “وَاجْعَل لِّي وَزِيرًا مِّنْ أَهْلِي * هَارُونَ أَخِي”؛ “قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَىٰ”.

يا ذا الجلال والإكرام؛ قد سألك كليمُك -صلَّيتَ عليه وسلَّمتَ- أخاه هارون وزيرًا؛ فآتيته فيه سؤلَه وجعلته معه رسولًا؛ فآتنا اللهم ربنا في إخواننا الأسرى سؤلَنا؛ فرجًا قريبًا عزيزًا، ونجاةً واسعةً طيبةً، وأن تشغلهم إلى العافية بذكرك وشكرك وحسن عبادتك؛ سُلوانًا بأُنسك عن عَنَتٍ وعناءٍ؛ يا طيب.

كان بعض سلفنا يوصي بسورة

كان بعض سلفنا يوصي بسورة يوسف من أوجعه الحزن، وكان شيخ الإسلام -رحمه الله- يوصي بآيات السكينة من أنقضه الكرب، ومذهب السادة السلف -رضي الله عنهم- في ذلك واسعٌ كريمٌ.

أما إني لو أوصيت المبتلَين بالعشق -أبرأهم الله- بسورةٍ يقرؤونها على أفئدتهم؛ لكانت سورة الحديد.