“وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي * اذْهَبْ أَنتَ

“وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي * اذْهَبْ أَنتَ وَأَخُوكَ بِآيَاتِي وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِي”.

هو كليم الله، مُصْطَنَعٌ لنفس الله، معه نبيٌّ لله، مرسلان بآيات الله؛ ويُنهيان عن الفتور عن ذكر الله.

كيف افتقار أحفاد موسى وهارون في ملاقاة أحفاد فرعون؛ إلى الذكر!

ربنا ألهِم عبادك الأسرى ذكرك الكثير؛ يكن عونًا لأفئدتهم على الثبات، ويصبرون به صبرًا جميلًا.

تلك آيةٌ تتجلى أسرارها للذين ابتُلوا بذلك البلاء؛ ما لا تتجلى لسواهم.

– محدِّش بينام من غير

– محدِّش بينام من غير عَشا.

ومن غير غدا ومن غير فطار، ومن غير غطا ومن غير علاج، ومن غير ميَّه ومن غير صرف، وفي غير بيوت أصلًا، وملايين، وفي قبلي وفي بحري، وفي قاهرة الغلابة نفسها؛ سعادتك بغبغان بس.

يا حبيبي؛ لا تكن كفُلانٍ؛

يا حبيبي؛ لا تكن كفُلانٍ؛ لا يحجزه عن معصية الله إلا فقدُ أسبابها، فإذا توفرت أسبابها هرول إليها هرولة محبِّ الله إليه، كأنما يحاذر المسكين لقاء ربه قبل الظَّفَر بها! يا حبيبي؛ تعوَّذ بالله أن تكون.

مفتاح باب صلاح شأنك مع

مفتاح باب صلاح شأنك مع الله ونفسك والناس؛ هو “المزاحمة”.

من لم يعتقد هذه اليقينية بطريق الشرع؛ فإنه معتقدُها ضرورةً بطريق القدر.

إن الله ليُشهدنا في أنفسنا والناس -عددَ الأنفاس- أن “المزاحمة” هي سبيل النجاة الأوحد.

إن عبدًا لا يزاحم قلبه باطنًا ووقته ظاهرًا بطيبات المعاش والمعاد؛ ليس له العَجَب لحظةً من تراكُم عيوبه وتعاظُم ذنوبه؛ فإنما هو وعاءٌ واحدٌ، إذا غَزُرَ فيه شيءٌ نَزُرَ فيه ضدُّه؛ فالمزاحمة المزاحمة.