من زاويته النفسية؛ الإلحاد هو

من زاويته النفسية؛ الإلحاد هو الدرجة القصوى من عشق الذات ومقتها معًا.

الملحد بالنظر إلى صورة إلحاده بالغُ الحب لنفسه، وبالنظر إلى حقيقته بالغُ الكراهية لها.

ذلك كله في الحياة الدنيا؛ فأما يوم التغابن؛ فليس إلا مقت النفس كمالًا تمامًا.

“إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِن مَّقْتِكُمْ أَنفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمَانِ فَتَكْفُرُونَ”.

قال: فكيف المؤمن من نفس الزاوية؟ قلت: بالغُ الحب لنفسه صورةً وحقيقةً.

أحبَّ نفسه حقًّا إذ عرف ما يصلحها في الدنيا والآخرة فلزمه، وما يُعطبها فيهما فاجتنبه.

الإيمان -حينئذٍ- هو الدرجة المعقولة من حب النفس، مع إيثار خالقها عليها.

“اللهم اجعل حبك أحب إلينا من الماء البارد على الظمأ”، وقنا مقت نفوسنا معاشًا ومعادًا.

لا إله إلا الله الحميد

لا إله إلا الله الحميد المجيد، ذو العرش العظيم، الأول الآخر الظاهر الباطن، له الخلق والأمر، عالم الغيب والشهادة، الكبير المتعال، كل شيءٍ عند مولانا رب العالمين الرحمن الرحيم بأجلٍ مسمًّى، سبحانه العظيم وبحمده! يسمع ما لا نسمع، ويبصر ما لا نبصر، ويعلم ما لا نعلم، له المنة في البواطن والظواهر، حكيمًا خبيرًا، قد جعل لكل شيءٍ قدْرًا؛ آمنا بالله فعالًا لما يريد، يبدئ ويعيد، محمودٌ -علا وتعالى- بما قبض وبسط، مشكورٌ -جل جلاله- بما قدَّم وأخر، الحي القيوم، أولى بنا من أنفسنا ومن الناس أجمعين، لا أرأف منه ولا أرحم، ولا أبرَّ منه ولا أكرم، على كل شيءٍ وكيلٌ، لقدَره حقُّ الإيمان، ولقضائه فرضُ التسليم، إليه التفويض، وعليه التوكل، ومنه الحوْل، وبه القوة، وفيه اليقين، وإليه الرُّجعى، يدبر الأمر، بيده الخير، مقيتٌ حفيظٌ، لطيفٌ لما يشاء، وهو على كل شيءٍ قديرٌ.

“كان يسمع ضحك عينيه فتطرب

“كان يسمع ضحك عينيه فتطرب أذنه، ويرى بريق فمه فتقرُّ عينه”؛ هي كما قرأتَ.

كذلك الحبُّ إذا استولى؛ نبصرهم حتَّى بالآذان، ونسمعهم حتَّى بالعيون.، وإذا مسموعاتهم مرائي، ومرائيهم مسموعاتٍ، لكلِّ شيءٍ فيهم كلُّ شيءٍ منَّا “عنايةً ورعايةً”؛ حتَّى يرضوا فنرضى.

التاريخ ربانياتٌ وإنسانياتٌ، التاريخ رسالاتٌ

التاريخ ربانياتٌ وإنسانياتٌ، التاريخ رسالاتٌ وحضاراتٌ، التاريخ حركةٌ وعلومٌ وفلسفاتٌ، التاريخ اجتماعٌ وسياسةٌ واقتصادٌ، التاريخ مادةٌ ومعنًى التاريخ زمانٌ ومكانٌ وحوادث، التاريخٌ سلمٌ وحربٌ، التاريخ غيبٌ وشهادةٌ، التاريخ الجغرافيا سائلةً، التاريخ شاهدوه وكاتبوه، التاريخ إسلامٌ وجاهليةٌ، التاريخ ابتلاءٌ بمعناه الواسع العظيم؛ الابتلاء الكوني القدري، والابتلاء الديني الشرعي؛ “خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا”، “قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُمْ سُنَنٌ”، “إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ وَإِن كُنَّا لَمُبْتَلِينَ”.

زد أرواحنا بعبوديَّتك حرِّيَّةً، واجعل

زد أرواحنا بعبوديَّتك حرِّيَّةً، واجعل طواف قلوبنا حول عرشك، ومتِّع نفوسنا ببرد التَّسليم لقدرك وشرعك، واملأ ألسنتنا تسبيحًا بحمدك، وأطلق جوارحنا في هوادي محابِّك؛ يا ذا الجلال والإكرام.

حرف ترهيبٍ عظيمٍ لمانعي الزكاة

حرف ترهيبٍ عظيمٍ لمانعي الزكاة المحرومين، وهو من قبلُ درسٌ في حقيقة الإيمان مكينٌ.

قال عبد الله بن مسعودٍ رضي الله عنه: “أُمرتم بالصلاة والزكاة؛ فمن لم يزكِّ فلا صلاة له”، وقال: “من أقام الصلاة ولم يؤت الزكاة؛ فليس بمسلمٍ ينفعه عمله”. رواهما عنه اللالكائيُّ رحمه الله.

الرياء، والتمييع، والجهل، والتشاحن، والإصرار

الرياء، والتمييع، والجهل، والتشاحن، والإصرار على المعصية.

إن تجتنبوا هذه الخمس المسوِّدة بعامةٍ؛ فاجتنبوها والغوطة تحترق بخاصةٍ.

يا ذا الجلال والإكرام؛ خذ من دمائنا لنصرة ديننا وإخواننا حتى ترضى؛ لا إله إلا أنت.

في البعد قلوبٌ متجاوراتٌ. هذا

في البعد قلوبٌ متجاوراتٌ.

هذا الذي أسلِّي به نفسي في حبيبٍ غيبه عن عينيَّ الطغاة الغاشمون.

كيف هي أفئدة الأمهات؟!

لا أشك في شغلك بي -في محبسك- يا صديقي؛ كما أني بك مشغولٌ.

إني أنا أخوك؛ فلا تبتئس.

عسى مولانا البر الرحيم أن يدهشنا بنجاتك قريبًا، وبأسرانا أجمعين.