2018

من جعل الموت والحساب همَّه؛ عادت هموم دنياه أوزانَها الحقيقيَّة، لا يربو همٌّ منها ولا يطغى.

ومنهم الذين لا تزيدهم عقولهم في الحب إلا رهقًا، لا يزال أحدهم يدقق في كل مفعولٍ ويحقق في كل متروكٍ؛ حتى تفوته حظوظُ نعماءِ الحب حظًّا حظًّا، وقد يكفر المحبوب بوصاله ويصير عليه ضدًّا.

قيل: ساعة الإجابة ما بين أذان الجمعة إلى انقضاء الصلاة، وقيل: ما بين العصر إلى المغرب، وقيل غير ذلك، اذكروا فيها -أينما كانت- إخوانكم الأسرى، وابسطوا الضراعة في أهل شهيدنا عمر رفاعي تقبله الله، وفي أمثالهم من أسرانا؛ أن يعجِّل الرحمن نجاتهم، حسبنا الله الشهيد المحيط ونعم الوكيل.

تذكر؛ أنت اليوم حيٌّ تستطيع العمل، وغدًا أنت ميتٌ لا تستطيع.

تذكر؛ لن ينفعك “يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ”؛ إلا قلبٌ اعتنيت بسلامته وتزكيته.

تذكر؛ ما بينك وبين النجاة من عذاب النار بذنوبك؛ إلا أن تتوب منها؛ مهما بلغت نوعًا وكيفًا وعددًا.

وخذ من قرآن الفجر المشهود لسائر يومك.

تلك الطاقة العظيمة التي تُذهبها نفسُك من قلبك -بعون الشيطان- في الندم على ذنبك؛ لو بذلتَ شطرها في حسنةٍ تقترفها بعده؛ كان أمحى لذنبك وأهدى لقلبك وأرضى لربك، “إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ”.

ما يفعل الله بمقتك نفسَك بعد عصيانك مقتًا بعيدًا؟! ما تبلغ عند مولاك بسبِّك إياها بعده سبًّا شديدًا؟!

إنه لا توبة بغير ندمٍ؛ لكنْ قد جعل الله للندم قدرًا، لا وكس ولا شطط؛ إن يكن يسيرًا كشف عن قلبٍ لمَّا يقدُر الله حقَّ قدره، وإن يكن عظيمًا أقعد صاحبه عن فعل الخير بعد الشر بما يُهدر من قوة روحه.

ذلك؛ وما يرسِّخه طول الحطِّ على النفس وشدة الإزراء بها؛ غايةٌ للشيطان قصوى؛ فإن العبد إذا كره نفسه لم ينشط في جلب منافع المعاش والمعاد إليها، ولا دفع مضارِّهما عنها، وكفى به موتًا وبوارًا.

يا حبيبي؛ كن أسرع العباد إفاقةً بعد غفلةٍ، وأنشطهم بالإحسان بعد إساءةٍ؛ ذلك شأن أولي الألباب.

#في_حياة_بيوت_المسلمين.

استحياء الزوجين في عُرسهم من أهليهم وأصحابهم إذا جاملوهم فيه بمنكرات الغناء والموسيقاء والتبرج؛ بليَّةٌ في الدين، وقعود المدعوِّين من الصالحين عن إنكار هذه المنكرات؛ بليَّةٌ أخرى.

خذوا من الولاء والبراء لسائر العقائد، ومن الصلاة لسائر العبادات، ومن التغافل لسائر المعاملات.

– لا تحزن.

“لا تحزن” إيه يا بيه؟! نحن في الحياة الدنيا؛ في 2018 زمانًا، وفي أم الدنيا مكانًا.

فياربِّ قرِّبْ دارَ كلِّ حبيبِ